أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

إردوغان يهدد بدفن مسلحي الأكراد أحياء في سوريا ووزير الدفاع التركي يتحاشى تأكيد عملية عسكرية

إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)
TT
20

أنقرة لفتح قنصلية في حلب... ورفض يوناني للاتفاق البحري

إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي الوحدات الكردية أحياء (الرئاسة التركية)

كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن استعدادات بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة حلب قريباً، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيراً إلى أن تركيا استضافت 3.6 مليون لاجئ سوري من أصل 12 مليوناً آخرين هاجروا من بلادهم.

وأضاف أن تركيا ستسمح بدخول وخروج اللاجئين السوريين لبعض الوقت، من أجل التمهيد لعودة عائلاتهم، متوقعاً زيادة في حركة العودة في الصيف، بمجرد انتهاء العام الدراسي. وأكد أنه «لن يتم إجبار أحد على العودة».

في السياق ذاته، رفضت اليونان ما أعلنته تركيا عن عزمها إبرام اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع سوريا، واصفة الحكومة السورية المؤقتة، بأنها «سلطة انتقالية» غير قادرة على توقيع اتفاقيات صحيحة من الناحية القانونية، بحسب ما أوردته صحيفة «إيكاتيميريني» اليونانية، نقلاً عن بيان لوزارة الخارجية، الأربعاء.

وجاء بيان اليونان، بعد إعلان وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، الثلاثاء، اعتزام بلاده بدء مباحثات مع سوريا لترسيم الحدود البحرية.

وحذّر مسؤولون يونانيون من أن الاتفاق قد يقوض الحقوق السيادية لبلادهم، ويشكل سابقة تتحدى الحقوق البحرية لجزر، مثل كريت وقبرص.

وزير النقل والبنية التحتية التركي متحدثا في مؤتمر إقليمي الحزب العدالة والتنمية الحاكم الثلاثاء (حسابه في إكس)
وزير النقل والبنية التحتية التركي متحدثا في مؤتمر إقليمي الحزب العدالة والتنمية الحاكم الثلاثاء (حسابه في إكس)

وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، قال إن بلاده تعتزم بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، موضحاً أن أي اتفاق في المستقبل سيكون متوافقاً مع القانون الدولي.

وقال أورال أوغلو إن تركيا وضعت خطة عمل للنهوض بمطار دمشق الدولي، لافتاً إلى أن سوريا تمتلك 5 مطارات مدنية، أهمها مطارا دمشق وحلب، وأن نحو 100 ألف مسافر استخدموا مطار دمشق خلال العام الماضي، فيما بلغ عدد المسافرين عبر مطار حلب نحو 60 ألفاً خلال الفترة ذاتها، وأن تركيا أرسلت فريقاً متخصصاً لإجراء الفحوص اللازمة للمطارين اللذين يفتقدان إلى وجود أي منظومة رادار فيهما.

وأضاف أن وزارته ستعمل أيضاً على النهوض بشبكة الاتصالات السورية، وقد تقدم دعماً لسوريا فيما يتعلق بطباعة عملتها الوطنية، التي كانت تطبع في روسيا سابقاً، مشيراً إلى أن الموانئ في سوريا لم تحرز أي تقدم، رغم أن البلاد تعدّ بوابة مهمة على البحر المتوسط.

في الأثناء، توعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المسلحين الأكراد في سوريا بـ«دفنهم أحياء» حال عدم تسليم أسلحتهم. وتجنب وزير الدفاع في حكومته تأكيد أو نفي الاستعداد لعملية عسكرية تستهدفهم.

وقال إردوغان: «إما أن يلقي القتلة الانفصاليون أسلحتهم أو يدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم». وأضاف: «سنحقق هدفنا، المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب خلال الفترة المقبلة باستخدام جميع الأدوات المتاحة لدولتنا، سنقضي على (تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي)، الذي يحاول بناء جدار من دم بيننا وبين أشقائنا الأكراد، وإذا كانت لديه حسابات فنحن أيضاً لدينا حساباتنا».

إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)

وأكد أردوغان، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الأربعاء، أن «هدف تركيا الوحيد هو ضمان السلام والرفاه والاستقرار بأقوى الأشكال في كل شبر من أراضي المنطقة، بدءاً بسوريا».

وتجنب وزير الدفاع التركي، يشار غولر، تأكيد أو نفي استعداد الجيش للقيام بعملية عسكرية تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية غالبية قوامها، قائلاً لصحافيين في البرلمان: «نحن نشارككم كل تطور في سوريا على الفور. لذلك، لا يوجد شيء لا تعرفونه الآن، وإذا حدث ذلك، فسنواصل مشاركته معكم بكل سرور».

وتفقد غولر، رفقة رئيس أركان الجيش التركي وقادة قواته، الأحد، الوحدات العسكرية في منطقة الحدود التركية السورية في جنوب البلاد.

مباحثات حول سوريا بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان والدفاع يشار غولر (الخارجية التركية)
مباحثات حول سوريا بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان والدفاع يشار غولر (الخارجية التركية)

والتقى غولر، الأربعاء، وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بمقر وزارة الخارجية، حيث استمع منه إلى تقييمه لزيارته إلى دمشق الأحد الماضي، ولقائه مع القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع.

وبحث غولر، في اتصال هاتفي، الثلاثاء، ونظيره الأميركي لويد أوستن، الوضع في سوريا، والعمليات التركية بدعم من فصائل الجيش الوطني، ضد «وحدات الحماية الكردية» التي تدعمها واشنطن.

