فلسطينيون يغادرون غزة قبل هجوم إسرائيلي محتمل

فلسطينيون يتحركون علي سيارات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتحركون علي سيارات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)
TT

فلسطينيون يغادرون غزة قبل هجوم إسرائيلي محتمل

فلسطينيون يتحركون علي سيارات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتحركون علي سيارات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)

بدأت بعض العائلات الفلسطينية مغادرة المناطق الشرقية من مدينة غزة، التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل، إلى نقاط في الغرب خشية وقوع هجوم إسرائيلي قريب، بينما يفكر آخرون في التوجه إلى الجنوب.

وأثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قلقاً عالمياً، وكذلك في إسرائيل التي شهدت خروج عشرات الآلاف في مظاهرات هي الأكبر منذ بدء الحرب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال، وتحرير الرهائن الخمسين المتبقين الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة.

صبي فلسطيني يسافر على عربة يجرها حمار تحمل أنقاض دبابات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)

ودفع الهجوم المزمع مصر وقطر اللتين تتوسطان لوقف إطلاق النار إلى تكثيف الجهود، بينما قال مصدر مطلع على المحادثات مع حركة «حماس» في القاهرة إنها قد تكون «محاولة الفرصة الأخيرة».

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدينة غزة بأنها المعقل الأخير لـ«حماس». ولكن مع سيطرة إسرائيل بالفعل على 75 في المائة من القطاع الفلسطيني، حذر الجيش من أن توسيع الهجوم قد يعرِّض الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة للخطر، ويجر القوات إلى حرب عصابات طويلة الأمد ومميتة.

السلطات الصحية في غزة قالت إن الحملة الإسرائيلية حصدت أرواح أكثر من 61 ألف فلسطيني (رويترز)

ودعا كثير من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى تنظيم احتجاجات في وقت قريب للمطالبة بإنهاء الحرب التي دمرت أغلب مناطق القطاع، وتسببت في كارثة إنسانية، ودعوا «حماس» إلى تكثيف المحادثات لتجنب الهجوم البري الإسرائيلي.

وقد يؤدي التوغل الإسرائيلي بالمركبات المدرعة في مدينة غزة إلى نزوح مئات الآلاف من السكان، ونزح كثير منهم بالفعل مرات عديدة في وقت سابق من الحرب.

وقال تامر برعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة: «الناس في غزة زي اللي واحد محكوم عليه بالإعدام وبيستنى التنفيذ».

بعض العائلات من مدينة غزة بدأت في استئجار منازل في الجنوب ونقل أمتعتها (رويترز)

وأضاف: «أنا راح أنقل أبي وأمي والعائلة على الجنوب اليوم أو بكرة، مش راح أقدر أغامر وأخسر أي حدا فيهم في حال حصل اجتياح مفاجئ».

ومن المقرر أن تنظم نقابات مختلفة احتجاجاً، يوم الخميس، في مدينة غزة، وتعهد أفراد على منصات التواصل الاجتماعي بالمشاركة في الاحتجاج، وهو ما سيزيد من الضغط على «حماس».

وانتهت أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة في أواخر يوليو (تموز) الماضي دون التوصل إلى اتفاق، مع تبادل الطرفين الاتهامات في انهيارها.

وقالت مصادر قريبة من محادثات القاهرة إن الوسطاء المصريين والقطريين اجتمعوا مع قادة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» وفصائل أخرى دون إحراز تقدم يُذْكر، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت المصادر أن المحادثات ستستمر، الاثنين.

وقال أحد المسؤولين، طالباً عدم نشر اسمه، لـ«رويترز» إن «حماس» أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة لاستئناف المحادثات بشأن هدنة لمدة 60 يوماً اقترحتها الولايات المتحدة، والإفراج عن نصف الرهائن، وكذلك للتوصل إلى اتفاق أشمل ينهي الحرب.

جمود دبلوماسي

وتقول إسرائيل إنها ستوافق على وقف الأعمال القتالية إذا أفرجت «حماس» عن جميع الرهائن، وألقت سلاحها. وترفض الحركة الفلسطينية علناً إلقاء السلاح قبل إقامة دولة فلسطينية.

