جوزيف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

فرنجية انسحب لمصلحة قائد الجيش… واتساع في التأييد بين الكتل

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
TT

جوزيف عون يقترب من القصر بدعم داخلي ودولي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)

اقترب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون من قصر بعبدا الرئاسي، عشية جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب الرئيس، مع توالي المواقف النيابية الداعمة لترشيحه، وانسحاب مرشح «حزب الله» الوزير السابق سليمان فرنجية من السباق لمصلحة عون، ما يفتح الباب لإنهاء الشغور الرئاسي الذي استمر 26 شهراً.

وتكثفت الاتصالات والمشاورات المحلية والخارجية، من أجل أن تفضي جلسة البرلمان اليوم إلى انتخاب عون الذي بات الأوفر حظاً، بضمانه أكثر من 74 صوتاً على الأقل تؤمن فوزه بالرئاسة، لكنها لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم.

ويبقى تشريع الانتخاب معلقاً على تصويت نواب «حركة أمل» و«حزب الله» وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور.

وفي سياق المواقف التي استبقت جلسة انتخاب الرئيس، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في «السرايا» اليوم: «للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأنه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية».

صندوق الاقتراع داخل مبنى البرلمان حيث تعقد جلسة انتخاب رئيس لبناني الخميس (رويترز)

«التنمية والتحرير»

وعقدت كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان، نبيه بري، اجتماعاً لمناقشة الموضوع الرئاسي والموقف الذي ستتخذه الكتلة بالتنسيق مع كتلة «حزب الله». وعدّ عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميّد، بعد الاجتماع في عين التينة، أنّ «لكلّ أمر مقتضاه»، مؤكداً «ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية». وقال: «ستكون هناك دورات متتالية في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وموقفنا موحّد مع (حزب الله)».

«الاعتدال الوطني» يؤيد جوزيف عون

وذكر تكتل «الاعتدال الوطني»، الذي يضم 6 نواب، في بيان عقب اجتماعه للتداول في تطورات الملف الرئاسي، أنه «منذ بداية الفراغ الرئاسي، لم يكن تكتل (الاعتدال الوطني) جزءاً من أي اصطفاف أو انقسام، بل كان على الدوام جزءاً من أي مسعى يعمل على تقريب وجهات النظر، ومبادراً بأكثر من مسعى للبحث عن التوافق الوطني».

جانب من اجتماع نواب «الاعتدال الوطني»... (الوكالة الوطنية للإعلام)

وأعلن أن تأييده انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية يأتي لأن «فرصة التوافق الوطني لاحت في أفق جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني (يناير) الجاري، بدعم عربي ودولي، وبما أن عنوان الفرصة، هو التوافق على اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، باعتباره شخصية وطنية تتمتع بالمواصفات الرئاسية المطلوبة للمرحلة وتحدياتها الراهنة والمقبلة؛ محلياً وعربياً ودولياً».

«الكتائب» ونواب من المعارضة يسمون عون

 

خلال اجتماع نواب المعارضة في الصيفي (موقع الكتائب)

ولفت عضو كتلة «الكتائب» النائب إلياس حنكش، في حديث إذاعي، إلى أن «مصلحتنا برئيس يعيد النهوض للبلد؛ لذلك لا إملاءات من الخارج؛ إنما مواصفات تنطبق على اسم أو اثنين أو 3، وهناك مرشح متقدم وهو قائد الجيش». وأضاف: «لا نقول إن المواصفات تنطبق فقط على قائد الجيش؛ إنما هو يحظى بأكبر تأييد دولي ويحظى بتقاطع حوله»، وتابع: «(الكتائب) لطالما كانت سداً منيعاً لمنع أي تخطٍّ للدستور، ولكن يجب ألا يكون شماعة لتعطيل انتخاب الرئيس».

بدوره، أكد النائب فؤاد مخزومي من «دار الفتوى»: «حلمنا هو انتخاب رئيس جامع قادر على تطبيق القرار (1701) وتعزيز الاقتصاد والقضاء في لبنان». وأشار إلى أن العماد جوزيف عون هو الأقرب لتحقيق هذا الهدف، وأوضح أنه سيدعم انتخاب قائد الجيش في جميع الدورات الرئاسية، متمنياً من الرئيس نبيه بري «التعاون معه لحماية لبنان والحفاظ على استقراره».

فرنجية يسحب ترشحه

وأعلن رئيس «تيار المردة»، سليمان فرنجية، سحب ترشحه لرئاسة الجمهورية، وقال في بيان: «أمَا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب».

وأضاف: «أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني - وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة - داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنّى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية».

...و«التوافق الوطني» يتبنى انتخاب عون

كما أعلن تكتل «التوافق الوطني»، الذي يضم نواباً سنة كانوا متحالفين مع «حزب الله»، «تبنّيه انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في جلسة الخميس، وهو الذي أثبت جدارة في إدارة المؤسسة العسكرية في أصعب الظروف، واستطاع أن يتجاوز الأزمات والعقبات، وأن يحافظ على الجيش بُنيةً متماسكةً وموحّدة بكفاءة ونزاهة».

