وزير الخارجية يؤكد تمسك لبنان بدور قوات «اليونيفيل» في الجنوب

جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في مرجعيون بالقرب من الحدود مع إسرائيل... جنوب لبنان 29 أكتوبر 2024 (رويترز)
جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في مرجعيون بالقرب من الحدود مع إسرائيل... جنوب لبنان 29 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

وزير الخارجية يؤكد تمسك لبنان بدور قوات «اليونيفيل» في الجنوب

جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في مرجعيون بالقرب من الحدود مع إسرائيل... جنوب لبنان 29 أكتوبر 2024 (رويترز)
جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في مرجعيون بالقرب من الحدود مع إسرائيل... جنوب لبنان 29 أكتوبر 2024 (رويترز)

أكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي في لقاء مع قائد قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، أرولدو لازارو، تمسك بلاده بدور قوات البعثة الدولية في الجنوب.

وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي (متداولة)

وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان على منصة «إكس»، اليوم الجمعة، أن رجّي بحث مع لازارو في تطورات الوضع بجنوب البلاد «في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة».

وأضاف البيان أن وزير الخارجية شدد على أهمية تمكين قوات «اليونيفيل» من أداء مهامها وفق الولاية التي حددها لها مجلس الأمن، والتي يرتقب تمديدها في أغسطس (آب) المقبل.

من جهته، عرض لازارو على وزير الخارجية اللبناني «طبيعة المهام التي تقوم بها قوات (اليونيفيل) في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701». وتطرق لازارو إلى «التعاون والتنسيق القائمين بين (اليونيفيل) والجيش اللبناني»، مشيدا بالعلاقة المميزة بين الجانبين، وموجها «دعوة للوزير رجي لزيارة مواقع (اليونيفيل) في جنوب لبنان».

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت، أمس الخميس، مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بعد سلسلة غارات إسرائيلية على النبطية في جنوب البلاد.

وذكر الجيش الإسرائيلي، أمس، أن طائراته قصفت موقعاً لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لجماعة «حزب الله» في منطقة جبل البوفور (الشقيف) بجنوب لبنان.

يُذكر أن «اليونيفيل» كانت قد أنشئت بموجب قراري مجلس الأمن الدولي 425 و426 الصادرين في 19 مارس (آذار) 1978 وذلك لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة. وعقب حرب يوليو (تموز) - أغسطس (آب) 2006، قام مجلس الأمن، وبموجب القرار 1701، بتعزيز «اليونيفيل» وأناط بها مهام إضافية من خلال العمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان. ويتم التمديد لمهمات «اليونيفيل» سنويا في مجلس الأمن الدولي.


مقالات ذات صلة

تدابير مشددة للجيش لتحييد لبنان عن تداعيات المواجهات في السويداء

المشرق العربي انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية (أرشيفية - رويترز)

تدابير مشددة للجيش لتحييد لبنان عن تداعيات المواجهات في السويداء

طغت المواجهات الدموية التي تشهدها محافظة السويداء السورية على المشهد السياسي اللبناني، واستحوذت على اهتمام القيادات السياسية والروحية.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي دورية لـ«يونيفيل» أمام مبانٍ مدمرة في بلدة كفركلا اللبنانية الحدودية (أ.ف.ب)

إسرائيل تسعى لمنع عودة الحياة إلى القرى الحدودية اللبنانية

تمضي إسرائيل في سياسة عزل المنطقة الحدودية جنوب لبنان، ومنع مظاهر الحياة من العودة إليها، وذلك باستهداف آليات رفع الأنقاض.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مقاتلون من العشائر يرفعون شارة النصر بعد سيطرتهم على بلدة المزرعة ذات الغالبية الدرزية في محافظة السويداء (إ.ب.أ)

اتصالات سياسية ودينية لمنع توسع التوترات السورية إلى الساحة اللبنانية

رفض مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل طائفة «الموحدين الدروز» في لبنان سامي أبي المنى، «الانجرار وراء أي خطابات تحريضية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نزلاء في سجن رومية المركزي شرق بيروت (غيتي)

لبنان يستعد للاتفاق مع سوريا على تبادل السجناء المحكومين

يستعد وزير العدل اللبناني، عادل نصار، للاتصال بنظيره السوري مظهر الويس، لترتيب اتفاق بين الجانبين اللبناني والسوري لتبادل السجناء المحكومين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم خلال إلقائه كلمةً في احتفال الحزب بمناسبة ذكرى «عاشوراء» (إ.ب.أ)

دعاوى قضائية تطارد مسؤولين في «حزب الله» بالمحاكم اللبنانية

بدأت الدعاوى القضائية تلاحق مسؤولين في «حزب الله»، بتهمة «تعريض أمن لبنان للخطر» و«تهديد اللبنانيين بالقتل».

