مصر تؤكد دعمها لخروج السودان من أزمته

السيسي التقى البرهان في القاهرة

السيسي في لقاء سابق مع البرهان - أرشيفية (الرئاسة المصرية)
السيسي في لقاء سابق مع البرهان - أرشيفية (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها لخروج السودان من أزمته

السيسي في لقاء سابق مع البرهان - أرشيفية (الرئاسة المصرية)
السيسي في لقاء سابق مع البرهان - أرشيفية (الرئاسة المصرية)

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استمرار الدعم المصري للسودان على المستويات كافة، للخروج من الأزمة التي يمر بها، مشدداً على الموقف المصري الثابت والساعي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء في السودان.

واستقبل السيسي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، الاثنين، على هامش أعمال الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الحضري العالمي المنعقد بالقاهرة.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، فإن اللقاء تضمن «تأكيد قوة ورسوخ الروابط التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي».

وأكد السيسي «استمرار الدعم المصري للسودان الشقيق على المستويات كافة للخروج من الأزمة التي يمر بها»، مشدداً على «الموقف المصري الثابت والساعي لوقف إطلاق النار وحقن دماء الأشقاء في السودان»، ومستعرضاً «الجهود المصرية على الساحتين الإقليمية والدولية الدافعة في هذا الاتجاه».

ونقل البيان المصري عن البرهان إشادته بـ«المساندة المصرية المخلصة لجهود التهدئة في السودان»، وحرص مصر على الحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار السودان، مؤكداً «تقديره وكافة أبناء الشعب السوداني لاستضافة الشعب المصري لأشقائه السودانيين خلال الأزمة».

وشارك البرهان في افتتاح «المنتدى الحضري العالمي» الثاني عشر بالعاصمة المصرية، وفي كلمته أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عن تقديره للدور المصري في دعم السودان.

كما أشاد بـ«حفاوة الاستقبال» في مصر، وقال إن «هذه الحفاوة ليست بغريبة عن الشقيقة مصر». كما هنأ مصر على استضافة هذا الحدث الدولي المهم، وتوليها قيادة الاتحاد الأفريقي في ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد الصراعات، واحتضانها لهذه الفعالية المهمة على أرض القارة الأفريقية لأول مرة منذ عشرين عاماً.

وعبّر البرهان عن «تقديره لجهود الأمم المتحدة من خلال برنامجها للمستوطنات البشرية في تعزيز جهود السودان الوطنية لتحقيق استراتيجيات التحضر المستدام»، مشيراً إلى دعم الأمم المتحدة للسودان عبر برامج متسقة تهدف إلى معالجة التحديات الحضرية وتعزيز وتطوير استراتيجيات التخطيط الإقليمي والحضري، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.

وفي حديثه عن الأوضاع الداخلية، أوضح رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن «الشعب السوداني يواجه حرباً استهدفت وجوده ومقومات دولته وحضارته وبنيته الأساسية».

وأكد البرهان أن «الشعب السوداني وقواته المسلحة عازمون على الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها وهزيمة هذا المخطط»، معرباً عن «تطلعه لدعم عملية إعادة تأهيل القطاع الحضري، الذي تضرر بشكل كبير نتيجة الاستهداف الممنهج لمختلف قطاعات الدولة».

وبموازاة زيارة البرهان للقاهرة، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، اتصالاً مع علي يوسف أحمد الشريف وزير خارجية السودان المكلف الجديد، مؤكداً «خصوصية العلاقات المصرية - السودانية»، ومثمناً ما تربط العلاقة بين البلدين الشقيقين من روابط تاريخية عميقة، سواء على المستوى الحكومي أو الشعبي.

واستعرض الوزيران، وفق بيان للخارجية المصرية، مستجدات الأوضاع الداخلية في السودان، وأعرب عبد العاطي عن «دعم مصر الكامل للمؤسسات السودانية»، وشدد على ضرورة احترام السيادة السودانية ووحدة وسلامة أراضيه، مؤكداً أن «مصر ستظل تقف بجوار السودان الشقيق في ظل الظرف الدقيق والمنعطف التاريخي الخطير الذي تمر به حتى تتجاوز هذه المرحلة الصعبة».