ويبدو أن هناك ثغرات لا تزال قائمة فيما يتعلق بمدى انسحاب إسرائيل من غزة وكيفية دخول المساعدات الإنسانية إلى أرجاء القطاع الذي يتفشى فيه سوء التغذية، بينما تحذر منظمات إغاثة من احتمال حدوث مجاعة.

وقال الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، إنه مستعد للمساعدة على تزويد سكان غزة بالخيام ومستلزمات إيواء أخرى قبل انتقالهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع. ولم يُدْلِ بمزيد من التفاصيل عن الكميات أو المدة التي سيستغرقها إدخال المعدات إلى القطاع.

فلسطينيون يتحركون علي سيارات بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة (رويترز)

وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب لـ«رويترز» إن هناك حاجة إلى 100 ألف خيمة جديدة على الأقل لإيواء من سيتجهون إلى وسط القطاع وجنوبه إذا بدأت إسرائيل هجومها، أو أمر الجيش كل سكان مدينة غزة بالإخلاء.

وأردف يقول: «الأهم أن الخيام القديمة ومن يعيشون الآن في الخيام هم أساساً بحاجة لخيام جديدة، وتحديداً مع اقتربنا خلال أشهر قليلة من فصل الشتاء».

وذكر أن بعض العائلات من مدينة غزة بدأت في استئجار منازل في الجنوب ونقل أمتعتها.

وأضاف: «صحيح في ناس استأجرت بيوت وأراضي وانتقلت بالفعل لكن بشكل هادئ ونقلت عفشها وأغراضها... الناس اتعلمت إللي عنده إمكانيات من اليوم بلش يأمن بديل وينقل أغراضه».

فلسطينيون نازحون فارون من شمال غزة يسافرون بسيارة في أثناء توجههم جنوباً بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لنقل السكان إلى الجزء الجنوبي من القطاع في مدينة غزة (رويترز)

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الأسبوع الماضي، إن 1.35 مليون شخص يحتاجون بالفعل إلى مستلزمات عاجلة للإيواء في غزة.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم «حماس» عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وذكرت السلطات الصحية في غزة أن الحملة الإسرائيلية حصدت أرواح أكثر من 61 ألف فلسطيني، فضلاً عن نزوح معظم سكان غزة الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة.

وقالت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، إن 5 فلسطينيين آخرين لقوا حتفهم جراء سوء التغذية والجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع بذلك عدد من فقدوا أرواحهم جراء ذلك إلى 263 شخصاً، من بينهم 112 طفلاً، منذ بدء الحرب.

وتعترض إسرائيل على الأعداد التي تقدمها وزارة الصحة في القطاع.


مقالات ذات صلة

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

المشرق العربي صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

كشفت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن العملية الانتخابية لرئيس المكتب السياسي العام ستُجرى الأسبوع المقبل، أو في الأيام الـ10 الأولى من شهر يناير المقبل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ ترمب يستقبل نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو سيلتقي ترمب في الولايات المتحدة الاثنين

يتوجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، غداً الأحد، ويلتقي الرئيس دونالد ترمب في فلوريدا خلال اليوم التالي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يستقبل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)

تقارير إسرائيلية تكشف عن موافقة 3 دول على المشاركة في «قوة غزة»

كشفت إحاطات قدمت في اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر «الكابنيت»، خلال آخر اجتماع عقد مساء الخميس الماضي، قبيل مغادرة رئيس الوزراء…

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)

خاص نتنياهو يمضي رأس السنة في أميركا... متجنباً إغضاب ترمب

يلتقي الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الـ5 منذ بدء ولايته الثانية، علماً بأن ترمب هو خامس الرؤساء الأميركيين ممن يلتقون نتنياهو.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

مستشفى العودة في غزة يعلّق معظم خدماته بسبب نقص الوقود

أعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة تعليق معظم خدماته «مؤقتاً» بسبب نقص الوقود، مع الإبقاء على الخدمات الأساسية فقط، مثل قسم الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (غزة)

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تعرّضت قوات حفظ السلام الأممية، العاملة في جنوب لبنان، (اليونيفيل)، لاعتداءين منفصلين خلال 24 ساعة، أحدهما من إسرائيل، والآخر من سكان لبنانيين محليين، في حين نفّذ الجيش اللبناني تفتيشاً لثلاثة منازل في منطقة جنوب الليطاني، بناءً على طلب لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار «الميكانيزم»، وتبيّن أنها خالية من الأسلحة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن توتراً شهدته بلدة الأحمدية في البقاع الغربي (جنوب شرقي لبنان)، أثناء قيام دورية تابعة لـ«اليونيفيل» بجولة ميدانية مؤلّلة داخل أحياء البلدة، من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني أو مع أهالي المنطقة.

