القصف على لبنان يتواصل... و«حزب الله» يستهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين بمزارع شبعا

انفجارات هائلة في قرية محيبيب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
انفجارات هائلة في قرية محيبيب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

القصف على لبنان يتواصل... و«حزب الله» يستهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين بمزارع شبعا

انفجارات هائلة في قرية محيبيب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
انفجارات هائلة في قرية محيبيب جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أنه استهدف، صباح اليوم (الخميس)، تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي بمنطقة السدانة في مزارع شبعا اللبنانية.

كما استهدف بعيد منتصف ليل أمس دبابة «ميركافا» في مرتفع اللبونة، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدف دبابة «ميركافا» ثانية فجراً في مرتفع اللبونة، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

أيضاً استهدف «الحزب» مساء أمس مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية.

وصباحاً، دوّت صفارات الإنذار في حيفا وعكا ومناطق واسعة من الجليل الأعلى شمال إسرائيل، وفق «وكالة الأنباء المركزية».

دخان أسود يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

ورُصد إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا وخليجها وعكا ومحيطها.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بـ«مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 15 آخرين في معارك بجنوب لبنان».

إلى ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع والجنوب. واستهدفت غارة محيط مدينة صور في جنوب لبنان، بعد وقت قصير من إنذار إسرائيلي بإخلاء مبنى ومحيطه في منطقة الحوش. وأظهرت مشاهد سحابة دخان ضخمة تصاعدت من الموقع المستهدف في الحوش.

كما استهدفت غارة إسرائيلية، صباح اليوم، أطراف بلدة عنقون بقضاء صيدا في الجنوب.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد أغارت، عند منتصف الليل، على محيط «مركز الهيئة الصحية» في حي البيدر ببلدة حبوش.

وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، بشكل عنيف ومتواصل، سهل مرجعيون والخيام، واستهدف بغارتين عنيفتين بلدة كفركلا باتجاه تل نحاس.

كما أغار الجيش الإسرائيلي على طيردبا وزفتا ومجدل زون وأطراف قبريخا والحوش والبساتين وكفرحمام، وما بين عين بعال والبازورية وقدموس والسلطانية.

وصعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بعد منتصف الليل حتى الصباح على قرى قضاءَي صور وبنت جبيل، حيث أغار طيرانه على بلدات عيتا الشعب، وأرزون، وشحور، ومعركة، وطورا، وحانين، والحوش، ومنطقة قدموس، وفرون، وسط تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي والمسّير والحربي فوق القضاءين، مطلقاً القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

وفجراً، تعرّض جبل اللبونة وأطراف بلدة الناقورة للقصف، الذي تكرر على المناطق نفسها بعد أقل من ساعة.

كما تعرضت عند منتصف الليل حتى ساعات الفجر الأولى بلدات عيتا الشعب، وراميا، والقوزح، ودبل، وبيت ليف، لقصف مدفعي مباشر ونيران أسلحة ثقيلة مشطت الأودية والأحراج المحيطة بالبلدات المذكورة.

وجدد الجيش الإسرائيلي القصف المدفعي في نحو الرابعة والنصف فجراً على أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب في القطاع الأوسط.

وفي محور راميا - القوزح - دبل، تصدى «حزب الله» لمحاولة دخول جنود الجيش الإسرائيلي، وأوقعهم بين قتيل وجريح، وشوهدت المروحيات تدخل إلى مكان الاشتباك لنقلهم.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يعمد قبل محاولات دخوله إلى تكثيف القصف المدفعي وإقامة حزام ناري، مما يؤدي إلى حرق الأشجار وتدمير المنازل. كما شوهدت النار فجراً تشتعل بإحدى آلياته في تلة جبل اللبونة قرب الناقورة.

وفي البقاع، أفيد بـ3 غارات إسرائيلية استهدفت ليلاً معابر حدودية في القصر وجرماش والحرف بقضاء الهرمل. كما شن الجيش الإسرائيلي غارة على محيط بعلبك. كذلك استهدف مزرعة ببلدة إيعات ومعمل لبن في سهل بلدة عدوس.


