ماكرون: الوضع في غزة «لا يُحتمل» وآمل مناقشته مع نتنياهو وترمب

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يحذّر من «تطهير عرقي» في القطاع

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
TT

ماكرون: الوضع في غزة «لا يُحتمل» وآمل مناقشته مع نتنياهو وترمب

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أنه يشعر بأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة غير مقبولة، وأضاف أنه يأمل مناقشة الأمر قريباً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال خلال حضوره اجتماعاً للزعماء الأوروبيين في ألبانيا: «الوضع الإنساني في غزة لا يُحتمل». وأضاف: «نبلغ مستوى لم نشهده من قبل، من حيث الأثر الإنساني، منذ بداية هذا الوضع».

وأردف أن الأولوية هي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في القتال بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية. وقال ماكرون: «ستتاح لي فرصة التحدث في هذا الشأن مع رئيس الوزراء نتنياهو، وأثرت هذه المسألة أيضاً مع الرئيس ترمب»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

بدوره، أشار ترمب، في وقت سابق اليوم، إلى أنّ «الكثيرين يتضوّرون جوعاً» في قطاع غزة. وجاءت تصريحاته المقتضبة في ختام أول جولة خليجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض. وأضاف للصحافيين في أبوظبي: «نحن ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل هذه المشكلة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً».

ومنذ الثاني من مارس (آذار)، تمنع إسرائيل منعاً باتاً دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة. واستأنفت في 18 من الشهر نفسه عملياتها العسكرية بعد هدنة استمرت شهرين، في أعقاب حرب اندلعت في القطاع بين إسرائيل وحركة «حماس»، إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وندّد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الجمعة، بتكثيف إسرائيل هجماتها على غزة ودفعها قدماً نحو تحوّل ديموغرافي دائم في القطاع، وهو ما قال إنه يرقى إلى «تطهير عرقي».

وجاء في بيان لـ«فولكر تورك» أن «هذا السيل من القنابل، الذي يُجبر الناس على النزوح وسط تهديد تكثيف الهجمات، والتدمير الممنهج لأحياء بأكملها، وحرمانها من المساعدات الإنسانية، يشير إلى وجود دفع نحو تحول ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يُمثل تحدياً للقانون الدولي ويُعادل التطهير العرقي».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: «تفاهمات جديدة» تُعطي دفعة للمفاوضات

تحليل إخباري فلسطينيون يتفقدون الدمار في مخيم نازحين مؤقت بعد اقتحام الدبابات الإسرائيلية للمنطقة في خان يونس (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: «تفاهمات جديدة» تُعطي دفعة للمفاوضات

تسريبات إسرائيلية - أميركية جديدة تتحدث عن حدوث «تفاهمات» على طاولة المفاوضات الدائرة منذ نحو أسبوعين بالدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي أبوعبيدة (إعلام كتائب القسام) play-circle

«حماس»: جاهزون لحرب استنزاف طويلة ونعمل على أسر جنود إسرائيليين

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن الجهوزية «لمعركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الدخان يتصاعد في شمال قطاع غزة كما يظهر من جنوب إسرائيل (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي و«الشاباك»: قتلنا مسؤولاً مالياً رئيسياً في «الجهاد» هذا الأسبوع

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) مقتل ناشط بارز في «حركة الجهاد» الفلسطينية في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية يتصاعد الدخان من انفجار في شمال قطاع غزة، كما يظهر من جنوب إسرائيل

الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق في شمال غزة

أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، أوامر إخلاء جديدة لسكان مناطق في شمال قطاع غزة تمهيداً لقصفها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
خاص طفلة فلسطينية تنتظر الحصول على غذاء في مدينة غزة (أ.ب)

خاص غزيون غاضبون يهاجمون الأسواق بعد ارتفاع جنوني للأسعار

أغلق فلسطينيون غاضبون، الجمعة، غالبية الأسواق في مدينة غزة بعد أن هاجموها، وأجبروا أصحاب المحال والبسطات على مغادرة الأسواق بفعل الارتفاع الجنوني للأسعار.

«الشرق الأوسط» (غزة)

جرمانا هادئة... والأمن يعزز حواجزه لطمأنة سكانها الدروز

حركة سير ضعيفة عند المدخل الشمالي لضاحية جرمانا في ريف دمشق الشرقي الجمعة (الشرق الأوسط)
حركة سير ضعيفة عند المدخل الشمالي لضاحية جرمانا في ريف دمشق الشرقي الجمعة (الشرق الأوسط)
TT

جرمانا هادئة... والأمن يعزز حواجزه لطمأنة سكانها الدروز

حركة سير ضعيفة عند المدخل الشمالي لضاحية جرمانا في ريف دمشق الشرقي الجمعة (الشرق الأوسط)
حركة سير ضعيفة عند المدخل الشمالي لضاحية جرمانا في ريف دمشق الشرقي الجمعة (الشرق الأوسط)

تشهد ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق، التي تشكل طائفة الموحدين الدروز أحد مكوناتها السكانية، حياة طبيعية وهدوءاً تاماً، بحسب ما رصدت «الشرق الأوسط» في جولة لها، الجمعة.

ويترافق الهدوء مع استجابة قوى الأمن الداخلي (التابعة للحكومة السورية) لمطالب الأهالي بزيادة الحواجز على مداخلها وتعزيز المراقبة فيها، بسبب مخاوف من ردود فعل قد يقوم بها سكان بلدات وقرى مجاورة ذات غالبية سنية، على خلفية الأحداث التي تشهدها محافظة السويداء بين مسلحين دروز وعشائر بدوية وعربية.