جنود نيباليون تابعون لقوات «اليونيفيل» المرابطة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية في صورة تعود إلى 8 ديسمبر الحالي في مقرهم بقرية ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

وحين دخلت الدورية اعترض السكان الدورية وطلبوا من عناصرها التوقف عن متابعة جولتهم حتى حضور الجيش اللبناني. وخلال الاحتكاك، أقدم عناصر من «اليونيفيل» على رمي قنابل دخانية باتجاه السكان. وعلى الفور حضرت وحدات من الجيش اللبناني إلى المكان؛ حيث عملت على تطويق الإشكال وتهدئة الوضع.

إطلاق نار إسرائيلي

وكان هذا التوتر الحادثة الثانية التي تتعرض لها قوات «اليونيفيل» في الجنوب خلال 24 ساعة، بعدما أُصيب أحد عناصرها بجروح طفيفة جراء إطلاق نار إسرائيلي. وقالت البعثة الدولية، في بيان، إن «نيران رشاشات ثقيلة أُطلقت صباح الجمعة من مواقع الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق، بالقرب من دورية تابعة لقوات (اليونيفيل) كانت تتفقد عائقاً على الطريق في قرية بسطرة». وجاء إطلاق النار عقب انفجار قنبلة يدوية في مكان قريب.

وأوضح البيان أنه «بينما لم تلحق أي أضرار بممتلكات (اليونيفيل)، تسبب صوت إطلاق النار والانفجار في إصابة أحد جنود حفظ السلام بإصابة طفيفة بارتجاج في الأذن».

وفي حادثة منفصلة يوم الجمعة في بلدة كفرشوبا، أبلغت دورية حفظ سلام أخرى، كانت تقوم بمهمة عملياتية روتينية، عن إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي على مقربة من موقعها.

وأكد البيان أن «(اليونيفيل) كانت قد أبلغت الجيش الإسرائيلي مسبقاً بالأنشطة في تلك المناطق، وفقاً للإجراءات المعتادة للدوريات في المناطق الحساسة قرب الخط الأزرق».

وجاء ذلك بالتزامن مع عملية تمشيط قامت بها القوات الإسرائيلية انطلاقاً من موقع «روبية السماقة» باتجاه الأطراف الجنوبية لبلدة كفرشوبا.

ووفق بيان «اليونيفيل»، «تُعدّ الهجمات على جنود حفظ السلام أو بالقرب منهم انتهاكات خطيرة لقرار مجلس الأمن الدولي (1701)». وجددت البعثة دعوة الجيش الإسرائيلي «بالكف عن السلوك العدواني والهجمات على جنود حفظ السلام العاملين من أجل السلام والاستقرار على طول الخط الأزرق أو بالقرب منهم».

تفتيش المنازل

وغالباً ما تقوم «اليونيفيل» بمهام مشتركة مع الجيش اللبناني في منطقة عملياتها، خصوصاً حين تكون في مواقع مأهولة بالسكان. ورافقت دوريات من «اليونيفيل»، الجيش اللبناني السبت، في مهام تفتيش لثلاثة منازل في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان، بناءً على طلب لجنة «الميكانيزم».

وطلبت «الميكانيزم»، من الجيش اللبناني بالتعاون مع «اليونيفيل»، الكشف عن أحد المنازل في بلدة بيت ياحون قضاء بنت جبيل، بعد موافقة صاحبه.

