كاتب مناهض للحرب يتعرض لتهديدات عنصرية في تل أبيب

متظاهرون يحرقون لافتات خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن المحتجزين لدى «حماس» في تل أبيب مساء السبت (أ.ف.ب)
متظاهرون يحرقون لافتات خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن المحتجزين لدى «حماس» في تل أبيب مساء السبت (أ.ف.ب)
TT

كاتب مناهض للحرب يتعرض لتهديدات عنصرية في تل أبيب

متظاهرون يحرقون لافتات خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن المحتجزين لدى «حماس» في تل أبيب مساء السبت (أ.ف.ب)
متظاهرون يحرقون لافتات خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن المحتجزين لدى «حماس» في تل أبيب مساء السبت (أ.ف.ب)

تعرض الكاتب الصحافي المشهور بتحقيقاته المهنية الجريئة في صحيفة «هآرتس» العبرية، جدعون ليفي، لتهجمات شخصية وتهديدات جسدية بسبب موقفه الرافض للحرب والممارسات الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. فعندما كان ونجله الجندي يتناولان الطعام في محل بيع شاورما في بلدة أور يهودا قرب تل أبيب، هاجمه عنصريون لدرجة شعوره بالخطر.

وليفي هو أحد الكتاب الصحافيين القلائل الذي ينشر تحقيقات مهنية تكشف عن بشاعة الممارسات الإسرائيلية عموماً والجيش والمستوطنين ضد الفلسطينيين خصوصاً في الضفة الغربية. وفي الحرب على غزة، كان أول من كشف للجمهور الإسرائيلي حقيقة الممارسات التي يقوم بها جيشهم ضد الفلسطينيين. وهو يظهر أيضاً في بعض القنوات التلفزيونية المحلية وكثير من القنوات الأجنبية ليروي ما يعرفه. ولذلك، يتعرض لهجوم شرس من المتحدثين الآخرين يصل إلى حد التخوين.

وروى في مقال له، الأحد، كيف تعرض لاعتداء جديد، عندما توجه مع ابنه الجندي إلى محل لبيع الشاورما في أور يهودا، يُدعى «عند التركي». وقال: «المشهد شعبي والأسعار أقل شعبية. شخص منظم يوجد على المدخل وطابور من الزبائن الذين جاءوا من قريب ومن بعيد. خدمة ابني العسكرية أوصلته في حينه إلى هذا المكان، ومنذ ذلك الحين وهو يحب أن يأكل هناك. في ظهيرة أول من أمس، كنا هناك مرة أخرى. سرعان ما ثارت ضجة. بدأت بالشتائم بصوت مرتفع وانتهت بدائرة تبعث الرعب حول طاولتنا. وقال أحدهم: ليتك تختنق بالأكل وتموت، قبل أي يضيف: لماذا تسمح لهم بأن يأكلوا هنا؟ لو لم تكن توجد كاميرات لكنت حطمت وجهك. هكذا كانت النهاية: انظروا مَن يأكل هنا. قال شخص للمارة، وهؤلاء وقفوا في دائرة وينظرون إلى الشيطان الذي جاء إلى المدينة. الرجل تقدم واقترب من طاولتنا. غضبه ازداد والعنف كان قريباً جداً. ذهبنا من هناك على صوت الشتائم التي رافقتنا إلى السيارة: تبا لمن يأكل مع هذا النازي. أيضاً وجَّهوا الشتائم إلى ابني. ليس للمرة الأولى ولا للمرة الأخيرة. هذا غير فظيع وليس قصة كبيرة». وتابع قائلاً: «كانت هناك جملة قيلت أكثر من مرة، لم أسمعها من قبل وهي: أنت نازي لأنك تهتم بأطفال غزة».


