المجازر تعود إلى قانا بجنوب لبنان... 3 قتلى وأكثر من 50 جريحاً في غارة إسرائيلية

TT

المجازر تعود إلى قانا بجنوب لبنان... 3 قتلى وأكثر من 50 جريحاً في غارة إسرائيلية

عمال إنقاذ يحملون رفات أشخاص بموقع تعرض لغارات جوية إسرائيلية في بلدة قانا جنوب لبنان (أ.ب)
عمال إنقاذ يحملون رفات أشخاص بموقع تعرض لغارات جوية إسرائيلية في بلدة قانا جنوب لبنان (أ.ب)

قتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 54 بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة قانا جنوب لبنان، كما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الأربعاء، فيما أظهرت صور من «وكالة الصحافة الفرنسية» دماراً كبيراً في البلدة التي شكّلت مسرحاً لغارات دامية شنّتها إسرائيل في عقود سابقة.

وبعد ساعات طويلة من الغارات المتتالية على البلدة، كانت سيارات الإسعاف لا تزال تنقل القتلى والجرحى، الأربعاء، من بين أكوام ركام مبانٍ سُوّيت بالأرض في البلدة الواقعة بقضاء صور.

سيارة تحت الأنقاض بموقع غارة إسرائيلية في قانا (رويترز)

وبينما تصاعدت سحب دخان طفيفة، انكب رجال الإنقاذ على رفع الأكوام الكبيرة من الأنقاض، التي ظهرت من بينها صور عائلات وأحذية أطفال. وعلى مقربة، جرافة وحيدة ترفع الحطام.

من موقع الغارات، قال محمد إبراهيم، من «جمعية الرسالة للإسعاف» التابعة لـ«حركة أمل» حليفة «حزب الله»، إن «أكثر من 15 مبنى دُمّرت بالكامل. لقد لحق دمار شامل بحي بأكمله في بلدة قانا»، مضيفاً أن المسعفين رفعوا جثمانين وأشلاء من المكان.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن «الغارات المتتالية للعدو الإسرائيلي» ليل الثلاثاء على بلدة قانا أدت «إلى استشهاد 3 أشخاص وإصابة 54 بجروح».

رجل إنقاذ في موقع تضرر بسبب غارة إسرائيلية على قانا (رويترز)

ويرجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير مع استمرار أعمال رفع الأنقاض، وفق رئيس «اتحاد بلديات صور»، حسن دبوق، لا سيما أن «معدات إزالة الأنقاض غير متوفرة كثيراً».

وقال دبوق إن ما وقع «مجزرة. ما زالوا يرفعون الأنقاض حتى الآن»، مضيفاً أن الغارات استهدفت «ساحة القرية (...) كان فيها نازحون من قرية جبال البطم» المجاورة.

وأكد متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، من جهته، أن الجيش «شنّ غارة خلال الليل على قانا» دون تفاصيل إضافية، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أصدر تحذيراً الأحد لسكان مجموعة من القرى، من بينها قانا، لإخلاء منازلهم والاتجاه شمالاً.

وأعادت الغارة إلى الأذهان معاناة مماثلة عاشتها البلدة في صيف عام 2006 حين خاض «حزب الله» وإسرائيل حرباً مدمرة، فقد قتل فيها العشرات؛ بينهم عدد كبير من الأطفال، بغارة إسرائيلية.

وقبل ذلك بـ10 سنوات، قتل 105 مدنيين في غارات إسرائيلية استهدفت مقراً للأمم المتحدة في قانا كانوا لجأوا إليه؛ مما أثار تنديداً واسعاً في العالم.

وصعّدت إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي من وتيرة غاراتها على لبنان، مستهدفة بشكل رئيسي معاقل «حزب الله» في جنوب لبنان وشرقه، إضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

مبانٍ متضررة بسبب غارة إسرائيلية على بلدة قانا جنوب لبنان (إ.ب.أ)

وقُتل منذ ذاك الحين 1356 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق حصيلة من «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات رسمية. وأحصت السلطات فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم على وقع التصعيد.

وفتح «حزب الله» جبهة «إسناد» لغزة منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة «حماس» عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل في 30 سبتمبر الماضي بدء عمليات برية «محدودة» في جنوب لبنان.


مقالات ذات صلة

لبنان: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 2367 قتيلاً وأكثر من 11 ألف جريح

المشرق العربي أشخاص يحملون نعوش الضحايا الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية على بلدة عيتو في شمال لبنان (إ.ب.أ)

لبنان: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 2367 قتيلاً وأكثر من 11 ألف جريح

ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى ألفين و367 قتيلاً و11 ألفاً و88 جريحاً منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مركبات تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) تسير في مرجعيون بالقرب من الحدود مع إسرائيل (رويترز) play-circle 05:30

دبابة إسرائيلية تطلق النار على برج مراقبة لـ«يونيفيل» بجنوب لبنان

أعلنت «اليونيفيل» أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة على برج مراقبة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، مما ألحق أضراراً به.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أضرار القصف الإسرائيلي على النبطية (رويترز)

