موجات غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بُعيد مغادرة هوكستين

تعثر التوغل باتجاه الخيام رغم «منفذ» مفتوح لخروج المدافعين

TT

موجات غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بُعيد مغادرة هوكستين

نيران مشتعلة بمبنى استهدفته غارة إسرائيلية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)
نيران مشتعلة بمبنى استهدفته غارة إسرائيلية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

لم تمضِ ساعات قليلة على مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، بيروت باتجاه تل أبيب، حتى استأنف الجيش الإسرائيلي ضرباته على الضاحية الجنوبية لبيروت، وكثفها على حارة حريك والغبيري وبئر العبد، ضمن 4 موجات متتالية من القصف بدأت فجراً، بموازاة الفشل في التوغل إلى وسط مدينة الخيام، رغم أنه فتح منفذاً لحاميتها للخروج منها، وفق ما قال إعلام «حزب الله».

واستهدفت غارات إسرائيلية متلاحقة الضاحية الجنبية لبيروت بدأت فجر الخميس، وأضيفت إليها جولتان من الغارات خلال ساعات النهار، عقب إنذارات من الجيش الإسرائيلي للسكان بالإخلاء. وتصاعد الدخان من الضاحية وأطرافها إثر الغارات خلال ساعات النهار. ومساء، أصدر إنذارات لإخلاء 3 أبنية في منطقة الغبيري وحارة حريك. وتعرضت منطقة حارة حريك فجر الخميس إلى 3 غارات قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت «مقرات قيادة... وبنى عسكرية» استخدمها «حزب الله» لـ«تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد مواطني إسرائيل».

وظهراً، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن «الطيران الحربي المعادي شنّ غارة» على منطقة حارة حريك، وغارتين على منطقة الكفاءات، أسفرت إحداها عن دمار مبنى وتضرر عدد من الأبنية المحيطة به. وفي إطار «الجولة الثالثة من الغارات على الضاحية الجنوبية»، استهدفت غارتان منطقة حارة حريك، بينما طالت الغارة الثالثة شارع الجاموس بمنطقة «الحدث»، وفق الوكالة.

رجال إطفاء يخمدون نيراناً اشتعلت بفعل غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكمل سلسلة ثالثة من الغارات على «مراكز قيادة لـ(حزب الله)» في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعيد توجيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، إنذاراً رابعاً بإخلاء 3 أبنية بمنطقة الغبيري. وتركز القصف على منطقة «الضاحية التقليدية»؛ أي في حارة حريك والغبيري وبئر العبد، بعد تكثيف الغارات في الأسابيع الماضية على الأحياء التي توسعت إليها الضاحية خلال العقدين الأخيرين، وتحديداً في الحدث والشويفات وبرج البراجنة.

غارات على المدن

وطالت الغارات الإسرائيلية الخميس مناطق عدة في شرق لبنان وجنوبه. ووجه الجيش الإسرائيلي صباح الخميس إنذارات إخلاء للسكان طالت مبنى في مدينة صور الساحلية، و3 مناطق قريبة منها. كما تجددت الغارات الجوية على مدينة بعلبك والبلدات المحيطة بها.

في المقابل، تبنى «حزب الله» استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية، بينها قاعدة جوية عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة، حيث أعلن عن استهدافه برشقة من «الصواريخ النوعية» الخميس قاعدة «حتسور» الجوية شرق مدينة أشدود، الواقعة في جنوب إسرائيل على بعد نحو 150 كيلومتراً من الحدود مع لبنان. كما قال إنه قصف قاعدة «شراغا» (المقر الإداري لقيادة «لواء غولاني») شمال مدينة عكا، مرتين بالصواريخ. وتبنى قصف موقع الإنذار المُبكر «يسرائيلي» (مركز تجمع استخباري رئيسي يتبع «فرقة الجولان 210») على قمّة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل. وقال «الحزب» أيضاً إنه نفذ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على «قاعدة حيفا البحريّة»، وهي تتبع سلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات، وهي تبعد عن الحدود اللبنانيّة 35 كيلومتراً.

