أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في عمان، اليوم الأربعاء، وقوف الأردن إلى جانب السوريين في إعادة بناء بلدهم عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
ووفق «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) بحث اللقاء، الذي عقد في قصر بسمان الزاهر بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، فرص تطوير التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة في زيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصعد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز وحدة الصف العربي. وتم التأكيد على عمق العلاقات والحرص على توسيع التعاون في مجالات التجارة والطاقة والمياه. وأشاد العاهل الأردني، خلال اللقاء، بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري، مؤكدا أنه خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري.
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني لدى لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع في عمان، وقوف #الأردن إلى جانب الأشقاء السوريين في إعادة بناء بلدهم عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة #سوريا وأمنها واستقرارها pic.twitter.com/O2L3lZsRHN
— RHC (@RHCJO) February 26, 2025
وأكد ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، مشددا على أهمية عودة سوريا إلى دورها الفاعل في محيطها العربي.
وبين الملك عبد الله ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكدا دعم المملكة لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
بدوره، أعرب الرئيس السوري عن تقديره لموقف الأردن، بقيادة الملك عبد الله الداعم لجهود إعادة بناء سوريا والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها.
وكان العاهل الأردني استقبل الرئيس السوري لدى وصوله مطار ماركا في زيارة للمملكة. ويرافق الرئيس السوري في الزيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين.
وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها الشرع إلى عمان منذ توليه السلطة، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، وكان قد قام خلال الشهرين الماضيين بزيارتين إلى السعودية وتركيا.
وكان الشيباني قد زار عمان في السابع من يناير (كانون الثاني)، وبحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي موضوع الحدود بين البلدين، ومخاطر تهريب المخدرات والسلاح والإرهاب وتهديدات تنظيم «داعش».
وأعلن الوزيران حينها أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه.

وعانى الأردن خلال سنوات النزاع في سوريا الذي بدأ 2011، من عمليات تهريب المخدرات لا سيما حبوب «الكبتاغون»، من سوريا إلى الأردن، أو إلى دول أخرى عبر الأردن. ونفّذ عدداً من العمليات لمكافحة التهريب عبر الحدود، بعضها أوقع قتلى.
وزار الصفدي دمشق في 23 ديسمبر، وأكد بعد لقائه الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعمار سوريا.
واستضاف الأردن في 14 ديسمبر اجتماعاً حول سوريا، بمشاركة وزراء خارجية 8 دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل للأمم المتحدة.
وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومتراً. وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في البلد المجاور، في حين تفيد أرقام الأمم المتحدة بوجود نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.