تبادل الوزيران الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية، وأكدا حسب البيان «محورية قضية المياه بالنسبة لمصر والسودان باعتبارهما دولتي مصب»، كما عكس الاتصال «تطابقاً كاملاً في الرؤى بين البلدين الشقيقين فيما يتعلق بمسألة الأمن المائي التي تعتبر قضية وجودية بالنسبة للبلدين».


مقالات ذات صلة

«قوات الدعم السريع» تقتحم قرية بشرق ولاية الجزيرة وتقتل 10 مدنيين

شمال افريقيا الدخان يتصاعد في أم درمان جراء معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (إ.ب.أ)

«قوات الدعم السريع» تقتحم قرية بشرق ولاية الجزيرة وتقتل 10 مدنيين

اتهمت لجان مقاومة مدني بالسودان، مساء اليوم الاثنين، «قوات الدعم السريع»، باقتحام قرية بشرق ولاية الجزيرة وقتل 10 مدنيين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (قناة مجلس السيادة الانتقالي عبر «تلغرام»)

البرهان: الجيش السوداني والشعب عازمان على حماية مؤسسات الدولة وهزيمة «المتمردين»

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الاثنين إن الجيش والشعب عازمان على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة من وصفهم «بالمتمردين».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (قناة مجلس السيادة الانتقالي عبر «تلغرام»)

البرهان يقيل وزيري الخارجية والإعلام

أعلن مجلس السيادة السوداني، اليوم، أن  قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أصدر قراراً بإقالة وزيري الخارجية والإعلام.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الفريق ياسر العطا (وكالة السودان للأنباء)

نائب البرهان يتهم أعضاء من «مجلس السيادة» بحماية «قوى التغيير» و«الدعم السريع»

«النيابة العامة مكبلة بالدعامة (الدعم السريع) والقحاتة (قوى الحرية والتغيير)، ولا تقوم بدورها في فتح البلاغات ضد الخونة والعملاء ومن يعملون على تدمير السودان».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج الإمارات تعرب عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان

الإمارات تعرب عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان

أعرب الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة في الإمارات، عن قلق بلاده البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
TT

منسق الأمم المتحدة يطلق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا

المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)
المنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يطلق «الخطة الأممية لاستراتيجية التعافي المبكر في ‏سوريا»... (سانا)

أعلن المنسق المقيم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى سوريا، آدم عبد المولى، إطلاق «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا للسنوات ما بين 2024 و2028.

وحذر المسؤول الأممي الدول المانحة من «عدم تمويل الصندوق المخصص لدعم هذه الاستراتيجية، فإن حالة عدم الاستقرار في سوريا ستؤثر على العالم، ولن يعود اللاجئون السوريين إلى بلدهم، كما سينتعش تنظيم (داعش) من جديد».

وتحدث عبد المولى، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس، عمّا خلفته الأزمة السورية المستمرة منذ بداية عام 2011 من «عواقب كارثية على البلاد وشعبها؛ إذ لا يزال أكثر من 16 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات منقذة للأرواح، ومستدامة».

نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية ديفيد كاردين يتفقد مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في قرية بحورة بمحافظة إدلب السورية يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)

وأوضح أن «استراتيجية التعافي المبكر» للأعوام الخمسة المقبلة تشمل قطاعات: الصحة، والتعليم، ومياه الشرب، والصرف الصحي، ودعم فرص سبل العيش المستدام، لافتاً إلى أن الوصول المستدام إلى الطاقة الكهربائية من أهم الأمور التي يرتكز عليها التعافي المبكر، وقال: «الكهرباء عامل مهم، ومن دونه لا نستطيع أن تفعل شيئاً».

وأكد أن الاستراتيجية «ستغطي كل المحافظات السورية، وهي لكل سوري، بغض النظر عن في أي محافظة يقيم، وتهدف إلى خلق بيئات اقتصادية تؤمن سبل العيش الملائمة، والأجور العادلة، والخدمات»، مشدداً على أنه «علينا تمكين السكان للوصول إلى التعافي الشامل».

وأشار عبد المولى إلى أن الاستراتيجية ستنفَّذ وفقاً للمبادئ الإنسانية في جميع مناطق سوريا، تحت القيادة العامة للمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية الإقليمي. وقال: «سيدعم صندوق مخصص للتعافي المبكر هذه الاستراتيجية، وسيكون وسيلة مرنة وفعالة من حيث التكلفة، لتمكين تقديم الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة في المجال الإنساني الموارد لتدخّلات التعافي المبكر على المدى المتوسط».

