الجزائر: السجن 6 أشهر لرئيسة حزب إسلامي متهمة بـ«نشر الكراهية»

اشتهرت بعدائها الشديد لنشطاء أمازيغ

الجزائر: السجن 6 أشهر لرئيسة حزب إسلامي متهمة بـ«نشر الكراهية»
TT

الجزائر: السجن 6 أشهر لرئيسة حزب إسلامي متهمة بـ«نشر الكراهية»

الجزائر: السجن 6 أشهر لرئيسة حزب إسلامي متهمة بـ«نشر الكراهية»

ثبّتت محكمة استئناف في غرب العاصمة الجزائرية حكماً بالسجن 6 أشهر مع التنفيذ، بحق البرلمانية سابقاً، ورئيسة «حزب العدل والبيان» الإسلامي، نعيمة صالحي، بناء على تهم يتضمنها «قانون التمييز والكراهية». وكانت صالحي تميزت بهجومات حادة ضد نشطاء سياسيين من منطقة القبائل، ما دفعهم إلى مقاضاتها وافتكاك حكم ابتدائي بسجنها، صدر نهاية العام الماضي.

وعبّر مراد عميري، المحامي وصاحب الشكوى ضد صالحي (58 سنة)، بحسابه بـ«فيسبوك»، عن ارتياحه للحكم، من دون توضيح إن كان مرفقاً بإيداع المتهمة الحبس الاحتياطي.

نعيمة صالحي داخل المحكمة (الشرق الاوسط)

وناشدت صالحي الرئيس عبد المجيد تبون، عشية صدور الحكم، الوقوف معها ضد خصومها، وهم سياسيون في حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، و«حركة الحكم الذاتي في القبائل» المحظورة. وقالت على منصات الإعلام الاجتماعي، مخاطبة الرئيس: «أنا ضحية محاولات لإسكاتي وتكميم أفواه كل من رفض مشروع تمزيق الجزائر».

وذكرت رئاسة الجمهورية في 12 يناير (كانون الثاني) 2020 أن الرئيس تبون طالب رئيس وزرائه بإعداد قانون بهذا الخصوص، بذريعة «تنامي خطاب الكراهية والتحريض على الفتنة، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي».

كما حثّ الحكومة على «سد الباب في وجه أولئك الذين يستغلّون حرية وسلمية الحراك، برفع شعارات تهدد الانسجام الوطني». وشدد الرئيس على أن «الجميع مطالبون بالتقيّد بالدستور وقوانين الجمهورية، ولا سيما ما يتعلق باحترام ثوابت الأمة وقيمها، والمكوّنات الأساسية للهوية الوطنية والوحدة الوطنية ورموز الدولة والشعب».

وجاء قرار الرئاسة بعد أقل من 24 ساعة من متابعة كاتب سيناريو يدعى رابح ظريف، أمام القضاء، بعد فصله من منصبه الحكومي كمدير للثقافة بولاية المسيلة (جنوب شرقي البلاد)، بعد أن وصف أحد أيقونات ثورة الاستقلال، عبان رمضان، بأنه «خائن وعميل». وصدر عنه هذا الهجوم في منشور بحسابه على «فيسبوك»، وذلك في إطار خصومة آيديولوجية شديدة بينه وبين المخرج السينمائي المعروف بشير درايس.

ووضعت الصحافة يومها مسعى «تجريم خطاب الكراهية» في سياق جدل كبير حول تصريحات بالفيديو للبرلمانية نعيمة صالحي، هاجمت فيها سكان القبائل، بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية (12 يناير). وقالت إنها لا تعترف بـ«البعد الأمازيغي للهوية الجزائرية»، وإن الجزائر «لا يمكن إلا أن تكون عربية إسلامية». وفي 2018، طالب برلمانيون برفع الحصانة عنها بغرض متابعتها، بعد أن هددت، في فيديو أثار صدمة كبيرة، ابنتها الصغيرة بالقتل «إن نطقت بكلمة واحدة بالأمازيغية».