غارة إسرائيلية تصيب متطوعَين من الصليب الأحمر بجنوب لبنان

أصيب متطوعان من الصليب الأحمر اللبناني، اليوم (الأربعاء)، إثر هجوم إسرائيلي جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد أعمدة الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تنديد أممي بـ«الهجوم المدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان

ندّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان، الأربعاء، بـ«هجوم مدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان، خلال اجتماع لفريق الإغاثة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تدعو إلى «وقف الهجمات» على المرافق الصحية في لبنان (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تدعو إلى «وقف الهجمات» على المرافق الصحية في لبنان

دعت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء إلى «وقف الهجمات» على المرافق الصحية في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مسؤول في «حماس»: لا نهاية للصراع في الشرق الأوسط دون حل قضية غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول في «حماس»: لا نهاية للصراع في الشرق الأوسط دون حل قضية غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

قال المسؤول الكبير في حركة «حماس»، باسم نعيم، اليوم (الأربعاء)، إنه لا نهاية للصراع المتنامي بوتيرة سريعة في الشرق الأوسط، الذي امتد إلى لبنان وخارجه، دون حل الأزمة الجذرية في غزة، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

ومع دخول حرب غزة عامها الثاني، اشتعل القتال في جنوب لبنان، حيث تشتبك القوات الإسرائيلية برياً في الوقت الراهن مع مسلحي «حزب الله» المدعوم من إيران، وهو ما يثير مخاوف من تحول الاشتباكات إلى صراع شامل مع طهران.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف القتال بينما ينصب التركيز الآن على هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، رداً على الهجوم الصاروخي الثاني لها على إسرائيل، قبل أكثر من أسبوعين.

وقال نعيم: «المسألة معقدة ومتشابكة للغاية بالنسبة للجبهتين. فليس من السهل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو إيجاد حل دائم لهذا الصراع (اللبناني) دون حل الصراع الأصلي في غزة».

وتؤكد تصريحات باسم نعيم مدى صعوبة وقف الحرب التي تضم أيضاً جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، وتنذر الآن بانجرار الولايات المتحدة، التي أرسلت هذا الأسبوع بطارية دفاع صاروخي إلى إسرائيل.

واشتعل فتيل حرب غزة بعد هجوم شنه مسلحو «حماس» على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أسفر، حسب إحصاءات إسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 آخرين في غزة. وتقول السلطات في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي جاءت رداً على ذلك، قتلت ما يربو على 42 ألف شخص، ودمرت جزءاً كبيراً من القطاع، وأجبرت معظم سكانه على النزوح. وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حركة «حماس» كقوة عسكرية وحاكمة في غزة.

«لا هدوء» حتى مع وقف إطلاق النار

بدأ «حزب الله» مؤخراً في التحدث عن وقف محتمل لإطلاق النار في لبنان، لكن نعيم قال إن هذا لن يحل الصراع الممتد على جبهات أخرى في الشرق الأوسط. وأضاف: «حتى لو توصلوا إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، فلن تهدأ المنطقة (لأنهم) لا يناقشون حل المسائل كافة سواء المتعلقة بلبنان أو بفلسطين».

ولم تسفر الجهود التي توسطت فيها قطر ومصر للاتفاق على وقف لإطلاق النار وإعادة الرهائن الإسرائيليين عن شيء، فيما تتبادل إسرائيل و«حماس» اللوم على تعثر المحادثات.

وقال نعيم إن الوسطاء «محبطون» جراء توسع رقعة الصراع خارج حدود غزة، ملقياً باللوم مجدداً في فشل المحادثات على إسرائيل.

وأضاف: «لا يمكننا أن نبدأ ببساطة في التفاوض على شروط جديدة وضعها (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو».

وتوعدت إسرائيل بتفكيك القدرات العسكرية لـ«حماس»، وكذلك سلطتها في إدارة قطاع غزة، لكن لا يلوح في الأفق نهاية قريبة لحملتها العسكرية في القطاع، بعدما شنَّت هجوماً ضخماً في الجزء الشمالي من غزة قبل أسبوعين.

ووصف نعيم أحدث هجوم إسرائيلي على شمال غزة بأنه «حصار خانق وشديد»، على عكس غيره من الهجمات.

وقال إنه «أكثر وحشية وعدوانية من (العمليات السابقة)؛ فهو استهدف بشكل مباشر منازل سكنية مدنية».

وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت عشرات من مسلحي «حماس»، في الأيام القليلة الماضية، خلال عمليتها العسكرية، بينما يزداد القلق الدولي بشأن الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون. وقد طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بضمان إدخال مزيد من المساعدات.

ومع ذلك، أشار نعيم إلى أن دعوات الولايات المتحدة لا تتماشى مع دعمها التام لإسرائيل.

وقال: «كيف يمكن فهم أنه في الوقت الذي يدعو فيه الأميركيون إلى مزيد من المساعدات والإغاثة الإنسانية، يرسلون مليارات الدولارات... ومواد متفجرة وأسلحة، ويستخدمون حق النقض (الفيتو) في كل مرة بمجلس الأمن الدولي لعرقلة الإرادة الدولية؟».