الإعلان عن فصائل عراقية جديدة... ومراقبون يَعُدُّونها تبادل أدوار

أعلنت استعدادها «لحماية العراق والدفاع عن اليمن»

استعراض عسكري لأحد الفصائل (مواقع تابعة للفصائل)
استعراض عسكري لأحد الفصائل (مواقع تابعة للفصائل)
TT
20

الإعلان عن فصائل عراقية جديدة... ومراقبون يَعُدُّونها تبادل أدوار

استعراض عسكري لأحد الفصائل (مواقع تابعة للفصائل)
استعراض عسكري لأحد الفصائل (مواقع تابعة للفصائل)

كسرت عدة فصائل عراقية مسلحة جدار الصمت في علاقتها مع واشنطن طوال الشهور الماضية، معلنة استعدادها للدخول في مواجهة وشيكة مع الأميركان.

وأعلن أكثر من فصيل عراقي مسلح، بعضها يكشف عن نفسه لأول مرة، استعداده لاستئناف العمل تزامناً مع الضربات الأميركية لليمن داعين إلى ما أسموه «الجهاد» لـ«حماية العراق» من جهة، ومن جهة أخرى «للدفاع عن اليمن» ومواجهة الهجوم الأميركي.

وفيما تبدو العملية الأميركية في اليمن التي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها سوف تستمر بمثابة تحذير لإيران بعد أيام قلائل على الرسالة التي بعث بها ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي فإن سياسة «خلط الأوراق» التي تريد إيران استخدامها في هذه المواجهة مثلما يرى مراقبون في بغداد مرشحة لأن تغير قواعد الاشتباك بعد فترة الهدوء التي استمرت لشهور بعد عمليات «طوفان الأقصى»، وقيام إسرائيل بهجمات واسعة على لبنان، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض.

وفي هذا السياق، وبعد ساعات من بدء الضربات الأميركية على اليمن، ظهرت فصائل مسلحة جديدة، أصدرت بيانات وتسجيلات مصورة، دعت من خلالها إلى التطوع «لحماية العراق والدفاع عن اليمن».

وأعلنت فصائل «قوات درع العباس الاستشهادية»، عن نفسها بواسطة بيان مصور قام بإلقائه أحد العناصر، وظهر خلفه شخصان ملثمان، عُلِّقت خلفهم صورة الأمين العام السابق لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله.

وأعلن أن أهداف الفصيل تشمل «حماية العراق والعقيدة»، ودعا المواطنين العراقيين وأبناء «الحشد الشعبي» للانضمام «للمشروع الجهادي».

وبعد ساعات قليلة من إعلان هذا الفصيل لنفسه وأهدافه، صدر بيان لفصيل آخر يحمل اسم «كتائب صرخة القدس»، أُعلن خلاله أنهم رهن الإشارة لاستهداف مصالح العدو الأميركي في المنطقة حيثما وجدت وبالوسائل المناسبة التي تجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم بحق شعوبنا.

وجوه جديدة أم تبادل أدوار؟

وفيما التزمت الفصائل العراقية المعروفة الصمت، مثل «كتائب حزب الله» أو «النجباء» فضلاً عن فصائل أخرى مثل «أصحاب الكهف»، و«عصبة الثائرين»، و«سرايا ثورة العشرين الثانية»، و«جماعة ثأر المهندس»، و«قوات ذو الفقار»، و«أولياء الدم»، و«سرايا المنتقم»، و«قاصم الجبارين»، أو حتى تلك التي انخرطت في العملية السياسية، إلا أن ظهور فصائل بتسميات جديدة بعد الضربات الأميركية لليمن أثار استغراب أوساط المراقبين السياسيين، وعدُّوه كما لو كان تبادل أدوار وإخفاء لمسميات معروفة عبر محاولة تصدير وجوه جديدة لفصائل مسلحة ليست موضوعة على جدول الأهداف الأميركية.

وأوقفت الفصائل العراقية خلال الشهور الأخيرة نشاطها؛ استجابة لنصائح الحكومة، فضلاً عن بدء المفاوضات بين واشنطن وبغداد بهدف إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق، إلا أن ظهور هذه الفصائل بعد الضربات على اليمن من شأنه أن يربك العلاقة مع واشنطن في وقت بدأت بغداد تتحدث عن علاقة «متينة» مع الإدارة الأميركية الحالية.


مقالات ذات صلة

هل تدفع التحولات الإقليمية شيعة العراق إلى إحياء فكرة الأقاليم؟

تحليل إخباري مسؤولون وقادة أحزاب عراقية خلال حفل (أرشيفية - إكس)

هل تدفع التحولات الإقليمية شيعة العراق إلى إحياء فكرة الأقاليم؟

حتى قبل بضعة أشهر ماضية كان الحديث عن قصة الأقاليم غير وارد في فضاء الأحزاب والفصائل الشيعية

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التزام العراق بحماية مستشاري التحالف الدولي الذين يوجدون على أراضيه.

تنسيق بين بغداد وواشنطن لمواجهة التطورات «المقلقة» في المنطقة

أجرى وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيت، مباحثات هاتفية مطولة، ليل الأحد، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.

