«حزب الله»: لن نستدرج إلى صراع داخلي

يتجمع الناس في الموقع الذي قُتل فيه الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله بغارات جوية إسرائيلية في ضاحية حارة حريك جنوب بيروت يوم 26 سبتمبر الماضي (أ.ب)
يتجمع الناس في الموقع الذي قُتل فيه الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله بغارات جوية إسرائيلية في ضاحية حارة حريك جنوب بيروت يوم 26 سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

«حزب الله»: لن نستدرج إلى صراع داخلي

يتجمع الناس في الموقع الذي قُتل فيه الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله بغارات جوية إسرائيلية في ضاحية حارة حريك جنوب بيروت يوم 26 سبتمبر الماضي (أ.ب)
يتجمع الناس في الموقع الذي قُتل فيه الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله بغارات جوية إسرائيلية في ضاحية حارة حريك جنوب بيروت يوم 26 سبتمبر الماضي (أ.ب)

أعلن رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» اللبناني، علي دعموش، اليوم (الجمعة)، أن الحزب لن يُستدرج إلى صراع داخلي مهما بلغ مستوى التحريض، مشيراً إلى أن قيادات الحزب تعمل بجد «لوأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي».

وقال دعموش في تصريحات تلفزيونية، إن مَن وصفهم «أدعياء السيادة» في لبنان لا يرون من وظيفة للجيش سوى استدراجه لمواجهة مع «المقاومة وبيئتها».

وشدد دعموش على أن أحداً «لن يستطيع كسر المقاومة أو إخضاعها»، مؤكداً أن كل الضغوط فشلت في ذلك.

كان رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، قد أكد الأسبوع الماضي أنه لا بديل عن وجود «جيش واحد وقانون واحد» يطبق بالتساوي على الجميع.

ووصف سلام حصر السلاح بيد الدولة بأنه بات «خياراً وطنياً لا عودة عنه»، لكن الرئيس جوزيف عون قال إن اللجوء إلى القوة لتنفيذ قرار حصر السلاح «لا يمكن أن يحدث في الوقت الراهن».

وازدادت الضغوط على «حزب الله» اللبناني للتخلي عن سلاحه بعد أن تعرض لضربة قوية في حربه مع إسرائيل العام الماضي، حيث لقي العديد من كبار قادته حتفهم، ومنهم الأمين العام حسن نصر الله، قبل التوصل إلى هدنة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بوساطة أميركية.

وألزم اتفاق الهدنة لبنان بحصر حيازة الأسلحة على ستة أجهزة أمن حكومية، ونص على منع إعادة تسليح الجماعات غير الحكومية.


مقالات ذات صلة

لبنان: تغيير في قواعد الاشتباك الإسرائيلية... وإسقاط قاعدة «تحييد المدنيين»

تحليل إخباري السيارة التي استُهدفت في راشيا الوادي ما أدى إلى مقتل شخصين (الوكالة الوطنية للإعلام)

لبنان: تغيير في قواعد الاشتباك الإسرائيلية... وإسقاط قاعدة «تحييد المدنيين»

تتصاعد الضربات الإسرائيلية داخل القرى والبلدات الجنوبية بوتيرة غير مسبوقة، لترسم مجدداً ملامح الحرب على الأرض.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس جوزيف عون مترئساً جلسة الحكومة التي اتخذ خلالها قرار تعليق العمل بالمادة 112 وأحيل مشروع القانون إلى البرلمان (رئاسة الجمهورية)

لبنان: صلاحيات بري الواسعة تهدد مسار انتخابات المغتربين

عاد ملف انتخاب المغتربين إلى ملعب البرلمان اللبناني بعد إحالة الحكومة الخميس مشروع قانون معجّل مكرر لتعديل المادة المرتبطة باقتراعهم

بولا أسطيح
المشرق العربي عناصر من الصليب الأحمر اللبناني يتفقدون حطام سيارة استهدفتها طائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة شبعا اليوم (إ.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر من «حزب الله» في جنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه قتل ثلاثة عناصر من جماعة «حزب الله» في قصف استهدف منطقة شبعا وبلدة برعشيت في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة نواف سلام متوسطاً الوزراء ووفد البنك الدولي في السراي الحكومي (رئاسة الحكومة)

