مبادرة «تونس المستقبل» تتضمن تغيير الحكومة وإرساء المحكمة الدستورية

يعلن محتواها خلال أسبوع

من مظاهرة مؤيدة للرئيس سعيد في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
من مظاهرة مؤيدة للرئيس سعيد في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

مبادرة «تونس المستقبل» تتضمن تغيير الحكومة وإرساء المحكمة الدستورية

من مظاهرة مؤيدة للرئيس سعيد في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
من مظاهرة مؤيدة للرئيس سعيد في العاصمة التونسية (إ.ب.أ)

يعلن الرباعي الذي يعد مبادرة «تونس المستقبل» بزعامة الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، وبمعية عمادة المحامين، و«رابطة حقوق الإنسان»، و«المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية»، عن تفاصيل هذه المبادرة من نواحيها الثلاث: السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك خلال مدة لا تزيد على أسبوع.

وفي هذا السياق، كشف بسام الطريفي رئيس «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، أهم الخطوط المميزة لهذه المبادرة التي من المنتظر أن تتضمن عدة إجراءات مفصلية، أهمها تغيير الحكومة التي تتزعمها نجلاء بودن، وتشكيل المحكمة الدستورية التي من شأنها البت في ملف رئاسة الجمهورية في حال شغور المنصب لعدة أسباب من بينها المرض أو الموت، وإلغاء المرسوم الرئاسي عدد 54 المتعلق بـ«الجرائم الاتصالية»، والذي تعده منظمات عدّة «ضد الحقوق والحريات»، علاوة على تنقية المناخ السياسي، والانفتاح على بقية مكونات المشهدين السياسي والاجتماعي.

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)

ومن أهم المقترحات الواردة في المبادرة، مبدأ الفصل بين السلطات، وتكريس مبدأ المساءلة لكل مستويات المسؤولين في المؤسسات الدستورية، وإعلاء مبادئ حقوق الإنسان، والمحافظة على الحريات، وعلوية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واستقلالية الهيئات الدستورية المختلفة.

وتتساءل أطراف سياسية وحقوقية تونسية وأجنبية عدة عن مدى قبول الرئيس التونسي قيس سعيد لهذه المبادرة، وقد سبق أن رفض التحاور مع منظومة الحكم السابقة بزعامة «حركة النهضة»، واعتمد مبدأ إقصاء الكثير من الأجسام الوسيطة الرابطة بين أعلى هرم السلطة وعموم الشعب.

وفي هذا الشأن، قال رمضان بن عمر المتحدث باسم «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» (منظمة حقوقية مستقلة)، وأحد أطراف هذه المبادرة، إنه «إذا لم تجد مختلف هذه المقترحات تفاعلاً كبيراً من الأطراف السياسية خصوصاً الموجودة في السلطة، فإنها ستشكل في المقابل أرضية نضالية حقيقية، والعنوان الأبرز لكل النضالات السياسية في المرحلة المقبلة».

صورة نشرها موقع البرلمان التونسي

وأشار المصدر نفسه إلى أن مبادرة «تونس المستقبل» سيجري تفعيلها مع المؤسسات القائمة، وهي تعترف بمشروعية رئاسة الجمهورية، ولا تختلف معها، وتمد يدها لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وأرجع رفض رئيس الدولة للمبادرة إلى «رغبته في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، من دون التطرق إلى الأزمة السياسية، رغم الترابط الوثيق بين مختلف هذه الأبعاد».

وأضاف بن عمر في تصريح إعلامي لوكالة الأنباء التونسية الرسمية: «لدينا ثقة بأن موازين القوى ستسير نحو التعديل، رغم رفض من هم في السلطة كل المبادرات، ومنطق الحوار خصوصاً في أوقات الأزمات».



مشروع قانون مصري يمنح الأجانب دعماً نقدياً وعينياً

سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)
سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)
TT

مشروع قانون مصري يمنح الأجانب دعماً نقدياً وعينياً

سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)
سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

أعاد مشروع قانون الضمان الاجتماعي، الذي يناقشه مجلس النواب المصري (البرلمان) حالياً، الحديث بشأن «حقوق الأجانب» المقيمين في البلاد، لا سيما مع تضمينه مادة تتيح «إمكانية منح رعايا الدول الأخرى دعماً نقدياً وعينياً»، وسط تساؤلات حول ما إذا كان القانون سينطبق على المهاجرين والنازحين من غزة والسودان وسوريا، وغيرها من مناطق الصراع والحروب.

ووافق مجلس النواب المصري برئاسة المستشار حنفي جبالي، الثلاثاء، على 20 مادة من مشروع قانون «الضمان الاجتماعي والدعم النقدي»، المقدم من الحكومة، على أن يتم استكمال باقي مواد مشروع القانون البالغ عددها 44 مادة في جلسة مقبلة.

وتنص المادة الثانية من المشروع على أن بنوده «تسري على رعايا الدول الأخرى المقيمين في مصر، بشرط معاملة المصريين بالمثل في تلك الدول فيما يخص الدعمين النقدي والعيني، كما يمنح القانون رئيس الجمهورية صلاحية إصدار قرارات استثنائية لإعفاء بعض الحالات من شرط المعاملة بالمثل بناءً على اعتبارات تحددها الدولة».

وأوضح مصدر حكومي مصري لـ«الشرق الأوسط»، أن «القانون المنظور حالياً أمام مجلس النواب مختلف عن قانون التأمينات الاجتماعية المرتبط باشتراكات يدفعها الأفراد والشركات طوال فترة عملهم». وقال المصدر، الذي رفض نشر اسمه، إن «القانون الجديد مرتبط بمن لا تشملهم المظلة التأمينية».

