إسرائيل تقتل 72 شخصاً بجنوب غزة وشمالها في ليلة واحدة

الصفدي يؤكد لبلينكن ضرورة وقف «التطهير العرقي»

أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون وسط أنقاض مبنى مدمر في حي ناصر شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون وسط أنقاض مبنى مدمر في حي ناصر شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقتل 72 شخصاً بجنوب غزة وشمالها في ليلة واحدة

أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون وسط أنقاض مبنى مدمر في حي ناصر شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون وسط أنقاض مبنى مدمر في حي ناصر شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤولون فلسطينيون إن غارات إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أودت بحياة ما لا يقل عن 38 شخصاً منذ مساء الخميس، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية «مستشفى كمال عدوان»، الوحيد الذي لا يزال يعمل في تلك المنطقة، في حين بلغ عدد الضحايا بين الشمال والجنوب 72 شخصاً في ليلة واحدة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الكثيرين من القتلى والمصابين جراء الغارات الإسرائيلية على المنازل في جنوب شرقي خان يونس من النساء والأطفال.

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، للضغط على إسرائيل لوقف «التطهير العرقي»، وذلك خلال لقائهما في لندن يوم الجمعة. وقال الصفدي تعليقاً على العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة والوضع الإنساني المتدهور: «نرى حصول تطهير عرقي، وعلى ذلك أن يتوقف».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته قتلت عدداً من المسلحين الفلسطينيين في ضربات جوية وبرية في جنوب قطاع غزة وهدمت بنية تحتية عسكرية. وبحث بعض السكان يوم الجمعة بين الأنقاض في محاولة لاستعادة بعض ملابسهم ووثائقهم، في حين بحث الأطفال عن ألعابهم، وفق وكالة «رويترز». وروى أحمد صبح كيف صرخت ابنة عمته: «الحقوني! الحقوني!»، وقال لـ«رويترز»: «طلعنا نجري لقينا ولادها، ولد وبنت مستشهدين، وابنها تحت عمود خرساني فضلنا ساعة ونص عبال ما طلعناه». ووصف أحمد عملية انتشال أقاربه، ومن بينهم والدته، من بين الأنقاض، مضيفاً أنه فقد 15 فرداً من عائلته في الهجمات الجوية. وقال: «كنت أحاول أطلّع أمي، لقيت دبابة. قلت راح أطلّعها ولا بشوف الدبابة؟ إيش أسوّي؟ صرت أطلّعها بخوف. الكل نفس الإشي، يطلّع بخوف». وفي «مستشفى ناصر» القريب، كفّن المسعفون القتلى ومن بينهم ثلاثة أطفال.

جنود إسرائيليون خلال عملية برية داخل قطاع غزة (رويترز)

مقتل 3 جنود إسرائيليين

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن ثلاثة من جنوده قُتلوا في مواجهات بشمال قطاع غزة. وفي شمال القطاع حيث تستهدف القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمدينة جباليا منذ أسابيع، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت «مستشفى كمال عدوان»، وهو أحد المرافق الطبية الثلاثة التي تكابد من أجل مواصلة العمل هناك، ونشرت قوات خارجه. وقال عيد صباح مدير التمريض في المستشفى في رسالة صوتية لـ«رويترز»: «من منتصف الليل وصلت الدبابات، جيش الاحتلال، إلى أسوار المستشفى، والجرافات. وتم ترويع المواطنين والجرحى والأطفال وإطلاق النار عليهم داخل المستشفى». وأضاف: «وبعد قليل من انسحاب القوات وصل وفد من منظمة الصحة العالمية ومعه سيارة إسعاف... وبالفعل تم إجلاء 40 مصاباً وجريحاً من المستشفى. وتفاجأ الجميع بعودة الدبابات لمحاصرة المستشفى مباشرة بعد ساعة من خروج منظمة الصحة العالمية، وقصفت محطة الأكسجين في داخل المستشفى وانقطع الأكسجين، مما أدى إلى فقدان حياة بعض المرضى داخل العناية». وقال: «في الصباح المبكر اقتحمت قوات الاحتلال أسوار المستشفى وبدأت بالمناداة على الطواقم الطبية والمرضى والمصابين والمرافقين بالنزول من المستشفى».