عون: لبنان ملتزم بالإصلاحات... ويصب تركيزه على النظام القضائي

أكد رئيس الجمهورية جوزيف عون أن «لبنان يصب كل تركيزه الآن على إصلاح النظام القضائي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جوزيف عون يتوسط رئيسَي الحكومة نواف سلام والبرلمان نبيه بري (أرشيفية - الرئاسة اللبنانية)

لبنان يعيد التمسك بخيار التفاوض لحل النزاع مع إسرائيل

جدَّد كبار المسؤولين في لبنان تمسُّكهم بخيار التفاوض مع إسرائيل عبر آلية اللجنة الدولية المكلفة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

ثائر عباس (بيروت)

مصر تؤكد رفضها المساس بسيادة لبنان ووحدة أراضيه

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء نظيره اللبناني نواف سلام في القاهرة مطلع نوفمبر الحالي (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء نظيره اللبناني نواف سلام في القاهرة مطلع نوفمبر الحالي (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تؤكد رفضها المساس بسيادة لبنان ووحدة أراضيه

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء نظيره اللبناني نواف سلام في القاهرة مطلع نوفمبر الحالي (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقاء نظيره اللبناني نواف سلام في القاهرة مطلع نوفمبر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

أكدت مصر «رفضها الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه»، وشددت على «أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة»، جاءت التأكيدات المصرية خلال اتصال هاتفي، السبت، بين وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، حيث تناول الاتصال الهاتفي متابعة تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة.

ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، جدد عبد العاطي التأكيد على «موقف بلاده الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق».

مواطنون وعناصر من الصليب الأحمر اللبناني يتفقدون حطام سيارة استهدفتها طائرة مسيرة إسرائيلية في بلدة شبعا السبت (إ.ب.أ)

ودعا رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي خلال لقاء نظيره اللبناني في القاهرة، الأحد الماضي، إسرائيل، للانسحاب من النقاط الخمس التي توجد فيها داخل لبنان. وقال مدبولي إن «الشركات المصرية مستعدة للمشاركة في إعادة الإعمار بجنوب لبنان»، وأفاد: «ندعم الحكومة اللبنانية للحفاظ على استقرار وسلامة ووحدة أراضي لبنان». وأكد مدبولي حينها دعم بلاده الكامل لموقف لبنان، قائلاً: «نحن داعمون للجهود السياسية والدبلوماسية التي تستهدف تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد». كما أكد الدعم المصري لجهود لبنان لتحقيق نهضة حقيقية في المجالات كافة».

كان الرئيس اللبناني جوزيف عون استقبل أخيراً رئيس المخابرات المصرية، حسن رشاد، في قصر بعبدا، وناقشا «الأوضاع العامة في المنطقة، لا سيما في الجنوب والوضع في غزة»، حسب الرئاسة اللبنانية. وأشار رشاد حينها إلى استعداد بلاده لـ«المساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب اللبناني، وإنهاء الاضطرابات الأمنية»، مؤكداً «دعم بلاده الدائم للبنان». فيما رحب عون بأي جهد لمصر يساهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى بلاده.


حملة سورية ضد «داعش» تزامناً مع زيارة الشرع لواشنطن

الرئيس أحمد الشرع خلال مشاركته في قمة «كوب 30» بالبرازيل يوم الخميس (إ.ب.أ)
الرئيس أحمد الشرع خلال مشاركته في قمة «كوب 30» بالبرازيل يوم الخميس (إ.ب.أ)
TT

حملة سورية ضد «داعش» تزامناً مع زيارة الشرع لواشنطن

الرئيس أحمد الشرع خلال مشاركته في قمة «كوب 30» بالبرازيل يوم الخميس (إ.ب.أ)
الرئيس أحمد الشرع خلال مشاركته في قمة «كوب 30» بالبرازيل يوم الخميس (إ.ب.أ)

شنّت السلطات الأمنية السورية حملة واسعة ضد تنظيم «داعش» في محافظات عدة، وبشكل متزامن، وذلك عشية زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في زيارة تُعدّ نقطة تحوّل في تاريخ العلاقات السورية - الأميركية، وتفتح الباب أمام عقد اتفاقات تعاون أمني وعسكري؛ أبرزها انضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».

