تصاعد الغارات الإسرائيلية يكشف هشاشة وقف النار في لبنان

مقتل 5 من عناصر «حزب الله»

دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» تنتشر في موقع في شمال إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» تنتشر في موقع في شمال إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

تصاعد الغارات الإسرائيلية يكشف هشاشة وقف النار في لبنان

دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» تنتشر في موقع في شمال إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» تنتشر في موقع في شمال إسرائيل على طول الحدود مع جنوب لبنان 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قالت مصادر أمنية لبنانية إن الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل 5 من أعضاء جماعة «حزب الله» خلال الأيام القليلة الماضية؛ ما يؤكد هشاشة وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

يأتي هذا في الوقت الذي استأنفت فيه إسرائيل الغارات الجوية العنيفة على قطاع غزة.

وشكلت الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في لبنان أعنف التداعيات لحرب غزة التي امتدت شهوراً عبر الحدود قبل أن تتصاعد إلى هجوم إسرائيلي مدمر قضى على قيادة الجماعة المدعومة من إيران والكثير من مقاتليها، ودمّر جزءاً كبيراً من ترسانتها.

ورغم أن وقف إطلاق النار أدى إلى خفض العنف بشكل كبير، فإن الطرفين يتبادلان الاتهامات بالتقصير في تنفيذه بالكامل. وتقول إسرائيل إن «حزب الله» لا يزال يمتلك بنية تحتية في الجنوب، بينما يقول لبنان و«حزب الله» إن إسرائيل تحتل بعض الأراضي في لبنان بعدم انسحابها من 5 مواقع على قمم تلال.

وأفاد الجيش الإسرائيلي باستهداف 5 من «حزب الله» في 3 هجمات منفصلة بجنوب لبنان منذ 15 مارس (آذار).

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف في هجوم يوم الأحد - اثنين من «حزب الله» كانا «يهمان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل جنوب لبنان».

وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن 5 من «حزب الله» قُتلوا.

وقال الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، إن عياراً نارياً أُطْلِق على الأرجح من لبنان أصاب سيارة متوقفة في مستوطنة أفيفيم الإسرائيلية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الواقعة.

غارات تدمر منازل جاهزة

ذكرت مصادر أمنية في لبنان أن غارات إسرائيلية على بلدتين، الاثنين، دمرت منازل جاهزة جُلبت إلى المنطقة لتسكين من دُمرت منازلهم خلال الحرب.

يقضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بدعم أميركي في نوفمبر (تشرين الثاني)، بنزع سلاح «حزب الله» من الجنوب وانسحاب القوات الإسرائيلية مع انتشار الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة في المنطقة.

وأعلنت إسرائيل، هذا الشهر، موافقتها على إجراء محادثات مع لبنان بدعم من الولايات المتحدة بهدف ترسيم الحدود. كما أفرجت عن 5 لبنانيين كانوا محتجزين لدى الجيش الإسرائيلي، بينما وصفتها بأنها «بادرة تجاه الرئيس اللبناني»

ويحمّل «حزب الله» الدولة اللبنانية مسؤولية تحرير ما تبقى من الأراضي التي لا تزال تحتلها إسرائيل، لكن المسؤول البارز في «حزب الله» علي دعموش قال يوم الجمعة: «لا يمكن حصر السلاح بيد الدولة ما دام هناك احتلال».

يقول محللون إن على «حزب الله» أن يفكّر ملياً قبل اتخاذ أي قرار بالتصعيد ضد إسرائيل، مشيرين إلى أن طريق إمداده البري إلى إيران قد انقطع بسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا وأن العديد من أنصاره أصبحوا بلا مأوى بسبب الدمار الذي خلَّفَتْه الحرب.

وقال قاسم قصير المحلل اللبناني المقرب من «حزب الله» إن الجماعة حتى الآن تحرص على عدم الرد وترك القرار للحكومة والجيش في لبنان.