عناصر من الجيش اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 28 نوفمبر 2025 (رويترز)

وأوضح صاحب المنزل، علي كمال بزي، أنّه «تلقى اتصالاً من مخابرات الجيش بعد منتصف ليل الجمعة-السبت يسأله عن عودته من فنزويلا، فأكد أنّه موجود في لبنان، ويقطن في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، فطلب منه إرسال مفتاح المنزل لتفتيشه بناءً على طلب (الميكانيزم)، مشيراً إلى أنّ المنزل خالٍ وغير مسكون، وهو ما تم بالفعل».

وتزامن ذلك مع مهمتين إضافيتين؛ حيث كشف الجيش أيضاً عن منزلين آخرين، «أحدهما في بلدة كونين، والثاني في قرية بيت ليف»، حسبما أفادت وكالة «الأنباء المركزية»، التي أشارت إلى أن «جميع المنازل تبين أنها خالية من أي عتاد عسكري».

وفي بيانٍ أصدرته بلدية بيت ياحون، أكدت أنّ الجيش تواصل معها بشأن الموضوع، وأنها «لبّت النداء للكشف عن هذا المنزل»، مشددةً على «التأكيد أمام الرأي العام أنّ هذا البيت خالٍ من الأسلحة».

وفي الإطار نفسه، انتشر مقطع مصوّر لرئيس بلدية بيت ياحون مصطفى مكي، أوضح فيه أنّ طلب التفتيش ورد إلى الجيش اللبناني عبر لجنة «الميكانيزم»، وأن الإجراء أُنجز وفق الأصول الرسمية، وبحضور الجهات المحلية المختصة، لافتاً إلى أن البلدية تتابع هذه الخطوات «حرصاً على الشفافية، ومنع أي التباس لدى الأهالي».


مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
TT

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لانتخاب رئيس مكتبها السياسي العام

صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)

تتجَّه حركة «حماس»، خلال الأيام المقبلة، إلى انتخاب رئيس عام لمكتبها السياسي؛ بهدف سد المركز الشاغر منذ مقتل رئيس المكتب السابق يحيى السنوار بشكل مفاجئ، خلال اشتباكات خاضها إلى جانب مقاتليه في مدينة رفح بشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بعدما كان قد اختير خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل نهاية يوليو (تموز) من العام نفسه، في العاصمة الإيرانية طهران.

وكشفت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، عن أن العملية الانتخابية لرئيس المكتب السياسي العام ستُجرى الأسبوع المقبل، أو في الأيام الـ10 الأولى من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، مرجحةً أن يتم انتخاب نائب له إما خلال الفترة نفسها أو لاحقاً بعد إجراء بعض الترتيبات الداخلية، بما يمكن أيضاً اختياره، وليس انتخابه، كما ستكون الحال بالنسبة لرئيس «حماس».

من اليمين روحي مشتهى وصالح العاروري وإسماعيل هنية وخالد مشعل وخليل الحية (أرشيفية - إعلام تابع لحماس)

وقالت المصادر إن هناك أكثر من مرشح لقيادة حركة «حماس»، من بينهم خالد مشعل، وكذلك خليل الحية، وشخصيات أخرى، مبينةً أن عملية الانتخاب ستتم ضمن قوانين الحركة الداخلية والمتبعة منذ سنوات، وأن هناك أجواء أخوية تسود استعداداً لهذه الانتخابات.

وأشارت المصادر إلى أن انتخاب رئيس للمكتب السياسي العام هدفه تحقيق مزيد من الاستقرار والطمأنينة داخل الحركة، وحتى لنقل رسالة واضحة للعالم الخارجي بأن الحركة ما زالت متماسكة، ولديها الكادر القيادي الذي يستطيع أن يكون مسؤولاً عن كل شيء، ولديه القدرة على اتخاذ قرارات ضمن إجماع كامل داخل المكتب السياسي، كما هي الحال قبل الاغتيالات التي جرت خلال الحرب.

وبيَّنت المصادر، أن انتخاب رئيس للمكتب السياسي، لن ينهي دور المجلس القيادي الحالي الذي تمَّ تشكيله لقيادة الحركة بعد الاغتيالات التي طالت هنية والسنوار، مبينةً أنه سيتم اعتباره مجلساً استشارياً يتابع كل قضايا «حماس» داخلياً وخارجياً، ويتم التشاور فيما بينه بشأن مصير تلك القضايا، وذلك حتى انتهاء ولايته في عام 2026.

