أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون أن التصريحات الصادرة عن السلطات في دمشق تظهر تماشياً كبيراً مع المبادئ الرئيسة لقرار مجلس الأمن رقم 2254 فيما يتعلق بالحكم والدستور والانتخابات.
وأضاف بيدرسون في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء «سيكون المفتاح هو التنفيذ».
ويشير المبعوث الأممي إلى قرار مجلس الأمن الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2015 والذي حدد خريطة طريق للحل السياسي في البلد الذي مزقته حرب أهلية استمرت أكثر من 13 عاماً.
وقال بيدرسون إن السلطات السورية تعهدت مراراً بأن سوريا الجديدة ستكون لجميع السوريين ومبنية على أسس شاملة وموثوقة.
وتابع يقول: «نعيش لحظة مهمة للغاية في تطور الوضع السياسي في سوريا».
وأقر المبعوث الأممي بأن المشهد الأمني في سوريا ما زال معقداً بعد الإطاحة بالأسد، في ظل انتشار فصائل مسلحة في أرجاء البلاد، بالإضافة إلى الصراع الدائر بين «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يغلب عليها الأكراد وتسيطر على أجزاء كبيرة في شمال وشرق البلاد، ومجموعات مسلحة متحالفة مع تركيا.
كما تحركت إسرائيل بعد سقوط الأسد للسيطرة على المنطقة العازلة التي تقع داخل الأراضي السورية، وقصفت العديد من الأهداف العسكرية في كافة أنحاء سوريا.
ودعا بيدرسون مجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها والانسحاب من المنطقة العازلة.
كما حث المبعوث الأممي المجتمع الدولي على «القيام بدوره فيما يتعلق بالعقوبات والاقتصاد والسيادة السورية»، قائلاً إنها أمور ضرورية لنجاح الفترة الانتقالية.
وأضاف بيدرسون «أشجع السلطات المؤقتة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب السوري من خلال اتخاذ إجراءات واضحة وملموسة بشأن الانتقال وبالتعاون مع مكتبي».
مطالبة بإلزام إسرائيل إنهاء احتلالها للجولان
وفي وقت لاحق من الجلسة، قال ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة قُصي الضحاك: إن تركيز السلطات الجديدة ينصب خلال الفترة القادمة على تحقيق السلم الأهلي، وإتمام وحدة الأراضي السورية، وبسط سلطة الدولة على كامل التراب الوطني، وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف: «سيتم العمل خلال المرحلة الانتقالية على الحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة وسلامة أراضيها، وتحقيق نهضتها».
وتابع قائلاً: إنه يتم العمل أيضاً على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا بجميع مكوناتها، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية أحمد الشرع سيعلن عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر لسد الفراغ الحالي، دون ذكر إطار زمني محدد.
كما طالب المندوب السوري مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للجولان «ووقف عدوانها المستمر على الأراضي السورية، والانسحاب من جميع الأراضي التي توغلت فيها، والالتزام التام باتفاق فض الاشتباك».
وأعلنت الرئاسة السورية في وقت سابق اليوم تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
وتولى الشرع رئاسة سوريا لفترة انتقالية بعد أن قاد فصائل على رأسها «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، ليضع حداً للحرب الأهلية.