قوات إسرائيلية تقتحم «مستشفى كمال عدوان» في شمال غزة

مقتل 37 فلسطينياً في 24 ساعة وارتفاع حصيلة قتلى الحرب إلى 45436 شخصاً

عمال إغاثة ينتشلون طفلاً فلسطينياً من أنقاض مبنى تعرض للقصف في حي التفاح بقطاع غزة (أ.ف.ب)
عمال إغاثة ينتشلون طفلاً فلسطينياً من أنقاض مبنى تعرض للقصف في حي التفاح بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

قوات إسرائيلية تقتحم «مستشفى كمال عدوان» في شمال غزة

عمال إغاثة ينتشلون طفلاً فلسطينياً من أنقاض مبنى تعرض للقصف في حي التفاح بقطاع غزة (أ.ف.ب)
عمال إغاثة ينتشلون طفلاً فلسطينياً من أنقاض مبنى تعرض للقصف في حي التفاح بقطاع غزة (أ.ف.ب)

اقتحمت قوات إسرائيلية، الجمعة، مستشفى «كمال عدوان»، أحد المرافق الطبية الثلاثة الواقعة بالجزء الشمالي من قطاع غزة، وأحرقت أجزاء كبيرة منه، وأمرت العشرات من المرضى ومئات آخرين بإخلاء المجمع.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاتصال انقطع مع الموظفين داخل مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا، الذي يتعرض لضغوط شديدة من القوات الإسرائيلية على مدى أسابيع.

وقال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، منير البرش، في بيان: «قوات الاحتلال توجد داخل المستشفى الآن، وتقوم بإحراقه».

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة خلال تشييع ضحايا غارات إسرائيلية بغزة الجمعة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بدء عملية عسكرية في محيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنها تستهدف عناصر من «حماس»، بينما اتهمته وزارة الصحة في غزة باقتحام المرفق الطبي.

وأفاد الجيش، في بيان، الجمعة، بأنه بدأ «العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان في جباليا، وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية مسبقة حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية وتنفيذ أنشطة إرهابية هناك»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «تعمل القوات في المنطقة بشكل دقيق مع تجنب المساس بالأشخاص غير المتورطين والمرضى والطواقم الطبية بأكبر قدر ممكن»، مؤكداً أنه سمح «قبل وفي أثناء النشاط، للسكان والمرضى والموظفين في المستشفى بإخلاء المنطقة بطريقة منظمة».

في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه بذل جهوداً للتخفيف من الأذى الذي يلحق بالمدنيين و«سهل الإجلاء الآمن للمدنيين والمرضى والطواقم الطبية قبل العملية»، لكنه لم يذكر تفاصيل. وأضاف في بيان أن «مستشفى (كمال عدوان) يعد مركزاً إرهابياً لـ(حماس) في شمال غزة، الذي عمل مخربون منه طوال الحرب».

وقال يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة في غزة، إن القوات الإسرائيلية أشعلت النيران في قسم الجراحة وفي مختبر ومخزن.

ويتهم العاملون في المجال الطبي بالقطاع الفلسطيني القوات الإسرائيلية باستهداف مستشفيات «كمال عدوان» و«الإندونيسي» و«العودة» بشكل متكرر، في وقت ينفذ فيه الجيش الإسرائيلي هجمات بالجزء الشمالي من القطاع على مدى أسابيع.

أوامر للمئات بإخلاء المستشفى

قال البرش إن الجيش الإسرائيلي أمر 350 شخصاً كانوا داخل المستشفى بالتوجه إلى مدرسة قريبة تؤوي أسراً نازحة. وكان من بينهم 75 مريضاً ومرافقوهم و185 من أفراد الطاقم الطبي.

فلسطينيون يعاينون موقعاً استهدفته غارة جوية إسرائيلية في شرق غزة الخميس (أ.ف.ب)

أما أبو الريش فقال إن الجنود ينقلون المرضى والطواقم الطبية إلى المستشفى «الإندونيسي»، الذي توقف بالفعل عن العمل بسبب ما لحق به من أضرار جسيمة، وأخلته قوات إسرائيلية في اليوم السابق.

إلا أن وزارة الصحة في غزة اتهمت الجيش باقتحام المستشفى، مشيرة إلى انقطاع التواصل مع طاقمه.

وقالت، في بيان: «بعد اقتحام قوات الاحتلال اليوم (الجمعة) لمستشفى كمال عدوان وانقطاع التواصل مع مدير المستشفى فإن مصير الكادر الصحي والمرضى أصبح مجهولاً».

وأوضحت أن الجيش «أجبر الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين على خلع ملابسهم في البرد الشديد، واقتادهم خارج المستشفى إلى جهة مجهولة».

وحمّلت وزارة الصحة إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية».

