إسرائيل تكثّف من استهدافها لأبناء قادة «حماس» في قطاع غزة

في سياق الانتقام من آبائهم رغم أن بعضهم لا علاقة له بالعمل العسكري

أبناء هنية الثلاثة: حازم وأمير ومحمد الذين قُتلوا في 10 أبريل الماضي بضربة إسرائيلية على مخيم الشاطئ بغزة (وسائل إعلام فلسطينية)
أبناء هنية الثلاثة: حازم وأمير ومحمد الذين قُتلوا في 10 أبريل الماضي بضربة إسرائيلية على مخيم الشاطئ بغزة (وسائل إعلام فلسطينية)
TT

إسرائيل تكثّف من استهدافها لأبناء قادة «حماس» في قطاع غزة

أبناء هنية الثلاثة: حازم وأمير ومحمد الذين قُتلوا في 10 أبريل الماضي بضربة إسرائيلية على مخيم الشاطئ بغزة (وسائل إعلام فلسطينية)
أبناء هنية الثلاثة: حازم وأمير ومحمد الذين قُتلوا في 10 أبريل الماضي بضربة إسرائيلية على مخيم الشاطئ بغزة (وسائل إعلام فلسطينية)

كثّفت إسرائيل في الآونة الأخيرة من استهدافاتها لأبناء قادة حركة «حماس» وجناحها المسلح «كتائب القسام»، في حملة عُدّت انتقامية في المقام الأول، خصوصاً أن بعضهم لم ينشط بشكل فعلي في أي عمل سياسي أو عسكري.

ومثّل اغتيال 3 من أبناء إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الأسبق، في العاشر من أبريل (نيسان) 2024، باكورة أبرز العمليات التي استهدفت أبناء قادة الحركة من الجناحَيْن السياسي والعسكري، قبيل اغتيال والدهم في طهران خلال الحادي والثلاثين من يوليو (تموز) من العام ذاته.

صورة أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإسماعيل هنية إلى جواره تعود إلى عام 2017 (رويترز)

وعَدّ هنية، آنذاك، في مقطع فيديو بُثّ له في أثناء تلقيه الخبر، أن ما جرى بمثابة «عملية انتقامية»، في حين أكدت حينها مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن أياً من أبناء هنية الذين قُتلوا في تلك الغارة لم يكن له أي نشاط سياسي أو عسكري رسمي داخل «حماس»، وأن أحدهم فقط كان يعمل في مكتب لـ«الكتلة الإسلامية» الذراع الطلابية للحركة.

وسبق اغتيال أبناء هنية، مقتل محمد مروان عيسى، نجل نائب قائد «كتائب القسام»، في غارة طالته بشكل مباشر حينما كان برفقة مجموعة من المواطنين في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وتتهم إسرائيل، مروان عيسى بأنه من أهم مهندسي هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأعلنت تصفيته أسفل نفق في مخيم النصيرات خلال شهر مارس (آذار) الماضي، في حين لم تؤكد حركة «حماس» ذلك أو تنفه، وأبقت الأمر غامضاً، إلا أنه بعد أشهر أكدت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» مقتله في تلك الضربة إلى جانب قيادات أخرى من «القسام».

مقاتلون من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة (أرشيفية)

كما قتلت إسرائيل أحد أشقاء محمد الضيف قائد «كتائب القسام» في عملية قصف جوي طالت منزله في خان يونس خلال الأشهر الماضية، في حين قُتل في شهر أغسطس (آب) الماضي، إسماعيل نوفل، خلال غارة جوية استهدفته بشكل مباشر في مخيم النصيرات، وهو نجل أيمن نوفل قائد لواء الوسطى في «القسام»، وأحد الشخصيات المقربة من «الضيف»، ويُعد أيضاً ممن قادوا هجوم السابع من أكتوبر، واُغتيل أيضاً في السابع عشر من ذاك الشهر في عملية قصف جوي استهدفته في مخيم البريج.

ولُوحظت بشكل أكبر، خلال العملية العسكرية في جباليا، الاستهدافات المركزة لاغتيال أبناء قادة «حماس» و«القسام» في شمال قطاع غزة.

وحسب مصادر ميدانية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن القوات الإسرائيلية قتلت بغارة من طائرة مسيّرة منذ 4 أسابيع داخل مخيم جباليا، طاهر الغندور، نجل قائد لواء شمال القطاع في «القسام»، أحمد الغندور الذي اغتالته إسرائيل في السادس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، داخل نفق في جباليا دمّرته بشكل كامل على من كان بداخله، حيث كان برفقته بعض القيادات البارزة، بينهم وائل رجب -الشهير بـ«الشقرا»-، الذي قُتل ولداه صهيب وحسن في غارتين منفصلتين خلال الأسبوعين الماضيين في بيت حانون وبيت لاهيا، كما كان بجانبه القيادي البارز رأفت سلمان الذي اُغتيل أيضاً نجله عماد منذ أسابيع داخل جباليا.

جنود إسرائيليون في نفق يقول الجيش إن مسلحي «حماس» استخدموه لمهاجمة معبر «إيريز» في شمال قطاع غزة 15 ديسمبر 2023 (أ.ب)

كما اغتالت إسرائيل، محمد الشرافي، وهو نجل عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عن شمال القطاع، يوسف الشرافي.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فقد اغتالت إسرائيل منذ أيام، إبراهيم حرب، قرب مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وهو نجل ياسر حرب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عن شمال قطاع غزة، الذي فقد 3 آخرين من أبنائه في 3 عمليات اغتيال متفرقة، بينهم اثنان خلال العملية العسكرية الحالية في مخيم جباليا.

