«تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة

بلينكن في الأردن وتركيا وسوليفان إلى إسرائيل سعياً لإنجاح المفاوضات

الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)
الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)
TT

«تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة

الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)
الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 13 نوفمبر الماضي (رويترز)

كثفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاتها مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب سعياً إلى إنجاح المفاوضات الجارية حالياً لوقف النار في غزة وإطلاق الرهائن بين إسرائيل و«حماس»، مستفيدة من تجربة وقف الحرب في لبنان، وسط عملية تغيير عميقة تشهدها سوريا بعد خلع الرئيس بشار الأسد.

ويأتي هذا التواصل بين الإدارتين الحالية والمقبلة قبل تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وفي ظل جهود دبلوماسية جديدة تمثلت بتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كل من تركيا والأردن، ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان إلى إسرائيل لدفع المحادثات المتعلقة باتفاق لإنهاء حرب غزة. ويقول مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض بقيادة بايدن يرغب في التوصل أخيراً إلى وقف للنار قبل ترك منصبه بعد أقل من 40 يوماً، وأن ترمب يريد بدء ولايته الثانية مع الانتهاء من حربَي لبنان وغزة وإطلاق الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

أرشيفية لوزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال حفل استقبال في واشنطن (أ.ب)

وهذه الزيارة الـ12 لبلينكن إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والأولى منذ إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى رغم أنه سيركز إلى حد كبير على سوريا، لكنه سيتطرق إلى الآمال التي طال أمدها في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن سيلتقي الملك عبد الله الثاني بن الحسين في مدينة العقبة، الخميس، قبل أن يطير إلى أنقرة لعقد اجتماعات مع مسؤولين أتراك، الجمعة.

وكان الرئيس بايدن تحادث مع العاهل الأردني عبر الهاتف، الاثنين، حول الوضع في سوريا، بالإضافة إلى الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف النار وإطلاق الرهائن في غزة.

«تنسيق وثيق»

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون عن خمسة مصادر مطلعة على المحادثات أن «هناك تنسيقاً وثيقاً»، يشمل «إطلاع فريق ترمب على العمل الحساس والمضني الذي تقوم به إدارة بايدن». وأضافت أن «الجهود الأولية لا تزال موجهة من فريق بايدن والمسؤولَين اللذين يقودان اتفاق وقف النار»، وهما مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ويليام بيرنز ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، بالتعاون مع مرشح ترمب لمنصب المبعوث إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، علماً أن الأخير زار كلاً من إسرائيل وقطر في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وناقش مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الحرب في غزة وإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

أناس بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

وكان ترمب أعلن في منشور على منصته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي أنه يريد إطلاق الرهائن بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، محذراً من أنه بخلاف ذلك «سيكون هناك جحيم يدفع ثمنه في الشرق الأوسط، وأولئك المسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية».

وظهرت مفارقة بأن بلينكن سعى إلى تلطيف تحذير ترمب، فقال إن المنشور يمثل «انعكاساً قوياً لحقيقة أننا كأميركيين عازمون على استعادة الرهائن». وأضاف: «أعتقد أن هذا موقف قوي عبر الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) التي تتبناه الولايات المتحدة، وسنسعى بكل السبل الممكنة في الوقت المتبقي لنا لمحاولة استعادة الرهائن والحصول على وقف النار (...) وأعتقد أن بيان الرئيس المنتخب يعزّز ذلك».

وعلى رغم الاختلافات السياسية الحادة بين بايدن وترمب في شأن عدد لا يحصى من القضايا، رحَّب مسؤولو الإدارة الحالية بدعم الرئيس المنتخب لدعم صفقة إطلاق الرهائن.

متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أ.ف.ب)

وقال سوليفان على شبكة «سي بي إس» إن «كلاً من الفريقين المنتهية ولايته والقادم على اتصال دائم؛ لذلك سيكون هناك انتقال سلس»، مضيفاً أنه أمضى «وقتاً طويلاً» في تقديم إحاطة لخليفته، مرشح ترمب لمنصب مستشار الأمن القومي النائب مايك والتز، في شأن سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقف النار ممكن

وبعد مضي عام منذ انهيار الهدنة الأخيرة في غزة، صار المشاركون في المحادثات واضحين في شأن جهودهم، لكنهم متواضعون في التعبير عن احتمالات نجاحهم. وقال نائب مستشار الأمن القومي جون فينر عبر «سي إن إن»: «لن أجلس هنا وأصف تعقيدات المفاوضات علناً، لكننا نعتقد بشدة أن وقف النار ممكن»، مضيفاً أن «محاولة تحقيق ذلك تشكل أولوية كبيرة لهذه الإدارة».