وذكر شهود عيان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه تم إخلاء المستشفى وإجبار مئات الفلسطينيين المقيمين في محيطه على الإخلاء والتوجه إلى مدرسة الفاخورة والمستشفى الإندونيسي شبه المدمر في جباليا بشمال القطاع المحاصر.

وجرى إخلاء جزء كبير من أنحاء بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في الشمال من السكان وتدميرها بشكل منهجي، مما أثار تكهنات بأن إسرائيل تنوي إقامة منطقة عازلة مغلقة بعد انتهاء القتال في غزة.

وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات قائلة إن عملياتها تهدف إلى منع مسلحي «حماس» من إعادة تنظيم صفوفهم.

وقال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة، الخميس، إن خمسة من العاملين في القطاع الطبي بينهم طبيب أطفال، قتلوا بنيران إسرائيلية في مستشفى «كمال عدوان». وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا علم له بقصف المستشفى، وإن تقرير مقتل المسعفين سيتم فحصه.

وفي بيان لها، حمَّلت «حماس» إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عن مصير المرضى والجرحى والطاقم الطبي داخل المستشفى.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 37 فلسطينياً قتلوا في الـ24 ساعة الماضية.

فلسطينيات يبكين خلال تشييع قتلى غارات إسرائيلية بغزة الجمعة (رويترز)

نفي «حماس»

وفي وقت لاحق، الجمعة، نشرت حركة «حماس» بياناً نفت فيه التصريحات الإسرائيلية، وقالت: «ننفي نفياً قاطعاً وجود أي مظهر عسكري أو وجود لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيلٍ آخر، فالمستشفى كان مفتوحاً أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية».

وأضافت: «إن أكاذيب العدو حول المستشفى هي لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها جيش الاحتلال اليوم بإخلاء وحرق جميع أقسام المستشفى، تطبيقاً لمخطط الإبادة والتهجير القسري».

وطالبت الحركة الأمم المتحدة (...) «بتشكيل لجنة تحقيق أممية للنظر في حجم الجريمة التي يرتكبها في شمال قطاع غزة (...) والعمل أيضاً على توفير الخدمات الطبية لأهلنا بعد تدمير الاحتلال لكل المرافق الصحية في الشمال».

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن مستشفى كمال عدوان بات «بمثابة مركز إرهابي لـ (حماس) في شمال قطاع غزة، وعمل مخربون منه طوال فترة الحرب».

وسبق لإسرائيل أن اتهمت «حماس» باستخدام العديد من المنشآت المدنية في قطاع غزة خصوصاً المستشفيات، كمراكز لعملياته، وهو ما نفته الحركة بشدة.

ووصفت منظمة «الصحة العالمية» الظروف في مستشفى كمال عدوان بأنها «مروعة» وقالت إنه يعمل بالحد «الأدنى».

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن مقتل أكثر من 45436 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة هناك. كما نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وطال الدمار مساحات واسعة من القطاع.

واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنه مقاتلو «حماس» على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو ما أدى إلى مقتل 1200 شخص، واقتياد 251 رهينة إلى غزة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

من جهة أخرى، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، الجمعة، أن أحد مقاتليها فجر نفسه في قوة إسرائيلية في شمال قطاع غزة.

وقالت «القسام» في بيان وصلت نسخة منه لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «في عملية مركبة تمكن أحد مقاتلينا من تفجير نفسه بحزام ناسف في قوة إسرائيلية مكونة من خمسة جنود وأوقعهم بين قتيل وجريح»، وأضافت «القسام» أنه بعد تقدم قوات النجدة الإسرائيلية للمكان قام مقاتلوها بقنص جنديين اثنين، وإلقاء القنابل اليدوية عليهما، وأوضحت أن عملية التفجير حدثت في منطقة تل الزعتر بمعسكر جباليا شمال قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: مستشفى كمال عدوان في شمال غزة «صار خالياً»

المشرق العربي جريح فلسطيني في سيارة إسعاف بمستشفى الشفاء بعد نقل المرضى من مستشفى كمال عدوان إليه (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: مستشفى كمال عدوان في شمال غزة «صار خالياً»

أعلنت «منظمة الصحة العالمية»، السبت، أن مستشفى كمال عدوان «صار خالياً» عقب عملية عسكرية إسرائيلية أدَّت إلى خروج آخر مرفق صحي كبير، في شمال قطاع غزة عن الخدمة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي خلال جولة في هضبة الجولان (حسابه على منصة «إكس»)

وزير الدفاع الإسرائيلي يهنئ الجيش على «نشاطه الناجح» في غزة

هنّأ يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت، الجيش على ما وصفه بأنه «النشاط الفعال والناجح بنهاية الأسبوع في غزة ضد إرهابيي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)».

