رئيس برلمان العراق يهاجم دعاة الإقليم الشيعي

قال إن حديثه عن قطع المياه «تهكم وازدراء»

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
TT
20

رئيس برلمان العراق يهاجم دعاة الإقليم الشيعي

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)

هاجم رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، سياسيين عراقيين دعوا إلى تشكيل «إقليم شيعي يحتكر موارد النفط»، وقال إن حديثه عن قطع المياه عن الجنوب العراقي «تهكم وازدراء» من دعوات «الأقلمة».

وقال المشهداني، في تصريح متلفز، إن «الأحزاب الشيعية ستكون أكبر الخاسرين من خيار الأقلمة».

وأوضح أن «الأنبار أغنى محافظة عراقية نظراً لوجود اليورانيوم والسيليكون، مع إمكانية قطع مياه النهرين إذا انفردت محافظات الجنوب بالنفط».

وأثارت تصريحات المشهداني لغطاً واسعاً في الأوساط السياسية، ما اضطره في النهاية إلى إصدار توضيح أكد فيه أن كلامه جاء في سياق «التهكم» على دعوات التقسيم.

وقال المشهداني، إنّ حديثه عن «قطع مياه دجلة والفرات عن الشيعة إذا قرروا الانفصال والانفراد بالنفط جاء للتهكم والازدراء ممن يدعو إلى الأقلمة»، وعدّ تداول التصريح بهذه الطريقة «استهدافاً انتخابياً».

ومنذ مطلع شهر رمضان تنشط حملات انتخابية للأحزاب العراقية رغم أن موعد الاقتراع الرسمي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وأسهمت الحملات السياسية في استقطاب حول قضايا جدلية في الشارع العراقي، أبزرها التغيير في سوريا، والضغوط الأميركية على طهران، والتهديد بفرض عقوبات على كيانات وأفراد في العراق.

قادة «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتهم الدورية في بغداد (إكس)
قادة «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتهم الدورية في بغداد (إكس)

وعلى نحو مفاجئ، لوّح قادة شيعة بالانفصال، وصرح نوري المالكي، مطلع مارس (آذار) 2025، أن «الشيعة سينفردون بالنفط إذا أجبروا على التقسيم»، كما هدد حسين مؤنس وهو نائب عن «كتائب حزب الله» العراقي، بـ«استقلال 9 محافظات إذا استمر ابتزاز الشيعة»، ولاحقاً بدأ ناشطون مقربون من «الإطار التنسيقي» التثقيف لمشروع «انفصال الشيعة».

ويميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن موجة الحديث عن الأقلمة جزء من «ورقة ضغط من جماعات على صلة بإيران على الولايات المتحدة ودول فاعلة في المنطقة لتفادي الضغط الأقصى الذي يفرضه ترمب، لكن من الصعب التخمين بما قد يفعله طرف سيقاوم حتى لا يخسر كل شيء».

ورداً على احتكار المكون الشيعي للنفط، تبرز فرضيات مقابلة بأن جغرافية المكونات تفيد بأن نهري دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويدخلان مباشرة من تركيا بالنسبة لنهر دجلة والفرات عبر سوريا.

مع ذلك، يقلل مراقبون من حملة «الأقلمة» على أساس المكونات، طالما أن الحكومة العراقية تضع خططاً مستقبلية لربط مصالح الجميع، كما في مشروع «طريق التنمية» الذي يمتد من ميناء الفاو في البصرة إلى الشمال وصولاً إلى تركيا وأوروبا.


مقالات ذات صلة

بغداد تريد تعاوناً مع واشنطن وفق «الإطار الاستراتيجي»

المشرق العربي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني مستقبلاً القائم بأعمال السفارة الأميركية ستيفن فاغن الاثنين (إكس)

بغداد تريد تعاوناً مع واشنطن وفق «الإطار الاستراتيجي»

بعد أيام من اعتراض بغداد على عقود نفطية وقعتها حكومة إقليم كردستان مع شركات أميركية، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على التعاون الوثيق مع واشنطن.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد مقر البنك المركزي العراقي في بغداد (إكس)

«المركزي» العراقي: تَوفُّر السيولة المالية... والاحتياطات تتجاوز 100 مليار دولار

قال البنك المركزي العراقي، يوم الاثنين، إن السيولة متوفرة بالكامل، وإن الاحتياطات النقدية تجاوزت 100 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي من لقاء سابق بين السوداني ومسعود بارزاني في أربيل (إعلام حكومي)

موظفو إقليم كردستان يلوذون بالمحكمة الاتحادية للحصول على مرتباتهم

لم يجد موظفو إقليم كردستان العراق أمامهم غير المحكمة الاتحادية للحصول على مرتباتهم الشهرية...