ووقع الصحافي الكبير سعد بوعقبة تحت طائلة هذا القانون، في فبراير (شباط) الماضي، عندما اعتقل ثم وضع تحت الرقابة القضائية ومنع من السفر، على إثر شكوى أشخاص يتهمونه فيها بـ«الكراهية» و«العنصرية» تجاه محافظة الجلفة (جنوب) وسكانها، وهي منطقة داخلية كتب عنها الصحافي السبعيني مقالاً ساخراً، على أساس أنها «خاضعة سياسياً للنظام الحاكم».

حقائق

في أبريل (نيسان) 2022

سنّ البرلمان، بناء على مشروع تسلمه من الحكومة، قانوناً يجرِّم العنصرية وخطاب الكراهية والتنمّر على سكان أي منطقة بالبلاد.

وتعدّ صالحي نفسها في مقدمة المدافعين عن «هوية الجزائر العربية والإسلامية»، المهددة حسبها، من طرف دعاة تعميم تعليم اللغة الأمازيغية في المدارس، الذين هاجمتهم بقوة خلال مظاهرات الحراك الشعبي، عام 2019. حينما كانوا يرفعون راية الأمازيغ.

وفي أبريل (نيسان) 2022، سنَّ البرلمان، بناء على مشروع تسلمه من الحكومة، قانوناً يجرّم العنصرية وخطاب الكراهية والتنمّر على سكان أي منطقة بالبلاد. ويتناول القانون عقوبة بالسجن تصل إلى 3 سنوات مع التنفيذ ضد من تثبت ضده تهمة «الإساءة إلى شخص أو مجموعة أشخاص، على أساس الجنس والعرق واللون، والنسب والأصل القومي والإثني، واللغة والانتماء الجغرافي والإعاقة أو الحالة الصحية».


مقالات ذات صلة

نتنياهو مدافعاً عن نفسه في محكمة تحت الأرض: حياتي صعبة للغاية ولا أكمل سيجارة

شؤون إقليمية نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

نتنياهو مدافعاً عن نفسه في محكمة تحت الأرض: حياتي صعبة للغاية ولا أكمل سيجارة

قالت المحكمة إن بنيامين نتنياهو، المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، سيدلي بشهادته ثلاث مرات في الأسبوع، رغم حرب غزة والتوتر في الشرق الأوسط.

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

بعد فوزه في الانتخابات، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيتخلّص من مشكلاته القانونية بعد طلب الادعاء إسقاط دعوى قلب نتائج انتخابات 2020.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

القضاء يردّ دعوى التآمر المرفوعة ضد ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات

وافقت قاضية أميركية، الاثنين، على طلب النيابة العامة ردّ الدعوى المرفوعة ضدّ الرئيس المنتخب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها قبل 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
TT

حكومة شرق ليبيا تحظر احتفالات «رأس السنة»

أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)
أحد ميادين مدينة بنغازي (صندوق التنمية والإعمار)

حظرت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، بقيادة أسامة حمّاد، رسمياً، مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة، وأمرت «بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان»، في قرار أثار ردود فعل غاضبة.

وقال جهاز البحث الجنائي، بشرق ليبيا، الأحد، إنه «تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة، يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة»، وأوضح أنه بناء على ذلك كُلف رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء حسن الجحاوي، إدارة فروع: الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة».

وفي منتصف الأسبوع الماضي، شنّ جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، حملة على المحال التجارية المخصصة لبيع الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة، وصادرها وأمر بعدم بيعها، بداعي أنها «مخالفة للدين».

ويأتي قرار الحكومة التي يترأسها حمّاد، بعد أزمة أخرى أثارها حديث حكومة عبد الحميد الدبيبة، في طرابلس، عن تفعيل شرطة الآداب، بداعي «انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع الليبي في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي».

وتعاني ليبيا من انقسام حكومي حاد، ولديها حكومتان؛ الأولى في شرق ليبيا برئاسة حمّاد، وتحظى بدعم البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والثانية في غربها بقيادة الدبيبة.