كما قُتل أحمد أبو عسكر في عملية اغتيال استهدفته داخل جباليا خلال العملية الجارية في المخيم، وهو نجل محمد أبو عسكر رئيس الهيئة الإدارية لحركة «حماس» في المخيم، الذي اُغتيل منذ عدة أيام فقط برفقة ثروت البيك القيادي الآخر في الحركة، داخل مدينة غزة.

واُغتيل صهيب البياري، نجل أحد أبرز قادة «كتائب القسام» في شمال قطاع غزة، منذ عدة أسابيع، في حين ما زال مصير والده مجهولاً بعد أشهر طويلة من تعرضه لغارة عنيفة قُتل على أثرها العشرات من الفلسطينيين، والكثير من الأسرى الإسرائيليين الذين كانوا برفقته.

مقاتلان من «حماس» يشاركان في عرض عسكري قرب الحدود مع إسرائيل بوسط قطاع غزة في 19 يوليو 2023 (رويترز)

ونجا منذ نحو شهر، مؤمن الجعبري، نجل أحمد الجعبري النائب السابق لمحمد الضيف، الذي كانت إسرائيل قد اغتالته عام 2012، فيما قُتل عدد من أفراد عائلة مؤمن في غارة استهدفتهم بمدينة غزة.

وكانت مصادر قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» بعد فترة قصيرة من مقتل يحيى السنوار، عن مقتل إبراهيم محمد السنوار، نجل قائد «كتائب القسام» حالياً وأحد أبرز قادتها منذ عقود، حيث كان يرافق عمه يحيى في الكثير من مراحل الحرب، وقد قُتل داخل نفق في أثناء محاولته الخروج منه لتأمين مسار جديد لنقل عمه من مكان إلى آخر.

وحسب مصادر من «حماس»، فإن الجيش الإسرائيلي كثّف من استهدافاته لأبناء القيادات في إطار الانتقام من آبائهم، رغم أن بعضهم فعلياً قد قُتل هنا أو هناك، مشيراً إلى أن هناك الكثير من عوائل القيادات قد لاقت المصير نفسه، ودُمرت منازلها بعد قصفها، في حين اعتقل آخرون.


مقالات ذات صلة

السعودية تدين استمرار انتهاكات إسرائيل في فلسطين وسوريا

الخليج السعودية عدّت ممارسات إسرائيل في «الأقصى» تعدياً صارخاً (د.ب.أ)

السعودية تدين استمرار انتهاكات إسرائيل في فلسطين وسوريا

دانت السعودية اقتحام وزير الأمن القومي لباحة المسجد الأقصى، وتوغل قوات الاحتلال في الجنوب السوري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

تطرّق رجال الدين في معظم الكنائس المسيحية في العالم، خلال كرازة عيد الميلاد المجيد، للأوضاع في غزة، متعاطفين مع الضحايا الفلسطينيين.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال (رويترز)

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

توفي 3 أطفال فلسطينيين في الساعات الـ48 الماضية بسبب البرد الشديد، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون خيما قصفتها القوات الإسرائيلية في وقت سابق لدى مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة (أ.ف.ب)

عشرات القتلى والجرحى جراء قصف إسرائيلي في غزة

قال مسعفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي لمنزل بحي الزيتون بمدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)

«الحوثيون» يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي ومسيّرات

أعلن «الحوثيون» في اليمن إطلاق صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة على إسرائيل، بعد أيام على هجوم استهدف تل أبيب أصاب 16 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (عدن)

18 ألف سوري يعودون من الأردن إلى بلدهم بعد سقوط الأسد

شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

18 ألف سوري يعودون من الأردن إلى بلدهم بعد سقوط الأسد

شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

عبر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردني، الخميس.

وقال مازن الفراية لقناة «المملكة» الرسمية، إن «قرابة 18 ألف سوري عادوا إلى بلدهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 وحتى الخميس».

وأوضح أن من بين هؤلاء «بلغ عدد اللاجئين السوريين المغادرين الأردن والمسجلين في (سجلات) الأمم المتحدة 2300 لاجئ من المخيمات وخارجها»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

سيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي في 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011. وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في الأردن.

وكان الوزير الأردني رأى في التاسع من الشهر الحالي أن «الظروف أصبحت مهيأة إلى حد كبير» من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أن «اللاجئين قد يكونون في حاجة إلى أيام أو أسابيع قبل أن يباشروا العودة».

شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ويعدّ المعبر الحدودي جابر - نصيب الذي يقع على بعد نحو 80 كيلومتراً غرب عمان، المعبر الوحيد العامل بين البلدين في الوقت الحالي.

وكان الأردن الذي تربطه حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومتراً، قرَّر في السادس من الشهر الحالي غلق هذا المعبر قبل يومين من سقوط نظام الأسد بسبب «الأوضاع الأمنية» في سوريا.

لكن أُعيد فتح المعبر الجمعة الماضي أمام حركة الشاحنات التجارية، وكذلك السوريون العائدون إلى بلدهم.

وأغلق معبر جابر مرات عدة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال زيارته القائد العام للإدارة الجديدة بسوريا أحمد الشرع في دمشق 23 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق، الاثنين، والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وأعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا.

واستضاف الأردن في 14 ديسمبر اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.