وأشارت المصادر إلى أنه «لن تقام انتخابات كاملة للمكتب السياسي حالياً، ويتوقع أن هذه الانتخابات ستحصل بعد عام».

فلسطينيون يتظاهرون في الخليل بالضفة الغربية يوليو 2024 تندّيداً باغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)

ولن تشمل الانتخابات، أي أطر أخرى، وستكون فقط لرئيس المكتب السياسي العام حالياً. كما توضِّح المصادر.

وبشأن رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، بعد اغتيال السنوار، وعدم تعيين خليفة له، قالت المصادر، إن خليل الحية حالياً هو رئيس المكتب في القطاع، وفي حال أصبح رئيساً للمكتب السياسي العام، فسيتم تكليف شخص آخر وفق آليات معينة ليكون بديلاً له، وقد يكون من داخل القطاع نفسه، لافتةً إلى أن حالياً يوجد أعضاء مكتب سياسي بغزة تم تكليفهم لإدارة ملفات عدة.

وقالت المصادر، إن أعضاء المكتب السياسي الذين اغتالتهم إسرائيل داخل قطاع غزة، تم بشكل مؤقت تكليف آخرين للقيام بمهامهم التي كانت موكلة إليهم، ومن بين ذلك أسرى محررون كانوا مقربين جداً من السنوار.

وعانت «حماس» من سلسلة اغتيالات طالت قياداتها خلال الحرب التي استمرَّت عامين، ومن بينهم قيادات داخل وخارج قطاع غزة، ومن أبرزهم في الخارج، هنية، ونائبه السابق صالح العاروري الذي اغتيل في لبنان، خلال شهر يناير 2024.

ويشهد قطاع غزة، سلسلةً من الترتيبات الإدارية التنظيمية على المستويين القياديَّين الأول والثاني، وحتى على مستويات سياسية وأمنية واجتماعية وعسكرية مختلفة؛ بهدف سد الشواغر التي خلفتها عمليات الاغتيال الإسرائيلية.


حمص تشيّع ضحايا «مسجد وادي الذهب»... و«أنصار السنة» تتوعد بتفجيرات أخرى

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
TT

حمص تشيّع ضحايا «مسجد وادي الذهب»... و«أنصار السنة» تتوعد بتفجيرات أخرى

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)
تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

شُيّع بمدينة حمص السورية، السبت، جثامين ضحايا التفجير الذي وقع داخل مسجد بحي ذي غالبية علوية، بمشاركة شعبية ورسمية، وسط إجراءات أمنية مشددة وحالة من الحزن سادت أوساط الأهالي، في حين جددت مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة، وهي جماعةٌ تابعة لتنظيم «داعش»، تبنّيها التفجير، وتوعدت بالقيام بتفجيرات مماثلة.

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وانطلقت مراسم التشييع من أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب بحي وادي الذهب بمدينة حمص، والذي وقع التفجير في داخله أثناء صلاة الجمعة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية مشاركة حشود شعبية، بدا عليها الحزن، ومسؤولين حكوميين في المراسم.

وشارك في مراسم التشييع عدد من المسؤولين السوريين، منهم نائب محافظ حمص حمزة قبلان، ومدير مديرية الشؤون السياسية عبيدة الأرنؤوط، وطاقم المديرية، ومدير العلاقات السياسية جمعان العميّر، وقائد عمليات حمص حسن محمد الفريج، وقائد شرطة حمص بلال الأسود.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل الإعلام المحلية انتشاراً أمنياً كثيفاً لعناصر قوى الأمن الداخلي في محيط المسجد لتأمين عملية التشييع، وذلك بالترافق مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في الحي والمدينة، بحسب ما أفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط».

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «شيعت محافظة حمص ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بحمص، حيث وُوري خمسة من الضحايا الثرى في (مقبرة الفردوس) بمدينة حمص، فيما نُقلت جثامين الضحايا الآخرين إلى مساقط رأسهم في مناطق أخرى».

واعتبرت أن «مراسم التشييع التي شارك فيها المئات من أهالي حمص، وممثلون رسميون وشعبيون، جسّدت تصميمهم على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة محاولات الفوضى والإرهاب، مؤكدين في الوقت نفسه دعمهم الكامل للأجهزة الأمنية في جهودها لحماية المدنيين والحفاظ على أمن واستقرار المدينة».

