استعانت إدارة الرئيس دونالد ترمب بشركات أمن أميركية؛ للقيام بعمليات تأمين وتفتيش المركبات التي تحمل الفلسطينيين النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر ممر نتساريم، للتأكد من عدم وجود أسلحة معهم. وتتولى هذه الشركات الأمنية الإشراف على تنفيذ شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن اثنين من المسؤولين قولهما إن الشركة الأمنية «safe Reach Solution» مهمتها وضع الإجراءات اللوجيستية والمخططات لعمليات التفتيش وفحص المركبات التي تحمل النازحين الفلسطينيين المتجهين إلى شمال قطاع غزة؛ والشركة الثانية هي «UG Solutions» ومهمتها توفير الأفراد الذين يتولون مهمة التفتيش. ووفقاً لمصدر مطلع، «تضم هاتان الشركتان أفراداً خدموا في القوات الخاصة الأميركية».
وهاتان الشركتان الأميركيتان وشركة أمن مصرية، لم يُكشف اسمها ووافق عليها جهاز المخابرات المصري، جزء من شركات متعددة الجنسيات تتولى مهام أخرى تتعلق بنشر حراس أمن في غزة وتشغيل المعابر، إضافة إلى عمليات التفتيش الفعلية.
ويعد إنشاء مجموعة أمنية متعددة الجنسيات جزءاً من اتفاق غزة؛ لضمان حل أي خلافات تنشأ بشأن عودة الفلسطينيين النازحين إلى الشمال عبر ممر نتساريم، بعد أن رفضت «حماس» أن تتولى القوات الإسرائيلية التفتيش.
ومن المقرر أن تبدأ الشركتان الأميركيتان والشركة المصرية عملها بدءاً من يوم السبت، مع إطلاق «حماس» 4 رهائن.
ووفقاً للمسؤولين، قد يستغرق بقاء تلك الشركات في القطاع من أسبوعين إلى 6 أسابيع. وليس من الواضح الجهة التى ستموِّل عملها.
وأوضح المسؤولون لـ«نيويورك تايمز» أن هذه الشركات ستكون النواة لتشكيل قوة دولية أكبر لإدارة قطاع غزة في المستقبل.
وتسرَّبت معلومات عن نقاشات أميركية - إسرائيلية حول خطط مختلفة للاستعانة بشركات أمن أميركية خاصة، تقوم بمهام حماية شحنات المساعدات في غزة، أو مهام إنشاء مناطق إنسانية يتم تطهيرها من عناصر تابعة لـ«حماس».
ويتكوف إلى المنطقة
ومن المقرر أن يقوم مبعوث الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بزيارة المملكة العربية السعودية، ثم إسرائيل، الأسبوع المقبل. وأشارت مصادر عدة إلى أن رحلة ويتكوف إلى إسرائيل ستركز على التفاوض حول المرحلة الثانية من صفقة إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس».
قبل يومين أعلن ويتكوف، في تصريح لشبكة «فوكس نيوز»، أنه يخطط لزيارة قطاع غزة. وقال: «سأذهب إلى إسرائيل، وسأكون ضمن فريق التفتيش في ممر نتساريم، وأيضاً ممر فلادلفيا، مع مشرفين آخرين في مهمة التأكد أن الأشخاص الذين يدخلون إلى شمال قطاع غزة ليسوا مسلحين، ولا توجد لديهم دوافع سيئة».
ووفقاً للاتفاق، فإن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تستمر 6 أسابيع، وبحلول اليوم السادس عشر - في 4 فبراير (شباط) المقبل - فإن على إسرائيل و«حماس» البدء في التفاوض على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، التي تهدف في نهاية الأمر إلى إطلاق سراح الرهائن كافة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإنهاء الحرب. وتبدأ المرحلة الثالثة لإعادة إعمار غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
حكم غزة
ومن أصعب القضايا التي تنطوي عليها المفاوضات في المرحلة الثانية، ما يتعلق بحكم غزة بعد الحرب. وقال مستشار الأمن القومي، مايك والتر، إن إسرائيل لن تقبل ببقاء «حماس» في السلطة. وهدَّد بأنه إذا حاولت «حماس» خرق الاتفاق فإن واشنطن ستدعم إسرائيل في القيام بما يجب عليها القيام به. وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه حصل على دعم أميركي لاستئناف القتال والعمليات العسكرية إذا فشلت محادثات المرحلة الثانية. وقال نتنياهو في بيان متلفز: «إذا احتجنا إلى العودة للقتال، فسنفعل ذلك بطرق جديدة وبقوة كبيرة».
روبيو وساعر
وأجرى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أول مكالمة هاتفية له مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، يوم الخميس، بعد يوم من مكالمته مع نتنياهو. وكان بيان وزارة الخارجية الأميركية حول مكالمة روبيو مع ساعر مشابهاً للبيان حول الاتصال مع نتنياهو، حيث ركز الدبلوماسي الأميركي الجديد على ضرورة استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى إشادة أميركية بالجهود التي تبذلها إسرائيل لتطبيق وقف إطلاق النار مع «حزب الله» مع اقتراب الموعد النهائي، الأسبوع المقبل، لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.
وأشارت تامي بروس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن روبيو اتفق مع ساعر على أن السعي إلى السلام في المنطقة يتطلب معالجة التهديدات التي تُشكِّلها إيران.