مقالات ذات صلة

إنذارات الإخلاء الإسرائيلية تربك البلدات اللبنانية والنازحين إليها

المشرق العربي دمار كبير في مدينة النبطية جنوب لبنان غداة غارات إسرائيلية استهدفتها (أ.ف.ب)

إنذارات الإخلاء الإسرائيلية تربك البلدات اللبنانية والنازحين إليها

أربكت الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء مناطق واسعة في جبل لبنان وجنوبه وشرقه الساحة اللبنانية، وذلك في إجراء لافت دشّنته القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي حجم النيران التي اندلعت  في أعقاب الغارة الإسرائيلية على مستودع صواريخ لـ«حزب الله» في اللاذقية (المرصد السوري)

اتساع رقعة الاستياء السوري من وجود إيران وميليشياتها

يتصاعد الاستياء الشعبي السوري من الوجود الإيراني، وتتسع رقعته مع اتساع رقعة التوغل والقصف الإسرائيلي الذي طال فجر الخميس اللاذقية للمرة الثانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر أمنية قرب مبنى تتواجد فيه السفارة النرويجية في وسط بيروت (رويترز)

إنذارات كاذبة تخلي مرافق حكومية ودبلوماسية في لبنان

أثارت إنذارات كاذبة بالإخلاء، بلبلة على الساحة اللبنانية، بموازاة الإنذارات التي يصدرها الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازل وأبنية في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا السيسي خلال استقبال خوسيه مانويل ألباريس في القاهرة (الرئاسة المصرية)

مصر وإسبانيا تدعوان إلى «تهدئة شاملة» في غزة ولبنان

دعت مصر وإسبانيا إلى «تهدئة شاملة» في غزة ولبنان، وزيادة الجهود الدولية خلال المرحلة الحالية لوقف التصعيد لمنع استمرار التدهور في الأوضاع الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي نازحون يعبرون الحدود من لبنان إلى سوريا (أ.ف.ب)

قطع المعبر الحدودي الرئيسي بين سوريا ولبنان يفاقم مشقّات السوريين

تكبّدت ريم للمجيء براً من سوريا إلى لبنان كلفة نقل فاقت تذكرة سفرها جواً من بيروت إلى أثينا بعدما أدت غارات إسرائيلية إلى قطع المعبر الحدودي الرئيسي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اتساع رقعة الاستياء السوري من وجود إيران وميليشياتها

متداولة من مناطق سكنية في اللاذقية وفي الخلفية تبدو النيران في أعقاب القصف الإسرائيلي على مخزن أسلحة لـ«حزب الله»
متداولة من مناطق سكنية في اللاذقية وفي الخلفية تبدو النيران في أعقاب القصف الإسرائيلي على مخزن أسلحة لـ«حزب الله»
TT

اتساع رقعة الاستياء السوري من وجود إيران وميليشياتها

متداولة من مناطق سكنية في اللاذقية وفي الخلفية تبدو النيران في أعقاب القصف الإسرائيلي على مخزن أسلحة لـ«حزب الله»
متداولة من مناطق سكنية في اللاذقية وفي الخلفية تبدو النيران في أعقاب القصف الإسرائيلي على مخزن أسلحة لـ«حزب الله»

بعد أن باتت الأراضي الواقعة تحت نفوذ الحكومة السورية، جزءاً من الحرب الإسرائيلية التي تُشن على لبنان، بسبب الوجود العسكري لإيران و«حزب الله» فيها، يتصاعد الاستياء الشعبي السوري من هذا الوجود، وتتسع رقعته مع اتساع رقعة التوغل والقصف الإسرائيلي الذي طال، فجر الخميس، مدينة اللاذقية على الساحل السوري للمرة الثانية في غضون أقل من أسبوعين.

طالب جامعي يسكن المدينة الجامعية، وصف صوت الانفجارات التي نجمت عن القصف بـ«القوية جداً لدرجة أننا شعرنا بأن المدينة بأكملها رجت، وأن الأبنية ستنهار». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حالة الرعب يصعب وصفها، أصابت الشباب والنساء وكبار السن والأطفال، جراء الضربة ونيرانها التي أضاءت ليل المدينة بأكملها».

وعلق الشاب على ما ذكر في الأخبار أن الضربة استهدفت مخازن أسلحة وذخيرة، بقوله «للأسف بلدنا صارت ساحة مفتوحة لإيران و(حزب الله)، ونحن ندفع الثمن من حياتنا، نتمنى أن يفهموا أننا تعبنا جداً من وجودهم».

أعلام سوريا و«حزب الله» في القصير خلال يونيو 2013 (أ.ف.ب)

ناشطون على مواقع التواصل، أشاروا إلى أن ما يحصل في لبنان وسوريا، دليل على أن إسرائيل تعرف كل شيء، إن كان مستودعات أسلحة لإيران و«حزب الله» أو أبنية يقطنون فيها، «دبة النملة يعرفونها» بحسب أحد التعليقات. وذكر آخر: «لماذا تخزين الأسلحة وتأجير الشقق لهم... معقول كل يوم نأكل رعبة بكل المحافظات ويموت مدنيين».