في مدخل جرمانا الشمالي المتفرع من طريق المتحلق الجنوبي، بدت بعد ساعات الظهيرة حركة السيارات المتجهة إلى وسط الضاحية عادية، بينما أكد عنصر من الأمن الداخلي كان يقف على حاجز المدخل، أن الوضع في الضاحية «مستقر وهادئ تماماً». ومع تريث مندوب «الشرق الأوسط» بمتابعة الطريق إلى وسط جرمانا، قال العنصر: «هل تخشى شيئاً؟ لا يوجد أي توتر في الداخل. تفضل».

أكد هذا العنصر الأمني أنه ومنذ اندلاع الأحداث الدامية في محافظة السويداء ذات الغالبية السكانية الدرزية جنوب سوريا، الأحد الماضي، لم تحصل أحداث لافتة في جرمانا، سوى «مظاهرة لعدد قليل من الشبان (الدروز) يعدّون على أصابع اليد، (احتجاجاً على تطورات الأوضاع في السويداء)، وقد جرى تفريقهم مباشرة».

شارع رئيسي في منطقة الجمعيات بضاحية جرمانا بريف دمشق الشرقي الجمعة (الشرق الأوسط)

ومع الوصول إلى ساحة الكرامة وسط المدينة، التي تتفرع منها أربع طرق رئيسية تؤدي إلى الجادات الفرعية، كانت أغلبية المحال التجارية تمارس نشاطها، لكن حركة السيارات والمارة بدت ضعيفة نوعاً ما. وقد عزا صاحب محل لبيع المكسرات والسكاكر ذلك إلى أن اليوم يوم جمعة وهو عطلة رسمية، مؤكداً أن في «الأيام العادية تكون الحركة أكثر».

وفي مؤشر على اطمئنان رسمي لناحية الوضع الأمني في الضاحية، لوحظ عدم وجود انتشار لعناصر الأمن الداخلي في جميع الطرقات الرئيسية التي كانت فيها المحال التجارية والمقاهي تمارس أعمالها. ولكن عناصر الأمن المنتشرين على حواجز مداخل جرمانا يقومون بعمليات تفتيش دقيقة للسيارات في مسربي الدخول والخروج.

أحد النشطاء في الضاحية، وهو من الطائفة الدرزية، أكد أن الوضع «هادئ في جرمانا» منذ بدء الأحداث في السويداء، ولم يحصل أي تغيير، فالحياة تسير بشكل طبيعي واعتيادي، موضحاً أن «الدوائر الحكومية تواصل عملها بشكل اعتيادي، والأمن الداخلي ما زال موجوداً ويقوم بمهامه في حفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي».

وذكر المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وهي أن انتماء جرمانا هو إلى محيطها المتمثل بغوطة دمشق الشرقية، وأن العلاقة يجب أن تكون جيدة وفعالة مع دمشق، بالإضافة إلى التمسك بالحفاظ على السلم الأهلي في المدينة ومع محيطها.

تجمع مسلحين محليين من الطائفة الدرزية أمام حاجز أُقيم عند مدخل جرمانا الشمالي في 29 أبريل الماضي (أرشيفية - الشرق الأوسط)

ولفت المصدر إلى أن هناك «مطالبات بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في السويداء من جميع الأطراف، وفتح المعابر الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المدنيين في المحافظة». وشدد على أن «الضاحية لم تتعرض لأي مضايقات من البلدات والقرى المجاورة، ولم تحصل أي مشاكل في الداخل منذ اندلاع أحداث السويداء».

في المقابل، أكد مصدر محلي آخر «حرص سكان الضاحية على بقائها بعيدة عن أي صدامات أو خلافات، لأن جرمانا جزء من الدولة»، لافتاً إلى أن «حماية هذه المنطقة يقع على عاتق الدولة، وأهاليها يساعدون في ذلك».

لكن المصدر لم يخف لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك «مخاوف لدى بعض الأهالي من تعرّض الضاحية لمضايقات أو هجمات (من البلدات المجاورة) في ظل ما يحدث في السويداء». وأضاف: «نتواصل مع الامن الداخلي، وقد استجاب لهذه المخاوف وأقام حواجز إضافية على مداخلها وعزز المراقبة على الحواجز وفي محيط الضاحية».

وتتبع جرمانا إدارياً محافظة ريف دمشق، وتبعد عن وسط دمشق نحو 5 كيلومترات، وقد شهدت نهضة عمرانية في أواخر العقد الأخير من القرن العشرين.

وقبل اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد بداية عام 2011، كان عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة؛ معظمهم من الدروز والمسيحيين، وفق تقديرات مصادر محلية.

وازداد عدد سكانها كثيراً خلال سنوات الحرب الـ14، ويصل حالياً إلى نحو مليوني نسمة، وفق تقديرات بعض أهاليها، وذلك بعد أن شكلت ملاذاً لمئات آلاف النازحين من جميع المحافظات السورية التي شهدت معارك خلال سنوات الحرب.

وبعد موجات النزوح الكبيرة إلى جرمانا بات سكانها خليطاً من جميع المحافظات، والقوميات، والأديان، والطوائف.

ومع إطلاق فصائل المعارضة المسلحة عملية «ردع العدوان» شمال غربي البلاد، أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024، واقترابها من دمشق، أسقط أهالي جرمانا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد، بينما سقط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

لكن جرمانا، شهدت أعمال عنف في 28 أبريل (نيسان) الماضي، وأدت إلى مقتل عدد من الأشخاص، وذلك على أثر تداول تسجيل صوتي مزعوم يتضمن إساءة إلى الإسلام.

وتمكنت السلطات السورية من بسط سيطرتها وإعادة الأمن والاستقرار إلى جرمانا، بموجب اتفاقات مع الجهات الفاعلة، ووجهاء في المنطقة.