وقالت مصادر أمنية في حمص لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن تشنّ حملة متواصلة لاستهداف خلايا لـ«داعش» في مدينة حمص وفي ريفها وباديتها مترامية الأطراف، بالإضافة إلى مناطق سورية أخرى.

وبدأت وزارة الداخلية السورية، بالتعاون مع إدارة مكافحة الإرهاب، السبت، حملة واسعة ضد التنظيم الإرهابي في محافظتي حمص وريف دمشق.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن قوى الأمن الداخلي تقوم بعمليات تستهدف خلايا تابعة لـ«داعش» في حي الأرمن بمدينة حمص، وفي مدينة القصير (جنوب حمص) ومدينة الحولة (شمالها)، وفي بادية المحافظة. وشهدت تلك المناطق انتشاراً أمنياً كثيفاً، وسط معلومات عن إلقاء القبض على عدد من العناصر بحوزتهم ألغام ولوحات سيارات وأجهزة لاسلكية.

وأعلنت «الداخلية السورية»، من جانبها، أن وحداتها الأمنية نفذت، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية أمنية واسعة استهدفت خلايا إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في عدد من المحافظات، وذلك استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، ومتابعة حثيثة لتحرّكات هذه العناصر على مدى الأسابيع الماضية.

«الداخلية السورية» نفذت العملية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة (سانا)

وقالت الوزارة، في بيان نُشر على قناتها على «تلغرام» إن «هذه العملية تأتي في إطار الجهود الوطنية المستمرة لمكافحة الإرهاب، والتصدّي للمخططات التي تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين». وأوضحت أن العملية أسفرت عن تفكيك عدة خلايا إرهابية، وإلقاء القبض على عدد من العناصر المطلوبة، إضافة إلى ضبط مواد وأدلة على ارتباطهم بأنشطة إرهابية، يجري حالياً تحليلها واستكمال التحقيقات بشأنها من قِبل الجهات المختصة.

وبينت الوزارة أن هذه العملية «تجسد مستوى التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية، وكفاءتها في التعامل الاستباقي مع التهديدات، بما يُرسّخ الالتزام الثابت بحماية أمن الوطن واستقراره».

ورجح المبعوث الأميركي إلى سوريا، السفير توم برّاك، توقيع الرئيس الشرع اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن، الاثنين. كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الشرع، خلال لقائهما، الجمعة، في البرازيل على هامش مؤتمر المناخ «كوب 30»، إلى الانضمام للتحالف الدولي لمحاربة «داعش».

ويشكل انضمام سوريا للتحالف الدولي «انعطافة تاريخية»، وفق رأي الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي الذي يُشير إلى أن سوريا «كانت تصطف دائماً مع الشرق»، وليس مع الغرب. ورغم أن التحالف ضد «داعش» تقوده الولايات المتحدة، فإنه يضم دولاً إسلامية أيضاً. ومعلوم أيضاً أن سوريا خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد انضمت إلى التحالف العالمي لطرد قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الكويت عام 1991، لكن ذلك التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، ضم دولاً عربية وإسلامية، إضافة إلى الدول الغربية.

سجن يضم عناصر من «داعش» في القامشلي بالحسكة تحت حراسة قوات «قسد» (رويترز)

وقال عاصي لـ«الشرق الأوسط»: «من المتوقع أن تؤثر هذه الانعطافة السورية (الانضمام إلى التحالف الذي تقوده أميركا ضد «داعش») على أسلوب إدارة البلاد والسلطة والاقتصاد والمجتمع»، مضيفاً أن إعلان الانضمام يعني أيضاً بطبيعة الحال تشريع وجود القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي، في سوريا. وإذا ما انضمت سوريا إلى التحالف فعلاً، فإن المتوقع أن يجري تشكيل غرفة عمليات مشتركة، على أن تُحافظ سوريا على سيادتها على جميع المناطق التي تنتشر فيها قواعد عسكرية تابعة للتحالف، بما في ذلك تلك التي تقع في مناطق «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».

