مطالبة واسعة في إسرائيل لاستغلال غياب السنوار بإبرام صفقة تبادل

قادة الأجهزة الأمنية والمعارضة السياسية وعائلات الرهائن تدعو نتنياهو لعدم تفويت هذه الفرصة

السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
TT

مطالبة واسعة في إسرائيل لاستغلال غياب السنوار بإبرام صفقة تبادل

السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)
السنوار وسط متظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل في 20 أبريل 2018 (أ.ب)

اتسعت المطالبات في إسرائيل باستغلال غياب رئيس حركة «حماس» يحيى السنوار، لتكثيف الجهود لأجل إنجاح صفقة تبادل الأسرى، التي يتم بموجبها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من أسر «حماس» مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وأجمعت أجهزة الأمن الإسرائيلية وأحزاب المعارضة والصحف وعائلات الرهائن على أن اغتيال السنوار خلق فرصة ثمينة لا يجوز إضاعتها لإنجاح الصفقة، وطالبت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالتوجه المخلص إلى المفاوضات بشأنها، سوياً مع الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين. وبدأت هذه الجهود فور الإعلان رسمياً عن اغتيال السنوار، مساء الخميس، حيث طلب فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس «الموساد» دافيد بارنياع، ومعه رئيس الشاباك (المخابرات العامة)، رونين بار، وممثل الجيش الجنرال نتسان إلون، الاجتماع مع نتنياهو وأبلغوه أن لديهم معلومات تؤكد أن هذا هو أفضل وقت للتوصل إلى صفقة مع «حماس»، وأن مثل هذه الفرصة في الظروف الناشئة لن تعود بسهولة. وقد تبنّى وجهة النظر هذه جميع قادة أحزاب المعارضة، تقريباً: يائير لبيد وبيني غانتس وغادي آيزنكوت ويئير غولان.

جنود إسرائيليون في رفح جنوب القطاع الجمعة (أ.ف.ب)

وخرجت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية بمقالات ولقاءات مع خبراء يؤكدون هذا التوجه، بما في ذلك بعض صحف اليمين. فكتبت «جيروزلم بوست»، اليمينية، أن «قتل السنوار يسجل كصورة انتصار كبير، كونه صاحب المذبحة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فقد تمت تصفية الحساب على أكمل وجه. وآن أوان الانتقال إلى الاستثمار». وكتب كبير المحللين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، قائلاً إن اغتيال السنوار واغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله «يستحقان تسجيلهما على أنهما ذروة الحرب. كما تمت تصفية معظم طبقة القيادة الثانية في كلتا المنظمتين. ولن يكون هناك مرشحون آخرون للتصفية. وتم تفكيك قدرات (حماس) العسكرية، وفقد (حزب الله) جزءاً كبيراً من قدراته القيادية والسيطرة. وثمة شكّ في إنجازات أكبر من هذه في المستقبل. والاستنتاج هو أن هذه هي النقطة الصحيحة لبدء عملية دبلوماسية. ولدى إسرائيل ما يمكن أن تقدمه: إنهاء الحرب في كلتا الجبهتين. ولديها ما ستحصل عليه: إعادة المخطوفين، نزع سلاح غزة، غياب (حماس) كقوة عسكرية وسلطوية، نزع السلاح في جنوب لبنان من قوات (حزب الله)، استئناف القرار 1701، استبدال يونيفيل بقوات أقوى، تأييد دولي لحقّ إسرائيل في توغل عسكري في غزة وجنوب لبنان إذا خُرقت الاتفاقيات».

أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» يتظاهرون للمطالبة بالعمل على إطلاقهم فوراً في تل أبيب الخميس (رويترز)