عنصر أمن إسرائيلي يقف إلى جانب سيارة أصيبت بصاروخ أطلقه «حزب الله» باتجاه نهاريا (رويترز)

معركة الخيام

يأتي ذلك في ظل محاولات إسرائيلية للوصول إلى مدينة الخيام الاستراتيجية في القطاع الشرقي، حيث تبنى «الحزب» قصف تحركات جنود عند أطرافها 6 مرات، إلى جانب قصف تجمعات في مواقع إسرائيلية مقابلة لبلدات حدودية في جنوب لبنان.

وتسعى القوات الإسرائيلية، منذ الأحد الماضي، إلى الوصول لوسط مدينة الخيام، حيث جددت هجماتها، ووسعت نطاق الهجوم إلى 4 محاور؛ أبرزها المحور الجديد في شمال شرقي المدينة لجهة أبل السقي. وقالت مصادر ميدانية في مرجعيون إن «الحزب» أطلق زخات من الصواريخ باتجاه المنطقة الواقعة شرق مدينة الخيام، كما تولى المقاتلون المدافعون عن الخيام الاشتباك مع القوات المتوغلة على الأطراف الشرقية والجنوبية.

وأفادت قناة «المنار»، الناطقة باسم «الحزب»، بأن الجيش الإسرائيلي حاول عبر عدد من الدبابات، التوجه نحو الشمال الشرقي لمدينة الخيام انطلاقاً من الوطى، حيث وصل بعض الدبابات إلى محيط معمل فرز النفايات عند المنخفض الشرقي المحاذي لكروم الزيتون التابعة لأراضي بلدة أبل السقي، في ظل غطاء ناري كثيف جداً من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف على أنحاء مختلفة «في ما تشبه عملية تغطيه لبدء التوغل صعوداً أو إكمال التوغل نحو الشمال الشرقي».

وتحدثت القناة عن «مواجهات ضارية، وصعوبة كبيرة» واجهتها القوات الإسرائيلية في التقدم نتيجة صمود المقاتلين، و«المقاومة الشرسة داخل الحيين الشرقي والجنوبي على الرغم من المحاولات المتكررة والمستمرة منذ 5 أيام، والتي كان آخرها ليل الأربعاء». وقالت إن «العدو عاجز عن تحقيق أي اختراق في الوسط».

وقالت القناة إن الجيش الإسرائيلي، وعندما «واجه شراسة في المقاومة»، لجأ إلى أسلوب «إغراء المقاتلين المدافعين، بترك منفذٍ للهروب لكسر خطوط الدفاع في الخيام». وأضافت: «في الخيام أيضاً يترك المقاومون منفذاً للعدو للفرار خارج المدينة».

وعلى الجبهة الغربية، قالت مصادر مواكبة للتحركات الإسرائيلية في الجبهة، إنه لم يطرأ أي جديد على محاولات إسرائيل التقدم إلى تلة البياضة باتجاه الخط الساحلي، مشيرة إلى أن القتال لا يزال في محيط بلدتَي شمع وطيرحرفا، فيما توسع القصف المدفعي والغارات الجوية إلى البلدات المحيطة بالمنطقة، وصولاً إلى مسافة 15 كيلومتراً، بغرض إحباط محاولات الإسناد الصاروخي والمدفعي للقوات المدافعة.


مقالات ذات صلة

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)

تقرير أميركي: ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إقليميين وأميركيين قولهم اليوم (الجمعة)، إن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية محملة على شاحنة خلال نقلها إلى الحدود مع جنوب لبنان في الجليل الأعلى (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يصل إلى مشارف نهر الليطاني في جنوب لبنان

نفّذت القوات الأسرائيلية أوسع اختراق بري داخل العمق اللبناني، منذ بدء الحرب، بوصولها إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس، وفصل النبطية عن مرجعيون.

نذير رضا (بيروت)

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)

ذكرت قناة تلفزيون «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، اليوم الجمعة، أن الجماعة اللبنانية شنّت أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان منذ بداية المواجهات.

وقالت القناة إن 28 طائرة مسيّرة انقضاضية «دكت تجمعات العدو الإسرائيلي بمدينة الخيام جنوب لبنان».

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إن طائرة مسيّرة سقطت في منطقة الجليل الغربي، وإن هناك محاولات لاعتراض أهداف جوية أخرى.

وأضاف الجيش في بيان أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.