وبشأن سريانه على رعايا الدول الأخرى، قال المصدر: «النص واضح، ويشترط المعاملة بالمثل، وهو أمر يتم التنسيق فيه بالتعاون مع وزارة الخارجية والجهات المعنية»، وأضاف: «القانون أيضاً نصّ على استثناءات يحددها رئيس الجمهورية، ولو كانت هذه الاستثناءات معروفة لتم تحديدها في القانون».

ويهدف مشروع قانون «الضمان الاجتماعي والدعم النقدي» إلى «توسيع مظلة المستفيدين من الدعم النقدي»، وفق معايير محددة، وأكد رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، أن مشروع القانون «لا يستهدف فقط توفير الدعم، وإنما أيضاً تحقيق التمكين الاقتصادي للأسر».

ووفق أمين سر لجنة القوى العاملة في مجلس النواب النائبة ألفت المزلاوي فإن «المعاملة بالمثل شرط لاستحقاق الدعم بالنسبة لرعايا الدول الأخرى، وهو أمر تحكمه الاتفاقيات الدولية وبروتوكولات التعاون بين مصر ودول العالم، بحيث يتم دعم رعايا الدول التي توفر دعماً مماثلاً للمصريين على أرضها».

وبشأن الحالات الاستثنائية، وهل تشمل النازحين من السودان وسوريا وفلسطين، قالت النائبة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «الاستثناءات ستنظمها اللائحة التنفيذية للقانون بعد إقراره»، مؤكدة أن «مشروع القانون يستهدف توسيع مظلة الضمان الاجتماعي مع حوكمة مستحقيه».

وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، إلى أن «القانون الدولي يرحب بمبدأ المعاملة بالمثل، وفقاً لاتفاقيات دولية عدة». وقال بيومي، الذي كان مسؤولاً عن ملف الشراكة المصرية - الأوروبية، إن «أوروبا يعيش فيها نحو مليون ونصف المليون مصري يتمتعون بحقوق قانونية تحت مظلة قانون الضمان الاجتماعي في تلك الدول، ويحصل بعضهم على مساعدات وإعانات عند الحاجة».

وتوفر دول عدة حول العالم إعانات وفقاً لقوانين داخلية تحدد شروط الحصول على مزايا الضمان الاجتماعي أو إعانات البطالة، ففي فنلندا «يمكن للشخص التقدم للحصول على إعانة بطالة، إذا أصبح عاطلاً عن العمل»، دون اشتراط الجنسية.

وفي فرنسا «يحق للجميع الاستفادة من الضمان الاجتماعي، بغض النظر عن الجنسية، ولكن بشرط أن يكون الشخص مقيماً في فرنسا بشكل قانوني، ويعمل أو يبحث عن عمل»، حيث يمول نظام الضمان الاجتماعي من اشتراكات الموظفين وأصحاب العمل. وكذلك الأمر في دول أوروبية عدة.

وفرّق أستاذ العلاقات الدولية، ومدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين في الجامعة الأميركية بالقاهرة الدكتور إبراهيم عوض، بين «التأمينات الاجتماعية والمعونة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التأمينات الاجتماعية المعروفة باسم الضمان الاجتماعي في الخارج، هي حق للعمال والموظفين، حيث يدفعون جزءاً من رواتبهم الشهرية بوصفها اشتراكات في برنامج التأمين الاجتماعي، مقابل حصولهم على خدمات ومزايا عند ترك العمل أو إحالتهم للمعاش وغير ذلك».

وأشار إلى أن «هذا النوع من القوانين يسري على جميع من يعملون في البلد دون تمييز، وفقاً لجنسياتهم»، وأضاف: «بالنسبة للمعونة الاجتماعية، فالدول عادة ما تقدمها وفق شروط معينة يحددها القانون، وتمنح للمحتاجين في الحالات القصوى».

وتابع عوض: «مشروع قانون الضمان الاجتماعي الجديد يتيح حصول غير المصريين على المعونة الاجتماعية»، موضحاً أنه «بموجب القانون من حق من تتوافر فيه الشروط التي يحددها القانون، الحصول على المعونة، أيّاً كانت جنسيته، وقد ينطبق الأمر على السودانيين والغزيين، لا سيما أن القانون منح سلطة للرئيس لإعفاء بعض الحالات من شرط المعاملة بالمثل».

وأشار عوض إلى اعتبارات اجتماعية واقتصادية وراء ضم رعايا الدول الأخرى للقانون، وقال: «لا يمكن بأي حال من الأحوال ترك الناس يعانون اقتصادياً، ودون دخل».

وتقدّر بيانات حكومية رسمية أعداد الأجانب الموجودين في مصر بأكثر من 9 ملايين من 133 دولة، ما بين لاجئ وطالب لجوء ومهاجر ومقيم، يمثلون 8.7 في المائة من تعداد السكان الذي تجاوز 107 ملايين نسمة. ووفق رئيس مجلس الوزراء المصري، في وقت سابق، فإن التكلفة المباشرة لاستضافتهم تتخطى 10 مليارات دولار سنوياً.

وأقر مجلس النواب المصري، الشهر الماضي، مشروع قانون قدّمته الحكومة، بشأن «لجوء الأجانب»، وقد أثار جدلاً ومخاوف من «توطين الأجانب» في البلاد.