المشرق العربي مصاب فلسطيني يستند إلى عكازين بعد إجلائه من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة (رويترز)

غزة: الجيش الإسرائيلي «دمّر» كامل المنظومة الصحية في شمال القطاع

اتهم الدفاع المدني في غزة الجيش الإسرائيلي بـ«تدمير» كل المنظومة الصحية في شمال القطاع، بعد اعتقاله مدير مستشفى كمال عدوان وأفراداً من طاقمه.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال (رويترز)

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

توفي 3 أطفال فلسطينيين في الساعات الـ48 الماضية بسبب البرد الشديد، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجلان يسيران أمام جدار مغطى بصور لرهائن إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)

تقرير: الإجراءات العسكرية الإسرائيلية كان لها «تأثير على قتل حماس» 6 رهائن

كشف تحقيق عسكري نُشر، اليوم الثلاثاء، عن أن أنشطة للجيش الإسرائيلي كان لها «تأثير» على قرار «حماس» قتل ستة رهائن في غزة في أغسطس (آب).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«المرصد السوري»: اعتقال نحو 300 عسكري خلال أسبوع

سيدة ترفع علم الاستقلال خلال عرض عسكري لقوات تابعة للإدارة الجديدة في دمشق (أ.ف.ب)
سيدة ترفع علم الاستقلال خلال عرض عسكري لقوات تابعة للإدارة الجديدة في دمشق (أ.ف.ب)
TT

«المرصد السوري»: اعتقال نحو 300 عسكري خلال أسبوع

سيدة ترفع علم الاستقلال خلال عرض عسكري لقوات تابعة للإدارة الجديدة في دمشق (أ.ف.ب)
سيدة ترفع علم الاستقلال خلال عرض عسكري لقوات تابعة للإدارة الجديدة في دمشق (أ.ف.ب)

اعتقلت السلطات الجديدة في سوريا في أقل من أسبوع، قرابة 300 شخص من العسكريين في الجيش ومسلحين موالين له ومخبرين للأجهزة الأمنية، على ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الأحد، بعدما أطلقت حملة لملاحقة «فلول ميليشيات» الرئيس المخلوع بشار الأسد.

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «إلقاء القبض على عدد من فلول ميليشيات الأسد وعدد من المشتبه بهم» في منطقة اللاذقية، السبت، وعمليات توقيف مماثلة في حماة، الخميس. وتحدثت الوكالة عن «مصادرة كميات من الأسلحة والذخائر».

وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، عن «اعتقال نحو 300 شخص خلال أقل من أسبوع من دير الزور ودمشق وريفها وفي حمص وحماة واللاذقية وطرطوس».

وأوضح، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن من المعتقلين «مخبرين للأجهزة الأمنية، وعناصر مسلحة موالية للنظام وإيران، وعسكريين وضباط من رتب صغيرة ممن ثبت أنهم قاموا بعمليات قتل وتعذيب».

وأشار إلى أن هناك «أشخاصاً، بعضهم تبين أنه متورط في إرسال تقارير للنظام السابق، اعتقلوا وقتلوا مباشرة، وهذا أمر مرفوض تماماً».

جاء ذلك تعليقاً على مقاطع فيديو متداولة تظهر عمليات قتل وإهانة لمعتقلين يُعتقد أنهم عسكريون سابقون أو مسلحون موالون للنظام.

وأطلقت القوات الأمنية التابعة للسلطات الجديدة، الخميس، عملية واسعة لملاحقة مرتبطين بالسلطات السابقة في محيط دمشق، واللاذقية وطرطوس (غرب)، وحمص (وسط).

وأوضح عبد الرحمن: «الحملة لا تزال مستمرة، لكن لم تعتقل حتى الآن شخصيات بارزة» باستثناء رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن المسؤول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا.

وأفاد مدير المرصد بأن التوقيفات تتم «وسط تعاون من الأهالي»، موضحاً أن الحملة تضمّنت أيضاً «نزع السلاح المنتشر بين المدنيين».

وأطلقت فصائل مسلحة تقودها «هيئة تحرير الشام» هجوماً مباغتاً أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، سيطرت خلاله على مدن رئيسية، ودخلت دمشق فجر الثامن من ديسمبر (كانون الأول). وفرّ الرئيس السوري من العاصمة، منهياً بذلك حكم عائلته الذي تواصل لأكثر من خمسة عقود.

حضّت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في وقت سابق من ديسمبر الفصائل على الالتزام «بضمان المعاملة الإنسانية» لكل الأفراد بمن فيهم المسؤولون السابقون، عقب سقوط الأسد.

وتعهّد رئيس الاستخبارات العامة في الإدارة الجديدة أنس خطّاب «بإعادة هيكلة» المنظومة الأمنية بعد حلّ كل فروعها، بعدما عاناه السوريون «من ظلم وتسلّط النظام السابق، عبر أجهزته الأمنية المتنوعة التي عاثت في الأرض فساداً وأذاقت الشعب المآسي والجراح»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سانا»، السبت.