رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

حملها الصفدي... وطالت العلاقات الثنائية وملف اللاجئين

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
TT

رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)

في زيارة إلى دمشق لم يعلن عنها مسبقاً، حمل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رسالة «شفوية» من الملك الأردني عبد الله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ناقش مع الصفدي «التطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة»، وفق البيان الرسمي السوري، الذي أوضح أن الرسالة تتعلق بـ«مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية، إضافة لملف الأزمة في سوريا».

وأضاف البيان أن الأسد بحث مع الصفدي «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين».

وأفاد البيان بتأكيد الرئيس السوري أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو «أولوية للدولة السورية»، مشدداً على أن سوريا «قطعت شوطاً مهماً في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة».

لبنانيون وسوريون دخلوا إلى سوريا من معبر الجوسية إلى القصير الأربعاء (أ.ف.ب)

ونقل البيان عن الوزير الأردني القول إن «الأردن يبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين»، مشدداً على دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة.

ووصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، الأحد، في زيارة رسمية. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد بالصفدي في دمشق. وقالت وزارة الخارجية الأردنية عبر موقعها على «إكس»، إن الصفدي نقل رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني حول «جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وعددٍ من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة».

كما التقى الصفدي بنظيره السوري بسام الصباغ في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق.

وكان الوزير الأردني أجرى اتصالاً هاتفياً في الثالث من الشهر الجاري، مع نائب الرئيس السوري فيصل المقداد، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والتصعيد الخطير في المنطقة.

مخيم الزعتري للنازحين السوريين شمال الأردن (الأمم المتحدة)

مصادر متابعة في دمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيارة المفاجئة للوزير الأردني تشير إلى أنه جاء بمهمة تتعلق بالتصعيد الحاصل في المنطقة، و«الدور المطلوب عربياً من دمشق لتجنب توسع رقعة الحرب وإيجاد حل للاستعصاء السياسي في سوريا».

كما لفتت المصادر إلى أن الحدود السورية ـ الأردنية تمثل مصدر قلق للسلطات في الأردن كممر لتهريب المخدرات والسلاح، تُتهم بالضلوع فيه ميليشيات محلية مدعومة من إيران، حيث تسعى عمّان إلى حض دمشق على زيادة جهودها في مكافحة عمليات التهريب التي لم تتوقف رغم الضغوط، وإن تراجعت نسبياً، بحسب المصادر التي رجحت بحث الصفدي مع المسؤولين في دمشق هذا الملف على خلفية استهداف إسرائيل لطرق الإمداد والتهريب بين سوريا ولبنان وتعطيلها.

الطائرة المسيّرة التي اعترضها الجيش كانت تحمل مادة الميثامفيتامين المخدرة (أرشيفية - الجيش الأردني)

ويشار إلى أنه في السابع عشر من الشهر الجاري، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيّرة، وتعمل القوات المسلحة الأردنية بحزم وتستخدم القوة لمنع عمليات التسلل والتهريب براً، لا سيما عمليات تهريب المخدرات والسلاح القادمة من سوريا، والتي تقول السلطات الأردنية إنها باتت منظمة، وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة وبحماية مجموعات مسلحة، ما دفع عمّان إلى استخدام سلاح الجو مراراً لضرب هذه المجموعات وإسقاط طائراتها المسيّرة داخل الأراضي السورية.

ويشار إلى أن التوتر عاد إلى بلدة زاكية في ريف دمشق (22 كم جنوب العاصمة)، وسط أنباء عن ملاحقة أحد أبرز الناشطين في عمليات تهريب المخدرات والسلاح في المنطقة، وفق مصادر محلية أكدت إغلاق السلطات مداخل البلدة وفرض طوق أمني حولها، الأحد.

في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن التوتر الأمني تصاعد في زاكية على خلفية قيام دورية أمنية تابعة لحاجز الزيتي، بإطلاق النار بشكل مباشر على شابين من أهالي البلدة قبل اعتقالهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة، يوم السبت.

وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية وشباب من البلدة. ورداً على هذه التطورات، استنفرت القوات الحكومية وأرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة، بما في ذلك آليات ثقيلة، إلى أطراف البلدة، في حين وردت أنباء عن إصابات في صفوف القوات الحكومية، وسط مخاوف أهلية من تفاقم الوضع الأمني.

وأفاد «صوت العاصمة» بإغلاق الطرقات المؤدية إلى بلدة زاكية بريف دمشق إثر استهداف قائد مجموعة تتبع الفرقة الرابعة مساء السبت.


مقالات ذات صلة

هوكستين يطلق «التفاوض» بين لبنان وإسرائيل لـ«تطبيق حرفي للقرار 1701»

المشرق العربي المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في مقر الأخير (أ.ف.ب) play-circle 03:50

هوكستين يطلق «التفاوض» بين لبنان وإسرائيل لـ«تطبيق حرفي للقرار 1701»

أعلن المبعوث الأميركي آموس هوكستين صراحة أن القرار1701 الذي أنهى حرب عام 2006 «ليس كافياً اليوم لوقف الحرب» داعياً «إلى فك الارتباط بين قطاع غزة ولبنان».

