لبنان: أوامر إخلاء إسرائيلية لأحياء في صور وسط غارات قتلت 7 أشخاص

TT

لبنان: أوامر إخلاء إسرائيلية لأحياء في صور وسط غارات قتلت 7 أشخاص

جانب من الدمار جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة صور بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة صور بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، اليوم الاثنين، بأنّ الجيش الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات على مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط 7 قتلى، بعدما كان أصدر طلبات إخلاء لسكان أحياء عدة فيها. وأوردت «الوكالة»: «شنّ الطيران المعادي غارته الأولى بعد التهديد الإسرائيلي على مدينة صور، واستهدفت شقة سكنية في شارع (أفران بحر)»، مضيفة في وقت لاحق أنّه «شنّ سلسلة غارات».

وأصدر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، طلبات إخلاء جديدة لسكان أحياء في مدينة صور بجنوب لبنان، محذراً بأنه سيضرب أهدافاً لـ«حزب الله» فيها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، تعليمات الإخلاء التي طلب فيها من السكان «الابتعاد فوراً إلى خارج المنطقة المحددة بالأحمر، والتوجه إلى شمال نهر (الأولي)» مرفقاً خريطة توضح المنطقة المستهدفة.

وأضاف أدرعي: «أنشطة (حزب الله) تُجبر جيش الدفاع على العمل ضده وبقوة، حيث لا ننوي المساس بكم».

وقُتل 21 شخصاً على الأقل، أمس، في غارات عدّة شنّتها إسرائيل على جنوب لبنان، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف معاقل لـ«حزب الله».

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن 5 جنود «سقطوا في القتال»، أول من أمس، في جنوب لبنان، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البري في لبنان، يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 37 جندياً. وقال الجيش، في بيان، إنه «سُمح بنشر أسماء 4 جنود سقطوا في القتال بجنوب لبنان»، موضحاً أن 4 جنود آخرين أُصيبوا بجروح خطرة في القتال. وأعلن، في وقت لاحق، مقتل جندي خامس في الظروف نفسها، دون أن يحدد ما إذا كان من بين الجرحى أم لا. وينتمي الجنود الخمسة؛ وجميعهم من قوات الاحتياط، إلى الكتيبة نفسها.

وقضى في لبنان ما لا يقلّ عن 1620 شخصاً جرّاء الهجوم الإسرائيلي، منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق إحصاءات لـ«الوكالة» تستند إلى أرقام وزارة الصحة.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان 10 قرى في جنوب لبنان إخلاءها

المشرق العربي تصاعد الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة الخيام جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان 10 قرى في جنوب لبنان إخلاءها

أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الناطق باللغة العربية أفيخاي أدرعي، اليوم (الخميس) بياناً عاجلاً إلى سكان جنوب لبنان، يدعوهم خلاله مجدداً إلى الإخلاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)

السيسي يؤكد على أهمية وقف إطلاق النار العاجل في لبنان وغزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، خلال استقباله رئيس المخابرات الأميركية، أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من مركبة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل» في مرجعيون (رويترز)

«يونيفيل»: تعرّضنا لأكثر من 50 استهدافاً هذا الشهر في جنوب لبنان

أعلن المتحدث باسم القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، أن القوة الدولية تعرّضت لأكثر من 50 استهدافاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان من موقع الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت بلدة الخيام في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تواصل الاشتباكات في بلدة الخيام بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»

 تواصلت الاشتباكات في بلدة الخيام اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر «حزب الله» حيث تحاول القوات الإسرائيلية التقدم مستخدمة كل أنواع الأسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عمال الإنقاذ يصلون إلى موقع قصف إسرائيلي استهدف سيارة على طريق بيروت- دمشق الدولي في منطقة عاريا شرق بيروت (أ.ف.ب)

لبنان: استهداف سيارة على طريق عام بجبل لبنان

استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، سيارة على طريق عام في عاريا بمحافطة جبل لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عائلة لبنانية كانت تخطط لحفل زفاف ابنتها قُتلت بغارة إسرائيلية

صورة عائلة رضا غريب من اليسار إلى اليمين: رشا ونور وأحمد وحنان ومايا غريب الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على شقتهم في الحوش في مدينة صور جنوب لبنان في 23 سبتمبر في بداية التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ب)
صورة عائلة رضا غريب من اليسار إلى اليمين: رشا ونور وأحمد وحنان ومايا غريب الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على شقتهم في الحوش في مدينة صور جنوب لبنان في 23 سبتمبر في بداية التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ب)
TT

عائلة لبنانية كانت تخطط لحفل زفاف ابنتها قُتلت بغارة إسرائيلية

صورة عائلة رضا غريب من اليسار إلى اليمين: رشا ونور وأحمد وحنان ومايا غريب الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على شقتهم في الحوش في مدينة صور جنوب لبنان في 23 سبتمبر في بداية التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ب)
صورة عائلة رضا غريب من اليسار إلى اليمين: رشا ونور وأحمد وحنان ومايا غريب الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على شقتهم في الحوش في مدينة صور جنوب لبنان في 23 سبتمبر في بداية التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ب)

كانت الدردشة الجماعية للعائلة على تطبيق «واتساب» تضج بالرسائل المتواصلة، في الوقت الذي تصعّد فيه إسرائيل غاراتها الجوية على القرى والبلدات في جنوب لبنان.

