لبنان يبث التفاؤل حول مفاوضات وقف النار... ومصادر دبلوماسية «تتريث»

زيارة هوكستين قريبة إذا ذُللت نقاط الخلاف

شبان يرفعون العلم الفلسطيني في منطقة رأس النبع في بيروت حيث استُهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف (رويترز)
شبان يرفعون العلم الفلسطيني في منطقة رأس النبع في بيروت حيث استُهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف (رويترز)
TT

لبنان يبث التفاؤل حول مفاوضات وقف النار... ومصادر دبلوماسية «تتريث»

شبان يرفعون العلم الفلسطيني في منطقة رأس النبع في بيروت حيث استُهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف (رويترز)
شبان يرفعون العلم الفلسطيني في منطقة رأس النبع في بيروت حيث استُهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف (رويترز)

واصلت القوى السياسية اللبنانية بث جرعات من التفاؤل فيما يتعلق بتقدم مفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية عليه، والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، بعد مسودة اتفاق عرضتها واشنطن على المفاوضين اللبنانيين، وتنتظر إجابات حولها، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية مع الجانب الإسرائيلي.

وقالت مصادر لبنانية مواكبة لمسار المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي ومساعديه، بقوا على اتصال دائم بالمفاوض الأميركي آموس هوكستين وفريق عمله للوصول إلى خلاصات تتم بموجبها صياغة المسودة النهائية التي ستقدم للجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الرد اللبناني «لن يكون سلبياً، وإن كان سيتضمن مجموعة من الملاحظات». وأكدت المصادر أن هوكستين قد يكون في بيروت الثلاثاء «إن تم تذليل بعض الخلافات في النص المقترح».

دعوة للتريث

غير أن مصادر دبلوماسية متابعة للملف، دعت إلى «التريث في التفاؤل المفرط»، مشيرة إلى أن إنجاز الشق اللبناني ـ الأميركي من الاتفاق «لن ينسحب تلقائياً على الموقف الإسرائيلي المتشدد حتى الآن»، مبديةً «مخاوف جدية من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمشروع في نهاية المطاف»، انطلاقاً مما يتردد عن رغبة إسرائيلية باستغلال الفترة المتبقية من عمر الإدارة الأميركية الحالية في استكمال عملية تدمير مقدرات «حزب الله» وإضعافه.

تنافس غير معلن

وتحدثت المصادر عن «تنافس أميركي ـ فرنسي غير معلن في زمن المفاوضات، مع طلب واشنطن ترؤس اللجنة المقترحة لمراقبة تنفيذ القرار (1701)، والذي تُرجم بتحرك القوة الفرنسية العاملة في قوة الطوارئ الدولية بجنوب لبنان، واصطدامها بوحدات من (حزب الله)، كتأكيد فرنسي على قدرة الصيغة الحالية على تنفيذ هذا القرار».

في المواقف، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الحكومة «ماضية في العمل مع كل أصدقاء لبنان والدول الفاعلة والمقررة ومع الشرعية الدولية لتنفيذ القرار الدولي رقم (1701)، وبسط سلطة الجيش على كل الأراضي اللبنانية»، معبراً عن أمله في أن تسفر الاتصالات الجارية عن وقف لإطلاق النار تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية المرتبطة بتنفيذ القرار «1701».

وأكد ميقاتي أن «شهداء الجيش اللبناني الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن أرض الوطن هم أمانة في ضمير كل لبناني مخلص، وعلينا جميعاً التعاون كي لا تذهب تضحياتهم سدى، من خلال العمل أولاً على وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتمكين الجيش من القيام بكل المهام المطلوبة منه، لبسط سلطة الدولة وحدها على كل الأراضي اللبنانية».

مواقف متناقضة

وتتضارب الآراء في لبنان حول إمكانية نجاح المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار؛ إذ إنه بينما استبعد عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب غسان حاصباني إحداث خرق في المباحثات الجارية، قال النائب قاسم هاشم عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه برّي، إن «الأمور في خواتيمها».

وقال حاصباني في حديث إذاعي: «أي مبادرة الآن من الصّعب أن تلاقي تجاوباً ونجاحاً؛ لجملة اعتبارات؛ فاللاعبون الأساسيون ليسوا على استعداد لتلقفها، والقرار ليس بيد لبنان ولا (حزب الله)».

ورأى أنّ «إسرائيل بعد الدّخول في الحرب لن تتراجع إلّا بالحصول على ضمانات تتخطّى القرار (1701)، من شأنها منع اندلاع أيّ حرب مستقبلية مع لبنان من جديد، في حين أن إيران تريد إطالة أمد الحرب في لبنان وإبعاد كأس المواجهة المباشرة عنها، بانتظار تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة».