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي تُظهر هذه الصورة الملتقَطة من مدينة صور في جنوب لبنان أعمدة الدخان تتصاعد بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قرى جنوب لبنان اليوم وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

«حزب الله» يعلن استهداف جنود إسرائيليين في عيتا الشعب الحدودية

أعلن «حزب الله»، اليوم (الاثنين)، استهداف جنود إسرائيليين في بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود الجيش يحاولون إخلاء مقر فندق قديم بشارع الحمرا في بيروت (إ.ب.أ)

غضب خلال محاولة الأمن إخلاء مبنى صادره نازحون في بيروت

حاولت القوى الأمنية اللبنانية إخلاء مبنى في منطقة الحمرا ببيروت من عائلات نزحت إليه من الضاحية الجنوبية؛ ما تسبب بتدافع وغضب مع رفض النازحين مغادرته.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تمثال لقاسم سليماني أمام مركز لـ«القرض الحسن» استهدفه القصف الإسرائيلي (الشرق الأوسط)

«القرض الحسن»... ما هي آلية عملها والخدمات التي تقدمها؟

تحيط بجمعية «مؤسسة القرض الحسن» الكثير من علامات الاستفهام باعتبارها جمعية مرخصة من وزارة الداخلية اللبنانية، لكنها في نفس الوقت تحولت ذراعاً مالية لـ«حزب الله»

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي امرأة تصرخ مقابل دمار هائل أحدثته غارة إسرائيلية استهدفت مقر «القرض الحسن» في الشياح بالضاحية الجنوبية (إ.ب.أ)

إسرائيل تتوغل من بلدات لا وجود فاعلاً لـ«حزب الله» فيها

تسعى القوات الإسرائيلية للتوغل من الحافة الحدودية الجنوبية إلى العمق، حيث تشهد المنطقة اشتباكات متواصلة مع مقاتلي «حزب الله»

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تنسيق مصري - قطري بشأن جهود وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري يلتقي وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية الاثنين في القاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية الاثنين في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

تنسيق مصري - قطري بشأن جهود وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية المصري يلتقي وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية الاثنين في القاهرة (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية الاثنين في القاهرة (الخارجية المصرية)

ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بقطر لولوة بنت راشد، الاثنين، في القاهرة، جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في قطاع غزة.

ورحب عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، بـ«التنسيق الوثيق بين البلدين بشأن الأزمة في غزة»، مع التأكيد على «الدعم الراسخ للقضية الفلسطينية وصولاً إلى حل شامل وعادل للقضية يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة».

وأشاد الوزير المصري بالدعم القطري المتواصل لوكالة «الأونروا»، مشيراً إلى أن توقُف تدفُق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح «أمر نابع من السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر، مما حال دون عمل مُنظمات الإغاثة الإنسانية ووكالات الأمم المُتحدة داخل المعبر».

مباحثات مصرية - قطرية موسعة برئاسة بدر عبد العاطي ولولوة بنت راشد (الخارجية المصرية)

وأكد حرص مصر على أمن وسيادة لبنان، ورفضها التام للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مشيراً إلى خطورة أزمة النازحين المتفاقمة، وأهمية العمل المشترك للمساعدة في إنهائها واحتوائها، بما في ذلك من خلال تكثيف المساعدات الإنسانية الموجهة للشعب اللبناني.

وفي جانب آخر، أشاد الوزير المصري بالنقلة النوعية التي تشهدها العلاقات بين مصر وقطر، على كافة المستويات، مرحباً برغبة الجانب القطري في استطلاع الفرص الاستثمارية بمصر في عدد من القطاعات، ومنها قطاع الطاقة، والاتصالات، ومجال الصناعات الزراعية والغذائية، وفرص الاستثمار العقاري.

وأكد حرص مصر على دورية انعقاد كافة الآليات التشاورية بين الجانبين، وضرورة البناء على نتائج الدورة الخامسة للجنة المشتركة التي عقدت بالدوحة في مارس (آذار) الماضي.

وعلى صعيد متصل بالتوترات الأمنية في المنطقة، استقبل عبد العاطي في القاهرة، الاثنين، هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، حيث شدد على أهمية ضمان سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وارتباط ذلك بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، مستعرضاً تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة التوترات بالبحر الأحمر.

وطالب الوزير المصري بضرورة تبني مقاربة شاملة لخفض التصعيد في المنطقة، تبدأ بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والضغط بقوة من جانب الأطراف الدولية الفاعلة من أجل التوصل إلى تسوية نهائية وقابلة للتنفيذ للأزمة في اليمن.

وأكد أيضاً أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني الشقيق، وتوفير الدعم اللازم لتمويل برامج الأمم المتحدة للإغاثة في اليمن.

عبد العاطي يستقبل هانس جروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن (الخارجية المصرية)

وشدد الوزير المصري على دعم بلاده لوحدة الدولة اليمنية وسلامة أراضيها، واستقلال مؤسساتها، منوهاً لما يمثله أمن واستقرار اليمن من أهمية للأمن القومي المصري ومنطقة البحر الأحمر.

وكان عبد العاطي، تلقى صباح الاثنين، اتصالاً هاتفياً من ماريا مالمر ستينرجارد وزيرة خارجية السويد، تناول تطورات الشرق الأوسط.

وبحسب بيان للخارجية المصرية، فإن عبد العاطي أدان «التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والتسبب في كارثة إنسانية في القطاع ولبنان».

وشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية من دون شروط، كما أشاد بالدور الإنساني المهم الذي تلعبه السويد في دعم وكالة «أونروا»، معرباً عن استنكاره الشديد للمساعي الإسرائيلية لتقويض عمل الوكالة.