ضغوط أهالي الجنوب للعودة الأحد تحاصر الدولة اللبنانية

على بُعد أيام من انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي... الحزب يحذر من انهيار «وقف النار»

إصلاح أعمدة الإنارة في بنت جبيل بعد دخول الجيش اللبناني إليها والسماح للسكان بالعودة (إ.ب.أ)
إصلاح أعمدة الإنارة في بنت جبيل بعد دخول الجيش اللبناني إليها والسماح للسكان بالعودة (إ.ب.أ)
TT

ضغوط أهالي الجنوب للعودة الأحد تحاصر الدولة اللبنانية

إصلاح أعمدة الإنارة في بنت جبيل بعد دخول الجيش اللبناني إليها والسماح للسكان بالعودة (إ.ب.أ)
إصلاح أعمدة الإنارة في بنت جبيل بعد دخول الجيش اللبناني إليها والسماح للسكان بالعودة (إ.ب.أ)

يحاول أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان، بدعم من «حزب الله»، فرض عودتهم إلى بلداتهم رغم التسريبات الإسرائيلية حول إمكانية تمديد الوجود العسكري في لبنان إلى ما بعد مهلة الستين يوماً؛ إذ ارتفعت أصوات السكان وباتت تحاصر كلاً من الدولة اللبنانية بأجهزتها الرسمية من جهة، و«حزب الله» بوصفه المعنيّ الأول باتفاق وقف إطلاق النار على طرفي الحدود، من جهة ثانية.

وتحدثت مصادر من القرى الحدودية في جنوب لبنان لـ«الشرق الأوسط» عن أن السكان «لن ينتظروا الإذن الإسرائيلي، أو لجنة الإشراف على اتفاقية وقف إطلاق النار، للعودة إلى بلداتهم بعض انقضاء مهلة الستين يوماً» التي تنتهي الأحد المقبل.

وأبلغ عدد من الأهالي، المعنيين في الدولة اللبنانية، عن عزمهم الدخول إلى يوم الأحد المقبل، «حتى لو لم يتم الانسحاب الإسرائيلي بالكامل»، بموازاة توزيع بيانات باسم أبناء القرى والبلدات الحدودية تدعو الأهالي للاستعداد لدخول بلداتهم، صبيحة يوم الأحد المقبل، مع تحديد بعض النقاط للتجمّع والانطلاق.

جنود من الكتيبة الإسبانية في «اليونيفيل» خلال استقبال وزيرة الدفاع الإسبانية في جنوب لبنان (رويترز)

توجّس محلّي ودعوات للتريث

لكنّ دعوات الأهالي يقابلها توجّس من السلطات المحلية؛ إذ دعت بلدية الخيام، الأهالي إلى «التروي وعدم التسرع في العودة إلى بلداتهم»، مشددةً على ضرورة انتظار البيان الرسمي من السلطات المختصة لتقييم الوضع الأمني. وتوجهت، الأربعاء، في بيان للأهالي، بالقول: «يا أهلنا الكرام... كلنا ننتظر العودة إلى مدينتنا الخيام، وكلنا نعدّ الساعات كي نعود إلى قلعة الصمود، وكلنا ننتظر أن نُشيّع شهداءنا، ونتفقد بيوتنا وأرزاقنا، ونعيد الحياة إلى الخيام الأجمل بنظر كل أبنائها... ولكن، نحن نتعامل مع عدو غدار... لا تمنحوه فرصة للغدر والاعتداء والقتل والقصف والنسف من جديد». وحثّت البلدية أهالي الخيام على انتظار «بيان رسمي من السلطات المختصة، ومن الجيش اللبناني الذي سيوضح، مساء السبت، مسار الأمور، وإذا كانت العودة آمنة».

تهديد مباشر من «حزب الله»

ورغم إعلان الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، أنه «أجرى اتصالات عدّة لإرغام إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلّها»، وأنه «لقيَ تجاوباً من المجتمع الدولي الذي يفترض أن تضغط دوله في هذا الاتجاه»، فإن «حزب الله» لمح إلى أنه سيقابل اليوم التالي لمهلة الستين يوماً باستراتيجية مختلفة عن الفترة السابقة، وهذا ما عبّر عنه عضو كتلة الحزب النائب علي فيّاض الذي قال في احتفال في الجنوب: «نحن ننتظر تاريخ السادس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو اليوم الذي يقضي فيه وقف إطلاق النار انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الأراضي اللبنانية، وفي حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بذلك، فإنه سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية، ونسفاً للآلية التي تضمنتها، وتقويضاً للدور الدولي الرعائي لهذا الاتفاق».

وشدد فياض على أن «عدم إنجاز الانسحاب التام يضع اللبنانيين جميعاً دون استثناء أمام مرحلة جديدة مع ما تفرضه من حسابات جديدة عنوانها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل والأساليب الممكنة لإخراجه من أرضنا، وإن هذه المواجهة هي مسؤولية اللبنانيين جميعاً، حكومة وجيشاً وشعباً وأحزاباً ومقاومة، إلا من يريد أن يستثني نفسه كون منطقة الجنوب لا تعني له شيئاً».