وأشار الباحث عبد الوهاب عاصي إلى أن انضمام سوريا للتحالف الدولي يعني «أن مهمة مكافحة الإرهاب باتت منوطة بالتنسيق بين التحالف والحكومة المركزية، لا مع مجموعات ما دون الدولة مثل (قسد) و(جيش سوريا الحرة)».

وقال إن «هذا التنسيق سيُساعد على حل وتفكيك مشروع الإدارة الذاتية (التي يقودها الأكراد في شمال شرقي البلاد) وضمها للسلطة (المركزية)؛ لأن (قسد) ستخسر الغطاء العسكري الذي كانت تستمد منه قوتها، وستحال ملفات السجون والمخيمات والإنزالات والعمليات (الأمنية المشتركة مع التحالف) إلى المركز، ومن ثم فلن يكون هناك أي تنفيذ لعمليات مشتركة بين التحالف و(قسد) أو (جيش سوريا الحرة)، لكن مجموعات منهما لا بد أن تستمر بمهامها بعد دمجها بالجيش والأمن السوري».

ورغم أن سوريا لم تنضم رسمياً بعد إلى التحالف ضد «داعش»، فإن قواتها الأمنية تقوم منذ شهور بعمليات منسقة مع التحالف الدولي ضد خلايا التنظيم في أكثر من منطقة سورية.

وتُشير التقديرات إلى أن انضمام الحكومة السورية إلى التحالف الدولي ضد «داعش» من شأنه تقوية أوراقها في عملية التفاوض مع «قسد»، وسط أنباء عن نية الولايات المتحدة إقامة وجود عسكري في قاعدة جوية قرب العاصمة دمشق، وذلك بهدف المساعدة في الوصول إلى اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، الخميس، وهو ما نفاه مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي.

من جانبه، قال مسؤول أميركي، السبت، إن «الولايات المتحدة لا تملك حالياً أي خطط لإعادة النظر في وجود قواتها في شمال سوريا أو في قاعدة (التنف)» على الحدود مع الأردن والعراق.

وإضافة إلى قواعد التحالف ضد «داعش» المنتشرة في أكثر من منطقة بشمال وشرق سوريا، توجد أيضاً في البلاد قواعد للجيش التركي، وكذلك قاعدة جوية للقوات الروسية في اللاذقية (حميميم) وقاعدة بحرية في طرطوس. وأجرى الرئيس الشرع زيارة لموسكو الشهر الماضي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي ساند نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد حتى سقوطه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. والأسد لاجئ حالياً في روسيا.

دخان يتصاعد خلال مواجهات في السويداء بين مقاتلين دروز وآخرين من عشائر بدوية وعربية وقوات الأمن السورية في يوليو الماضي (رويترز)

وتعوّل دمشق على زيارة الشرع لواشنطن والانفتاح الأميركي عليها للتخلص من تركة «العزلة الدولية» التي خلفها نظام البعث وحكم عائلة الأسد لعقود طويلة، وهي التركة التي ما زالت تكبّل عملية ولادة «سوريا الجديدة».

وقالت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة السورية الجديدة تتطلع إلى إعادة بناء علاقاتها مع العالم على «أسس وشراكات جديدة»، بعد خروج البلاد مدمرة من المحور الذي كانت تقوده إيران في المنطقة.

ولفتت المصادر إلى أن من أولويات زيارة الشرع استكمال رفع العقوبات عن سوريا، ولا سيما عقوبات «قانون قيصر».

