قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن غيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، انتقد استراتيجية إسرائيل في كل من لبنان وغزة، وحذر من توسع نفوذ إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال وكلائها.
وأضاف إيلاند، في مقابلة إذاعية: «أعتقد أننا نتبع استراتيجية رهيبة في لبنان لقد أضاعت إسرائيل أعظم فرصة لتغيير الوضع بشكل جذري ليس فقط في لبنان ولكن في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي غزة أيضاً، نقع في فخ شعار الضغط العسكري فقط».
وأوضح: «لقد اخترعت إيران نوعاً جديداً من الاستعمار: لست بحاجة إلى غزو بلد للسيطرة عليه. يكفي إنشاء ميليشيات أكثر قوة وأفضل تمويلاً من جيش البلاد وبهذه الطريقة، تبدو الدولة ذات سيادة ولكنها تعاني من قوة مدمرة في الداخل».
وأكد أنه قبل عام «كان ينبغي لإسرائيل أن تبدأ حملة دبلوماسية واسعة النطاق، معلنة أن (حزب الله) ليس مشكلتنا فحسب، بل إنه يمثل النظرة العالمية لإيران، التي تفكك الدول القومية من الداخل وتنشر عدم الاستقرار كتكتيك وهذا يتعارض مع المبادئ التي تأسست قبل 79 عاماً بعد الحرب العالمية الثانية».
وقال: «لقد ألحقنا أضراراً عسكرية جسيمة بـ(حزب الله)، وقوضنا موقفه في لبنان، ووجهنا ضربة قوية لإيران، مما يدل على أنها لا تستطيع دعم وكلائها بالكامل في اليمن أو غزة أو لبنان».
ووصف استراتيجية إسرائيل بأنها «مثيرة للشفقة وحزينة ومفجعة»، متسائلاً عن تأثير المكاسب العسكرية في جنوب لبنان.
ودعا إلى شن هجمات أقوى على «حزب الله»، وقال: «ما الذي يهم في لبنان؟ شيء واحد فقط -ما يحدث في بيروت. هل من المفترض أن نشن هجوماً عنيفاً على الضاحية؟ لا على الإطلاق لقد أبلغناهم مسبقاً عن المباني التي سنستهدفها».
وأضاف: «كان بإمكاننا أن نعلن قبل شهرين أن الضاحية بأكملها عبارة عن مجمع عسكري، وبالتالي كان يجب إخلاء جميع السكان، لا يوجد ضغط حقيقي على لبنان ولا تهديدات بالحصار هل نحن في حرب مع لبنان؟ لا هل نقاتل (حزب الله) فقط؟ إنهم واحد والشيء نفسه».
وفيما يتعلق بغزة، انتقد إيلاند استراتيجية إسرائيل، قائلاً: «في الحرب، الهدف هو الاشتباك بأقل قدر ممكن والنتيجة المثالية هي الفوز دون قتال مطول».
وتابع: «قبل عام، حاصرت إسرائيل شمال غزة، مما وفر ميزة عسكرية كبيرة. كان ينبغي تحويل هذا إلى حصار وكان من الممكن تقديم ممرات خروج آمنة للمدنيين مع الوقت الكافي للمغادرة، مما يسمح للحصار بتجويع المقاتلين المتبقين، بما يتماشى مع البروتوكولات الدولية».
وأضاف أن مثل هذا النهج كان ليخلق نقطة ضغط على حركة «حماس»، مشيراً إلى أنه «كان بوسعنا أن نطالب بالإفراج عن الرهائن في مقابل استعادة شمال غزة. ولكن بدلاً من ذلك، اتخذنا النهج المعاكس -الدخول إلى مناطق عالية الخطورة حيث يتركز مقاتلو (حماس)».
وخلص إلى القول: «لقد قُتل أربعة وعشرون جندياً إسرائيلياً في العملية الأخيرة وحدها، إسرائيل تتصرف بحماقة، رغم امتلاكها أحد أفضل الجيوش تجهيزاً، الأمر الذي يسبب خسائر غير ضرورية في الأرواح».