اتفاق سوري - سوداني على رفع التمثيل الدبلوماسي

علاقة الخرطوم الوثيقة بدمشق تجمدت منذ الإطاحة بالبشير

جانب من لقاء الوزيرين السوداني والسوري في الرياض (الخارجية السورية)
جانب من لقاء الوزيرين السوداني والسوري في الرياض (الخارجية السورية)
TT

اتفاق سوري - سوداني على رفع التمثيل الدبلوماسي

جانب من لقاء الوزيرين السوداني والسوري في الرياض (الخارجية السورية)
جانب من لقاء الوزيرين السوداني والسوري في الرياض (الخارجية السورية)

اتفقت الخرطوم ودمشق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، غداة لقاء جمع وزير الخارجية السوداني علي يوسف، ونظيره السوري بسام صباغ، في الرياض، على هامش تحضيرات القمة العربية - الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، اليوم (الأحد)، إن الوزيرين اتفقا على «رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، وعقد اجتماع للجنة التشاور السياسي بين البلدين، وتبادل الزيارات، بما يسهم في تطوير العلاقات».

ونقلت وزارة الخارجية السورية في بيان عقب الاجتماع عن وزير الخارجية السوداني «تطلعه للعمل على الارتقاء بالعلاقات السودانية مع سوريا إلى مستوى يعكس العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين»، وتأكيده «دعم بلاده للجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على دول المنطقة».

ويمثل السودان في دمشق، القائم بالأعمال بالإنابة أحمد حسن إبراهيم، بينما يمثل دمشق في الخرطوم، القائم بالأعمال بشر الشعار الذي يعد رئيس البعثة الدبلوماسية، إذ انخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، نتيجة الأوضاع المضطربة في السودان بعد رحيل نظام الرئيس عمر البشير عام 2019.

ولم يؤثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 وتجميد عضويتها في الجامعة العربية في العلاقات بين الخرطوم ودمشق اللتين ترتبطان بنحو 60 اتفاقية وبرامج تنفيذية ومذكرات تعاون في مجالات عدة سياسية واقتصادية وثقافية وتعليمية وفنية وعسكرية. وقد تجمدت كلها مع رحيل نظام البشير.

إلا أن الخرطوم عاودت تعزيز علاقتها مع دمشق بعد الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا العام الماضي، عبر البوابة الإنسانية. وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وقتها حرصه على «تطوير العلاقات» مع دمشق، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية.

وفي ظل اضطراب الأوضاع السياسية في البلدين تبدي كل من دمشق والخرطوم الحرص على استمرار التعاون الاقتصادي في مجال الصناعات الدوائية والزراعة. وأجرى القائم بالأعمال السوداني سلسلة لقاءات مع صناعيين ومسؤولين سوريين في قطاعي الصناعة والزراعة، بهدف تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التعاون المجمدة، لفتح الباب للتعاون في تغطية النقص الحاصل من المنتجات الاستهلاكية الضرورية، وخصوصاً في مجال الصناعات الدوائية والكيميائية.

كما زار وزير الزراعة والغابات السوداني المكلف، أبو بكر عمر البشري، دمشق في يوليو (تموز) الماضي، ووقع برنامجاً تنفيذياً للاتفاقات في المجال الزراعي.

وتعود العلاقات السياسية السورية - السودانية إلى الستينات، مع تبني السودان موقفاً داعماً لدمشق سواء في الصراع مع إسرائيل والمشاركة في حرب 1973، أو في دعم الوجود السوري في لبنان ومساندة النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده عام 2011، وما تبعها من مقاطعة عربية ودولية.

في المقابل، قدمت دمشق دعماً عسكرياً للسودان في مجالات مختلفة (التدريب - العلاج - ... الخ)، قبل انفصال جنوب السودان، ولم تعترف بجمهورية جنوب السودان. كما ساندت نظام عمر البشير فيما يخص اتهامات المحكمة الجنائية الدولية.