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

وأكد إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب، الشيخ محي الدين سلوم، في كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، أن التفجير يشكّل محاولة يائسة من أعداء سوريا للنيل من وحدة الشعب السوري وزعزعة استقراره، مشدداً على أن مثل هذه الأعمال لن تُضعف إيمان السوريين بقوة السلم الأهلي، وأن الوحدة الوطنية تبقى السلاح الأهم في مواجهة هذه الهجمات.

بدوره، أعرب المحامي منير عودة، أحد سكان حي وادي الذهب، عن إدانته الشديدة للعمل الإرهابي، لافتاً إلى أن التفجير يهدف إلى بثّ الفتنة بين أبناء المدينة المعروفة بتنوعها الديني والاجتماعي، ومؤكداً أن هذا الاعتداء يعبّر عن محاولات متواصلة من جهات معادية لسوريا لتقويض أي جهود تهدف إلى إعادة بناء الدولة السورية.

تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا)

في حين أكد عدد من سكان حي وادي الذهب، من بينهم نور الدين عمار وعلي ياسين نيصافي، استنكارهم الشديد للعمل الإرهابي، معتبرين أن استهداف دور العبادة يُعد جريمة تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية كافة.

الناشط المدني في مجال السلم الأهلي، علاء إبراهيم، وهو من سكان مدينة حمص، رافق خروج جثامين الضحايا من المسجد، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن هتاف «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله» صدحت به أصوات أغلبية المشاركين منذ بدء مراسم التشييع.

وقد توجّه موكب التشييع بعد ذلك باتجاه «شارع الأهرام» الرئيسي، مروراً بحي كرم اللوز، ومن ثم إلى أوتوستراد حي باب الدريب، وصولاً إلى «شارع الستين»، ومن هناك تابع باتجاه «مقبرة الفردوس» التي تعد المدفن الرسمي للطائفة العلوية في مدينة حمص حيث تمت مراسم دفن خمسة جثامين.

ووفق إبراهيم، فإن «الأمور سارت على ما يرام، وفق ما علمه عبر اتصالات هاتفية مع عدد من المشاركين في التشييع».

وقُتل الجمعة ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 18 آخرون بجروح، في أثناء صلاة الجمعة، جراء انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص ذي الأغلبية العلوية، وقد تبنّته مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة.

تهديد جديد

وأوردت المجموعة على تطبيق «تلغرام» أنه «فجّر مجاهدو (سرايا أنصار السنة)، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عدداً من العبوات داخل (معبد) علي بن أبي طالب التابع للنصيرية».

وأوضحت المجموعة التي تأسست بُعيد إطاحة حكم بشار الأسد أواخر عام 2024، أن «هجماتنا سوف تستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين».

وبالتزامن مع مراسم التشييع، أصدرت «سرايا أنصار السنة» السبت بياناً آخر نشرته في قناتها على منصة «تلغرام»، جددت فيه تبنّيها التفجير، وتوعدت بالقيام بتفجيرات مماثلة.

وتعهّد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، يوم الجمعة، بأن تصل يد العدالة إلى الجهة التي تقف وراء تفجير حمص «أياً كانت»، مؤكداً أن التفجير يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا. ووصف الوزير استهداف دور العبادة بأنه «عمل دنيء وجبان».

ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه داخل مكان عبادة منذ وصول السلطة الانتقالية إلى الحكم قبل عام، بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة في دمشق في يونيو (حزيران) أسفر عن مقتل 25 شخصاً، تبنّته في حينه كذلك مجموعة «سرايا أنصار السنة» المتطرفة.

ونددت عواصم عدة بالتفجير، بينها الرياض وبيروت وعمّان. ويفاقم الاعتداء مخاوف الأقليات في سوريا، بعد أعمال عنف متفرقة طالتها خلال الأشهر الماضية.

وتضمّ مدينة حمص، ذات الغالبية السنية، والتي شهدت معارك شرسة خلال الأعوام الأولى للنزاع السوري الذي اندلع في 2011، أحياء ذات غالبية علوية.