كتلة «المشاريع» تتجه لتسمية عون

كتلة «المشاريع النيابية»، التي تضمّ النائبين عدنان طرابلسي وطه ناجي، أعلنت أنّها «تتّجه لانتخاب قائد الجيش، وسنشارك في لقاء تكتل (التوافق الوطني) لإعلان الموقف الجامع الموحّد».


مقالات ذات صلة

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يقومون بعملية البحث عن مفقودين تحت الأنقاض في بلدة الخيام (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

قُتل 6 أشخاص، وأصيب اثنان في جنوب لبنان بقصف إسرائيلي استهدف حافلة وسيارة، في أكبر حصيلة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)

لبنان مُصِرُّ على «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من أراضيه

بدأت الحركة السياسية بالقصر الرئاسي في بعبدا، الجمعة، باكراً، باجتماعات عقدها رئيس الجمهورية جوزيف عون وتلقيه اتصالات وبرقيات تهنئة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة play-circle 01:14

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

طلب رئيس الجمهورية، جوزيف عون، من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار مجلس الوزراء في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

رغم تسريبات عن «شروط جديدة»، فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد، بينها وصول مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى الدوحة، وحديث واشنطن عن «تقدم حقيقي»، وتأكيد قياديّ بحركة «حماس» أن هناك «أملاً كبيراً في الوصول لصفقة قبل 20 يناير (كانون الثاني) الحالي».

ويعتقد مصدر فلسطيني مطّلع تحدَّث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتفاق ينضج في مفاوضات الدوحة، وأن الحديث عن وجود شروط جديدة لا يخرج عن كونه ضغوطاً إعلامية»، في حين رجّحت تقديرات أن تكون زيارة مبعوث ترمب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إسدالاً للستار على التفاصيل الأخيرة، قبل الإعلان عن الهدنة قبيل أو مع وصول ترمب للبيت الأبيض.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول مصري ودبلوماسي آخر، الجمعة، قوله إن «الأمور تسير على ما يُرام، لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به، وهناك رغبة واضحة من جانب الأميركيين في التوصل إلى صفقة قبل إدارة ترمب»، في حين ذكر البيت الأبيض، مساء الجمعة: «نعتقد أننا أحرزنا تقدماً في مفاوضات غزة»، وفق «رويترز».

كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال، الخميس، إن «تقدماً حقيقياً» يحدث بمفاوضات غزة، في حديث يؤكد ما ذهب إليه وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، قبل أيام، بأن الاتفاق بات «قريباً جداً».

ذلك التفاؤل الأميركي، الذي سبق أن تكرَّر من إدارة بايدن، في جولات سابقة، بينما لم يسفر عن شيء، يجد توافقاً من «حماس»، إذ أفاد القيادي بالحركة، موسى أبو مرزوق، في تصريحات لإعلام فلسطيني، بـ«وجود أمل كبير في الوصول إلى صفقة، وإنهاء الحرب قبل 20 يناير الحالي»، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «يعمل على عكس توجهات ترمب».

في حين ذكر الموقع الإلكتروني «i24» الإسرائيلي، مساء الخميس، أنه من المتوقع أن يصل مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، إلى قطر، الجمعة؛ للقيام بدور فعال في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن. ووصف ذلك الحضور بأنه «قد يؤثر على موقف (حماس)».

فلسطينيون يتفقدون دراجة نارية محترقة بعد غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم الفارعة للاجئين بالقرب من مدينة طوباس (إ.ب.أ)

ووسط ذلك التفاؤل الحذِر، قال المصدر الفلسطيني المطّلع، الجمعة، إن أفكار الاتفاق تنضج، وأي خلافات ستُرحَّل للمرحلة الثانية التي تكون معنية أكثر بالتفاصيل عن نظيرتها الأولى، مرجحاً أن «العودة للحديث عن شروط جديدة بمثابة ضغوط إعلامية قبل الإعلان المرتقب مع وصول ترمب للبيت الأبيض».

ورغم تلك الآمال، أوضح مسؤول من «حماس»، لشبكة «سي إن إن»، الجمعة، أن «إسرائيل طالبت بالاحتفاظ بشريط من الأرض بطول كيلومتر واحد على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع»، في تأكيد منه لتقرير نشرته «رويترز»، الخميس، نقلاً عن مسؤول فلسطيني، حول الشرط الجديد المزعوم، في حين تحدثت «القناة الـ12» الإسرائيلية، الجمعة، نقلاً عن مسؤول، أن «مفاوضات الرهائن تسير ببطء».

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، فإن «المرحلة الأولى ستمضي ببقاء إسرائيل في مساحات واسعة، كما تشير التقارير إلى أن تنسحب من عمق المدن، وتسمح بحرية حركة الفلسطينيين تحت رقابة»، متوقعاً أن «تتواصل الضغوط من جميع الأطراف نحو إبرام هدنة قبل أو مع تنصيب ترمب».

وأكد، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الوقت لا يسمح بشروط جديدة تُستخدم كضغوط على طرفي الحرب»، مرجّحاً حدوث تغيرات دراماتيكية تقود الوسطاء لإعلان اتفاق قريب، خاصة مع زيارة مبعوث ترمب إلى الدوحة.