دمشق... اهتمام بالنازحين اللبنانيين على حساب العائدين السوريين

عيادة متنقلة تستقبل الواصلين عبر الحدود مع لبنان
عيادة متنقلة تستقبل الواصلين عبر الحدود مع لبنان
TT

دمشق... اهتمام بالنازحين اللبنانيين على حساب العائدين السوريين

عيادة متنقلة تستقبل الواصلين عبر الحدود مع لبنان
عيادة متنقلة تستقبل الواصلين عبر الحدود مع لبنان

تولي الحكومة السورية اهتماماً كبيراً لتقديم الاستجابة السريعة للنازحين اللبنانيين، مع استنفار إيران جهودها لمساعدتهم، على حين يندر الحديث عن اهتمام يطال السوريين العائدين، رغم أن أعدادهم تتجاوز ضعفي عدد النازحين اللبنانيين، وأوضاعهم الصعبة، مثل بيوتهم التي لا يمكن العودة إليها بعد تعرُّض الأبنية للدمار أثناء الأزمة السورية، أو استيلاء نازحين آخرين عليها في السنوات الأخيرة.

وتفيد مصادر «الشرق الأوسط»، بأن أعداداً كبيرة من العائلات اللبنانية الوافدة إلى العاصمة السورية توجهت إلى منطقة السيدة زينب، معقل ميليشيات إيران و«حزب الله»، جنوب دمشق.

منطقة السيدة زينب في دمشق وجهة كثير من اللبنانيين النازحين إلى سوريا (رويترز)

وتابعت المصادر: «أحوالهم المادية جيدة. هم ليسوا بحاجة لمساعدات. لقد أقام أغلبيتهم في فنادق، وقلَّة منهم في شقق يمتلكها نافذون في الميليشيات، وآخرون عند معارف لهم».

استقبال النازحين من لبنان في مأوى مؤقت للأمم المتحدة بسوريا (مفوضية اللاجئين - حساب «إكس»)

في حين ذكرت مصادر أهلية أخرى أن أعداداً قليلة منهم استأجروا شققاً سكنية في دمشق ومحيطها، مع توجُّه عدد بسيط للإقامة في مراكز الإيواء.

أما في محافظة حمص الواقعة وسط البلاد، فقد ذكرت مصادر أهلية هناك أن أعداداً كبيرة من النازحين اللبنانيين توجهوا إليها. وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «تم استقبالهم رسمياً بحفاوة كبيرة، ومنهم مَن استقر في بيوت داخل قرى ينتشر فيها عناصر (حزب الله)، مثل منطقة القصير، وآخرون توجهوا إلى مدينة حمص وأقاموا في فنادق، على أمل أن تكون العودة قريبة إلى لبنان، بينما استقرت بعض العائلات في بيوت أقارب لها في المنطقة، وأخرى أعدادها بسيطة استقرت في مراكز الإيواء».

تسهيلات وخدمات عديدة تقدم للوافدين من لبنان عبر معبر جديدة يابوس بريف دمشق

كما توجهت أعداد من العائلات اللبنانية الوافدة إلى محافظات حماة (وسط سوريا)، وطرطوس واللاذقية على الساحل السوري (غرب البلاد)، وحلب (شمال البلاد).

وبلغ العدد الإجمالي للوافدين اللبنانيين منذ 24 سبتمبر (أيلول)، حتى الثلاثاء، بعد تصعيد إسرائيل لغاراتها على «حزب الله» في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع، نحو 94 ألفاً، بينما بلغ عدد اللاجئين السوريين العائدين نحو 244 ألف عائد، وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات السورية.

سوريون يفترشون الطرق (متداولة على المواقع)

وبدا واضحاً، منذ بدء توافد النازحين اللبنانيين والعائدين السوريين، حرص المسؤولين السوريين على القيام بزيارات دورية باتت شبه يومية إلى مراكز إقامتهم، لا سيما في فنادق منطقة السيدة زينب، للاطلاع على الخدمات المقدَّمة لهم والاستماع منهم ‏إلى ملاحظاتهم.

كما تنشر وسائل الإعلام الرسمية، بشكل شبه يومي، أخباراً عن جولات للمسؤولين في محافظات حماة وطرطوس واللاذقية وحلب على أماكن إقامة النازحين اللبنانيين، للاطلاع على أحوالهم وتلبية احتياجاتهم.

وتشمل زيارات المسؤولين السوريين المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان لمتابعة احتياجات الوافدين وتقديم التسهيلات اللازمة وتسريع الإجراءات؛ حيث يجري تجهيز حافلات لنقل الوافدين إلى أماكن إقامتهم.

ورغم خطة الاستجابة السريعة التي وضعتها الحكومة السورية للتعامل مع أي احتياجات محتملة للوافدين من لبنان، كثَّف سفير إيران في دمشق، حسين أكبري، لقاءاته مع المسؤولين السوريين لبحث مسألة تقديم دعم للنازحين اللبنانيين؛ حيث التقى، في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي، واستعرض الجانبان آليات التعاون بين البلدين لتأمين مختلف الاحتياجات والمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للوافدين اللبنانيين إلى سوريا، وفق ما ذكرته وكالة «سانا» الرسمية.