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي من الاستقبال الرسمي للرئيس اللبناني في مطار بغداد الدولي (أ.ف.ب)

السوداني ورشيد يبددان مع عون الغيمة التي ظللت العلاقات بين بيروت وبغداد

عون: كل لبناني بات يؤمن فعلاً عند كل أزمة بأن الترياق من العراق ليس قولاً مأثوراً بل فعل.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة تظهر القبض على أحد الأشخاص من شبكة «إجرامية» في العراق (لقطة من فيديو نشرته المخابرات العراقية)

المخابرات العراقية: اعتقال شبكة «إجرامية» حاولت تنفيذ عمليات اغتيال

أفادت وكالة الأنباء العراقية، اليوم السبت، بأن جهاز المخابرات أعلن اعتقال أفراد شبكة إجرامية حاولت تنفيذ عمليات اغتيال، وسعت للإخلال بالأمن العام في البلاد.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

ما التحديات التي تعترض سلطة الشرع بعد 6 أشهر من وصوله إلى دمشق؟

 الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
TT
20

ما التحديات التي تعترض سلطة الشرع بعد 6 أشهر من وصوله إلى دمشق؟

 الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)

خلال الأشهر الستة الأولى من حكمه، تمكّن الرئيس السوري أحمد الشرع من استقطاب المجتمع الدولي ورفع عقوبات اقتصادية خانقة، لكنه يواجه تحديات كبرى، وفق محللين، أبرزها إرساء حكم فعال والنهوض بالاقتصاد، مع الحفاظ على بلده موحداً.

فكيف يمكن للشرع المضي قدماً في الحكم وتخطي تلك الصعوبات؟

بناء الدولة

حين وصل إلى دمشق في 8 ديسمبر (كانون الأول)، بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد، وجد الشرع نفسه أمام 4 سلطات: حكومة مركزية في دمشق، وحكومة إنقاذ تسيّر شؤون إدلب (شمال غرب)، وأخرى تتولى مناطق سيطرة فصائل موالية لأنقرة (شمال)، إضافة إلى الإدارة الذاتية الكردية. ولكل منها مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والقضائية والمدنية.

ويقول المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، رضوان زيادة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أن يتمكن الشرع من أن يضمن الاستقرار ببلد هش سياسياً في مرحلة عصيبة، فهذا إنجاز كبير يُحسب» له.

ويعد «إنجاح المرحلة الانتقالية» التي حدّد مدتها بخمس سنوات، «التحدي الأكثر صعوبة»، وفق زيادة.

وزعزعت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي التي طالت الأقلية العلوية وأسفرت خلال يومين عن مقتل أكثر من 1700 شخص، ثم المكون الدرزي، الثقة بقدرة السلطة على فرض الاستقرار وحفظ حقوق أقليات قلقة على دورها ومستقبلها.

ويوضح زيادة «التعامل مع الأقليات من أبرز التحديات الداخلية، وبناء الثقة بين المكونات المختلفة يحتاج إلى جهد سياسي أكبر لضمان تحقيق التعايش والوحدة الوطنية».

وتصطدم مساعي الشرع لبسط سيطرته بمطلب الأكراد بصيغة حكم لا مركزي تمكنهم من مواصلة إدارة مؤسساتهم، وهو ما ترفضه دمشق.

ويقول القيادي الكردي البارز بدران جيا كورد للوكالة: «على الحكومة المؤقتة أن تبتعد عن الحلول الأمنية والعسكرية لمعالجة القضايا» العالقة، وأن «تنفتح أكثر على قبول المكونات السورية... وإشراكها في العملية السياسية».

ولا يلحظ الإعلان الدستوري إجراء أي انتخابات في الفترة الانتقالية، على أن يصار في ختامها وبعد وضع دستور جديد إلى إجراء انتخابات تشريعية.

وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الشهر الماضي، من أن السلطة الانتقالية «في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع... من حرب أهلية شاملة» تؤدي «فعلياً إلى تقسيم البلاد».