وقالت إن رفع العقوبات يشكّل البوابة نحو الملفات الأخرى، مثل توحيد سوريا وإعادة الإعمار والتوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل. وتابعت أن إسرائيل تضغط في دوائر القرار الأميركي للإبقاء على العقوبات المفروضة على سوريا وعلى المسؤولين السوريين، مستغلةً ملفات داخلية متعلقة بالأحداث التي حصلت في السويداء (بين الدروز والعشائر العربية وقوات الأمن)، وفي الساحل (ضد مناصرين للنظام السابق من الطائفة العلوية). وفي مقابل الموقف الإسرائيلي، يبدو الرئيس ترمب مصرّاً على رفع كامل العقوبات عن سوريا، على أساس أن ذلك ضروري لاستقرار البلاد وإنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الشرع قد استبق زيارته لواشنطن بالتصريح، على هامش مشاركته في قمة المناخ بالبرازيل، بأن منهجه في العلاقات مع واشنطن هو «البدء بالفعل أولاً»، وقال في مقابلة مع قناة «الشرق» إن مسار هذه العلاقات «يحتاج إلى تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش».

وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر، الخميس، رفع العقوبات عن الرئيس الشرع ووزير الداخلية أنس حسن خطاب، وإزالة اسميهما من قوائم العقوبات المعتمدة لدى المجلس.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، السبت، إن اعتماد مجلس الأمن هذا القرار يبعث «إشارة سياسية قوية تعبّر عن اعتراف متزايد بانتقال الجمهورية العربية السورية إلى فصل جديد في تاريخها السياسي».

وأشار البيان إلى أن هذه الإجراءات تأتي اعترافاً بالتقدم الذي أظهرته القيادة السورية الجديدة التي تعمل بجد للبحث عن الأميركيين المفقودين، وتعمل بشكل فعّال على مكافحة الإرهاب والمخدرات.

كما أشاد بيان «الخارجية الأميركية» بجهود الحكومة السورية في القضاء على بقايا الأسلحة الكيميائية، إضافةً إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والمضي في عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم.


3 أسباب وراء تأخر اجتماع الفصائل في القاهرة وسط مساعٍ للتوافق

فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

3 أسباب وراء تأخر اجتماع الفصائل في القاهرة وسط مساعٍ للتوافق

فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحملون جثثاً انتشلوها من بين أنقاض منزل دمر في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

يترقب مسار اتفاق وقف إطلاق النار حواراً جامعا للفصائل الفلسطينية تستضيفه القاهرة، وسط تباينات لا سيما بين حركتي فتح و«حماس» وخروق تتواصل من إسرائيل منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومطالب مصرية واضحة بتنفيذ الاتفاق كاملاً.

ذلك الاجتماع الذي كان محتملاً عقده نهاية الأسبوع الماضي، بحسب تسريبات إعلامية، لم ير النور بعد، وبحسب خبراء في الشأن الفلسطيني تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن استمرار هذا الموقف يضر مسار الاتفاق في ظل الخروق الإسرائيلية، معولين على دور أكبر ومهم للقاهرة في إنجاز مسار الوحدة الفلسطينية قريباً، والتئام اللقاء في حال حدوث توافقات بشأن نقاط الخلاف.

و«ذلك التأخير في عقد الاجتماع الذي كان محتملاً انعقاده نهاية الأسبوع الماضي»، بحسب مصدر فلسطيني، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، السبت، يعود إلى عدة أسباب، تتحمور حول خلافين فلسطينيين متعلقين بتشكيل «لجنة إدارة غزة»، وتشكيل الشرطة بالقطاع، بخلاف انتظار نتائج مشاورات أميركية بشأن اللجنة ورئيسها، مؤكداً «وجود مشاورات متواصلة ومكثفة مع القاهرة ومع جميع الفصائل لا سيما مع حركة (فتح) التي غابت عن آخر اجتماع للفصائل، وقد تنجح وسط ضغوط مكثفة في إمكانية عقده قريباً».

وكان مسؤولون عرب وفلسطينيون كشفوا خلال تصريحات في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن أن ثمانية فصائل فلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، ستعمل خلال اجتماع يُعقد بنهاية الأسبوع الماضي في القاهرة على التوصل إلى توافق بشأن العناصر الأساسية لإدارة انتقالية لقطاع غزة.

