سوريا: فتح تحقيق في وفاة عنصر دفاع وطني سابق داخل مركز احتجاز

أحد أعضاء جماعة «هيئة تحرير الشام» يقف حارساً بالقرب من صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد في مقر الفرقة الرابعة بدمشق (رويترز)
أحد أعضاء جماعة «هيئة تحرير الشام» يقف حارساً بالقرب من صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد في مقر الفرقة الرابعة بدمشق (رويترز)
TT
20

سوريا: فتح تحقيق في وفاة عنصر دفاع وطني سابق داخل مركز احتجاز

أحد أعضاء جماعة «هيئة تحرير الشام» يقف حارساً بالقرب من صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد في مقر الفرقة الرابعة بدمشق (رويترز)
أحد أعضاء جماعة «هيئة تحرير الشام» يقف حارساً بالقرب من صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد في مقر الفرقة الرابعة بدمشق (رويترز)

أعلنت السلطات السورية، السبت، أن شخصاً جرى توقيفه على خلفية انتسابه إلى مجموعات رديفة للقوات النظامية في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، تُوفي في أثناء الاحتجاز، معلنةً فتح تحقيق في «تجاوزات» قامت بها عناصر الأمن.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير إدارة الأمن العام في حمص قوله: «قامت دورية... بتوقيف لؤي طلال طيارة الذي كان يعمل ضمن صفوف الدفاع الوطني في مدينة حمص، وذلك لعدم تسوية وضعه القانوني، وحيازته أسلحة غير مصرح بها»، مضيفاً: «وقعت تجاوزات من قِبَل بعض العناصر الأمنية المكلفة بنقله، ما أدَّى إلى وفاته على الفور». وأكد توقيف «جميع العناصر المسؤولة، وإحالتهم إلى القضاء العسكري». وشدد على أن «هذه الحادثة يتم التعامل معها بجدية مطلقة، ولن يكون هناك أي تهاون في محاسبة المسؤولين».

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طيّارة قضى جرّاء «ضربة بأداة حادة على رأسه بعد مضي 24 ساعة من توقيفه». وأطاحت فصائل تقودها «هيئة تحرير الشام» بالرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، مع دخولها دمشق عقب هجوم مباغت بدأته من شمال غربي سوريا قبل ذلك بنحو أسبوعين. وفرّ بشار الأسد إلى روسيا، لينتهي بذلك حكمه الذي استمرّ قرابة ربع قرن، وحكم آل الأسد الذي بدأ مطلع السبعينيات من القرن الماضي مع والده حافظ.

ومنذ تولي الإدارة الجديدة السلطة، نفّذت السلطات الأمنية سلسلة حملات أمنية هدفت إلى ملاحقة «فلول النظام» السابق. وتخللها توقيف المئات ممن لم يسوّوا أوضاعهم مع السلطات الجديدة. في المقابل، أفاد سكان ومنظمات بحصول انتهاكات تتضمّن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية.

«اعتداء على قيم الإنسانية»

وحفلت أعوام حكم الأسد بممارسات مثل الاعتقالات التعسفية والعنف والتعذيب في السجون، ضمن ممارسات هدفت إلى القضاء على أي شكل من أشكال المعارضة. ومنذ وصولها إلى السلطة، تحاول القيادة طمأنة الأقليات خصوصاً الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. والسبت، نقلت «سانا» عن مدير إدارة الأمن العام التزام السلطات «التام بحماية حقوق المواطنين وصون كرامتهم، وأن جميع الإجراءات القانونية ستُتخذ لضمان العدالة والشفافية، وستُعلن نتائج التحقيق فور انتهائه»، مشدداً على أن «أي انتهاك للقانون لن يُسمح به تحت أي ظرف». وشدد المسؤول الذي لم يُذكر اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» على أنه «لا يجوز لأي جهة أو فرد أن يتصرف خارج إطار القانون، ونحن نؤكد أن العدالة ستأخذ مجراها بالكامل، بغض النظر عن هوية الشخص المعني أو انتمائه السابق، وأن حماية المجتمع تتطلّب الالتزام الصارم بالإجراءات القانونية».