حمزة مصطفى (بغداد)
الخليج رصد 7 ملايين قرص مخدر مخبأة في شحنة ألعاب وطاولات كي (واس)

تنسيق سعودي ـــ عراقي يحبط شحنة مخدرات

أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، العقيد طلال بن عبد المحسن بن شلهوب، أمس، أنه بناءً على معلومات قدمتها وزارة الداخلية السعودية ممثلة في المديرية.

فاضل النشمي (بغداد ) «الشرق الأوسط» (الرياض )
المشرق العربي أحد عناصر السلطة السورية داخل مصنع لحبوب الـ«أمفيتامين» المعروفة باسم «الكبتاغون» في دوما على مشارف دمشق 13 ديسمبر (أ.ب)

القبض على مجموعة تهرب الأسلحة المتنوعة و100 ألف حبة كبتاغون بدير الزور

تمكنت إدارة الأمن العام وفرع مكافحة المخدرات بمحافظة دير الزور السورية من إلقاء القبض على مجموعة متورطة في تهريب الأسلحة والكبتاغون.

«الشرق الأوسط» (دمشق-لندن)
المشرق العربي نصب الشهداء في حلبجة

الرئيس العراقي يطلب الإسراع بتحويل حلبجة إلى المحافظة الـ19

طلب رئيس الجمهورية العراقية، عبد اللطيف رشيد، الأحد، من الجهات المعنية الإسراع بتحويل مدينة حلبجة في إقليم كردستان إلى المحافظة رقم 19 في البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)

سلام: مؤتمر في الخريف المقبل لإعادة لبنان على خريطة الاهتمام العربي

رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً وفد مجلس الأعمال اللبناني - السعودي (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً وفد مجلس الأعمال اللبناني - السعودي (رئاسة الحكومة)
TT
20

سلام: مؤتمر في الخريف المقبل لإعادة لبنان على خريطة الاهتمام العربي

رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً وفد مجلس الأعمال اللبناني - السعودي (رئاسة الحكومة)
رئيس الحكومة نواف سلام مستقبلاً وفد مجلس الأعمال اللبناني - السعودي (رئاسة الحكومة)

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف سلام، العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت، لإعادة لبنان على خريطة الاهتمام العربي والدولي، لافتاً إلى أن العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعودية.

كلام سلام جاء خلال استقباله وفداً من مجلس الأعمال اللبناني - السعودي، برئاسة رؤوف أبو زكي، حيث أكد أنه استمع إلى حرص المسؤولين الخليجيين، ولا سيما وزير الخارجية السعودي ورئيس وزراء دولة قطر، على دعم لبنان بالاستثمارات في المجالات المختلفة، مع حرصهم الشديد على تطبيق الإصلاحات.

كما شدّد على أن «الإصلاح القضائي هو المدخل الأساسي في طريق الإصلاح الشامل لحماية المستثمرين واللبنانيين، والأولوية لإنجاز الإصلاح الاقتصادي والمالي»، مشيراً إلى «العمل على تسهيل كل الإجراءات الإدارية لإنشاء الشركات والمؤسسات من خلال إطلاق مشروع لمكننة الإدارة عبر وزارة شؤون التكنولوجيا».

وفيما لفت إلى أن «الحكومة ستقرّ آلية جديدة للتعيينات يوم الخميس المقبل»، شدّد على «أهمية اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها لمواكبة ملف الحدود ومكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية وتعزيز الأمن والاستقرار».

وبعد اللقاء، أشار أبو زكي إلى أنهم أحاطوا رئيس الحكومة علماً بأن اتحاد غرف السعودية أبلغهم خلال الزيارة الأخيرة إلى الرياض بضرورة تكوين مجلس الأعمال السعودي - اللبناني من الجانب السعودي، لأن مجلس الأعمال من الجانب اللبناني قائم، ولكن بسبب الظروف التي كانت سائدة كان معطلاً.

وأوضح: «الآن انطلقت العجلة، والإخوة في السعودية طلبوا واقترحوا أن يعقد اجتماع مجلس الأعمال المشترك في بيروت في شهر يونيو (حزيران) المقبل، وسيكون أول نشاطات هذا المجلس انعقاد ملتقى اقتصادي سعودي - لبناني في بيروت ، كما كان في السابق، لأن الملتقيات السعودية اللبنانية كانت تنعقد بالتناوب بين البلدين. وهذا مؤشر إيجابي، وعندما تكتمل الإجراءات، ويتم رفع الحظر عن سفر الإخوة السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى السعودية، ستنطلق العجلة على نطاق واسع، ونحن نتوقع انفراجاً واسعاً في المرحلة المقبلة، وأن يشهد لبنان صيفاً واعداً بمجيء الإخوة السعوديين، والخليجيين عامة».

وتحدث أبو زكي عن الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، والوزراء المختصين، لتوقيع الاتفاقيات التجارية المعلقة منذ سنوات، وأنه سيعقبها رفع القيود التي كنّا نشكو منها، وهناك حماس من السعوديين للمجيء إلى لبنان أكثر مما نعتقد، سواء الجيل المخضرم والجيل الجديد».