تصعيد ضد «قسد»

بالتزامن، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان عبر «إكس»، إن الجيش قتل 21 مسلحاً كردياً في شمال سوريا والعراق، منهم 20 من «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقتي «درع الفرات» و«نبع السلام» في شمال وشمال شرقي سوريا، بينما كانوا يستعدون لشنّ هجوم، ومسلحاً من «حزب العمال» الكردستاني في شمال العراق، مؤكدة أن العمليات ستستمر بفاعلية وحزم.

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في الوقت ذاته، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها المتمركزة في منطقة «نبع السلام» قصفت بـ15 قذيفة صاروخية محيط بلدة أبو راسين (زركان)، شمال غربي الحسكة.

جاء ذلك في ظل استمرار الاشتباكات بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعومة من تركيا و«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال شرقي سوريا. وقتل مواطن نتيجة سقوط قذيفة أطلقتها «قسد» على منزله في قرية حبوبة صغير في ريف منبج، كما أصيب مواطنان نتيجة استهداف «قسد» لمزرعة قرب قرية رسم عبود المحاذية لمحطة معالجة مياه الشرب بالخفسة، في شرق حلب.

وهدأت وتيرة الاشتباكات في ريف منبج، الأربعاء، عن الأيام السابقة، في حين دارت اشتباكات بين «قسد» المتمركزة في قرية بابيري من جهة، وفصيل «أحرار الشام» والفصائل الموالية لتركيا المتمركزة في محطة الخفسة في ريف حلب الشرقي، وسط قصف مدفعي على القرى المحيطة، ونشر قناصين على الأماكن المرتفعة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

قصف تركي على مواقع لـ«قسد» (المرصد السوري)
قصف تركي على مواقع لـ«قسد» (المرصد السوري)

وقتل عنصران من قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، التابعة لـ«قسد»، وعنصر من الشرطة العسكرية، إثر استهداف طائرة مسيرة تركية لحاجز لهم عند مدخل بلدة أبو راسين، شمال غربي الحسكة.


مقالات ذات صلة

إردوغان يحذر من جرّ سوريا إلى «مستنقع جديد» من عدم الاستقرار

العالم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)

إردوغان يحذر من جرّ سوريا إلى «مستنقع جديد» من عدم الاستقرار

رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مطالب جماعات كردية سورية بتبني نظام حكم لا مركزي في سوريا قائلاً إنها «ليست أكثر من حلم»، ولا مكان لها هناك.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي قوات من «البيشمركة» خلال احتفال في أربيل عاصمة إقليم كردستان عام 2023 (أ.ف.ب)

إقليم كردستان يتهم «تنظيماً إرهابياً» بالضلوع في مهاجمة «البيشمركة»

أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، إصابة خمسة من عناصر قوات البيشمركة (حرس الإقليم) بهجوم مزدوج استهدف مواقعها في محافظة دهوك (شمال).

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» ينتشرون خلال أحد المؤتمرات شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)

«قسد»: قتلى وجرحى في هجومين لـ«داعش» بدير الزور

قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الثلاثاء، إن 5 من عناصرها قُتلوا في هجومين ضمن «سلسلة عمليات إرهابية منظّمة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي حكومة دمشق بدأت أعمال صيانة لسد تشرين (أرشيفية)

القوات السورية تتسلم سد تشرين من «قسد» وسط أنباء عن توتر

دخلت قوات من الجيش السوري إلى منطقة سد تشرين في شرق حلب وأقامت نقاطاً عسكرية؛ تنفيذاً لاتفاق بنقل السيطرة عليه من «قسد» إلى حكومة دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص «داعش» يستعيد نشاطه في سوريا ويهدد استقرار المنطقة (أرشيفية- أ ف ب) play-circle

خاص خيارات «داعش» في سوريا... والاستثمار في «خيبات الجهاديين»

يشكل «داعش» تهديداً جدياً لأمن سوريا ومستقبلها وقد توجَّه بآخر إصدار له للرئيس السوري أحمد الشرع مباشرة، محذراً إياه من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب.

سلطان الكنج

نتنياهو: تدمير «حماس» أكثر أهمية من تحرير الرهائن

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) مع والد أحد الجنود الإسرائيليين القتلى (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) مع والد أحد الجنود الإسرائيليين القتلى (أ.ب)
TT
20

نتنياهو: تدمير «حماس» أكثر أهمية من تحرير الرهائن

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) مع والد أحد الجنود الإسرائيليين القتلى (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) مع والد أحد الجنود الإسرائيليين القتلى (أ.ب)

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتصار على حركة «حماس» بأنه يُعد «هدفاً أكثر أهمية» في الحرب بقطاع غزة من عودة الرهائن، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس.

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» ووسائل إعلام أخرى عن نتنياهو القول إن الإفراج عن المختطَفين يُعد «هدفاً مهماً للغاية»، لكن هناك هدفاً أسمى.

وقال، خلال فعاليات للاحتفال بيوم «استقلال إسرائيل»: «الهدف الأسمى هو الانتصار على أعدائنا، وسنحقق ذلك»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وسبق أن عبّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن المعنى نفسه حين قال إن إعادة الرهائن من غزة ليست «الهدف الأهم» للحكومة.

وفي مقابلةٍ أجراها معه «راديو غالي» إسرائيل، الشهر الماضي، قال الوزير اليميني: «علينا أن نقول الحقيقة، إعادة الرهائن ليست أهم شيء»، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «من الواضح أنه هدف مهم للغاية، ولكن إذا أردنا تدمير (حماس) حتى لا يكون هناك (7 أكتوبر) آخر، فعلينا أن نفهم أنه لا يمكن أن يكون هناك وضع تبقى فيه (حماس) في غزة».

يُذكر أن أقارب الرهائن طالما اتهموا نتنياهو بتعريض حياة المختطفين للخطر بالعملية العسكرية لتدمير حركة «حماس».

ولا يزال 58 رهينة، من أصل 251 خُطفوا، خلال هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، محتجَزين في غزة؛ بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.