لقاءات هوكستين وقيادات لبنانية... محاولة لتأمين موقف عام مؤيد لمفاوضات الحل

«القوات»: قام بما كان يفترض أن يقوم به بري أو ميقاتي

المبعوث الأميركي آموس هوكستين ملتقياً رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين ملتقياً رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
TT

لقاءات هوكستين وقيادات لبنانية... محاولة لتأمين موقف عام مؤيد لمفاوضات الحل

المبعوث الأميركي آموس هوكستين ملتقياً رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (القوات اللبنانية)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين ملتقياً رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (القوات اللبنانية)

في خضم الانتقادات التي توجّه للمعنيين بمفاوضات وقف إطلاق النار، جاءت اللقاءات التي قام بها المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بعض القيادات اللبنانية، واضعاً إياهم في أجواء ما توصلت إليه المباحثات، في خطوة عدّها البعض شكلية، لا سيما أنها أتت في «المرحلة النهائية» بعدما وضع لبنان ملاحظاته عليها، فيما رأى فيها البعض الآخر أنها محاولة لتأمين موقف لبناني عام مؤيد لمفاوضات الحل.

وأتت هذه اللقاءات التي شملت رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد أن سبق لهوكستين أن التقى في واشنطن رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميل، وبعدما رفعت المعارضة صوتها منتقدة حصر التفاوض برئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله» المعني الأول بالحرب، وطالبت بعض الكتل النيابية وعدداً من النواب بعرضها على البرلمان.

مع العلم أن لقاء هوكستين مع الرئيس السابق ميشال عون، جاء على اعتبار أنه يمثل موقف «التيار الوطني الحر» الذي سبق أن وضعت واشنطن رئيسه النائب جبران باسيل على لائحة عقوباتها، ما يمنع المبعوث الأميركي من اللقاء به.

وفي حين ربط البعض هذه اللقاءات بـ«اليوم التالي» للحرب، فإن المعنيين بها يؤكدون أن محورها لم يخرج من إطار وقف إطلاق النار وما يرتبط به من أهمية تطبيق القرارات الدولية، ويرى فيها «الاشتراكي» محاولة للحصول على إجماع لبناني حول اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يوافق عليه «القوات» مع عدّه أن هذه الخطوة كان يفترض أن تأتي من قبل رئيس البرلمان وليس من الطرف الأميركي.

ويقول النائب وائل أبو فاعور الذي كان مشاركاً في اجتماع هوكستين مع جنبلاط، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبعوث الأميركي يحاول تشكيل موقف لبناني عام مؤيد لمفاوضات الحل»، في حين يلفت أبو فاعور إلى أنه ليس الاجتماع الأول الذي جمع جنبلاط بهوكستين، حيث سبق للأخير أن زار رئيس «الاشتراكي» وكان يحمل بعض الأسئلة والاستفسارات عن الوضع، ومن ثم فإن الزيارة الأخيرة أتت في إطار المزيد من التشاور، مشدداً في الوقت عينه على حرص الإدارة الأميركية على التواصل الدائم مع جنبلاط، إنْ عبر هوكستين أو عبر السفيرة الأميركية لدى لبنان.

وأكد أبو فاعور أن الاجتماع الأخير تركز على الهاجس الأساسي اليوم وهو وقف إطلاق النار، وتحدث هوكستين من جانبه عن المحاولات التي يقومون بها للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ومعبراً عن «تفاؤل حذر بانتظار ما سيكون عليه الرد الإسرائيلي».

خلال اللقاء الذي جمع المبعوث الأميركي آموس هوكستين مع رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط (الحزب الاشتراكي)

في المقابل، ومع تأكيد مصادر «القوات» أن الاجتماع الذي جمع هوكستين وجعجع تركز بشكل أساسي على مفاوضات وقف إطلاق النار وتفاصيلها، تعبر عن أسفها على أن هوكستين قام بما كان يفترض أن يقوم به رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة إطلاع الأفرقاء اللبنانيين على مسودة الاتفاق وبنودها.

وشددت المصادر على أن الاجتماع لم يتطرق إلى «اليوم التالي»، كما أشارت بعض المعلومات، مشيرة إلى أن مهمة هوكستين محددة بوصفه وسيطاً بين إسرائيل و«حزب الله» عبر رئيس البرلمان وهو ما يقوم به، بحيث شرح لجعجع بنود الاتفاق والنقاط الخلافية حول آلية التنفيذ.

وفيما تعد مصادر «القوات» أن ما يحصل اليوم «ليس مفاوضات إنما شروط على لبنان تنفيذها والالتزام بها وإما الاستمرار بالحرب، وهذه الشروط التي ترتكز على تطبيق القرارات الدولية تناسب الدولة اللبنانية»، تقر بما سبق أن أعلنه «القوات» لجهة تأكيد جعجع في الاجتماع أن أي تسوية يجب أن يكون لها طابع الديمومة والاستمرارية وتؤدي إلى الاستقرار والازدهار وترتكز على النصوص المرجعية للدولة في لبنان، أي القرارات الدولية 1559 و1701 و 1680، وعلى البنود ذات الصلة في اتفاق الطائف واتفاقية الهدنة، ومن ثم أن يكون هناك سلاح واحد في لبنان هو سلاح الشرعية وأن يبسط الجيش سلطته على كل الأراضي، مشددة: «ومن ثم أي تسوية لا ترتكز على هذه الأمور هي تسوية مؤقتة، ما يعني أننا سندخل في حرب جديدة وسيبقى لبنان في الفوضى».