يوسف دياب (بيروت)

«أساءت القراءة»... سوريا اعتقدت أنها حصلت على موافقة واشنطن وإسرائيل لنشر قوات بالسويداء

تصاعد الدخان من بلدة المزرعة نتيجة احتراق المنازل إثر اشتباكات بين قبائل بدوية وفصائل درزية محلية في ريف السويداء (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان من بلدة المزرعة نتيجة احتراق المنازل إثر اشتباكات بين قبائل بدوية وفصائل درزية محلية في ريف السويداء (إ.ب.أ)
TT

«أساءت القراءة»... سوريا اعتقدت أنها حصلت على موافقة واشنطن وإسرائيل لنشر قوات بالسويداء

تصاعد الدخان من بلدة المزرعة نتيجة احتراق المنازل إثر اشتباكات بين قبائل بدوية وفصائل درزية محلية في ريف السويداء (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان من بلدة المزرعة نتيجة احتراق المنازل إثر اشتباكات بين قبائل بدوية وفصائل درزية محلية في ريف السويداء (إ.ب.أ)

أفادت 8 مصادر مطلعة لـ«رويترز»، بأن الحكومة السورية أساءت قراءة كيفية رد إسرائيل على انتشار قواتها بجنوب البلاد في الأسبوع الماضي، متشجعة بالرسائل الأميركية التي تقول إن سوريا يجب أن تحكم كدولة مركزية.

وقالت المصادر إن إسرائيل نفذت ضربات على القوات السورية وعلى دمشق يوم الأربعاء، في تصعيد فاجأ القيادة التي تقودها عشائر البدو بعد اتهام القوات الحكومية بقتل عشرات الأشخاص في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

ووفقاً للمصادر التي تضم مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين ودبلوماسيين اثنين ومصادر أمنية إقليمية، فإن دمشق اعتقدت أنها حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة وإسرائيل، لإرسال قواتها إلى الجنوب، رغم التحذيرات الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر بعدم القيام بذلك.

يتجول مقاتلون من العشائر البدوية في بلدة المزرعة بريف السويداء جنوب سوريا بعد أن شنت العشائر عمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل الدرزية (إ.ب.أ)

وقالت المصادر إن هذا التفاهم استند إلى تعليقات علنية وخاصة من المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك، وكذلك إلى المحادثات الأمنية الوليدة مع إسرائيل. وكان براك قد دعا إلى إدارة سوريا بشكل مركزي «كدولة واحدة» دون مناطق حكم ذاتي.

ولم يتم الإعلان من قبل عن سوريا للرسائل الأميركية والإسرائيلية بشأن نشر قواتها في الجنوب.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، لكنه قال إن الولايات المتحدة تدعم وحدة الأراضي السورية.

وقال المتحدث إن «الدولة السورية ملزمة بحماية جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات»، وحث الحكومة السورية على محاسبة مرتكبي أعمال العنف.

مقاتلون من العشائر البدوية ينتشرون في بلدة المزرعة ذات الأغلبية الدرزية في ريف السويداء (إ.ب.أ)

وفي رده على أسئلة «رويترز»، نفى مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية، أن تكون تصريحات براك أثرت على قرار نشر القوات الذي اتخذ بناء على اعتبارات وطنية بحتة، وبهدف وقف إراقة الدماء وحماية المدنيين ومنع تصاعد الحرب الأهلية.

وأرسلت دمشق قوات ودبابات إلى محافظة السويداء يوم الاثنين، لوقف القتال بين القبائل البدوية والفصائل المسلحة داخل الطائفة الدرزية، وهي أقلية لها أتباع في سوريا ولبنان وإسرائيل.

وذكرت مصادر سورية أن القوات التي دخلت المدينة تعرضت إلى إطلاق نار من الجماعات الدرزية المسلحة.

وذكر مصدران أن أعمال العنف التي تلت ذلك، ونُسبت إلى القوات السورية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية وإذلال المدنيين الدروز، تسببت في شن إسرائيل غارات على قوات الأمن السورية ووزارة الدفاع في دمشق ومحيط القصر الرئاسي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تدخلت لمنع القوات السورية من دخول جنوب سوريا، التي قالت إسرائيل علناً إنها يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح، وللحفاظ على التزامها طويل الأمد بحماية الدروز.

وتعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الدروز. وألقى باللوم على «الجماعات الخارجة عن القانون» التي تسعى إلى تأجيج التوترات في أي جرائم ضد المدنيين، ولم يذكر ما إذا كانت القوات الحكومية متورطة في ذلك، أم لا.

وسرعان ما تدخلت الولايات المتحدة وآخرون لتأمين وقف إطلاق النار بحلول مساء الأربعاء. ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، التصعيد بأنه «سوء تفاهم» بين إسرائيل وسوريا.

وقال مصدر سوري ومصدر غربي مطلعان على الأمر، إن دمشق اعتقدت أن المحادثات مع إسرائيل التي جرت قبل أيام في باكو أسفرت عن تفاهم بشأن نشر قوات في جنوب سوريا لإخضاع السويداء لسيطرة الحكومة.

ورفض مكتب نتنياهو التعليق رداً على أسئلة «رويترز».

وقالت إسرائيل أمس (الجمعة)، إنها وافقت على السماح بدخول محدود للقوات السورية إلى السويداء خلال اليومين المقبلين. وبعد فترة وجيزة، قالت سوريا إنها ستنشر قوة مخصصة لإنهاء الاشتباكات الطائفية التي استمرت حتى صباح اليوم (السبت).

وقال جوشوا لانديس، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه يبدو أن الشرع بالغ في التحرك بثقة الأسبوع الماضي.

وأضاف: «يبدو أن طاقمه العسكري أساء فهم دعم الولايات المتحدة له، كما أساء فهم موقف إسرائيل من جبل الدروز (في السويداء) من محادثاته مع إسرائيل في باكو».