تسببت موجة أمطار غزيرة مستمرة في العراق منذ يومين في تدفق سيول أوقعت قتلى وخلَّفت أضراراً في بعض مناطق البلاد، لكنها أحيت الأمل بتعزيز المخزون المائي الذي بلغ أدنى مستوياته جراء مواسم الجفاف المتعاقبة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأودت السيول في شمال البلاد، الثلاثاء، بحياة ثلاثة أشخاص، كما انهار، الأربعاء، جزء من جسر رئيسي يربط شمال البلاد بالعاصمة بغداد، وفق مصادر عدّة.

وقال مدير عام هيئة السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي ثامر، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه من شأن «الأمطار والسيول أن تعزز الخزين المائي» في السدود، والذي كان قد تراجع قبل أشهر إلى أقل من 7 في المائة من كامل قدرتها الاستيعابية.
وأضاف: «نأمل من خلال ما ورد إلينا الآن أن يزداد الخزين بمعدلات مقبولة»، موضحاً أن الإيرادات ستبقى محدودة؛ كون البلاد بحاجة إلى موسم مطري جيد لتعويض النقص الكبير.

وستوجه وزارة الموارد المائية، وفق قوله، واردات الأمطار والسيول لتعزيز الخزين المائي وإنعاش الأهوار وتقليص نسبة الملوحة في مياه الأنهار في جنوب البلاد.
يعد العراق من الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، ويعاني منذ سنوات جفافاً قاسياً انعكس في قلة المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة. كما أتت عقود من الحروب والأزمات على البنى التحتية في البلاد التي تعاني من سياسات مائية ضعيفة وغير فعالة.

وقال رحمان خاني، مدير عام السدود في إقليم كردستان الشمالي الذي اجتاحت السيول مناطق عدّة فيه: «ارتفعت الإيرادات المائية في السدود بشكل ملحوظ»، مشيراً إلى ارتفاع «منسوب المياه في سد دربنديخان بمقدار متر ونصف خلال اليومين الماضيين، فيما ارتفع منسوب سد دوكان بمقدار 70 سنتيمتراً».

وفي بلدة جمجمال قرب السليمانية، ثانية كبرى مدن إقليم كردستان العراق، تسببت سيول جارفة (الثلاثاء) في مقتل شخصين، هما امرأة ورجل مسن، وفق ما أعلن وزير الصحة في الإقليم سامان بززنجي.
وفي محافظة كركوك، أفاد مدير ناحية ليلان محمّد ويس، بوفاة طفلة، مساء الثلاثاء بعدما جرفتها السيول قرب منزلها.
وتسببت السيول الأربعاء، في انهيار جزء من جسر رئيسي في منطقة طوزخورماتو كان يربط بين كركوك وبغداد، وفق ما أفادت به السلطات المحلية ومراسل الصحافة الفرنسية.

وفي مدينة الحلة جنوب البلاد، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء، بأن المياه أغرقت شوارع عدةّ ودخلت منازل المواطنين، مشيراً إلى أن الفيضانات ناتجة عن غياب بنى تحتية ملائمة للصرف الصحي لاستيعاب غزارة الأمطار.
وفضلاً عن تأثيرات التغير المناخي، تلقي بغداد أيضاً باللوم على الجارتَين تركيا وإيران لبنائهما سدوداً أدت إلى انخفاض كبير في مستوى نهري دجلة والفرات لدى وصولهما إلى الأراضي العراقية.
