المنظمة الدولية للهجرة تطالب بـ«إعادة تقييم» العقوبات على سوريا

لدعم جهود الإنماء والإعمار

سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
TT

المنظمة الدولية للهجرة تطالب بـ«إعادة تقييم» العقوبات على سوريا

سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)
سوريون يحتفلون بالإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق (رويترز)

شددت المنظمة الدولية للهجرة، الجمعة، على أن إعمار سوريا وإنماءها يتطلبان «إعادة تقييم» العقوبات الدولية المفروضة عليها وتعزيز دور النساء.

وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب خلال مؤتمر صحافي في جنيف، الجمعة، بعد عودتها من سوريا، إنه «لا بدّ من إعفاءات من العقوبات لدعم جهود الإنماء والإعمار».

المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب خلال مؤتمر صحافي في جنيف (رويترز)

وأشارت إلى أن الشعب السوري يعوّل «كثيراً على السيولة النقدية... والرواتب التي يتلقاها الناس في مقابل أعمالهم منخفضة جدّاً، وغالباً ما تكون غير كافية لتلبية أكثر حاجاتهم ضرورةً».

ولفتت إلى «الأثر الكبير للعقوبات على البلد برمّته، لا سيّما على الفئات الضعيفة فيه»؛ لذا لا بدّ من «إعادة تقييم العقوبات» التي تطال أيضاً بعض أعضاء الحكومة الانتقالية، و«لا بدّ من الحرص على أن يتسنّى للأسرة الدولية التعاون معهم بفاعلية»، بحسب قول بوب.

وأوضحت المديرة الأميركية للمنظمة الأممية: «نتكلم عن كلّ العقوبات، تلك الصادرة عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرهما»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشدّدت إيمي بوب على «الدور الأساسي» للنساء في إعادة بناء سوريا، داعية السلطات الجديدة إلى إعطائهن «المكانة المستحقة في المجتمع الجديد».

وحضّت «حكومة تصريف الأعمال على مواصلة تمكين النساء؛ لأنهن سيضطلعن بدور أساسي بالكامل لإعادة بناء البلد»، معربة عن خشيتها من التأثير السلبي لبعض الفصائل المتشددة.

وقالت: «نحن بحاجة إلى أن يعمل الجميع في سبيل الاستقرار، وأن يكون الجميع جزءاً من الحلّ، وتشكّل النساء عنصراً أساسياً من هذا الحلّ؛ لذا من المهمّ تمكينهن».

وأتت هذه التصريحات غداة مظاهرة جمعت مئات الأشخاص في دمشق طالبت بدولة مدنية وحقوق النساء في سوريا.

سوريون يتظاهرون في دمشق للمطالبة بدولة مدنية وحماية حقوق النساء (إ.ب.أ)

وبعد هجوم بدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من محافظة إدلب، تمكّنت «هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة متحالفة معها من السيطرة تدريجياً على مدن كبرى في البلاد؛ من حلب شمالاً وحماة وحمص في الوسط، وصولاً إلى دمشق حيث أعلنت في 8 ديسمبر (كانون الأول) إطاحتها بالرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا، مُنهية بذلك حرباً أهلية اندلعت في 2011 في أعقاب قمع مظاهرات منادية بالديمقراطية، أودت بحياة نصف مليون شخص، ودفعت ستة ملايين سوري إلى النزوح أو الهجرة.

وتؤكد «هيئة تحرير الشام» التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، أنها نأت بنفسها عن الجماعات المتطرفة، وتحاول طمأنة الأسرة الدولية، لكنها تبقى مصنفة «منظمة إرهابية» من جانب الكثير من العواصم الغربية، ومن بينها واشنطن.


مقالات ذات صلة

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)
شؤون إقليمية الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)

تركيا تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا «في أسرع وقت ممكن»

دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا «في أسرع وقت ممكن».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
المشرق العربي القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع مستقبلاً فيدان في مستهل زيارته لدمشق (رويترز) play-circle 00:32

تركيا تدعم دمشق سياسياً... وتتأهب عسكرياً ضد «الوحدات الكردية»

زار وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، دمشق، والتقى قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وبالتزامن أجرى وزير الدفاع التركي جولة تفقدية على الحدود.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص الفنان السوري دريد لحّام (فيسبوك)

خاص دريد لحّام لـ«الشرق الأوسط»: انقضت سنوات القهر وأنا لم أكن مع النظام بل ضد الفوضى

يتحدث الفنان السوري المخضرم دريد لحّام إلى «الشرق الأوسط» عن ارتياحه لنهاية نظام الرأي الأحادي في سوريا ويسترجع السنوات التي مُنعت فيها أعماله بسبب الرقابة.

كريستين حبيب (بيروت)

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية التركي يلتقي الشرع في دمشق

أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)
أحمد الشرع ووزير الخارجية هاكان فيدان(أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأحد)، إن وزير الخارجية هاكان فيدان، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في دمشق.

ولم تذكر الوزارة مزيداً من التفاصيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت صور ولقطات نشرتها الوزارة فيدان، والشرع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا وزعيم جماعة «هيئة تحرير الشام»، التي قادت عملية الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أسبوعين، وهما يتعانقان ويتصافحان.

أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي في دمشق (أ.ف.ب)

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم الجمعة، إن فيدان سيتوجه إلى دمشق؛ لإجراء مناقشات مع الإدارة الجديدة في سوريا.

يأتي هذا في الوقت الذي أبدت فيه تركيا تمسكاً بتصفية «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدّ أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، في وقت تواجه فيه احتمالات التعرُّض لعقوبات أميركية؛ نتيجة هجماتها على مواقع الأكراد في شمال سوريا.

 

وعن سبب عدم إزالة تركيا «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب، قال فيدان، في مقابلة مع قناة «فرنس 24» الفرنسية، نقلتها وسائل الإعلام التركية، السبت: «إدراجنا (تحرير الشام) على قوائم الإرهاب مرتبط بقرارات الأمم المتحدة، نحن بالطبع نلتزم بقرارات مجلس الأمن، ولكن الوضع الآن مختلف، ويتعارض فيه البُعد القانوني مع البُعد الواقعي للأمر».

وأعادت تركيا، الأسبوع الماضي، بعد وقت قصير من دخول المعارضة التي تدعمها إلى دمشق، فتح سفارتها في سوريا التي كانت مغلقة منذ عام 2012.

وتم رفع العلم التركي فوق السفارة الواقعة في منطقة الروضة التي تضم كثيراً من البعثات الدبلوماسية، بحضور رئيس البعثة الجديد برهان كور أوغلو. وحضر الافتتاح ممثلون للحكومة الانتقالية التي تقودها «هيئة تحرير الشام».

ورحَّبت تركيا بسقوط النظام في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، وزار رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين العاصمة السورية، بحسب صور بثتها وسائل إعلام تركية.