ونبّه حاصباني إلى أنّ الدّول الصّديقة لن تقدّم التّمويل أو المساعدة للبنان لإعادة الإعمار والنّهوض إلى حين تطبيق القرارات الدّولية كافّة، وسحب السّلاح وحصره بيد الدّولة اللبنانية، داعياً إلى «عدم انتظار وقف النار، والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يتسلم المفاوضات ويبدأ بورشة نهضة البلاد».

جانب من الدمار الذي أصاب أحد المباني بمدينة صور في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي (رويترز)

من جهته، رأى هاشم أن «الأجواء الإيجابية التي سادت بعد تسلم لبنان مقترح وقف العدوان والتزام القرار (1701) تتوقف على متابعة الاتصالات؛ لأن الأمور في خواتيمها كما أكد الرئيس نبيه برّي؛ لأننا أمام عدو متفلت، ورئيس حكومته مراوغ ومماطل، والتجربة معه مريرة خلال سنة من حرب غزة».

وأضاف: «ما نراه من ارتفاع التصعيد خلال اليومين الماضيين، وبشكل غير مسبوق، والذي تزامن مع وصول مسودة المقترح، هو محاولة إسرائيلية لتكون الملاحظات اللبنانية تحت النار، وهذا الإجرام لن يستطيع مهما وصلت همجيته أن يبدل من قناعات وثوابت المفاوض اللبناني الذي ينطلق بصلابة، وبما يملك من حكمة وحنكة، لأن يحفظ حقوق لبنان واللبنانيين ويصون سيادته وكرامته».


مقالات ذات صلة

بوريل: لم يبق كلام لوصف الوضع في الشرق الأوسط

أوروبا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدث إلى الصحافة قبل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل في 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

بوريل: لم يبق كلام لوصف الوضع في الشرق الأوسط

أعلن ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه «لم يعد هناك كلام» لوصف الوضع في الشرق الأوسط، في آخر اجتماع له مع وزراء خارجية التكتل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلها وهي تقف أمام أنقاض مبنى متضرر في أعقاب غارة إسرائيلية بشارع مار إلياس ببيروت (رويترز)

هوكستين يزور بيروت غداً لإجراء محادثات وقف إطلاق النار

قال مصدر سياسي لبناني، لـ«رويترز»، اليوم الاثنين، إن المبعوث الأميركي آموس هوكستين سيتوجه إلى بيروت، غداً الثلاثاء؛ لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت

إسرائيل تنفذ اغتيالين في قلب بيروت

نفّذت إسرائيل، أمس، اغتيالين في قلب بيروت الأول استهدف مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف خلال غارة على محلة رأس النبع، والثاني، قالت إذاعة الجيش

«الشرق الأوسط» (بيروت - تل أبيب)
المشرق العربي دخان يتصاعد من قرية بجنوب لبنان بعد غارة إسرائيلية (ا.ف.ب)

 11 قتيلاً و48 جريحاً في غارات إسرائيلية على منطقة صور جنوب لبنان

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الأحد)، مقتل 11 شخصاً وإصابة 48 آخرين في غارات إسرائيلية استهدفت بلدات في منطقة صور بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي المبنى الذي استُهدف بمنطقة رأس النبع ببيروت وأدى إلى مقتل مسؤول الإعلام في «حزب الله» محمد عفيف (أ.ف.ب) play-circle 00:40

إسرائيل توسّع رقعة قصفها لبيروت وتغتال مسؤول إعلام «حزب الله»

رفعت إسرائيل سقف تصعيدها ضد المناطق اللبنانية بوتيرة غير مسبوقة خلال الساعات الأخيرة، في سباق مع نتائج المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.

كارولين عاكوم (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أكثر من 200 هدف في لبنان خلال 36 ساعة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أكثر من 200 هدف في لبنان خلال 36 ساعة

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

أفاد الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، بأنه قصف منذ صباح أمس «أكثر من 200» هدف في لبنان، حيث يستهدف خصوصاً مواقع لـ«حزب الله» الموالي لإيران.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، إن الهجمات الإسرائيلية أمس أسفرت عن مقتل 29 شخصاً وإصابة 122 آخرين في لبنان، ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 3481 بالإضافة إلى 14786 مصاباً، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وخلال الساعات الـ36 الأخيرة، قصف الجيش الإسرائيلي مدينة صور في جنوب لبنان، وضاحية بيروت الجنوبية، مراراً، إضافة إلى وسط العاصمة اللبنانية، حيث قتل مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، محمد عفيف.