بغداد تعلن مقتل الرجل الثاني في «داعش»

السوداني وصفه بأحد «اخطر إرهابيي العراق والعالم»

TT

بغداد تعلن مقتل الرجل الثاني في «داعش»

رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس (الجمعة)، أن قوات الأمن العراقية تمكنت من قتل الرجل الثاني في تنظيم «داعش»، في عملية مشتركة مع جهاز أمني كردي وقوات أميركية.

ورغم إعلان العراق عام 2017 هزيمة التنظيم على أراضيه، فإن خلاياه ظلت ناشطة وتنفذ هجمات متفرقة ضد الجيش والشرطة.

وقال السوداني عبر منصة «إكس»، إن «الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المكنى أبو خديجة يعد أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم».

وأضاف السوداني، أن الرفيعي الذي استهدف بعقوبات أميركية في صيف عام 2023، «كان يشغل منصب ما يسمى والي العراق وسوريا» في التنظيم المتطرف.

ولم يذكر السوداني متى قُتل الرفيعي، لكنه أشاد بالعملية التي نفذتها الاستخبارات العراقية بالتعاون مع التحالف المناهض للتنظيم بقيادة الولايات المتحدة في العراق.

بدوره، أكَّد جهاز مكافحة الإرهاب، أن تعاوناً استخبارياً مثمراً مع مجلس أمن إقليم كردستان مكَّن جهاز المخابرات وقيادة العمليات المشتركة من تحديد مكان الرفيعي.

وقال الجهاز في بيان صحافي، إن «قيادي (داعش) قتل بضربة جوية ناجحة في صحراء الأنبار أعقبها إنزال جوي لجهاز مكافحة الإرهاب، ووفقاً لمعلومات دقيقة تم إلقاء القبض على سبعة متهمين بينهم امرأتان، كما تم إلقاء القبض على خمسة مطلوبين آخرين في أربيل من قبل جهاز مجلس أمن الإقليم».

وكان جهاز الأمن الكردي قد علق على إعلان رئيس الحكومة العراقية مقتل الرفيعي، بأنه «يأسف لعدم إشارة مكتب السوداني إلى الدور الرئيسي الذي لعبه مجلس أمن إقليم كردستان في العملية».

وأكد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، أن القوات العراقية «تعمل على إنهاء عصابات (داعش) الإرهابية».

وقال المحمداوي، في مؤتمر صحافي، إن «عبد الله مكي كان يشغل ما يسمى نائب الخليفة العام، ويعد مقتله إنجازاً أمنياً كبيراً». وأوضح رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن كريم التميمي، أن «عبد الله مكي كان يحمل عدداً من الأسلحة والعبوات الناسفة».

رتل أمني خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (أرشيفية - الجيش العراقي)

ما أهمية «أبو خديجة»؟

من جهتها قالت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في بيان على منصة «إكس»، إنه «في 13 مارس (آذار)، نفّذت قوات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، بالتعاون مع قوات الاستخبارات والأمن العراقية، ضربة جوية دقيقة في محافظة الأنبار بالعراق، أسفرت عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم «داعش»، وقائد العمليات وأمير اللجنة المفوضة، عبد الله مكي مصلح الرفيعي، المعروف باسم أبو خديجة، بالإضافة إلى أحد عناصر داعش».

وأضافت سنتكوم: «بصفته أمير اللجنة المفوضة التي تُعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرار داخل تنظيم داعش، كان أبو خديجة مسؤولاً عن العمليات واللوجيستيات والتخطيط التي ينفذها التنظيم على المستوى الدولي، كما كان يدير جزءاً كبيراً من تمويل أنشطة (داعش) حول العالم».

وتابعت «سنتكوم» في بيانها: «بعد الضربة الجوية، تحركت قوات القيادة المركزية الأميركية والقوات العراقية إلى موقع الاستهداف، حيث تم العثور على جثتي عنصرين لـ(داعش). وكان كلا الإرهابيين يرتدي أحزمة ناسفة غير منفجرة، وكان بحوزتهما أسلحة عدة وتمكنت القوات من التعرف إلى أبو خديجة عبر تطابق الحمض النووي الذي تم جمعه خلال مداهمة سابقة كان قد نجا منها».

وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: «كان أبو خديجة أحد أهم قادة (داعش) على المستوى الدولي للتنظيم. سنواصل القضاء على الإرهابيين وتفكيك تنظيماتهم التي تهدد وطننا وأفرادنا من القوات الأميركية، والحلفاء، والشركاء في المنطقة وخارجها».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من جهته على منصته «تروث سوشيال»: «اليوم قُتل الزعيم الهارب لتنظيم (داعش) في العراق. طارده مقاتلونا البواسل بلا هوادة. وأُنهِيَت حياته البائسة، مع عضو آخر في (داعش)، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان».


