تقرير: ماكرون يحذر نتنياهو من «إثارة الهمجية» في مؤتمر دعم لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القدس العام الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القدس العام الماضي (أ.ب)
TT

تقرير: ماكرون يحذر نتنياهو من «إثارة الهمجية» في مؤتمر دعم لبنان

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القدس العام الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القدس العام الماضي (أ.ب)

قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن «الحضارة لا يمكن الدفاع عنها بشكل أفضل من خلال إثارة الهمجية بأنفسنا»، وذلك في مؤتمر دعا إليه الرئيس الفرنسي في باريس، جمع خلاله 200 مليون دولار للجيش اللبناني، و800 مليون دولار مساعدات إنسانية للبلاد.

وأضافت أن ماكرون تعهد بالمساعدة في تدريب 6000 جندي لبناني، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقال إنه «لا يوجد مبرر لها».

وتابعت: «كان الهدفان المزدوجان للمؤتمر هما؛ تخفيف المعاناة الإنسانية في لبنان، وتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك الجيش»، ولفتت إلى أن فرنسا لها علاقات تاريخية مع لبنان، ولديها جالية لبنانية كبيرة.

وقال ماكرون، في كلمته الافتتاحية أيضاً، إنه من المؤسف أن إيران، الداعمة لجماعة «حزب الله» اللبناني، «انخرطت مع (حزب الله) ضد إسرائيل، في حين أن المصلحة العليا للبنان تتطلب الابتعاد عن حرب غزة».

وفي كلمات موجّهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تدهورت علاقته به بشدة، قال: «لقد تحدثنا كثيراً في الأيام الأخيرة عن حرب الحضارات، أو عن الحضارات التي يجب الدفاع عنها. لست متأكداً من أننا ندافع عن الحضارة من خلال إثارة الهمجية بأنفسنا».

وقال نتنياهو على إذاعة «أوروبا 1»، يوم الأربعاء: «إنها حرب حضارات ضد الهمجية؛ نحن في طليعة هذه الحرب، ويجب على فرنسا دعم إسرائيل».

وفي إشارة إلى التوترات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، أشار ماكرون إلى أنه والرئيس الأميركي جو بايدن أطلقا نداء في 25 سبتمبر (أيلول) لوقف القتال لمدة 21 يوماً، وقال إنه يأسف لأن هذا لم يحدث بعد.

ومنذ ذلك النداء، يبدو أن الولايات المتحدة قررت إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر المشروط لقصف «حزب الله» حتى تُجبر «حزب الله» على وقف إطلاق النار غير المشروط.

وفي ختام المؤتمر، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، للمشاركين: «جمعنا معاً 800 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، وهناك 200 مليون دولار إضافية لقوات الأمن في لبنان، ليصبح المجموع قرابة المليار، بل أكثر من مليار دولار مع أحدث المساهمات».

ويتجاوز المجموع كثيراً هدف فرنسا، البالغ 500 مليون يورو (540 مليون دولار) و400 مليون دولار التي طلبتها «الأمم المتحدة» في الأصل للبنان.

وبدا أن ماكرون يدعم تفويضاً أكثر صرامة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي انتقدتها إسرائيل بشدة، قائلاً: «سيتعين أن تكون قوية وقابلة للتحقق وعملية بما يكفي حتى يقتنع الجميع، في لبنان، وفي إسرائيل، وفي الأمم المتحدة، بأن الدولة اللبنانية ستمارس سلطتها بشكل فعّال على كامل الأراضي في الأمد البعيد».


مقالات ذات صلة

فرنسا: تنفيذ القرار «1701» بشأن لبنان ما زال هدف الجهد الدبلوماسي

المشرق العربي مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل على هامش مؤتمر دعم لبنان (أ.ف.ب)

فرنسا: تنفيذ القرار «1701» بشأن لبنان ما زال هدف الجهد الدبلوماسي

قال وزير الخارجية الفرنسي إن مقترح بلاده مع أميركا لا يزال يشكل أساس وقف إطلاق النار بلبنان، مضيفاً أن تنفيذ قرار الأمم المتحدة «1701» لا يزال الهدف الدبلوماسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول لبنان في باريس (رويترز)

مؤتمر لبنان يجمع تعهدات بمليار دولار للمساعدات الإنسانية والدعم العسكري

قال وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، إن المؤتمر الدولي حول لبنان في باريس جمع تعهدات بمليار دولار للمساعدات الإنسانية والدعم العسكري.

«الشرق الأوسط» (باريس )
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

أولويتان ﻟ«المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية» غداً في باريس

ينعقد «المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية»، الخميس، في باريس، وتتركز أولوياته على الجانبين؛ الإنساني لمساعدة النازحين، والمالي لتعزيز الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القدس العام الماضي (أ.ب)

الخلافات الفرنسية - الإسرائيلية تتفاقم رغم سعي باريس لاحتوائها

الخلافات الفرنسية - الإسرائيلية تتفاقم رغم سعي باريس لاحتوائها وماكرون اتصل مجدداً بنتنياهو لحثه على «ضمان الحفاظ على البنية التحتية» ووقف النار في لبنان.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

ماكرون يزور المغرب أواخر أكتوبر

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى دولة المغرب من 28 أكتوبر (تشرين الأول) إلى الثلاثين منه، بدعوة من الملك محمد السادس، وفق ما أعلن القصر الملكي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

لبنان: أوامر إخلاء إسرائيلية لسكان أحياء في صور بعد غارة قتلت 7 أشخاص

TT

لبنان: أوامر إخلاء إسرائيلية لسكان أحياء في صور بعد غارة قتلت 7 أشخاص

جانب من الدمار جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة صور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة صور في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الاثنين، بسقوط سبعة قتلى جراء غارة إسرائيلية استهدفت وسط مدينة صور في جنوب لبنان، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصور للوكالة إنه رأى مبنى سكنياً منهاراً بالكامل، بينما أزال آخرون الركام الذي يتصاعد منه الدخان.

وأصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم، طلبات إخلاء جديدة لسكان أحياء في مدينة صور بجنوب لبنان، محذراً من أنه سيضرب أهدافاً لـ«حزب الله» فيها. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، تعليمات الإخلاء التي طلب فيها من السكان «الابتعاد فوراً إلى خارج المنطقة المحددة بالأحمر، والتوجه إلى شمال نهر الأولي» مرفقاً خريطة توضح المنطقة المستهدفة.

وأضاف أدرعي: «أنشطة (حزب الله) تُجبر جيش الدفاع على العمل ضده وبقوة، حيث لا ننوي المساس بكم».

وقُتل 21 شخصاً على الأقل، أمس، في غارات عدّة شنّتها إسرائيل على جنوب لبنان، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف معاقل لـ«حزب الله».

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن خمسة جنود «سقطوا في القتال»، أول من أمس، في جنوب لبنان، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البري في لبنان، في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 37 جندياً. وقال الجيش، في بيان، إنه «جرى السماح بنشر أسماء أربعة جنود سقطوا في القتال بجنوب لبنان»، موضحاً أن أربعة جنود آخرين أُصيبوا بجروح خطيرة في القتال. وأعلن، في وقت لاحق، مقتل جندي خامس في الظروف نفسها، دون أن يحدد ما إذا كان من بين الجرحى أم لا. وينتمي الجنود الخمسة؛ وجميعهم من قوات الاحتياط، إلى الكتيبة نفسها.

وقضى في لبنان ما لا يقلّ عن 1620 شخصاً جرّاء النزاع، منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق إحصاءات للوكالة تستند إلى أرقام وزارة الصحة.