استيقظ رضا أحمد غريب في وقت مبكر غير معتاد في ذلك اليوم، 23 سبتمبر (أيلول)، وهو مقيم في السنغال، فتصفَّح مقاطع الفيديو والصور التي شاركتها شقيقاته وخالاته للانفجارات حول حيهم في صور، المدينة الساحلية القديمة في لبنان. قرَّرت عماته المغادرة إلى بيروت. لم يكن لدى والده ووالدته وأخواته الثلاث مثل هذه الخطط. ثم أعلن والده للمجموعة أنه تلقَّى مكالمة من الجيش الإسرائيلي للإجلاء أو المخاطرة بحياتهم. بعد ذلك، صمتت الدردشة على «واتساب». بعد 10 دقائق، اتصل غريب بوالده. لم يجد رداً... تعرّضت شقة عائلة غريب لضربة جوية إسرائيلية مباشرة، ولم يكن لدى الأسرة وقت للخروج.

قُتل والد غريب، أحمد، ضابط متقاعد في الجيش اللبناني، ووالدته، حنان، وأخواته الثلاث. وقال غريب، متحدثاً من العاصمة السنغالية داكار، حيث يعيش منذ عام 2020: «لقد اختفت الشقة بأكملها»، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب موقعاً لجماعة «حزب الله» يخفي منصات إطلاق صواريخ وقذائف.

وأكد غريب أن عائلته ليست لها صلة ﺑ«حزب الله».

دمَّرت الضربة المباشرة شقة عائلة غريب، بينما عانى مَن هم فوق وتحت الشقة فقط من أضرار، مما يشير إلى استهداف جزء معين من المبنى. وأتت الضربة واحدة من أكثر من 1600 ضربة أخرى قالت إسرائيل إنها نفَّذتها في 23 سبتمبر، وهو اليوم الأول من القصف المكثف للبنان الذي شنّته تل أبيب خلال الشهر الماضي.

تُظهر هذه الصورة التي التقطها رضا غريب في ديسمبر 2022 رضا ووالده أحمد الذي قُتل بغارة إسرائيلية في 23 سبتمبر (أ.ب)

وقالت إميلي تريب، مديرة منظمة «إيروورز»، التي تتخذ من لندن مقراً لها، وهي مجموعة مراقبة الصراعات، إن أكثر من 500 شخص قُتلوا في ذلك اليوم، وهو رقم لم يُلاحظ في غزة في يوم واحد حتى الأسبوع الثاني.

وتقول إسرائيل إن ضرباتها تستهدف أعضاء «حزب الله» والبنية التحتية. ولكن مئات المدنيين أيضاً من بين أكثر من 2000 شخص قُتلوا في القصف على مدار الشهر الماضي. وغالباً ما قُتلت عائلات بأكملها في منازلها. ومنذ ذلك الحين، تعرّض الشارع الذي تعيش فيه عائلة غريب - وهي منطقة بها متاجر ومبانٍ سكنية ومكاتب وكالات دولية في منطقة الحوش في صور - لضربات جوية متكررة، والشارع الآن مهجور.

انتقل غريب (27 عاماً) وهو طيار ورجل أعمال، إلى السنغال؛ بحثاً عن مستقبل أفضل، لكنه كان يخطط دائماً للعودة إلى لبنان لتكوين أسرة. وأوضح أنه كان قريباً من شقيقاته الثلاث، حارس أسرارهن وأفضل صديق لهن.

تظهر هذه الصورة التي التقطها رضا غريب في يونيو 2023 رضا ووالدته حنان التي قُتلت بغارة إسرائيلية في 23 سبتمبر (أ.ب)

في أثناء نشأته، كان والدهم بعيداً كثيراً، لذلك تولى هو ووالدته مسؤولية شؤون الأسرة. آخر مرة زار فيها عائلته في مايو (أيار) 2023، عندما خُطبت شقيقته مايا، طالبة الهندسة. كانت تخطط للزواج في 12 أكتوبر (تشرين الأول). ولكن مع ازدياد التوترات مع إسرائيل في سبتمبر، أصبحت خطط غريب للعودة إلى المنزل لحضور حفل الزفاف غير مؤكدة. أخبرته شقيقته أنها ستؤجل العرس حتى يتمكّن من الوصول إلى هناك.

بعد الضربة، وجد خطيبها، وهو أيضاً ضابط في الجيش، جثتها وجثث بقية أفراد عائلتها في مشرحة مستشفى في صور.

قال غريب: «لم يكن مقدراً لها أن تقيم حفل زفافها. لقد عرضناها عروساً للجنة بدلاً من ذلك».

في اليوم الذي كان من المقرر أن يتم فيه الزفاف، نشر غريب صوراً لأخته، بما في ذلك فستان زفافها.

وكانت شقيقته رشا (24 عاماً) على وشك التخرج طبيبة أسنان، وتخطط لفتح عيادتها الخاصة. «لقد أحبت الحياة»، قال غريب.

أما شقيقته الصغرى نور (20 عاماً) فكانت تدرس لتصبح اختصاصية تغذية، وتستعد لتصبح مدربة شخصية. أطلق عليها غريب لقب «ضحكة البيت».

لم يتبقَّ من عائلته الآن سوى بضع صور على هاتفه وعلى منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. «أنا متألم للغاية. لكنني أعلم أن الألم سيكون أشد عندما آتي إلى لبنان»، حسب غريب.

وأكمل قائلاً: «حتى صورة لهم لم تعد معلقة على الجدران. ملابسهم لم تعد موجودة. رائحتهم لم تعد في المنزل. المنزل اختفى تماماً».