لبنانيون ينتقلون لحياة الخيام بعدما دمرت الحرب منازلهم (صور)

لبنانيون يدخنون أمام خيمتهم في النبطية (أ.ف.ب)
لبنانيون يدخنون أمام خيمتهم في النبطية (أ.ف.ب)
TT

لبنانيون ينتقلون لحياة الخيام بعدما دمرت الحرب منازلهم (صور)

لبنانيون يدخنون أمام خيمتهم في النبطية (أ.ف.ب)
لبنانيون يدخنون أمام خيمتهم في النبطية (أ.ف.ب)

بعدما وضعت الحرب الأخيرة في جنوب لبنان أوزارها باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأسبوع الماضي، قرر اللبناني يوسف صبّاح العودة من حياة النزوح إلى منطقته في مدينة النبطية، غير أنه وجد منازل العائلة مدمرة بالكامل بعدما استهدفها القصف الإسرائيلي.

لبنانية من مدينة النبطية بجنوب لبنان تتفقد مطبخها المدمر بعد وصولها إلى منزلها (د.ب.أ)

لكن الرجل لم ينل منه الإحباط وهو يتفقد أطلال منزله الذي سواه القصف بالأرض، بل قرر البقاء بجواره ولو في خيمة مؤقتة حتى يعيد بناء البيت.

مبنى دمر خلال الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل في مدينة النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وقال صبّاح: «هذه الأرض لنا، دفعنا ثمنها دماً، وهذه تكلفة كبيرة وعزيزة على قلوبنا. نحن لن نتركها، ليس فقط من سقطوا شهداء، حتى لو استشهدنا نحن سنبقى هنا، ونؤكد للعدو أننا سنسكن هذه الخيمة، وحتى لو كان البيت مدمراً سنسكن بجواره».

رجل يلوح من داخل خيمته التي أقامها بعد أن فقد منزله في مدينة النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وأضاف الرجل: «هذا منزلي، وهذا منزل عمي ومنزل عمي الآخر، أغار الطيران عليها دون أي سبب. لا توجد هنا أي قواعد عسكرية».

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

وكان بين العائدين إلى هذه المنطقة في النبطية أيضاً الشاب أحمد صبّاغ الذي لم يختلف موقفه كثيراً عن جاره يوسف، من حيث التمسك بالأرض رغم تدمير المنازل.

المباني المدمرة في حي النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وقال صبّاغ: «هذه الخيمة حالياً هي منزلنا، ونحن هنا في هذا الحي عائلة واحدة. أقمنا الخيمة لأننا على أبواب الشتاء لكي نعيش فيها ونفكر ماذا سنفعل في بيوتنا لأنها كلها مدمرة».

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي بعد أسابيع من تصاعد الهجمات المتبادلة على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي شهدت توتراً لأكثر من عام تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة العام الماضي.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يقصف منصة إطلاق صواريخ لـ«حزب الله» جنوب لبنان

شؤون إقليمية تظهر هذه الصورة الملتقطة من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان دخاناً يتصاعد فوق قرية الحولة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يقصف منصة إطلاق صواريخ لـ«حزب الله» جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم (الأربعاء)، أن طائراته قصفت منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

ميقاتي: هناك تثبيت أكيد لوقف إطلاق النار بين لبنان و«حزب الله»

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حدوث «تثبيت أكيد» لوقف إطلاق النار في لبنان خلال اليومين الماضيين.

المشرق العربي الدخان يتصاعد من قرية حولا في جنوب لبنان إثر استهدافها بقصف إسرائيلي (إ.ب.أ)

ميقاتي: حرص أميركي وفرنسي على معالجة الخروقات الإسرائيلية

يترقّب لبنان بدء عمل لجنة المراقبة التي يعوّل عليها لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتوقف الاختراقات التي تجاوزت المائة حتى الآن.

كارولين عاكوم (بيروت)
خاص أحد مباني «القرض الحسن» المُدمرة في منطقة الشياح (أ.ف.ب)

خاص «القرض الحسن» تستأنف نشاطها بتعويضات للمنازل المتضررة جزئياً

استأنفت مؤسسة «القرض الحسن» التابعة لـ«حزب لله» عملها عبر إعلان الحزب عن «بدء ورشة المسح لإصلاح المنازل المتضررة لترميمها ودفع بدل الإيواء عبر شيكات تصرف منه».

