واشنطن تحاول إقناع إسرائيل بإلغاء إجراءاتها ضد «الأونروا»

قانونيون حذروا من تداعيات تتضمن طرح إلغاء عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة

مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
TT

واشنطن تحاول إقناع إسرائيل بإلغاء إجراءاتها ضد «الأونروا»

مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)
مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)

تسعى الإدارة الأميركية إلى إقناع عدد من المسؤولين الإسرائيليين بضرورة وقف الإجراءات العدائية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كما تدفع حكومة نتنياهو إلى الاقتناع بأن هذه الحرب التي تديرها قد ترتد إلى نحرها، وتتخذ قرارات تؤدي إلى طرد إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن الإدارة الأميركية، التي كانت قد انجرت وراء إسرائيل، وقطعت تمويل «أونروا» في شهر مارس (آذار) الماضي، بعد اتهامها بالعداء لإسرائيل وتشجيع العنف المسلح ضدها، أجرت تحقيقات خاصة بها واطلعت على الاتهامات الإسرائيلية، ووجدت أن هذه الاتهامات غير صحيحة.

ولذلك، تراجعت واشنطن عنها وشجعت دولاً أخرى في الغرب على إلغاء عقوباتها وإعادة التمويل للمنظمة الدولية.

وكشفت مصادر إعلامية في الولايات المتحدة أن إسرائيل نفسها ما زالت تتعاون مع «أونروا»، وتعتمد عليها في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة؛ كونها الجسم الأكثر فعالية لهذا الغرض.

والتقى مسؤولون أميركيون، مؤخراً، مع مسؤولين في الكنيست والحكومة من الحكم والمعارضة في إسرائيل، لإقناعهم بأن العقوبات على «أونروا» خاطئة، ويمكنها أن تلحق ضرراً أكبر من الفوائد.

وكشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن الموضوع طرح خلال جلسة للمجلس الوزاري الأمني في حكومة نتنياهو وسمع فيها أكثر من رأي يؤكد ضرورة الانعطاف في الموقف الإسرائيلي تجاه «أونروا».

وحذر عدد من رجال القانون، في مكتب المستشارة القضائية للحكومة ووزارة القضاء، من أن الإصرار على محاربة «أونروا» غير سليم، وأنه سيورط إسرائيل سياسياً وفي علاقاتها في المجتمع الدولي، ومن ضمنها أن يطرح طلب إلغاء عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.

وينصح الأميركيون إسرائيل بوقف هذه الحرب والتعاون مع «الأونروا»، «على مواصلة تقديم الخدمات الطبية والصحية للفلسطينيين».

يذكر أن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، سيجتمع في أواسط الشهر القادم لسن قانون يحظر عمل «أونروا» في إسرائيل (والمقصود في القدس الشرقية).

ونظراً لأن المبادرين بتقديم القانون هم من الحكومة والمعارضة على السواء، فإن احتمالات تمريره وجعله قانوناً رسمياً باتت في حكم المؤكد، وتحاول واشنطن حالياً تجميد القانون وإلغاءه.


مقالات ذات صلة

العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل في أدنى نقطة مع اقتراب تعطيل عمل «أونروا»

العالم فلسطينيون يتلقون مساعدات غذائية من «أونروا» في قطاع غزة (حساب أونروا على منصة إكس)

العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل في أدنى نقطة مع اقتراب تعطيل عمل «أونروا»

وصلت العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل إلى أدنى نقطة مع اقتراب إقرار مشروع قانون في الكنيست مصمم ليجعل من المستحيل على وكالة «الأونروا» العمل في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطيني مصاب جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يتلقى العلاج بمستشفى بدير البلح (أ.ب)

قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبة لـ«الأونروا» جنوب دير البلح

قُتل فلسطينيان، وأُصيب آخرون، اليوم الأربعاء، في قصف إسرائيلي على جنوب مدينة دير البلح بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز)

الأونروا تدعو إلى هدنة «ولو لبضع ساعات» في شمال غزة

دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الثلاثاء، إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقّدون الأضرار التي لحقت ببيت لاهيا شمال قطاع غزة جرّاء القصف الإسرئيلي (أ.ف.ب)

«الناس ينتظرون الموت وحسب»... «الأونروا» تدعو لهدنة «ولو لبضع ساعات» شمال غزة

دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء، إلى هدنة مؤقتة؛ للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جواز سفر يعود لمعلم يعمل في «أونروا» عثر عليه قرب جثة زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار (الجيش الإسرائيلي)

جواز سفر عُثر عليه في مكان مقتل السنوار يُثير الجدل حول «الأونروا»

عُثر على جواز سفر يعود لمعلم يعمل في «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)» قرب جثة زعيم حركة «حماس»، يحيى السنوار بعد مقتله.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غزة... «هدنة تدريجية» على طاولة التفاوض

الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
TT

غزة... «هدنة تدريجية» على طاولة التفاوض

الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)

تبلورت ملامح مقترح مصري لإبرام ما بدا «هدنة تدريجية» في غزة، أمس (الأحد)، في وقت بدأت فيه جولة جديدة من المفاوضات بين مسؤولين من قطر وأميركا وإسرائيل في الدوحة لإحراز اتفاق لتبادل المحتجزين والسجناء، ووقف إطلاق النار.

وأفاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بأن القاهرة اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين في غزة، لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين.

وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أمس، في القاهرة، أن مصر أطلقت مبادرة لتحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين، يجري خلالهما تبادل 4 رهائن مع أسرى. وأردف: «ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع، وصولاً إلى إيقاف كامل لإطلاق النار».

واستبق وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، جولة مفاوضات الدوحة بالحديث عن أهمية تقديم «تنازلات مؤلمة» لإتمام صفقة.

وعادت مجدداً إلى الواجهة، الضغوط الداخلية لإبرام صفقة مع «حماس»، بعدما قاطع أقارب قتلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إحياء الذكرى السنوية للهجوم، وفق التقويم العبري، وصرخ بعضهم تجاه نتنياهو بعبارة: «عارٌ عليك».

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، عن شعوره بـ«الصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة» في شمال غزة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش: «إن معاناة المدنيين الفلسطينيين العالقين في شمال غزة لا تحتمل».