وكانت الفصائل الفلسطينية اتفقت في اجتماع عُقد بالقاهرة في 24 أكتوبر الماضي، ولم تحضره «فتح»، على «تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكّل من المستقلين، وعقد اجتماع عاجل لكل القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية».

وعقب الاجتماع، ظهرت الخلافات حول رئاسة اللجنة التي يُفترض أن تحكم قطاع غزة، بعد أن سرّبت وسائل إعلام إسرائيلية أن الفصائل اتفقت على تعيين أمجد الشوا رئيساً للجنة الإدارية.

طفل يجلس وسط أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

في المقابل، تحفظت «فتح» وقتذاك عن ذلك، وقال مصدر مسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، الأسبوع الماضي: «لا يزال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور ماجد أبو رمضان من الأسماء المرشحة لتولي رئاسة اللجنة الإدارية لقطاع غزة، بصفته وزيراً في الحكومة الفلسطينية ومن أبناء قطاع غزة، وشخصية وطنية تتمتع بكفاءة عالية وخبرة ميدانية تؤهله لتحمّل هذه المسؤولية».

وباعتقاد عضو «اللجنة التنفيذية» لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، فإن «اجتماع الحوار الوطني الفلسطيني المنتظر يؤكد الجميع أهميته وأهمية دور مصر في احتضان هذا اللقاء باعتباره مهماً لتنفيذ استراتيجية تحمي الحقوق والثوابت والإرادة الفلسطينية ووحدتها السياسية والجغرافية ومسؤولية لجنة الإدارة في إطار من السلطة».

وأضاف أبو يوسف أن «الأمر يحتاج لإنجاح هذا الحوار وليس فقط عقده لذلك تجرى مشاورات (فلسطينية) حالية مع بعض الأطراف من أجل بلورة موقف داعم لهذه الاستراتيجية التي تحمي الشعب الفلسطيني من الانقسام».

وبتقدير المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، فإن القاهرة لن تحبط من عدم حدوث الاجتماع الفصائلي نهاية الأسبوع، متوقعاً أن تتحرك نحو مقترح يوحد الجهد الفلسطيني ويقنع حركة «فتح» بتجاوز الخلافات، مشيراً إلى أن العوائق المثارة سواء بلجنة الإدارة أو تشكيل الشرطة أو مشاورات واشنطن، جميعها يمكن تجاوزها والذهاب لترتيبات فلسطينية - فلسطينية.

فتاة تمشي وسط أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ويراهن الرقب على أن تتجه القاهرة لتكثيف جهودها الفترة المقبلة لإنجاز هذا التوافق الفلسطيني - الفلسطيني قبل مؤتمر الإعمار المنتظر هذا الشهر، الذي يعول أن يكون فرصة مهمة لبدء المرحلة الثانية المتأخرة.

ووسط مساعي القاهرة، عاد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لتأكيد ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة؛ لضمان استدامة التهدئة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك خلال اتصالين هاتفين منفصلين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وفق بيانين لـ«الخارجية المصرية»، السبت.

ويواجه وقف إطلاق النار تحديات عديدة منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي. وتوسطت الولايات المتحدة في الاتفاق الذي لم يحسم بعد قضايا شائكة مثل نزع سلاح حركة «حماس»، والجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

ويعتقد أبو يوسف أن المرحلة الثانية التي لم تبدأ بعد تتطلب أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي لفلسطين، لإجبار إسرائيل على الالتزام بتعهداتها خاصة المتعلقة بالانسحاب وإدخال المساعدات بالكافية المطلوبة، مشدداً على أن الموقف المصري المطالب أكثر من مرة بالذهاب للمرحلة الثانية مهم، ويعزز من فرص صمود الاتفاق في ظل الخروقات الإسرائيلية.

ويتوقع الرقب أن تساعد مساعي القاهرة الجادة والدؤوبة والمكثفة في إنجاز تقارب فلسطيني - فلسطيني يدفع قريباً لدخول المرحلة الثانية، مشدداً على أن هذا يتوقف على تناغم الفصائل خاصة «فتح» مع جهود مصر.