مؤسسة إغاثية تدعمها واشنطن تطلق عملياتها في غزة قبل نهاية الشهر

فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

مؤسسة إغاثية تدعمها واشنطن تطلق عملياتها في غزة قبل نهاية الشهر

فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتدافعون للحصول على حصة طعام ساخن من مطبخ خيري في مدينة غزة (أ.ف.ب)

تعتزم مؤسسة إغاثية تدعمها الولايات المتحدة بدء العمل في غزة قبل نهاية مايو (أيار) الجاري، وذلك بموجب خطة لتوزيع المساعدات أثارت انتقادات حادة.

إلا أن المؤسسة طلبت من إسرائيل السماح للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى باستئناف إيصال المساعدات للفلسطينيين في الوقت الحالي حتى تصبح جاهزة للعمل. ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ الثاني من مارس (آذار)، وحذر مرصد عالمي للجوع من أن نصف مليون شخص يمثلون ربع سكان القطاع يواجهون خطر المجاعة. وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

وتمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تفرج حماس عن جميع الرهائن المتبقين. وأعلنت إسرائيل دعمها «للخطة الإنسانية الأميركية». وكانت إسرائيل أول من طرح الخطة، التي تتضمن قيام شركات خاصة -وليس الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة- بتوزيع المساعدات من عدد محدود مما يسمى بمواقع التوزيع الآمنة، والتي قالت إسرائيل إنها ستكون في جنوب غزة.

وستدير (مؤسسة إغاثة غزة)، التي جرى إنشاؤها حديثا، العملية. وقال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته إن شركة الأمن الأميركية (يو.جي سوليوشنز) وشركة (سيف ريتش سوليوشنز) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا وتعمل في مجال الخدمات اللوجستية والتخطيط ستشاركان في عمليات المؤسسة.

وتحث واشنطن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون مع المؤسسة. وعبرت هذه الجهات عن مخاوفها من أن العملية لن تلتزم بالمبادئ الراسخة في العمل الإنساني، وهي احترام الإنسانية والنزاهة والاستقلالية والحياد. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة في وقت سابق من يوم الأربعاء «لقد أوضحنا اعتراضاتنا على آلية المساعدة المقترحة»، في إشارة للانتقادات اللاذعة التي وجهها توم فليتشر منسق الإغاثة في الأمم المتحدة للعملية المقترحة.

وفي رسالة إلى إسرائيل يوم الأربعاء، سعى جيك وود المدير التنفيذي لمؤسسة الإغاثة لتهدئة بعض المخاوف. وقال إن المؤسسة لن تعطي لإسرائيل أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات. وذكرت مؤسسة إغاثة غزة في بيان منفصل‭ ‬أن إسرائيل وافقت على توسيع عدد مواقع التوزيع «لخدمة جميع سكان غزة، وعلى إيجاد حلول لتوزيع المساعدات على المدنيين غير القادرين على الوصول إلى أي من مواقع المؤسسة».

ورفضت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة التعليق. وفي رسالته، طلب وود من الجيش الإسرائيلي تحديد مواقع كافية في شمال غزة وتقليل المخاطر حولها لتكون قادرة على استضافة مواقع توزيع آمنة تديرها المؤسسة ويمكن تشغيلها في غضون ثلاثين يوما. وطلب وود من إسرائيل تسهيل تدفق ما يكفي من مساعدات «باستخدام الطرق القائمة» حاليا حتى تصبح البنية التحتية لتوزيع المساعدات الخاصة بالمؤسسة جاهزة للعمل بكامل طاقتها، وقال إن هذا ضروري «لتخفيف الضغط الإنساني المستمر، وكذلك تقليص الضغط على مواقع التوزيع خلال الأيام الأولى من عملنا».

وبعد إعلان المؤسسة، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المخاوف المرتبطة بالخطة لا تزال قائمة. وقال ستيف دورسي المتحدث باسم الصليب الأحمر «لا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية أو عسكرتها. مستوى العوز بين المدنيين في غزة في الوقت الراهن هائل، ويتعين السماح بدخول المساعدات فورا ودون عوائق».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: إعادة الرهائن المحتجزين في غزة ستستغرق «وقتاً إضافياً»

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نتنياهو: إعادة الرهائن المحتجزين في غزة ستستغرق «وقتاً إضافياً»

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أنه يبقى «عازماً» على إعادة آخر الرهائن من قطاع غزة، لكن هذا الأمر سيستغرق «وقتاً إضافياً».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي أطفال يبكون على مقتل أحد أقربائهم بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية بغزة (أ.ف.ب)

استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟

إعلان إسرائيلي جديد عن استعادة جثث لرهائنها في قطاع غزة، وسط مسار متعثر للمفاوضات حالياً مع التصعيد الإسرائيلي - الإيراني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص سعيد إيزدي قائد «الوحدة الفلسطينية» في «الحرس الثوري» الإيراني (وكالة دفاع برس الإيرانية) play-circle 01:16

خاص «تواصل مع السنوار أثناء الحرب»... كيف ستتأثر «حماس» باغتيال الإيراني سعيد إيزدي؟

أعلنت إسرائيل، السبت، أنها اغتالت سعيد إيزدي قائد «الوحدة الفلسطينية» في «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق الكاميرا لا تلتقط... إنها تشهد (الجهة المنظّمة)

معرض «ما بين السماء والبحر»... الوجع الفلسطيني إلى أميركا

بين الجمال والخوف، يُصوّر المعرض كيف يمكن أن يمنح البحر والسماء لحظة هدوء، حتى حين يكونان شاهدَين صامتَين على المأساة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي من اليسار إلى اليمين: عوفرا كيدار وجوناثان سامرانو والرقيب الأول شاي ليفينسون (وسائل إعلام إسرائيلية)

الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة رفات 3 رهائن محتجزين في غزة

قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه استعاد جثث رهينتين إسرائيليَّيْن وجندي من قطاع غزة في عملية نُفذت، السبت.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

هجوم انتحاري يستهدف كنيسة في دمشق

مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
TT

هجوم انتحاري يستهدف كنيسة في دمشق

مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)
مشهد من الكنيسة بعد التفجير الإرهابي (أ.ف.ب)

فجّر انتحاري نفسه داخل كنيسة في العاصمة السورية دمشق، موقعاً نحو 15 قتيلاً وعدداً مماثلاً من المصابين وسط المصلين الذين كانوا في الكنيسة، حسبما أفادت مصادر متطابقة.

وأفاد التلفزيون الرسمي بأن شخصاً فجّر نفسه بحزام ناسف داخل كنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة في دمشق. وأكدت وزارة الداخلية السورية أن المنفذ ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى في تصريح «ندين بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الدويلعة بدمشق، ونؤكد تعهد الدولة بذل جميع الجهود لمحاربة التنظيمات الإجرامية».

وعملت سيارات إسعاف على نقل الضحايا، بينما فرضت القوى الأمنية طوقاً في المكان. وداخل الكنيسة، بدت المقاعد الخشبية مبعثرة مع بقع دماء، بينما دُمِّر الهيكل الخشبي بالكامل.

وقال شاب فضل عدم الكشف عن اسمه أمام الكنيسة: «دخل شخص من الخارج ومعه سلاح» قبل أن «يبدأ بإطلاق النار»، مضيفاً أن «بعض الشباب حاولوا توقيفه قبل أن يفجر نفسه».

وفي متجر لحوم قبالة الكنيسة، قال شاهد عيان يدعى زياد (40 عاماً): «سمعت صوت إطلاق نار في البداية، ثم صوت انفجار وتطاير بعدها الزجاج على وجوهنا».