النيران التي تسببت بها الغارة الإسرائيلية على مستودع صواريخ لـ«حزب الله» في اللاذقية (المرصد السوري)

رسمياً، قال مصدر عسكري سوري في تصريح: إنه «نحو الساعة 2:50 فجر اليوم الخميس، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط مستهدفاً إحدى النقاط قرب مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي».

وأوضح المصدر وفق وكالة (سانا) أن العدوان أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات الخاصة المحيطة، بينما ذكر التلفزيون السوري أن الدفاعات الجوية «تصدت لأهداف معادية» في أجواء اللاذقية.

من جانبه، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» في منطقة اليهودية على الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة اللاذقية، مشيراً إلى دوي انفجارات عنيفة وحرائق استمرت لعدة ساعات.

وأوضح أن سيارات الإسعاف نقلت شخصين لم يُعلم ما إذا كانا مدنيين أو عسكريين، في حين تعرض عدد من المنازل والسيارات لأضرار مادية كبيرة، موضحاً أن الغارات تسببت بحالة ذعر كبيرة بين المدنيين.

وفي وقت لاحق، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في لقاء متلفز، أن الضربة استهـدفت مستودعاً للصـواريخ تابع لـ«حزب الله»، جرى تدميره بالكامل. وأن المستودع ليس بعيداً عن ميناء صغير تحت إشراف إيران، وعن مطار «حميميم» الذي يبعد نحو 15 كيلومتراً عن الموقع المستهدف.

صور انتشرت فجر 3 أكتوبر تظهر حصول انفجارات في مطار حميميم

وأضاف: «لا نعلم ما إذا كانت هذه الأسلحة قد جاءت عن طريق البحر، أم عبر مطار حميميم الذي تم استهـداف مستودع صــواريخ لـ(حزب الله) في محيطه في الخامس من الشهر الحالي».

الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اللاذقية والاستياء الشعبي من الوجود العسكري لإيران و«حزب الله» هناك، يتزامن مع استياء شعبي مماثل في القرى الواقعة في القطاع الشمالي من محافظة القنيطرة والمحاذية لخط فك الاشتباك مع إسرائيل، حيث يسود قلق كبير أوساط الأهالي من مواصلة إسرائيل استباحتها لأراضيهم الزراعية «الواقعة في المنطقة العازلة» وتجريفها لجزء كبير منها بحجة منع مسلحين من «حزب الله» وميليشيات إيران من التسلل إلى الجولان المحتل، وذلك وسط تزايد احتمالات توسع الحرب التي تشنها إسرائيل ضد «حزب الله» في لبنان، لتشمل سوريا، ومحاولة دمشق تجنب هذه الحرب.

أرشيفية لمدينة القنيطرة في الجولان السوري

مواطن من أهالي قرية جباثا الخشب تحدث عن قلق كبير لدى الأهالي من التوغل الإسرائيلي في أراضيهم الزراعية الواقعة في المنطقة العازلة المحاذية لخط فك الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية، لافتاً إلى أن هذه العمليات باتت تحصل بشكل يومي في كثير من القرى.

وقال المزارع لـ«الشرق الأوسط»: «إسرائيل تستبيح أراضينا وتجرفها بحجة أنها تريد بناء حاجز أمني لمنع تسلل مسلحي إيران و(حزب الله) إلى الجولان» المحتل. وأضاف «نحن لا نرى مسلحي إيران ولا مسلحي (حزب الله) ولا نعرف أين هم موجودون، وإن كانوا موجودين فليرحلوا عنا، فقد اكتوينا كثيراً بنار الحرب، ومن يريد القتال فليذهب إلى بلده ويقاتل من أرضه».

مزارع من قرية طرنجة قال: «أهالي القرية باتوا يخشون الذهاب إلى أراضيهم الزراعية في المنطقة العازلة خشية إطلاق النار عليهم من قبل الإسرائيليين»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجنود الإسرائيليين «يتواجدون بكثافة على الحدود كأنهم يريدون احتلال أراضينا وكل ذلك بحجة (وجود) إيران و(حزب الله)».

من جانبه، يرى طالب جامعي من أهالي قرى القطاع الشمالي في القنيطرة أن إيران هي السبب بالتوتر الحاصل في معظم البؤر الساخنة في المنطقة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التوتر في لبنان هم سببه، وفي اليمن أيضاً ما يحصل سببه إيران، وقبل ذلك العراق، وحالياً في سوريا تريد إيران تدمير ما لم تدمره الحرب» المستمرة منذ أكثر من 13 عاماً.