«الحشد الشعبي»: العراق يدفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا

TT

«الحشد الشعبي»: العراق يدفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)
دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)

أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق (الاثنين) أن العراق دفع بتعزيزات عسكرية من قوات «الحشد» والجيش إلى الحدود الغربية مع سوريا. وقال رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض، إن «الحشد» لا يعمل خارج العراق، مؤكداً أن قواته لم تدخل سوريا. وأضاف الفياض أن ما يحدث في سوريا سيكون له انعكاسات على الأمن القومي العراقي، محذراً مَن «يحاول التقدم إلى العراق». وأشار الفياض إلى أن القائد العام للقوات المسلحة العراقية «وجّه بزيادة الوجود وتعزيز القطعات على الجبهات».

فصائل مسلحة على طريق سريع قرب مدينة أعزاز شمال سوريا (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، مقداد ميري، إن حدود بلاده مع سوريا «محصنة ومؤمّنة، واختراقها غير ممكن إطلاقاً». جاء ذلك في أعقاب إعلان فصائل مسلحة سورية خلال الأيام القليلة الماضية سيطرتها على محافظتَي إدلب وحلب وبلدات بريف حماة.

وقال مصدران عسكريان سوريان لوكالة «رويترز»، الاثنين، إن فصائل موالية لإيران تدخل سوريا من العراق لمساعدة الجيش السوري في قتال الفصائل السورية المسلحة.

وذكر مصدر كبير في الجيش السوري لوكالة «رويترز»، أن عشرات من مقاتلي قوات «الحشد الشعبي» العراقية، المتحالفة مع إيران، عبَروا أيضاً من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال.

وتابع: «هذه تعزيزات جديدة لمساعدة إخواننا على خطوط التَّماس في الشمال»، مضيفاً أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل «كتائب حزب الله» العراقية، ولواء «فاطميون».

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين من فصائل شيعية إلى سوريا خلال الحرب الأهلية، والتي ساهمت، مع روسيا بقواتها الجوية، في تمكين الرئيس السوري بشار الأسد من سحق قوات المعارضة واستعادة معظم الأراضي التي سيطرت عليها.

عناصر من الفصائل السورية المسلحة خلال سيطرتها على بلدة تل رفعت شمال سوريا 1 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

ووفقاً لمصدرين آخرين في الجيش، فإن الافتقار إلى تلك القوة البشرية للمساعدة في إحباط هجوم الفصائل المسلحة في الأيام القليلة الماضية ساهم في التراجع السريع لقوات الجيش السوري وانسحابها من مدينة حلب.

وتتمتع الفصائل المتحالفة مع إيران، بقيادة «حزب الله» اللبناني، بحضور قوي في منطقة حلب.

كما كثفت إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية من ضرباتها على القواعد الإيرانية في سوريا، في حين نفذت حملة في لبنان تقول إنها أضعفت «حزب الله» وقدراته العسكرية.


مقالات ذات صلة

من يقاتل في سوريا ولماذا؟

تحليل إخباري دورية تركية وروسية بالقرب من بلدة الدرباسية في سوريا، الجمعة 1 نوفمبر 2019 (أ.ب)

من يقاتل في سوريا ولماذا؟

بعد الهجوم المباغت الذي شنّته فصائل سورية مسلّحة ضد الجيش السوري في مناطق بشمال سوريا، يعود إلى الواجهة الحديث عن الأطراف المتحاربة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تمرين عسكري لفصائل من «الحشد الشعبي» (أ.ب)

تضارب حول دخول فصائل عراقية إلى سوريا

انتشرت تقارير بأن جماعات مسلحة تابعة لـ«الحشد الشعبي» العراقي عبرت الحدود مع سوريا لمساندة الجيش السوري، بينما نفت بغداد ذلك، وأكدت سيطرتها الكاملة على الحدود.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ) play-circle 00:42

إردوغان: نأمل في التوصل إلى اتفاق لتحقيق الاستقرار في سوريا

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الاثنين، إن بلاده تراقب الوضع في شمال سوريا، مشدداً على ضرورة حماية وحدة الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا صورة تجمع ألكسندر تشايكو مع رئيس الأركان السوري علي محمود عباس أثناء الإشراف على تدريبات مشتركة يونيو 2022 (جريدة كراسنايا فيسنا المختصة بالشؤون العسكرية)

الكرملين «يدرس الخيارات» وسط تعهد بمواصلة دعم الأسد في سوريا

وسَّعت موسكو انخراطها السياسي والعسكري في مواجهة تقدم قوات المعارضة السورية في حلب وإدلب، تزامناً مع قرار استبدال قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مسؤول أميركي: الإسرائيليون يمارسون لعبة خطيرة في لبنان

قوات إسرائيلية تتحرك بين المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك بين المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي: الإسرائيليون يمارسون لعبة خطيرة في لبنان

قوات إسرائيلية تتحرك بين المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك بين المنازل المدمرة في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

قال موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة أعربت لإسرائيل عن قلقها إزاء إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد تبادل القصف مؤخراً بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، فيما أشار مسؤول أميركي إلى أن الإسرائيليين يمارسون «لعبة خطيرة».

وقال مسؤولون أميركيون إن مستشار الرئيس جو بايدن، آموس هوكستين، الذي توسط في اتفاق وقف إطلاق النار تحدث إلى مسؤولين إسرائيليين في مطلع الأسبوع، وأعرب عن قلقه بشأن الضربات المستمرة التي تشنها إسرائيل في لبنان.

وأضاف المسؤولون أن هوكستين أبلغ الإسرائيليين بأنه يتعين عليهم إفساح المجال لعمل آلية مراقبة وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس» إن «الإسرائيليين يمارسون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة».

وذكر مسؤول إسرائيلي أن هوكستين نقل رسالة مفادها بأن إسرائيل تنفذ وقف إطلاق النار «بشكل عدواني للغاية».

وأقر المسؤول بأن الوضع الراهن قد يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار، لكنه أكد أن ذلك يتوقف على كيفية تعامل «حزب الله» مع الرد الإسرائيلي على هجوم الحزب اليوم الاثنين.

صواريخ أطلقها «حزب الله» تتجه نحو شمال إسرائيل (د.ب.أ)

كان «حزب الله» قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أنه استهدف موقع رويسات العلم الإسرائيلي، فيما وصفه بأنه «رد دفاعي أولي تحذيري» على الانتهاكات المتكررة للجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، برد قاس على «حزب الله» بعد الهجوم. ونفذ الجيش الإسرائيلي لاحقاً سلسلة غارات على جنوب لبنان.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر يوم الأربعاء الماضي، فيما أنهى أحدث صراع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار بين الجانبين.