مقالات ذات صلة

«شبكة حقوق الإنسان»: مقتل واختفاء 11 مواطناً أميركياً خلال النزاع في سوريا

المشرق العربي استخراج رفات خلال البحث داخل موقع مقبرة جماعية شمال سوريا يوم 7 سبتمبر 2019 في الرقة عاصمة تنظيم «داعش» آنذاك (أ.ب)

«شبكة حقوق الإنسان»: مقتل واختفاء 11 مواطناً أميركياً خلال النزاع في سوريا

تقرير من «الشبكة السورية» يفيد بمقتل واختفاء 11 مواطناً أميركياً خلال النزاع في سوريا، معظمهم قضوا على يد نظام الأسد وتنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (لندن - دمشق)
شؤون إقليمية شرطيان تركيان يقتادان الداعشي العراقي إلى المحكمة في ولاية كيريك قلعة بوسط البلاد (إعلام تركي)

تركيا توقف «داعشياً» عراقياً مطلوباً لـ«الإنتربول»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على أحد العراقيين من العناصر الخطيرة ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي فيدان والشيباني والصفدي خلال المؤتمر الصحافي (الخارجية التركية)

وزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن طالبوا برفع العقوبات ووقف الاعتداءات الإسرائيلية

أكد وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا دعمهم لأمن واستقرار سوريا والتمسك بوحدة أراضيها، وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية عليها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي انتشار الأمن العام على الطريق الدولية دمشق - درعا (صفحة درعا 24 على فيسبوك)

خطط وإجراءات أمنية جديدة في سوريا لضبط الأمن وفرض القانون

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية بوجود خطط وإجراءات جديدة لضبط الأمن تجري بالتنسيق بين وزارات الخارجية والدفاع والداخلية والعدل وبإشراف الرئاسة.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي من الاجتماع الخماسي لسوريا ودول الجوار في العاصمة الأردنية عمان في 9 مارس (الخارجية التركية)

اجتماع لوزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن لبحث القضايا الأمنية والتطورات الإقليمية 

يعقد في أنقرة، الاثنين، اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث التطورات في المنطقة والوضع الأمني في ظل التصعيد الإسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الصحة الفلسطينية: غزة تواجه تدهوراً كارثياً في جودة المياه بسبب التلوث

نازحون فلسطينيون يملأون عبوات المياه من أنبوب في مخيم بخان يونس (أ.ب)
نازحون فلسطينيون يملأون عبوات المياه من أنبوب في مخيم بخان يونس (أ.ب)
TT

الصحة الفلسطينية: غزة تواجه تدهوراً كارثياً في جودة المياه بسبب التلوث

نازحون فلسطينيون يملأون عبوات المياه من أنبوب في مخيم بخان يونس (أ.ب)
نازحون فلسطينيون يملأون عبوات المياه من أنبوب في مخيم بخان يونس (أ.ب)

تشهد جودة المياه في غزة تدهوراً غير مسبوق نتيجة التلوث الزائد بوقت تتفاقم فيه الأزمات الصحية والبيئية الناجمة عن الحرب المستمرة وتضرر البنية التحتية الحيوية بالقطاع، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء.

وأفادت الوزارة، في بيان صحافي تلقت «وكالة الأنباء الألمانية»، بأن أكثر من 25 في المائة من عينات المياه التي خضعت للفحص مؤخراً تبين أنها غير صالحة للاستهلاك، فيما تعاني 90 في المائة من الأسر من انعدام الأمن المائي.

فتاة فلسطينية تنقل حاويات مياه من نقطة توزيع في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وذكرت الوزارة أن التلوث أدى إلى انتشار أمراض بين السكان، في ظل ازدياد الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، الأمر الذي يضاعف من معاناة السكان، خصوصاً في مناطق النزوح التي تعاني من اكتظاظ وظروف معيشية صعبة.

أدت العمليات العسكرية المستمرة إلى انهيار واسع في الخدمات الأساسية من بينها شبكات المياه والصرف الصحي (أ.ف.ب)

كما أشار البيان إلى أن 90 في المائة من محطات تحلية المياه باتت خارج الخدمة، بينما تعطلت 80 في المائة من منشآت الصرف الصحي ما تسبب في تلوث زائد لمياه البحر وتهديد مباشر للمياه الجوفية بسبب الاعتماد الاضطراري على الحفر الامتصاصية غير الآمنة بيئياً.

تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر بشكل ملحوظ منذ أن منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات منذ مارس الماضي (أ.ف.ب)

وتأتي هذه التطورات في سياق أزمة إنسانية متعمقة يعيشها قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

وقد أدت العمليات العسكرية المستمرة إلى انهيار واسع في الخدمات الأساسية، من بينها شبكات المياه والصرف الصحي، وسط صعوبات كبيرة في إدخال المساعدات والوقود عبر المعابر.

طفلة فلسطينية تعاني لأجل الحصول على طعام من مطبخ خيري بخان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

وتنبه منظمات دولية، من بينها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إلى مخاطر تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه، خصوصاً في مراكز الإيواء المكتظة التي تفتقر إلى شروط النظافة الصحية الأساسية.