مقالات ذات صلة

إصابة 4 جنود إيطاليين بقصف على قاعدة لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان

المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة في قاعدة الأمم المتحدة بجوار قرية مارون الراس اللبنانية... كما شوهد من أفيفيم على الجانب الإسرائيلي من الحدود 19 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

إصابة 4 جنود إيطاليين بقصف على قاعدة لـ«اليونيفيل» في جنوب لبنان

قال مصدران حكوميان، اليوم (الجمعة)، إن 4 جنود إيطاليين أصيبوا في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في بلدة شمع بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يجدد الغارات على ضاحية بيروت بعد إنذارات بالإخلاء

تجدَّدت الغارات الإسرائيلية، صباح الجمعة، على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجَّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 3 مواقع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رجال إنقاذ وسكان يتجمعون حول أنقاض مبنى دمّرته غارة إسرائيلية على قرية يونين بسهل البقاع شرق لبنان في 21 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 47 في غارات إسرائيلية على شرق لبنان

قال مسؤول لبناني إن 47 شخصاً على الأقل، قُتلوا في غارات إسرائيلية على شرق لبنان، اليوم الخميس، لتُواصل إسرائيل بذلك حملة على جماعة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رئيس البرلمان العراقي: المنطقة قريبة من «نكبة ثانية»

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
TT

رئيس البرلمان العراقي: المنطقة قريبة من «نكبة ثانية»

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)

قدم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدد على دعمها لإحلال الأمن والسلم الدائمين.

وقال رئيس البرلمان، محمود المشهداني، في كلمة خلال «منتدى الجامعة الأميركية» بدهوك (شمال)، الجمعة، إن التحديات التي تواجه العراق بعد السابع من أكتوبر تغيّرت تماماً عما كانت عليه سابقاً.

وأشار المشهداني إلى أن «ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن أسميه باجتهادي السياسي المجال الحيوي للنكبة الثانية».

وأكد المشهداني أن «الصراعات مست الجميع قبل وبعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن عقود السلام الهش القديم والسلام الجديد تناثرت برؤى (دونالد) ترمب في ولايته الأولى و(جو) بايدن في ولايته، وبانتظار ولاية ترمب الثانية».

ورأى رئيس البرلمان العراقي أن «التحديات في الشرق الأوسط يمكن إيجازها في محددات فشل النظام الدولي العالمي، فهو نظام هلامي».

وقال المشهداني: «أنا متشائم من إدارة أزمات التحديات التي تواجه الشرق الأوسط من حربي غزة ولبنان، إلى حروب سوريا المتعددة، إلى صراع أميركا وإسرائيل مع إيران، إلى البطالة والمناخ وتذبذب أسعار النفط، وصولاً لمنظومة السياسة الشرق أوسطية».

رئيس البرلمان العراقي خلال منتدى السلام في دهوك (إكس)

إبعاد العراق عن الحرب

من جانبه، أكد الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، أن العراق سيقوم بدوره من أجل السلام في الشرق الأوسط، معرباً عن دعمه «الكامل» لأي جهود تهدف إلى تحقيق «حل سلمي للقضية الكردية» داخل تركيا.

وفي كلمته في «منتدى دهوك»، قال رشيد إن العراق والمنطقة «يمران بوضع يتطلب من جميع الأطراف مراقبة الوضع بدقة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا والمشكلات وإحلال السلام والأمن الدائمين»، كما حثَّ دول العالم، خصوصاً الكبرى، على بذل «جهود جادة لحل هذه القضايا وإنهاء الحروب».

بدوره، دعا رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني إلى «إبعاد العراق عن الحرب»، وقال إن «الأزمات في المنطقة ومشاهد الحرب التي نراها في لبنان وغزة مؤسفة، ونتمنى أن تنتهي هذه المأساة».

وأضاف بارزاني: «كلنا نترقب أن يتغير الوضع بعد اختيار الرئيس الجديد عقب الانتخابات الأميركية، وكل التوقعات تشير إلى أن إدارة الرئيس الجديد ترمب ستكون مختلفة عن سياسة الرئيس بايدن».

رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال منتدى السلام في دهوك (إكس)

«إسرائيل لتوسيع الحرب»

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، رفض بغداد أن تكون «جزءاً من أي أجندة لزعزعة الاستقرار»، وأشار في هذا السياق إلى أن الحكومة الإسرائيلية «تعتمد اتهامات باطلة لتوسيع الحرب».

ونقلت شبكة «روداو» الكردية عن الشمري أن «إسرائيل تحاول في ظل الضغوط الداخليّة والخارجيّة المتزايدة عليها بسبب عدوانها المستمر على غزة ولبنان توسيع رقعة الصراع الإقليمي من خلال الزج بالعراق في دائرة المواجهة».

وقال الشمري: «تحركات إسرائيل ضد العراق محاولة يائسة لتصدير أزماتها الداخليّة وخلق حالة مستمرة من التوتر الإقليمي لتبرير استمرار عدوانها وجرائمها».

وذكر الشمري أن الأجهزة الأمنية العراقية «تعمل على تعزيز الانتشار الأمني، ومنع أي خرق أمني لا ينسجم وتوجهات السياسة الخارجيّة للعراق».

وأفادت الحكومة العراقية، في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة، تتحمّل، وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية، مسؤولية «الردع والرد على أي هجمات خارجية تمس الأمن الداخلي العراقي».

وقال الشمري إن «التهديدات الإسرائيلية ليست وليدة اللحظة، وإنها تأتي تكراراً، وهذا واضح من خلال الشكوى التي وجهتها إلى مجلس الأمن».

ووفقاً لتقارير إعلامية، أبلغت واشنطن، بغداد، أن الضربات التي سيشنها الجيش الإسرائيلي ضد العراق «وشيكة» ما لم تتمكن بغداد من منع الفصائل المدعومة من إيران من شن هجمات ضد إسرائيل.