مقالات ذات صلة

مصادر تؤكد إحراز الوسطاء بعض التقدم بشأن غزة

المشرق العربي فلسطينيون يشيعون قتلى سقطوا بغارة إسرائيلية على دير البلح بوسط قطاع غزة الخميس (إ.ب.أ)

مصادر تؤكد إحراز الوسطاء بعض التقدم بشأن غزة

قال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة إن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن غزة حتى الآن لا يعني أن المحادثات لا تمضي قدماً، مضيفاً أن هذه المحاولات هي الأكثر جدية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم قُتل قبل يوم بشمال غزة... خلال تشييعه بالمقبرة العسكرية في القدس الخميس (إ.ب.أ)

«حماس» تكثف «حرب العبوات» وتخوض معارك «كرّ وفرّ» شمال غزة

في غضون 3 أيام، قُتل ضابطان و3 جنود؛ جميعهم من لواء «ناحال» الإسرائيلي، الذي انتقل من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، إلى بلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أكد لازاريني أن «الأونروا» تحظى بدعم مالي وسياسي قوي من السعودية (صور الأمم المتحدة) play-circle 01:02

لازاريني: متمسكون بالأمل ونتطلع لاستئناف الدعم الأميركي لـ«الأونروا»

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات غير مسبوقة، مع اقتراب موعد تنفيذ قرار الاحتلال الإسرائيلي منع عملها في الأراضي…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (د.ب.أ)

وزير الخارجية المصري: لن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف النار في غزة

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي الخميس أن بلاده لن تدخر جهداً لمحاولة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي البابا فرنسيس (د.ب.أ)

البابا فرنسيس: الوضع في غزة «خطير ومخزٍ»

صعَّد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الخميس، انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفاً الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه «خطير ومخزٍ للغاية».

«الشرق الأوسط» (مدينة الفاتيكان)

خطاب القسم لرئيس لبنان الجديد: حياد إيجابي... وحق الدولة باحتكار السلاح

TT

خطاب القسم لرئيس لبنان الجديد: حياد إيجابي... وحق الدولة باحتكار السلاح

الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يسير أمام حرس الشرف بعد أدائه اليمين الدستورية في البرلمان اللبناني (رويترز)
الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يسير أمام حرس الشرف بعد أدائه اليمين الدستورية في البرلمان اللبناني (رويترز)

حمل خطاب القسم الذي أدلى به الرئيس اللبناني جوزيف عون الكثير من المضامين اللافتة، أبرزها تأكيده على «التزام لبنان الحياد الإيجابي» وتجاهله عبارة «المقاومة»، أو ما يؤشر إليها، خلافاً للخطابات التي طبعت العهود السابقة منذ بدء الجمهورية الثانية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، كما تأكيده العمل على «تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح».

وتعهد عون بأن تبدأ مع انتخابه «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وقال عون في خطاب القسم، الذي لاقى ردود فعل إيجابية من معظم الأفرقاء اللبنانيين: «لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة، وقوتنا التأقلم، ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض، وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً».

الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون يؤدي اليمين الدستورية في البرلمان اللبناني (د.ب.أ)

ورأى عون أنه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وأضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإنه علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء»، مؤكداً أن «التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانات لمجرم أو فاسد، ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».

ولفت عون إلى أن «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة، كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». وشدد: «سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً، ومحاربة الإرهاب، ويطبق القرارات الدولية، ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان».

وأكد: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين، كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه».

وأكد عون أن «عهدي أن نعيد ما دمره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان، وشهداؤنا هم روح عزيمتنا، وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض».

وأعلن رفضه «توطين الفلسطينيين»، موضحاً: «نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي، ولن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعياً إلى بدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية؛ لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا، لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».

وكان رئيس البرلمان نبيه بري قال بعد إعلان عون رئيساً وتهنئته: «كلنا بانتظار العهد الجديد»، متحدثاً عن الظروف الحرجة التي يعاني منها لبنان، «وتحديداً في الجنوب اللبناني، حيث يتعرض أهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أي حرب أخرى، لذلك لبنان في حاجة إلى كل شيء، الجنوب بحاجة، وكل لبنان بحاجة، وكلنا في انتظار العهد الجديد».