إلى ذلك، نقلت مجموعة السلم الأهلي، وهي إحدى مجموعات المجتمع المدني، في بيان، أن عائلة طيّارة أُبلغت بوفاته «جراء أعمال تعذيب من عناصر منفلتة». وأدانت المجموعة «هذه الجريمة»، لافتة إلى أنها «ليست مجرد اعتداء على فرد، وإنما اعتداء على قيم الإنسانية والكرامة والحق في الحياة». وطالبت السلطات بتحمّل «المسؤولية القانونية والأخلاقية» من خلال «تفعيل دور القضاء» و«ضبط العناصر المنفتلة»، و«منع الإفلات من العقاب» و«ضمان الشفافية». وأشار «المرصد» إلى أنه وثّق «مقتل 10 أشخاص في سجون إدارة العمليات العسكرية خلال الفترة من 28 يناير (كانون الثاني) إلى الأول من فبراير (شباط) 2025 من مختلف مناطق ريف حمص، الذين تعرّضوا للاعتقال في حملات أمنية ومداهمات متفرقة».


مقالات ذات صلة

إردوغان: أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم

المشرق العربي إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية) play-circle

إردوغان: أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم في غضون 3 أشهر منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي شاب من المحتجين أنزل العلم السوري من فوق مبنى محافظة السويداء ورفع الراية الدينية للموحدين الدروز (إكس)

احتجاج في السويداء ضد حكومة دمشق تتصدره فلول الأسد

شهدت مدينة السويداء جنوب سوريا، احتجاجًا قيل إنه «سياسة الحكومة في دمشق»، فيما أعلن الأمن الداخلي، انتهاء عملياته العسكرية على مواقع مجموعة مسلحة في الصنمين

«الشرق الأوسط» (لندن - دمشق)
المشرق العربي إدارة الأمن العام السورية تضبط قذائف هاون في مخزن بحمص (الداخلية السورية)

مقتل وإصابة أكثر من 180 طفلاً جراء مخلفات الحرب في سوريا خلال 3 أشهر

قُتل وأصيب أكثر من 188 طفلاً في سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، جراء انفجار ألغام ومخلفات حرب، تزامنا مع عودة أكثر من مليون شخص إلى مناطقهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوات من الجيش السوري تغلق أحد الشوارع في بلدة الصنمين في درعا خلال حملة عسكرية واسعة النطاق لحفظ الأمن الأربعاء والخميس (أ.ف.ب)

تركيا تنفي تقارير إسرائيلية حول إنشاء قواعد عسكرية في سوريا

نفى مصدر عسكري تركي مسؤول تقارير إسرائيلية حول إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في سوريا، وعن تحليق مقاتلات «إف-16» تركية فوق دمشق عقب هجوم إسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مسلَّحون في ريف اللاذقية (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

مقتل 16 من قوات الأمن السورية في اشتباكات مع مسلّحين مرتبطين بنظام الأسد

قُتل 16 عنصراً من قوات الأمن السورية، الخميس، في هجمات نفذها مسلحون موالون لبشار الأسد في غرب سوريا، على خلفية توتر تشهده المنطقة ذات الغالبية العلوية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إردوغان: أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم

إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية)
TT
20

إردوغان: أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم

إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في أنقرة في فبراير الماضي (الرئاسة التركية)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الخميس)، إن أكثر من 133 ألف لاجئ سوري في تركيا عادوا إلى ديارهم في غضون 3 أشهر منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال إردوغان: «منذ 8 ديسمبر (كانون الأول) عاد أكثر من 133 ألف سوري طوعاً إلى وطنهم. ومع تحسن الاستقرار في سوريا سيرتفع هذا العدد»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع: «لن نرغم أي شخص (على المغادرة)، لكن إن رغب أشقاؤنا وشقيقاتنا بالعودة فسنسهّل رحلتهم»، علماً بأن نحو 3 ملايين سوري لجأوا إلى تركيا جراء النزاع في سوريا خلال العقد الأخير.

وعاد نحو 1.2 مليون شخص إلى منازلهم في سوريا خلال الفترة الزمنية ذاتها، وفق الأمم المتحدة، بينهم أكثر من 885 ألف شخص ممن نزحوا داخلياً.