الرئيس السوري بشار الأسد يصافح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق أمس (إ.ب.أ)

كما قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة إلى دمشق، السبت الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وعدداً من المسؤولين.

وذكر مصدر مقرب من دائرة صنع القرار في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن من بين أهداف زيارة عراقجي، التنسيق مع دمشق بشأن تقديم المساعدات للنازحين اللبنانيين، باعتبار أن دمشق تعاني بالأساس من أوضاع اقتصادية صعبة جداً.

وصول مساعدات إيرانية إلى مطار اللاذقية (سانا)

وأعلنت «سانا»، الاثنين، عن وصول طائرة إيرانية إلى مطار اللاذقية الدولي، وعلى متنها «مساعدات إنسانية للمواطنين اللبنانيين الوافدين إلى سوريا»، وهي الثانية من نوعها منذ تكثيف إسرائيل لعدوانها، بينما وصلت قوافل مساعدات عبر البر من العراق مخصصة لهم أيضاً.

وبينما تغيب عن وسائل الإعلام المحلية أخبار اللاجئين السوريين العائدين هرباً من جحيم الحرب في لبنان، يشكو كثير من هؤلاء من «عدم الاكتراث» بهم على الرغم من أحوالهم الصعبة. ورصدت «الشرق الأوسط»، مؤخراً، افتراش العديد من العائلات حديقة منطقة ساحة المرجة وسط دمشق، مع أمتعتها المحيطة بها منذ أيام لعدم وجود مأوى، وقد بدا التعب والبؤس واضحاً على وجوه أفرادها وكذلك حالة العوز والفقر التي وصلت إليها.


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
شؤون إقليمية رجال الطوارئ الإسرائيليون يتفقدون حفرة في الموقع الذي سقط فيه مقذوف أطلق من اليمن في تل أبيب في وقت مبكر من اليوم السبت (أ.ف.ب)

إصابة 16 شخصاً في سقوط صاروخ وسط تل أبيب... و«الحوثي» يتبنى الهجوم

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب بعد فشل محاولات اعتراضه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رجل ينصب شجرة عيد الميلاد وسط أنقاض كنيسة ضربتها غارة إسرائيلية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: لبنان بدأت «رحلة التعافي الشاقة» وإعادة البناء

قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، الجمعة، إن رحلة التعافي الشاقة وإعادة البناء في لبنان قد بدأت، مشيرة إلى استمرار وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري عناصر الدفاع المدني يبحثون عن جثث تحت الأنقاض في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

تحليل إخباري عملية انتشال جثث ضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان متواصلة

رغم مرور أكثر من 3 أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض مستمرة سواء في الضاحية أم في جنوب لبنان.

بولا أسطيح
المشرق العربي نزلاء سجن رومية ينتظرون قانون العفو العام (الوكالة الوطنية للإعلام)

لبنان يحضّر ملفات تسليم السجناء السوريين إلى بلادهم

بدأت وزارتا الداخلية والعدل في لبنان درس ملفات السجناء السوريين الموجودين لدى بيروت، تمهيداً لتسليمهم إلى بلادهم، تنفيذاً لقرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

يوسف دياب (بيروت)

السوداني يرفض حلّ «الحشد» العراقي بإملاء من الخارج

السوداني مستقبلا وزير الدفاع الايطالي والوفد المرافق له بحضور مسؤولين عسركيين عراقيين ببغداد أمس (رئاسة الوزراء)
السوداني مستقبلا وزير الدفاع الايطالي والوفد المرافق له بحضور مسؤولين عسركيين عراقيين ببغداد أمس (رئاسة الوزراء)
TT

السوداني يرفض حلّ «الحشد» العراقي بإملاء من الخارج

السوداني مستقبلا وزير الدفاع الايطالي والوفد المرافق له بحضور مسؤولين عسركيين عراقيين ببغداد أمس (رئاسة الوزراء)
السوداني مستقبلا وزير الدفاع الايطالي والوفد المرافق له بحضور مسؤولين عسركيين عراقيين ببغداد أمس (رئاسة الوزراء)

أكَّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، رفضَه القبول بأي إملاءات أو ضغوط من الخارج، لا سيما بشأن حل «هيئة الحشد الشعبي»، كونها مؤسسة رسمية صدرت بقانون عام 2014 حظي بمصادقة البرلمان.

وقال السوداني للتلفزيون الرسمي: «من غير المقبول توجيه شروط وإملاءات إلى العراق، ولا توجد أي شروط لحل الحشد الشعبي».

وكانَ أثير جدل بشأن طلب حمله وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لدى لقائه السوداني، الأسبوع الماضي، لحل «الحشد الشعبي» وتصفية الفصائل المسلحة.

إلى ذلك، أعلن السوداني أنَّ حكومته تعمل على تقييم الأوضاع في سوريا؛ من أجل اتخاذ القرارات اللازمة بتطوراتها، مؤكداً ضرورة «مساعدة السوريين في إدارة شؤون بلدهم من دون أي تدخل يتجاوز سيادة ووحدة الأراضي السورية».