وفي عام 2018 قبل رحيل نظامه بأشهر، كان البشير أول رئيس عربي يزور دمشق منذ احتجاجات 2011، رغم المقاطعة العربية والدولية لدمشق ورغم الملاحقة الدولية للبشير.


مقالات ذات صلة

وصول أولى المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم

شمال افريقيا السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)

وصول أولى المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم

وصلت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

نائب حمدوك يؤكد تمسكهم بتشكيل حكومة «موازية»

أعلن نائب رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، الهادي إدريس، تمسكه بتشكيل «حكومة مدنية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا مشاهد الدمار في أحد أحياء أم درمان بالسودان في أغسطس الماضي (د.ب.أ)

مقتل 10 جنود سودانيين في هجوم بالمسيّرات على قاعدة عسكرية

لقي 10 جنود من الجيش السوداني في هجوم بطائرات مسيّرة شنته قوات «الدعم السريع» على قاعدة عسكرية بمدينة شندي (شمال) في توسع بنطاق استخدام المسيّرات الانتحارية

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

جدد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
شمال افريقيا امرأة نازحة سودانية تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم شمال دارفور 1 أغسطس 2024 (رويترز) play-circle 01:57

مرصد عالمي يؤكد تفشي المجاعة في مناطق جديدة بالسودان

قال مرصد عالمي للجوع، الثلاثاء، إن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى خمس مناطق جديدة، ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى، بحلول مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن) محمد أمين ياسين (نيروبي)

قصور «قرى الأسد»... أناقة دولة الجريمة المنظمة

شعار القيادة العامة للعمليات العسكرية في صالون منزل رئيس الاستخبارات العسكرية الهارب (الشرق الأوسط)
شعار القيادة العامة للعمليات العسكرية في صالون منزل رئيس الاستخبارات العسكرية الهارب (الشرق الأوسط)
TT

قصور «قرى الأسد»... أناقة دولة الجريمة المنظمة

شعار القيادة العامة للعمليات العسكرية في صالون منزل رئيس الاستخبارات العسكرية الهارب (الشرق الأوسط)
شعار القيادة العامة للعمليات العسكرية في صالون منزل رئيس الاستخبارات العسكرية الهارب (الشرق الأوسط)

لسنوات، ظلت قصور «قرى الأسد» ومنازلها الفاخرة أشبه بـ«محمية» للحلقة الضيقة حول الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء من رجال أعمال وقادة أمنيين وعسكريين برتب رفيعة.

لكن بعد سقوط النظام، باتت المنطقة الواقعة غرب دمشق، في عهدة السلطة الجديدة التي نشرت فصائل مسلحة لحمايتها من السرقة أو محاولات إحراق الوثائق، كما جرى في قصر يسار إبراهيم الذي يوصف بأنه الذراع المالية للسيدة الأولى السابقة.

ولا تبدو على المسلحين المكلفين حراسة القصور أي علامات اهتمام بتفاصيلها الفاخرة من مسابح وصالات رياضة حديثة وأثاث مستورد. فكل ذلك بالنسبة إليهم دليل إضافي على حياة البذخ التي عاشها رجال السلطة على حسابهم.

ويقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «عندما يدخل جيشهم إلى منزلنا ومناطقنا لا يتركون أبواباً أو بلاطاً أو حديداً أو شرائط كهربائية داخل الجدران. يقومون بـ(التعفيش) المنهجي؛ فلا يبقى من بيوتنا إلا هياكل عظمية... هل كانوا فعلاً يحتاجون إلى ذلك؟».

وخلال جولة لـ«الشرق الأوسط» في المنطقة، رصدت عدداً من علامات الهروب المرتبك لقاطني هذه القصور. ففي منزل اللواء الركن كمال علي حسن، رئيس شعبة المخابرات العسكرية، على سبيل المثال، تنتصب شجرة ميلاد نصف مزينة وسط الصالون الكبير، توحي بأن العائلة رحلت على عجل قبل الانتهاء من مهمة التزيين.