ويقول الباحث لدى مركز «تشاتام هاوس» نيل كيليام للوكالة، إن أكبر تحديات الشرع هي «رسم مسار للمضي قدماً، يريد جميع السوريين أن يكونوا جزءاً منه، وأن يتم بذلك بسرعة كافية، ومن دون تهور».

تنظيم الأمن

مقارنة مع دول شهدت تبدلاً سريعاً في السلطة، تمكّن الشرع عموماً من ضمان استقرار نسبي، رغم حلّه أجهزة الأمن والجيش السابقة.

وأثارت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي، خصوصاً ضد العلويين، شكوكاً إزاء قدرة الشرع على ضبط فصائل مختلفة، بينها مجموعات متطرفة تثير قلق المجتمع الدولي، وطالبت واشنطن الشرع بدعوتها إلى المغادرة.

واتخذت السلطات مؤخراً سلسلة إجراءات لتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، بينها وجوب انضمام قادة الفصائل إلى الكلية الحربية قبل درس ترقيتهم.

وقال مصدر سوري، من دون الكشف عن هويته للوكالة، إن السلطة الانتقالية وجّهت في وقت سابق رسالة إلى واشنطن تعهدت فيها «تجميد ترقيات المقاتلين الأجانب».

ويشكل ملف المقاتلين الأجانب، قضية شائكة، مع عدم قدرة الشرع على التخلي عنهم بعد قتالهم لسنوات إلى جانبه من جهة، ورفض دولهم عودتهم إليها من جهة أخرى.

ويضاف إليهم الآلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» المحتجزين مع أفراد عائلاتهم لدى القوات الكردية. ولا تملك السلطة الحالية القدرة عددياً ولوجيستياً على نقلهم إلى سجون تحت إدارتها.

انفتاح اقتصادي ومطالب

ورث الشرع من الحكم السابق بلداً على شفير الإفلاس: اقتصاده مستنزف، ومرافقه الخدمية مترهلة، ونظامه المالي معزول عن العالم، وغالبية سكانه تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

وانعكس التغيير على حياة الناس، لناحية توافر الوقود وسلع ومنتجات بينها فواكه لم يكن استيرادها ممكناً. وبات التداول بالدولار شائعاً بعدما كان محظوراً.

ومع رفع العقوبات الاقتصادية خصوصاً الأميركية، يولي الشرع، وفق مصدر مقرب منه، أولوية كبرى لمكافحة الفقر ورفع مستوى دخل الفرد. ويعدّ ذلك ممراً «لترسيخ الاستقرار».

لكن رفع العقوبات لا يكفي وحده، ويتعين على السلطات اتخاذ خطوات كثيرة.

ويقول الخبير الاقتصادي كرم الشعار للوكالة: «وضوح الأفق، بمعنى الاستقرار السياسي، يعد نقطة مهمة على طريق التعافي الاقتصادي، لكن هناك عوائق أخرى؛ أهمها الإطار الناظم ومجموعة القوانين اللازمة للاستثمار، والتي تبدو للأسف غامضة في جزئيات كبيرة».

وأعلنت السلطات أنها تعيد النظر حالياً بقانون الاستثمار، وتعمل على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، وقال الشرع إن بلاده تعول عليها للنهوض بقطاعات البنى التحتية والمرافق الخدمية.

وتوفير خدمات الكهرباء والتعليم والإنتاج الزراعي، مسألة حيوية لإنماء المناطق المدمرة، من أجل عودة ملايين اللاجئين، وهو مطلب تريد تحقيقه دول أوروبية وأخرى مجاورة لسوريا، كتركيا والأردن ولبنان.

ولا يمر دعم سوريا ورفع العقوبات عنها من دون مطالب، عبّرت واشنطن عن أبرزها: الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، التي شنت مئات الضربات الجوية في سوريا منذ إطاحة الأسد وتتوغل قواتها جنوباً.

ويقول كيليام إن استمرار التصعيد الإسرائيلي يجعل دمشق «بعيدة كل البعد عن التفكير في التطبيع، حتى لو تعرّضت لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي».

ولم تعلن دمشق موقفاً واضحاً من التطبيع، لكنها أقرت بتفاوض غير مباشر مع إسرائيل لاحتواء التصعيد.