مقالات ذات صلة

لبنان يدعو الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع الاعتداءات الإسرائيلية

المشرق العربي رجل يمشي بجوار مركبات متضررة في موقع غارة إسرائيلية على مبنى بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle

لبنان يدعو الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع الاعتداءات الإسرائيلية

دعا وزير الدفاع الوطني اللبناني اللواء ميشال منسى الأربعاء الدول الراعية لاتفاق وقف النار لردع اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري جندي في الجيش اللبناني بموقع الاستهداف الإسرائيلي للقيادي بـ«حزب الله» حسن بدير في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب) play-circle

تحليل إخباري إسرائيل تطارد المرتبطين بالملف الفلسطيني في لبنان منذ 25 عاماً

يندرج اغتيال إسرائيل للقيادي في «حزب الله» حسن بدير في ضاحية بيروت، فجر الثلاثاء، ضمن سلسلة ملاحقات تنفذها إسرائيل منذ 25 عاماً لقيادات معنية بالملف الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)

«الداخلية» اللبنانية تحسم موعد إجراء الانتخابات المحلية

حسم وزير الداخلية والبلديات في لبنان أحمد الحجار الجدل حول فرضيات تأجيل الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في مايو المقبل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نزلاء سجن رومية ينتظرون قانون العفو العام (غيتي)

لبنان: إجراءات أمنية وقضائية لتخفيف اكتظاظ السجون

أعلنت السلطات اللبنانية أنها ستتخذ إجراءات لتخفيف الاكتظاظ في السجون، تبدأ من تفعيل محكمة في سجن رومية المركزي، بهدف تسريع المحاكمات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص امرأتان تغادران مسكنهما القريب من موقع استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

خاص سكان الضاحية الجنوبية لبيروت يبحثون عن بديل آمن للإقامة

كثف سكان الضاحية الجنوبية لبيروت البحث عن خيارات سكنية بديلة، تكون على مقربة منها أو بعيدة قليلاً.

حنان حمدان (بيروت)

«الداخلية» اللبنانية تحسم موعد إجراء الانتخابات المحلية

عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)
TT
20

«الداخلية» اللبنانية تحسم موعد إجراء الانتخابات المحلية

عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)

حسم وزير الداخلية والبلديات في لبنان أحمد الحجار الجدل حول فرضيات تأجيل الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في مايو (أيار) المقبل، بدعوة الهيئات الناخبة للاقتراع.

وأعلنت الوزارة في بيان أن الوزير الحجار «وقّع قرارات دعوة الهيئات الانتخابية لانتخاب أعضاء المجالس البلدية المختارين والمجالس الاختيارية، وتحديد أقلام الاقتراع في دوائر محافظة جبل لبنان، حيث سيجرى الانتخاب بتاريخ 4 مايو» المقبل.

وتجري الانتخابات على مراحل، إذ تخصص الوزارة أياماً محددة لكل محافظة، بدءاً من جبل لبنان، وذلك في إجراء لوجيستي لتأمين الحماية لمراكز الاقتراع، وضمانة مراقبة الانتخابات والتدقيق بالنتائج وإصدارها، بالنظر إلى أن الانتخابات تحتاج إلى قوى أمنية وقضاة وموظفين رسميين يوجدون في صناديق الاقتراع.

وكان النائبان في البرلمان اللبناني وضاح الصادق ومارك ضو، تقدما باقتراح لتأجيل الاستحقاق، وربطاه بإنجاز «مجموعة من الإصلاحات الضرورية والطارئة على قانون الانتخاب، لتدعيم مسار الإنقاذ وضمان حسن التمثيل والمشاركة الفاعلة والممارسة الديمقراطية والمساواة بين المواطنين».

لكن معظم القوى السياسية ترفض التأجيل، خصوصاً أن ولاية المجالس البلدية والمخاتير، انتهت في مايو 2022، لكن تم تمديد ولايتها سنة بسبب تزامنها مع استحقاق الانتخابات النيابية. وفي العام الثاني في 2023، تم تأجيلها بسبب الشغور الرئاسي، فيما تم تأجيلها مرة ثالثة في العام الماضي، بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان.