«أونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)
TT

«أونروا» تتعهد بمواصلة مساعدة الفلسطينيين رغم حظرها في إسرائيل

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط في أوسلو (أ.ف.ب)

أكدّ المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الأربعاء، في أوسلو أن المنظمة ستُواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية، رغم الحظر الإسرائيلي لها، الذي يدخل حيّز التنفيذ في نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقال لازاريني، خلال اجتماع دولي مخصص للشرق الأوسط: «سنبقى وسنضطلع بمهمتنا»، مؤكداً أن «موظفي (أونروا) المحليين سيبقون وسيواصلون تقديم مساعدة عاجلة، وعند الإمكان تعليم ورعاية صحية أساسية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة، الثلاثاء، إنها تستعد لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ضوء وقف إطلاق النار المحتمل، لكن الضبابية المحيطة بالمعابر الحدودية للقطاع والأمن فيه ما زالت تُشكل عقبة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 62 فلسطينياً خلال 24 ساعة في القطاع، وارتفاع حصيلة الحرب إلى 46707 قتلى.

وأقر البرلمان الإسرائيلي تشريعاً يحظر أي نشاط لوكالة «أونروا» داخل إسرائيل والقدس الشرقية، ملوحاً أيضاً باحتمال اتخاذ إجراءات مماثلة ضد وكالات إغاثة أخرى. وأيّد أعضاء الكنيست التشريع بعد انتقادات قاسية لـ«أونروا» على مدى سنوات وجّهها مسؤولون إسرائيليون وازدادت حدّتها منذ بدء الحرب في غزة عقب هجوم «طوفان الأقصى».

وتقدم «أونروا» المساعدة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا. وحسب لازاريني، فإن غياب التواصل بين «أونروا» والسلطات الإسرائيلية نتيجة للحظر سيجعل عمل الوكالة أكثر خطورة في قطاع غزة. وأوضح أنه في غياب التأشيرات، لن يتمكن موظفو «أونروا» غير الفلسطينيين من دخول غزة، وسيتعين على أولئك الموجودين هناك الآن المغادرة. وأشار إلى أن «الاستمرار في العمل سيكون محفوفاً بمخاطر شخصية كبيرة لزملائنا الفلسطينيين». وأضاف: «هذا يرجع إلى بيئة العمل المعادية بشكل كبير جداً التي خلّفها تجاهل إسرائيل للقانون الدولي وحملة التضليل الشرسة ضد الوكالة».

اتهمت إسرائيل نحو 10 موظفين في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالمشاركة في هجوم «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (شرين الأول) 2023.

وخلصت تحقيقات إلى وجود بعض «القضايا المتعلقة بالحياد» في «أونروا»، لكنَّ المحققين قالوا إن إسرائيل لم تقدم أدلة على اتهاماتها الرئيسية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل و«حماس» تستقبلان ترمب بصفقة التبادل

المشرق العربي فلسطينيون يحتلفون باتفاق وقف النار في دير البلح بقطاع غزة أمس (أ.ب) وفي الإأطار أقارب لذوي محتجزين إسرائيليين يحتفلون أيضاً في تل أبيب (رويترز)

إسرائيل و«حماس» تستقبلان ترمب بصفقة التبادل

قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، وبعد ضغوط مارستها الإدارتان الأميركيتان، الراحلة والقادمة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء

«الشرق الأوسط» (عواصم)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأربعاء-الخميس أنّ العمل لا يزال جاريا على معالجة «آخر تفاصيل» الاتفاق في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)

دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة في غزة بعد وقف إطلاق النار

عبرت غادة، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من منزلها في مدينة غزة أثناء الصراع المستمر منذ 15 شهرا، عن سعادتها الشديدة وقالت إنها تبكي «من الفرح».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي فلسطينيون سعداء بأنباء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة (رويترز)

28 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة عقب إعلان اتفاق وقف النار

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة، مساء الأربعاء، بمقتل 28 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.


دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة في غزة بعد وقف إطلاق النار

شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)
شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)
TT

دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة في غزة بعد وقف إطلاق النار

شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)
شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)

بعد ورود أنباء اليوم الأربعاء عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، سارع فلسطينيون للتعبير عن سعادتهم والاحتفال في أنحاء من قطاع غزة، وطفرت دموع الفرح في أعين البعض وانطلق آخرون يصفقون ويرفعون أصواتهم بالتكبير.

وعبرت غادة، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من منزلها في مدينة غزة أثناء الصراع المستمر منذ 15 شهرا، عن سعادتها الشديدة وقالت إنها تبكي «من الفرح». وقالت لرويترز عبر تطبيق للدردشة من ملجأ في بلدة دير البلح بوسط غزة «إحنا بننولد من جديد»، مضيفة أن إسرائيل «تنفذ مجزرة جديدة في كل ساعة» من الصراع وعبرت عن رغبتها في انتهاء كل هذا.

ودق الشباب الطبول ورقصوا في الشوارع في خان يونس بجنوب القطاع بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة. ويحدد الاتفاق مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها ستة أسابيع تشمل الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة. وقال مسؤول مطلع على المفاوضات لرويترز إن الاتفاق ينص أيضا على إطلاق سراح رهائن تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل.

وامتزج الفرح بالحزن لدى البعض. وقال أحمد دهمان (25 عاما) إن أول ما سيفعله بعد تنفيذ الاتفاق هو استعادة جثة والده الذي قتل في ضربة جوية على منزل العائلة العام الماضي ودفنها بشكل لائق.

يوم السعادة والحزن

قال دهمان الذي نزح مثل غادة من مدينة غزة ويعيش في دير البلح إنه سعيد لأن الاتفاق سيوقف نزيف الدماء لكنه يشعر بالقلق أيضا مما ينتظرهم في المستقبل نظرا لما يراه من خراب وأنقاض في الشوارع. وقالت والدته بشرى إن وقف إطلاق النار لن يعيد زوجها، لكنه على الأقل قد ينقذ أرواحا أخرى. وأضافت الأم لرويترز عبر تطبيق للدردشة وهي تبكي أن الحرب الضروس لم تسمح لهم حتى بالبكاء، وبعد توقفها أصبح بوسعها الآن التنفيس عن نفسها بالبكاء.

وما زالت إيمان القوقا التي تعيش مع عائلتها في خيمة قريبة، لا تصدق ما حدث. وقالت إن هذا يوم سعادة وحزن وصدمة وفرح، ويوم البكاء بشدة على من فقدوهم. وقالت إن إسرائيل أعادتهم إلى مراحل سابقة من التاريخ بسبب الحرب. وأضافت أنه حان وقت عودة العالم إلى غزة حتى يُعاد إعمار القطاع.

واخترق مسلحون بقيادة حماس الحواجز الأمنية واقتحموا بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأسفر هجومهم عن مقتل 1200 جندي ومدني وخطف أكثر من 250 رهينة أجنبيا وإسرائيليا. وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص وحولت الجيب الساحلي إلى أنقاض ودفعت آلاف الفلسطينيين إلى الإقامة في ملاجئ مؤقتة.