من برنامج تدريب لتعزيز إدارة المستشفيات والرعاية الصحية في جميع أنحاء سوريا (منظمة الصحة العالمية)

ولفت إلى أن الصندوق سيسجَّل لدى المكتب المختص لتسجيل ‏الصناديق في نيويورك، وبعد ذلك يُتعاقد مباشرة مع المانحين لتقديم التبرعات ‏والمساهمات. وأضاف: «أما محلياً، فدورنا ينحصر في إنشاء البرامج التي ‏تبدأ صياغتها من اليوم».

استقبال النازحين من لبنان في مأوى مؤقت للأمم المتحدة بسوريا (مفوضية اللاجئين)

وشدد عبد المولى على أهمية التعافي المبكر في سوريا، لافتاً إلى أنه «خلال الشهر الماضي تدفق الآلاف إلى سوريا من لبنان؛ 70 في المائة منهم سوريون، والباقي لبنانيون وأجانب. ولكي تستوعب المجتمعات المضيفة الوافدين دون توتر، فمن المهم دعم هذه المجتمعات المضيفة».

ودعا المنسق المقيم الدول المانحة إلى المساهمة في تمويل استراتيجية التعافي المبكر، محذراً الدول من التردد في الدعم، بقوله: «يجب أن تقوم بالتمويل؛ لأنه في مصلحتك، لأن ما يحدث في سوريا يؤثر على العالم، فثلث طالبي اللجوء في أوروبا كانوا من السوريين، كما أن 44 ألف سوري وصلوا إلى أوروبا خلال 3 أشهر»، وأضاف: «إذا كنتم لا تريدون لاجئين، فعليكم أن تقدموا الدعم لسوريا».

قارب يحمل سوريين بالبحر المتوسط باتجاه اللجوء في أوروبا (أرشيفية - أ.ب)

ورأى أن «ما يحدث في سوريا ولبنان يصبح بشكل متنامٍ غير مقبول؛ إذ نتوقع أزمات متجددة في سوريا». وقال: «بعدم الاستجابة، ستنتقل حالة عدم الاستقرار إلى بلدان مجاورة، كما أن الأمر سيؤدي إلى زيادة عمليات تنظيم (داعش)». وتابع توجيه كلامه للمانحين: «من أجل مصلحتكم، يجب تقديم الدعم إلى سوريا. سوريا أصبحت مركز إنتاج الكبتاغون، وفق مصادر مفتوحة، وفي هذا السياق ليس لدينا أي دليل على أي كيان معين، وتوزيع الاتهامات لن يحل المشكلة».

إغلاق مركز علاج نفسي شمال غربي سوريا لعدم توفر التمويل (الصحة العالمية)

وتساءل المنسق المقيم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى سوريا: «كيف وصلت هذه الدولة (سوريا) التي كانت تؤمن 97 في المائة من احتياجاتها الدوائية إلى موقع هذا الاتهام؟ والسؤال الثاني: كيف تستطيع تغيير هذا الوضع؟».

وأضاف: «إذا كنتم قلقين من عدم الاستقرار واللاجئين والإرهاب، فعلينا أن نستثمر في الاستقرار بهذا البلد». وأكد أن «المانحين الذين لم يشاركوا في إعادة الإعمار، لم يعترضوا على التعافي المبكر كما قمنا بصياغته».

عبد المولى نوه أيضاً بأن العمل على الحل السياسي مضى عليه 12 عاماً... «استمروا في العمل على الحل السياسي، ولكن ساعدونا وأنتم تعملون». وشدد على أنه «لن نسمح بتحديد مناطق جغرافية معينة من قبل المانحين مقابل دفع التمويل»، موضحاً أن المناطق التي ستقام فيها المشروعات ستُختار بشكل عادل على كل أراضي سوريا.

وأوضح أن سوريا كانت «مكتفية ذاتياً من الغذاء وتصدّره، وكانت ديونها صفراً، فكيف وصلت إلى هنا؟»، مختتماً كلامه: «دعونا لننهي المشكلات، وأحد السبل لتحقيق ذلك هو التعافي المبكر».