فلسطينيون يسلمون أسلحتهم للجنود الإسرائيليين قرب «مستشفى كمال عدوان» في جباليا ديسمبر 2023 (الصورة وزَّعها الجيش الإسرائيلي - رويترز)

«مستشفى كمال عدوان»

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان ينفذ عملية في منطقة «مستشفى كمال عدوان» بناء على معلومات مخابرات تشير إلى «وجود إرهابيين وبنية تحتية إرهابية» هناك. وذكر أن القوات الإسرائيلية سهّلت في الأسابيع التي سبقت الغارة إجلاء 45 ألف شخص من بينهم المرضى من المنطقة مع الحفاظ على خدمات الطوارئ، مضيفاً أنه قتل مئات المسلحين هناك. وفي الوقت ذاته، قال مسعفون إن غارات إسرائيلية على ثلاثة منازل في بلدة بيت لاهيا القريبة أدت إلى مقتل 25 وإصابة العشرات. وقال مسعفون إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ بمدينة غزة، مما يرفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع إلى 72 في يوم واحد. ورفضت الفرق الطبية في المستشفيات الثلاثة الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء حتى لا يتركوا المرضى دون رعاية. وقالوا إن ما لا يقل عن 800 فلسطيني قُتلوا في شمال غزة منذ بدأ الجيش الهجوم الجديد قبل ثلاثة أسابيع. وقال الجيش الإسرائيلي: «قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تواصل أنشطة العمليات في منطقة جباليا، وقامت على مدى يوم بالقضاء على عشرات الإرهابيين وتفكيك بنية تحتية للإرهاب، وعثرت على عدد كبير من الأسلحة». وتقول إسرائيل إن قواتها عادت إلى شمال غزة بعد أن أعاد مقاتلو «حماس» تنظيم صفوفهم هناك.


مقالات ذات صلة

طائرات عسكرية أردنية تسقط مساعدات على شمال قطاع غزة

المشرق العربي أفراد من القوات المسلحة الأردنية يسقطون مساعدات جوية على غزة 9 أبريل 2024 (رويترز)

طائرات عسكرية أردنية تسقط مساعدات على شمال قطاع غزة

قال مصدر رسمي إن طائرات عسكرية أردنية أسقطت، الثلاثاء، مساعدات على شمال غزة لأول مرة في خمسة أشهر للمساعدة في تخفيف وطأة الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)

غارات إسرائيلية تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية قبل اتفاق وشيك لوقف النار

TT

غارات إسرائيلية تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية قبل اتفاق وشيك لوقف النار

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)

تجددت الغارات الإسرائيلية العنيفة، اليوم (الثلاثاء)، على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 6 مواقع.

ووجَّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إنذار إخلاء مرفقاً بخرائط إلى سكان مناطقتي برج البراجنة تحويطة الغدير.

وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)»، محذّراً من ضربات وشيكة على منطقة الغبيري.

وتأتي الغارة وسط ترقب لاتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في لبنان. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ«رويترز» إن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار الثلاثاء مما يمهد الطريق لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين منذ اندلاعها بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 14 شهرا.

وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم الثلاثاء لمناقشة النص والموافقة عليه على الأرجح.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

مقتل قيادي عسكري في «حزب الله»

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أنه يواصل استهداف القيادات الميدانية في «حزب الله»، مؤكداً «القضاء على قائد العمليات في قطاع الساحل لـ(حزب الله)».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو على منطقة صور وقضت على الإرهابي المدعو أحمد صبحي هزيمة قائد العمليات في قطاع الساحل لدى حزب الله».

وبحسب أدرعي كان هزيمة «يشرف على مخططات اقتحام الحدود وعمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات إسرائيلة انطلاقًا من القطاع الغربي قبل عملية سهام الشمال». وتابع: «المدعو هزيمة يشغل منصبه خلفًا للقائد السابق الذي تم القضاء عليه في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. ولفت إلى أن «هذا الاستهداف ضربة اخرى لقدرات (حزب الله) في تنفيذ عمليات إرهابية من جنوب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الحدود الشمالية».