وأضاف برنياع: «يوجد في قيادة الجيش الإسرائيلي تأييد واسع للسعي إلى إنهاء الحرب. وهي تأخذ بالحسبان أيضاً الثمن الباهظ الذي يوجبه القتال المتواصل بسقوط قتلى وجرحى إسرائيليين يومياً، وبضائقة الجيش في الموارد وتعلقه بإمدادات الذخيرة الأميركية». وأكد أن «القرار موجود بأيدي شخص واحد: بنيامين نتنياهو. والسؤال هو: إلى أين يريد التوجه الآن؟ هل يريد تحويل الإنجاز إلى اتفاقيات أم أنه يسعى إلى مواصلة الحرب في إحدى الجبهتين أو كلتيهما؟ وقد تحدث عن إعادة المخطوفين، وكذلك عن استمرار الحرب رغم أنهما متناقضان». وفي الصحيفة نفسها، كتب محلل الشؤون الاستخباراتية، رونين بيرغمان، وهو معلق الشؤون الإسرائيلية أيضاً في «نيويورك تايمز»، أن الاعتقاد لدى مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن احتمالات اتفاق تبادل أسرى بعد اغتيال السنوار، هو أن «زعيماً جديداً لـ(حماس)، في الداخل أو الخارج، لن يتمكن من الموافقة، وبالتأكيد في المرحلة الأولى، على أقل مما وافق عليه السنوار». وأضاف أن «مسألة أخرى تقلق جداً رؤساء جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن موت القائد من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى تفكك سيطرة معينة في المنظمة، أو إلى أن تقرر الخلايا التي تحرس المخطوفين العمل وفق مشيئتها، وربما الانتقام من المخطوفين». وأشار بيرغمان إلى أنه ليس جميع الأسرى الإسرائيليين موجودين لدى «حماس»، وأن قسماً منهم بأيدي «حركة الجهاد الإسلامي» أو جهات مختلفة، «وعدم التوقيع فوراً على اتفاق وعدم دخول جهة بمقدورها السيطرة بشكل كبير إلى غزة، حتى لو كان هذا الأمر بالاشتراك مع (حماس)، من شأنه أن يؤدي إلى وجود عشرات (رون أراد)، وهو مساعد الطيار الذي اختفى خلال صراعات على السيطرة بين منظمات في لبنان».

السنوار يلقي كلمة بمناسبة يوم القدس في غزة في 30 مايو 2019 (أ.ف.ب)

وعدّ المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أنه «بغياب السنوار لا يوجد عنوان في غزة ولا في قطر. ويتعين على إسرائيل أن تبحث عن عنوان بديل في غزة أو قطر أو في أي مكان في العالم، وأن تكون أفكارها مبتكرة وسخية أيضاً بهدف التوصل إلى حل سريع للمشكلة الأكبر والأكثر إيلاماً». وأضاف أنه «حتى الأمس، كان بإمكان إسرائيل الادعاء أنها تواصل الحرب من أجل مطاردة السنوار، لكن الوضع تغير الآن. ورغم أن مقاتلي (حماس) سيبقون في غزة، لكن بالإمكان دفع حل أوسع يضع بديلاً سلطوياً واضحاً بغياب السنوار». ولكن أصحاب هذا الرأي يخشون من ردود فعل نتنياهو. وقال مسؤول أمني: «للأسف، أخشى أن تفعل الحكومة الإسرائيلية العكس تماماً. فتصريحات نتنياهو تجعلهم يشعرون بأن إسرائيل لا تعتزم التوصل إلى أي صفقة، وأن هذا وقت تشديد المواقف، وأن نتنياهو يرصد الأجواء ويعقد مداولات بادعاء تناول الموضوع، لكنه سيقول، مثلما فعل في الماضي عندما أراد المماطلة: «لا تعودوا إلى خطط سابقة، لماذا ينبغي الآن تعزيز قوتهم، بل ينبغي إضعاف موقفهم لأننا على موجة الانتصار. لكن الرغبة في هزيمة (حماس)، وركوب الموجة، وإقامة نظام جديد كما هو اسم العملية العسكرية (حرب الانبعاث) هو ما يشلّنا. وهذا لن يقود إلى صفقة».


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

المشرق العربي تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها؛ لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

تقف يومياً ولساعات طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة خبز» واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: أميركا حذرت إسرائيل من تصاعد العنف بعد قرار وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين

ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
TT

تقرير: أميركا حذرت إسرائيل من تصاعد العنف بعد قرار وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين

ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)
ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)

وأكد الموقع أن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، بإيقاف الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية سيزيد التوتر بين إدارة بايدن وإسرائيل.

ونقل الموقع عن مسؤولَين أميركيَين اثنين قولهما إن إدارة بايدن تتوقَّع من إسرائيل تنفيذ القانون ضد اليهود والفلسطينيين بشكل متساوٍ في الضفة الغربية.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد نقلت عن كاتس قوله إن المستوطنات في الضفة الغربية «تتعرض لتهديدات خطيرة من الفلسطينيين وعقوبات دولية غير مبررة، ولذلك ليس من المناسب أن تتخذ دولة إسرائيل هذا الإجراء بحق المستوطنين».