أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية... وإسرائيل تعلن اغتيال قائد منظومة اتصالات «حزب الله»

بعد معلومات عن استهدافها المرشح لخليفة نصر الله

TT

أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية... وإسرائيل تعلن اغتيال قائد منظومة اتصالات «حزب الله»

علم لـ«حزب الله» يرفع أمام أحد المباني المدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
علم لـ«حزب الله» يرفع أمام أحد المباني المدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، فجر الجمعة، أعنف قصف منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، في محاولة لاغتيال خليفة أمين عام «حزب الله» المحتمل الشيخ هاشم صفي الدين، قالت مصادر أمنية إنه استعمل فيها 73 طناً من المتفجرات، في سيناريو مشابه لعملية اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بتنفيذ الطيران الإسرائيلي غارتين متتاليتين على الضاحية الجنوبية بعد ظهر الجمعة، مستهدفة المنطقة بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الليلكي - الحدت (حي الجامعة)، ليعود بعدها ويستهدف محيط «ملعب الراية» باتجاه منطقة السانت تريز.

وبعدما كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أعلن عن استهداف الجيش، المقر المركزي لاستخبارات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، عاد وقال عبر حسابه على منصة «إكس»، الجمعة، إنه «قضى على محمد رشيد سكافي قائد منظومة الاتصالات في الحزب»، مشيراً إلى أنه «من قدامى الحزب، وشغل منصب قائد منظومة الاتصالات منذ عام 2000، وكان مقرباً من كبار القادة، وامتلك خبرة وصلاحيات واسعة في التنظيم».

وقال أدرعي إن سكافي كان «يبذل جهوداً حثيثة لتطوير اتصال متواصل بين جميع الوحدات والمنظومات في (حزب الله) في وقت الروتين وفي الطوارئ؛ بهدف الحفاظ على استمرارية نقل المعلومات في التنظيم بشكل متواصل».

ودوَّت أصوات أكثر من 11 انفجاراً قوياً في بيروت، في الساعات الأولى من يوم الجمعة، وبدت الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، «كأنها مطوّقة بحزام من النيران».

ولساعات بعد الغارات، عملت إسرائيل على فرض رقابة جوية صارمة على المكان المستهدف. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن المسيرات الإسرائيلية لم تفارق أجواء المنطقة المستهدفة في الجهة الجنوبية من الضاحية.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المستهدف في غارات الضاحية كان رئيس المجلس التنفيذي للحزب، المرشح لخلافة نصر الله، هاشم صفي الدين، وهو ما نقله أيضاً موقع «أكسيوس» الأميركي عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لم يذكر هوياتهم، ليعود الجيش الإسرائيلي ويقول بعد ظهر الجمعة إنه لا يزال يقيّم نتائج استهدافه للمقر المركزي لاستخبارات «حزب الله» الذي لم يعلّق على هذه المعلومات.

كذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن الغارات «استهدفت اجتماعاً لكبار القادة في الحزب ضم صفي الدين». وإذا صحت هذه التقارير، فسيشكّل اغتياله ضربة هي الأكبر لإيران وللحزب منذ اغتيال نصر الله.

وبحسب «الوطنية»، استهدفت الغارات محيط المريجة وأوتوستراد هادي نصر الله ومحيط الحدت، وأسفرت عن انهيار عدد من المباني والمنشآت، ومنها ملعب المريجة، المخفر، البلدية، سوبر ماركت بيضون والمباني أمام دواليب السبع وخلفه، كما سجّلت غارة في محيط مستشفى «سان جورج» في الحدت، كما انتشر فيديو يظهر أضراراً محدودة في مستشفى «سانت تيريز» في الحدت نتيجة القصف الذي طال محيطه.

وأفاد شاهد بأن مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على مجموعة من المسعفين في المنطقة، فيما تلقى مركز الدفاع المدني في منطقة الحدت، وهو الأقرب جغرافياً إلى المنطقة المستهدفة، اتصالاً هاتفياً إسرائيلياً، محذراً من إرسال أي سيارات إسعاف إلى المنطقة، وهدد باستهدافها فوراً.

وصباح الجمعة، أعلن «حزب الله»، في بيان له، عن مقتل أحد «عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية» وجرح آخرين. وقال في بيان له: «بعد غارات الجيش الإسرائيلي الوحشية التي أدت إلى تدمير العشرات من المباني السكنية في الضاحية الجنوبية، تقوم طائراته بالإغارة على فرق الدفاع المدني التي تعمل على إزالة الركام وانتشال المصابين، وقد أدت هذه الغارات إلى مقتل أحد عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية وجرح عدد آخر منهم».


مقالات ذات صلة

لبنان يعيش «أشد حملة جوية» خارج غزة خلال العقدين الماضيين

المشرق العربي دخان كثيف يتصاعد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان (د.ب.أ)

لبنان يعيش «أشد حملة جوية» خارج غزة خلال العقدين الماضيين

يعتبر القصف، الذي تقول إسرائيل إنه يستهدف معاقل «حزب الله» في البلاد، «أكثر حملةٍ جويةٍ كثافةً» في العالم خارج غزة في العقدين الماضيين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

لبحث التطورات الإقليمية... وزير الخارجية الإيراني يصل دمشق

كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم (السبت) أن الوزير عباس عراقجي وصل إلى العاصمة السورية دمشق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد وسط القصف الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان (رويترز)

لبنان يخشى «غزة ثانية»

أعرب وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري أمس (الجمعة) عن خشيته من تحوّل بلاده إلى «غزة ثانية» في ظل تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية ضد «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وحدة مدفعية إسرائيلية تطلق النار بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية (رويترز)

«حزب الله» يستهدف قاعدة جوية إسرائيلية...ويقصف دبابة «ميركافا» في جنوب لبنان

أعلن «حزب الله» اليوم (السبت) قصف قاعدة «رامات ديفيد» الجوية الإسرائيلية الواقعة جنوب شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية، تزامنا مع استهدافه دبابة ميركافا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية دبابة إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية للبنان (أ.ب)

تقرير: القتال المكثّف في لبنان سينتهي خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع

نشرت «القناة 12» الإسرائيلية، الجمعة، تقريراً يفيد بأن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً يرجح أن القتال المكثف في الشمال سينتهي خلال أسبوعين أو 3 أسابيع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

157 مليون دولار مساعدات أميركية للمتضررين من الصراع في لبنان

أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء نزوحهم بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء نزوحهم بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

157 مليون دولار مساعدات أميركية للمتضررين من الصراع في لبنان

أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء نزوحهم بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
أشخاص يحملون أمتعتهم أثناء نزوحهم بعد غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة سنقدم مساعدات إنسانية جديدة بما يقرب من 157 مليون دولار لدعم السكان المتضررين من الصراع في لبنان والمنطقة.

وأضافت الوزارة في بيان: «هذا التمويل سيلبي الاحتياجات الجديدة والحالية للنازحين داخليا واللاجئين داخل لبنان والمجتمعات التي تستضيفهم. كما ستدعم المساعدة أولئك الذين يفرون إلى سوريا المجاورة».