جندي لبناني يقف إلى جانب الطريق في بنت جبيل بجنوب لبنان بعد الدخول إلى المدينة (إ.ب.أ)

تطورات ميدانية مقلقة

وعلى بعد أربعة أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوماً، صعّدت القوات الإسرائيلية من وتيرة التفجيرات في القرى الحدودية، لا سيما عيتا الشعب ويارون وغيرهما من القرى. وفيما أشارت المعلومات إلى أن قوة إسرائيلية توغلت، الأربعاء، في بلدة الطيبة باتجاه دير سريان، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة بين وادي خنسا والمجيدية - قضاء حاصبيا. وعمد الجيش الإسرائيلي، ظهر الأربعاء، إلى نسف وتفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين في قضاء بنت جبيل.

لكنّ الخطوة الأبرز، تمثّلت بانتهاء الجيش الإسرائيلي من بناء الجدار الأسمنتي على طول الخط الحدودي من يارين إلى الضهيرة في القطاع الغربي، تزامناً مع القيام بعمليات تفجير بين مركبا ورب ثلاثين في محيط جبل وردة، فضلاً عن تفجيرات أُخرى في القطاع الشرقي، الأول عند أطراف حولا لجهة وادي السلوقي، والثاني في بلدة مركبا والثالث في بلدة الطيبة.


مقالات ذات صلة

مخدرات وعملات مزورة في معقل «حزب الله» بسوريا

المشرق العربي رماد بقايا أوراق عملة أميركية مزوّرة من فئة 100 دولار أحرقها «حزب الله» اللبناني قبل هروبه من المنطقة (الشرق الأوسط)

مخدرات وعملات مزورة في معقل «حزب الله» بسوريا

عثرت قوى أمن الحدود السوري، داخل مستودعات مظلمة وواسعة ومهجورة في قرية حاويك التابعة لمدينة القصير على الحدود مع لبنان، على عشرات المعامل التي كانت تصنع

كمال شيخو (القصير (سوريا))
خاص رماد بقايا دولارات مزوّرة أحرقت قبل إخلاء المنطقة (الشرق الأوسط) play-circle

خاص تركة «حزب الله» في سوريا... معامل مخدرات ومصانع دولارات مزوّرة

«الشرق الأوسط» ترافق قوة أمنية سورية عثرت على عشرات المعامل التي كانت تصنع المخدرات وتزيّف الدولارات على الحدود مع لبنان.

كمال شيخو (القصير (حمص))
المشرق العربي صورة أرشيفية لغارة إسرائيلية على جنوب لبنان في 5 مايو 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي ينفّذ تفجيرات في بلدتي كفركلا وحولا بجنوب لبنان

نفّذت القوات الإسرائيلية، مساء اليوم (الأربعاء)، 3 تفجيرات في بلدة كفركلا وتفجيراً في بلدة حولا جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تمدد فترة احتلالها جنوب لبنان

إسرائيل تمدد فترة احتلالها جنوب لبنان

يترقَّب لبنان الرسمي والشعبي 18 فبراير (شباط) الحالي، الموعد المحدد لانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكلٍ نهائي من المناطق والبلدات التي احتلَّها في جنوب لبنان

يوسف دياب (بيروت)
العالم العربي سوريا تقول إن «حزب الله» اللبناني بات يشكل تهديداً بوجوده على الحدود (أ.ف.ب)

أمن الحدود السورية: «حزب الله» بات يشكل تهديداً

قال قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود السورية مؤيد السلامة اليوم الاثنين إن «حزب الله» اللبناني «بات يشكل تهديداً بوجوده على حدودنا».

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملامح الخطة العربية: إعمار بيد أبناء غزة

فلسطينيون يتسوقون وسد الدمار الناجم عن الحرب في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون يتسوقون وسد الدمار الناجم عن الحرب في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
TT

ملامح الخطة العربية: إعمار بيد أبناء غزة

فلسطينيون يتسوقون وسد الدمار الناجم عن الحرب في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
فلسطينيون يتسوقون وسد الدمار الناجم عن الحرب في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)

رسمت إفادات لمصادر وتصريحات رسمية ملامح الخطة العربية المرتقبة بشأن قطاع غزة ومنها أن يكون «إعمار بيد أبناء غزة» من دون تهجيرهم، وذلك بمواجهة تصلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وراء مخططه لإخلاء القطاع.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، وحدة موقف بلديهما بشأن القضية الفلسطينية، وشددا على أهمية «بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري» مع عدم تهجير الفلسطينيين. لكنهما أشارا إلى حرصهما على «التعاون الوثيق» مع ترمب بهدف «تحقيق السلام الدائم» عبر مسار «حل الدولتين».

وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي لـ«الشرق الأوسط» إن «القمة الطارئة في القاهرة (تعقد في 27 من الشهر الحالي) ستناقش خطة عربية بشأن الوضع في غزة»، موضحاً أن «هناك أفكاراً عدة ومقترحات يجري التنسيق بشأنها عربياً لإعادة إعمار غزة بأيدي أبنائها».

يأتي ذلك فيما تسابق الوسطاء لإنقاذ مسار الهدنة في غزة، بعد إعلان تعليقها. وكشفت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوسطاء عرضوا ضمانات بالتزام إسرائيل بنود الاتفاق، وبدء مفاوضات حقيقية للمرحلة الثانية». وأضافت: «إذا التزم الاحتلال بنود الاتفاق، فستتم عملية تسليم الرهائن في وقتها من دون مشاكل، والأجواء تبدو مشجعة».