وقال مستشار ترمب الرئيسي في الشرق الأوسط، مسعد بولس، إن الحرب «انتهت عملياً»، مضيفاً أن مسألة صفقة الرهائن فقط لا تزال عالقة، لكن يجب أن تحدث «على الفور» من دون ربطها بأي خطط لـ«اليوم التالي». وقال لصحيفة «لو بوان» الفرنسية إنه «قد يكون هناك بعض الخلاف حول بعض الفلسطينيين» الذين سيطلقون في الصفقة، لكن «بصرف النظر عن ذلك، اتفق المعسكران على الخطوط العريضة للاتفاق».

ستشمل موجة الاتصالات من مسؤولي بايدن وترمب قريباً رحلة سوليفان إلى إسرائيل. وهو يتبع زيارة نائب وزير الخارجية جيمس روبين الذي زار القدس الأسبوع الماضي. كما انخرط أعضاء رئيسون في فريق الأمن القومي لترمب - والرئيس المنتخب نفسه - مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. والتقى والتز أخيراً في واشنطن أقرب مساعد لنتنياهو، رون ديرمر.

ويعكس إطار النقاشات الجهود السابقة التي قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر، والتي ستشهد المرحلة «الإنسانية» الأولى إطلاق الإناث وكبار السن والجرحى المتبقين مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.

وتشارك تركيا الآن في المناقشات لأن جزءاً كبيراً من فريق «حماس» التفاوضي انتقل إلى تركيا.


مقالات ذات صلة

البابا فرنسيس: الوضع في غزة «خطير ومخزٍ»

المشرق العربي البابا فرنسيس (د.ب.أ)

البابا فرنسيس: الوضع في غزة «خطير ومخزٍ»

صعَّد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الخميس، انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفاً الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بأنه «خطير ومخزٍ للغاية».

«الشرق الأوسط» (مدينة الفاتيكان)
الولايات المتحدة​ صورة ملتقطة في 26 فبراير 2019 تظهر أشخاصاً يسيرون عبر ساحة جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة (أ.ب)

تسوية بين وزارة التعليم الأميركية وجامعة جونز هوبكنز بعد شكاوى تمييز ضد عرب ويهود

عبَّرت وزارة التعليم الأميركية عن مخاوفها من التمييز الذي يتعرَّض له أفرادٌ من أصول عربية ويهودية في جامعة جونز هوبكنز، وتوصلت إلى تسوية مع المؤسسة لحل الشكاوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلقي كلمة بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في باريس في 8 يناير 2025 (إ.ب.أ)

بلينكن: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بات «قريباً جداً»

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجدداً إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل و«حماس» بات «قريباً جداً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمر بفعل غارة إسرائيلية في البريج وسط قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

إسرائيل تعلن الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

بموازاة عمليات عسكرية متواصلة، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» لتهديدات إسرائيل. وتحدث كاتس في لقاء مع مستوطنين

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (غزة - باريس)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، مقتل 3 جنود في معارك في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
TT

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (أ.ب)

اقترب قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون من القصر الرئاسي، حيث حظي ترشيحه لمنصب الرئاسة بـ«زخم دولي وتوافق داخلي»، استمرّت تداعياته طوال أمس، وانتهت إلى تأييد أكثر من 80 نائباً من كتل مختلفة، أضيف إليهم المرشح المدعوم من «حزب الله»، سليمان فرنجية، الذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة عون.

لكن هذه الأصوات لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم، ما يبقي الانتخاب معلقاً على تصويت نواب «الثنائي الشيعي» («حركة أمل» و«حزب الله») وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور. وشهدت بيروت حركة لافتة شارك في قسم منها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي جال على كل القوى السياسية اللبنانية بما فيها «حزب الله»، مجاهراً بدعم اللجنة الخماسية بشأن لبنان لوصول عون باعتباره «الخيار الأمثل للبنان».

وتعقد جلسة الانتخاب في الساعة الـ11 من صباح اليوم الخميس، ويحضرها لو دريان، كما تشهد مشاركة سفراء دول أجنبية وعربية.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبدى تفاؤلاً كبيراً، قائلاً: «للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأننا بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية».