«حزب الله» يعلن قصف تجمع لجنود إسرائيليين ببلدة حدودية جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء قصف «حزب الله» لبلدة المطلة الحدودية (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء قصف «حزب الله» لبلدة المطلة الحدودية (د.ب.أ)
TT

«حزب الله» يعلن قصف تجمع لجنود إسرائيليين ببلدة حدودية جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء قصف «حزب الله» لبلدة المطلة الحدودية (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء قصف «حزب الله» لبلدة المطلة الحدودية (د.ب.أ)

أعلن «حزب الله»، اليوم (الاثنين) أن مقاتليه قصفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين داخل بلدة حدودية جنوب لبنان، على وقع مواجهات مستمرة بين الطرفين منذ أسبوع، وغارات كثيفة على معقل الحزب قرب بيروت، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه قصفوا «تجمعاً لقوات العدو في حديقة مارون الراس بصلية صاروخية»، بعدما كان قد أعلن في بيانات سابقة استهداف مناطق ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل بالصواريخ.

وبدأ الجيش الإسرائيلي، اليوم، شن عملية برية محدودة ومحددة الهدف في جنوب لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة «إكس»، إن الفرقة «التي تضم لواء الاحتياط 3 ولواء الاحتياط 8 ولواء الناحال الشمالي 228، تشن عملية برية محدودة ومحددة الهدف في منطقة جنوب لبنان».


مقالات ذات صلة

«الخارجية الأميركية»: العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان لا تزال محدودة

الولايات المتحدة​ جنود إسرائيليون على الحدود مع لبنان (رويترز)

«الخارجية الأميركية»: العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان لا تزال محدودة

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن التقديرات الأميركية تشير إلى أن العمليات البرية الإسرائيلية في لبنان لا تزال محدودة حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)

البيت الأبيض: بايدن تحدّث مع الرئيس الإسرائيلي في ذكرى هجمات «حماس»

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدّث مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الاثنين، في ذكرى مرور عام على هجمات «حماس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي جندي إسرائيلي يحمل قذيفة وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل... الصورة في شمال إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يغلق الطرق المؤدية إلى مناطق حول بلدات في الشمال الغربي

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، إغلاق مناطق حول عدد من البلدات في شمال غربي إسرائيل أمام الجمهور بعد إجراء تقييم أمني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أفراد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية وهم يقفون على سطح برج مراقبة في بلدة مروحين بجنوب لبنان 12 أكتوبر 2023 (رويترز)

«حزب الله» يأمر مقاتليه بعدم استهداف الجيش الإسرائيلي قرب «اليونيفيل»

أصدر «حزب الله» تعليمات إلى مقاتليه بعدم استهداف القوات الإسرائيلية بالقرب من قاعدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان (اليونيفيل) في بلدة مارون الراس.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون خلال عملية يقولون إنها في جنوب لبنان في هذه الصورة التي صدرت في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن أنه سيستهدف قريباً «المنطقة البحرية» في جنوب لبنان

أصدر المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي تحذيراً عاجلاً، اليوم، للأفراد لتفادي ارتياد شاطئ البحر أو ركوب قوارب على ساحل لبنان من نهر الأولي جنوباً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

عام على حرب غزة... آمال بتحريك «الهدنة المجمدة»

فتاة فلسطينية نازحة وهي في طريقها للفرار من المناطق في الجزء الشرقي من خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي (رويترز)
فتاة فلسطينية نازحة وهي في طريقها للفرار من المناطق في الجزء الشرقي من خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي (رويترز)
TT

عام على حرب غزة... آمال بتحريك «الهدنة المجمدة»

فتاة فلسطينية نازحة وهي في طريقها للفرار من المناطق في الجزء الشرقي من خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي (رويترز)
فتاة فلسطينية نازحة وهي في طريقها للفرار من المناطق في الجزء الشرقي من خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي (رويترز)

برزت تأكيدات أميركية على الالتزام بالعمل لوقف إطلاق النار في غزة بالتوازي، مع محادثات مصرية تتواصل، ضمن حراك يتصاعد لأهمية إنهاء الحرب ومنع اتساعها بالمنطقة، وسط آمال في القطاع بتحريك مفاوضات «الهدنة المجمدة»، رغم استمرار تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يرون أهمية تجدد تلك النداءات لوقف الحرب بغزة والتصعيد بالمنطقة، وعودة المفاوضات التي توقفت منذ أسابيع خشية الانزلاق لحرب إقليمية، مرجحين ألا تتبلور نتائج تلك النداءات إلا بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فيما أفادت «وكالة الأنباء الفلسطينية»، في تقرير متفلز، الاثنين، بأن «أهالي غزة يتطلعون لحياة طبيعية ووقف الحرب».

والاثنين، مرت الذكرى الأولى على الحرب الإسرائيلية ضد «حماس» في قطاع غزة منذ الهجوم غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي أسفر عن مقتل 1205 أشخاص، واحتجاز 251 رهينة. فيما أودت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة 41909 أشخاص، ولا يزال 97 شخصاً محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا، فيما لا تزال الغارات تتواصل على القطاع.

ودون حديث منهما عن الهدنة التي تعثرت قبل أسابيع بسبب تمسك نتنياهو بعدة شروط بينها عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، استمر طرفا الأزمة في الحروب الكلامية، وقال خالد مشعل، رئيس «حماس» في الخارج، في كلمة متلفزة الاثنين، إن هجوم 7 أكتوبر 2023 أعاد «الاحتلال لنقطة الصفر وهدد وجوده»، لافتاً إلى أن ذلك اليوم «يمثل مرحلة جديدة ونقلة كبيرة في الصراع (مع إسرائيل)»، بينما تعهد نتنياهو، في كلمة الاثنين، بإعادة الرهائن المحتجَزين في قطاع غزة إلى ديارهم.

صبي فلسطيني يقف على أنقاض منزل دمره الهجوم العسكري الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

وجدد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الاثنين، في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى حل دبلوماسي مع لبنان لمنع التصعيد، وفق بيان للبنتاغون.

هذا الحديث أكده الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، في كلمة بثها البيت الأبيض، قائلاً: «إننا لن نتوقف عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من شأنه أن يعيد الرهائن إلى منازلهم، ويسمح بزيادة المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة على الأرض، وضمان أمن إسرائيل، وإنهاء الحرب».

كلام للاستهلاك الانتخابي

غير أن السفير الفلسطيني السابق، بركات الفرا، يرى «تلك التصريحات الأميركية المتكررة مع جمود المفاوضات، تعد غير جدية، وللاستهلاك الانتخابي فقط»، معتقداً أن «واشنطن تنسق مع إسرائيل للتوصل لشرق أوسط جديد، ولولا دعمها ما كانت صعدت في لبنان».

وبتقدير الفرا، فإن «قوة (حماس) ضعفت لكنها لم تنته، وكذلك إسرائيل لم تحقق أهدافها من الحرب بعد عام، حيث لا يزال الأسرى بعيدين عن أيديها»، موضحاً أن «هجوم 7 أكتوبر أثبت أن إسرائيل ليست دولة قوية ومتماسكة، ولولا الدعم الأميركي والأوروبي وقتها لانكشفت، لكن الآمال ستبقى لدى الفلسطينيين وكل حر بالعالم، قائمة في وقف الحرب وإنهاء الإبادة».

تتفق معه الأكاديمية في العلوم السياسية الدكتور نورهان الشيخ، بشأن الموقف الأميركي من الهدنة، وأوضحت أن «تصريحات بايدن متكررة من أول الحرب على هذا النحو دون جدوى»، مؤكدة أن «إدارة بايدن ضعيفة جداً» ولا تستطيع الضغط على نتنياهو، ويزيد ذلك الضعف كلما اقترب موعد الانتخابات، فضلاً عن أن «سياسيات إسرائيل التصعيدية لا توحي بأي تهدئة».

في المقابل، لا تزال هناك دول تتمسك مع حلول الذكرى الأولى للحرب بأمل إبرام هدنة ثانية بعد التي عقدت في نوفمبر 2023، ولم تستمر سوى أسبوع.

وأجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، أكد خلاله «أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة».

كما جرى اتصال هاتفي، الاثنين، بين عبد العاطي ووزير خارجية إيران، عباس عراقجي، بحثا خلاله «التطورات التي يشهدها لبنان وقطاع غزة وللأهمية البالغة لوقف التصعيد في المنطقة في ضوء ما يجرى في كل من لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة»، وأكد الوزير المصري «ضرورة العمل على خفض التوترات وضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة لتجنب الانزلاق إلى حرب إقليمية، التي قد تؤدي لتداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار شعوب المنطقة بأسرها»، وفق إفادة للخارجية المصرية.

ولم تكن رغبة وقف إطلاق النار مصرية فقط؛ كونها أحد أبرز وسطاء الهدنة، لكن وجدت طريقها لدى مجلس دول التعاون الخليجي، وطالب أمينه العام جاسم البديوي، في بيان الأحد، بـ«توحيد الجهود الإقليمية والدولية للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة».

كما دعمت أوروبا هذا الموقف أيضاً، وجددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في كلمة الاثنين، دعوة الاتحاد الأوروبي من أجل وقف إطلاق نار فوري في غزة، والإفراج غير المشروط عن كل الرهائن، ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مرة جديدة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر وفي لبنان، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة له بمسقط، أن «ممارسة إسرائيل للقوة على هذا النحو الأرعن لا تضمن وضعاً نهائياً يسوده السلم والأمن»، لافتاً إلى أن «ذلك يفرض علينا في العالم العربي حشد الرأي العام العالمي، واستخدام سلاح المقاطعة والعقوبات، واللجوء إلى الفاعليات القانونية والقضائية، والتحرك بقوة على كل الساحات الدبلوماسية لحصار الاحتلال وعزله»، وفق بيان للجامعة العربية.

ويرجح الفرا، أن تلك النداءات حالياً «لن تسهم في حلحلة المفاوضات المجمدة منذ أسابيع، مع إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من القطاع أو وقف التصعيد في لبنان»، مستدركاً: «لكن قد تتحرك المحادثات نحو تهدئة في غزة وتحديداً بعد الانتخابات الأميركية الرئاسية التي تقام الشهر المقبل كما يرغب نتنياهو الذي يريد بقاء أطول في السلطة».

كما ترى الدكتورة نورهان الشيخ أن الحرب قد تمتد فترة أخرى غير محددة، «طالما لم تتلق إسرائيل ضربات مؤثرة توقفها أو لم يتغير نتنياهو»، مشددة على أن هذه نظرة واقعية وليست تشاؤمية، مع إقرارها بأهمية النداءات المتجددة لحلحلة «الهدنة المجمدة» منذ أسابيع.