يوسف دياب
تحليل إخباري آليات للجيش اللبناني عند الحدود مع سوريا خلال تنفيذ عملية «فجر الجرود» التي نفذها عام 2017 لطرد تنظيم «داعش» من المنطقة (مديرية التوجيه)

تحليل إخباري الجيش اللبناني يعزز وجوده على الحدود تحسباً لـ«طارئ» من الجهة السورية

يجد الجيش اللبناني المنهمك بمتابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب مع إسرائيل، نفسه أمام مهمة لا تقل أهمية عند الحدود الشمالية مع سوريا.

بولا أسطيح (بيروت)

«الأزمات الدولية» عن الجولاني: حلب ستحكمها هيئة انتقالية

من صور متداولة لزيارة زعيم «هيئة تحرير الشام» لقلعة حلب
من صور متداولة لزيارة زعيم «هيئة تحرير الشام» لقلعة حلب
TT

«الأزمات الدولية» عن الجولاني: حلب ستحكمها هيئة انتقالية

من صور متداولة لزيارة زعيم «هيئة تحرير الشام» لقلعة حلب
من صور متداولة لزيارة زعيم «هيئة تحرير الشام» لقلعة حلب

نشرت الباحثة المكلفة بالملف السوري في «مجموعة حل الأزمات الدولية»، دارين خليفة، تصريحات قائد «هيئة تحرير الشام» الجولاني للمجموعة، قال فيها إن حلب «ستحكمها هيئة انتقالية».

وقالت دارين خليفة، على حسابها في «إكس»، إنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه أن نقول كيف ستتعامل «هيئة تحرير الشام» والفصائل المعارضة مع تحديات الحكم في حلب، فإنه يبدو أن المناقشات الداخلية جارية بالفعل، داخل تلك التنظيمات.

ونقلت دارين خليفة عن الجولاني، قوله إنه سيتم توجيه المقاتلين، بمَن فيهم المنتمون إلى «هيئة تحرير الشام»، لمغادرة المناطق المدنية في الأسابيع المقبلة، وإنه ستجري دعوة البيروقراطيين لاستئناف وظائفهم. وسيكون هناك احترام للمعايير الاجتماعية والثقافية المتميزة للمدينة، المسلمين والمسيحيين بكل تنوعهم».

ونقلت دارين خليفة عنه قوله إن «هيئة تحرير الشام تفكر حتى في حل نفسها من أجل تمكين ترسيخ البنى المدنية والعسكرية بشكل كامل، في مؤسسات جديدة تعكس اتساع المجتمع السوري».

وأضافت أنه علينا الانتظار لنرى إن كانت «هيئة تحرير الشام»، ستنفذ هذه الأفكار أم ستضغط على فصائل أخرى لتطبيقها. «لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان سيتم الامتثال له أم لا». الباحثة المكلفة بالملف السوري في «مجموعة حل الأزمات الدولية»، شددت على أنه نظراً لتاريخهم وجذورهم الجهادية، فسوف يواجهون تحدياً هائلاً في معالجة المخاوف المفهومة التي يشعر بها العديد من السوريين فيما يتصل بتوسع هيمنة «هيئة تحرير الشام»، وتداعياتها على حرياتهم الشخصية والدينية.

وكان زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني فد زار قلعة مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أظهرت لقطات على تطبيق للتنظيم نشرها على «تلغرام»، الأربعاء، حساب للفصائل المعارضة التي تشن هجوماً منذ أسبوع ضد القوات الحكومية في شمال سوريا.

وبثّ الحساب مجموعة لقطات يظهر فيها الجولاني، المقلّ في إطلالاته العامة، وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية، وأخرى يحيي فيها عدداً من مناصريه اجتمعوا حوله.

وأكد مصدر من الهيئة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الزيارة جرت الأربعاء، بعد أيام من خروج المدينة بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011.