نزوح من محيط المقرات التابعة لإيران شرق سوريا

عشرات العائلات اللبنانية دخلت العراق عبر البوكمال

نازحون من لبنان على الحدود السورية الأحد (إ.ب.أ)
نازحون من لبنان على الحدود السورية الأحد (إ.ب.أ)
TT

نزوح من محيط المقرات التابعة لإيران شرق سوريا

نازحون من لبنان على الحدود السورية الأحد (إ.ب.أ)
نازحون من لبنان على الحدود السورية الأحد (إ.ب.أ)

مع تواصل التصعيد بين إسرائيل وإيران وميليشياتها في المنطقة، تشهد مناطق النفوذ الإيراني شرق سوريا، خصوصاً قرب الحدود مع العراق، حالة استنفار أمني، وإخلاء مقرات وتبديل مواقع وسط تبادل للهجمات بين الميليشيات التابعة لإيران وقوات التحالف، فيما يخيم الذعر على السكان المدنيين في محيط تمركز الميليشيات التابعة لإيران خشية استهدافها.

وأفادت مصادر إعلامية سورية بنزوح عشرات العائلات من الأبنية القريبة من مقرات الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال الحدودية. ووفق مصادر أهلية في دير الزور، فإن الميليشيات التابعة لإيران منعت بعض العائلات من مغادرة منازلها القريبة من مقراتها.

وفي سياق متصل، أفاد موقع «فرات بوست» المحلي، الأربعاء، بوجود حالة استياء شعبي من تخزين الميليشـيات التابعة لإيران الأسـلحة والـذخائر في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، لافتاً إلى أن مدينة دير الزور تشهد حركة نـزوح «صامتة» للمدنييـن من محيط مـقار الميليشـيات التابعة لإيران خـشية تعرضها للاستهداف.

وأوضح الموقع أن حركة النـزوح الصامتة تبدأ مساءً، حيث يبيت سكان تلك المنازل عند أقارب لهم في مناطق آمنة نسبياً قبل أن ليعودوا إلى منازلهم صباحاً، مع الإشارة إلى تركز حركة النـزوح في مناطق بورسعيد الفيلات، ومحيط نادي اليقظة، والتنمية الإدارية، والمطبخ الإيراني.

لبنانيون إلى العراق

بالتوازي مع ذلك، وصل عدد من العائلات اللبنانية النازحة من لبنان إلى مدينة البوكمال، وانتقل بعضها إلى العراق عبره. ووفق الأرقام المتداولة بلغ عدد النازحين اللبنانيين الذين دخلوا العراق عبر البوكمال نحو 500 شخص. وقالت «شبكة عين الفرات» المحلية إن عشرات العوائل اللبنانية وصلت إلى مدينة البوكمال، وجرى نقلها على نحو سريع إلى الأراضي العراقية. وأشارت إلى أن الميليشيات الإيرانية قامت باستبعاد قوات النظام من معبر البوكمال الحدودي لـ«تسهيل دخول العوائل اللبنانية إلى العراق من دون تأخير».

صورة لحسن نصر الله في العاصمة السورية (أ.ف.ب)

وأصدرت السفارة العراقية في دمشق تعليمات جديدة لتسهيل دخول النازحين اللبنانيين إلى العراق عبر سوريا، وقالت إن أي شخص يحمل جواز سفر لبنانياً يمكنه السفر عبر مطار دمشق الدولي أو منفذ البوكمال - القائم الحدودي براً من دون سمة دخول.

كما يسمح للبناني إدخال سيارته، شرط أن تحمل أرقاماً لبنانية بعد إكمال إجراءات دخول السيارة. أما اللبناني الذي لا يملك جواز سفر، ويرغب في السفر إلى العراق، فعليه مراجعة السفارة اللبنانية في دمشق لإصدار جواز مرور (وثيقة سفر) لبنانية تستخدم لدخول الأراضي العراقية.

وتشير الأرقام الرسمية السورية في حصيلة غير نهائية إلى تجاوز أعداد النازحين من لبنان إلى سوريا الـ240 ألف نازح منهم 65 ألف لبناني و175 ألفاً من السوريين اللاجئين في لبنان، بينهم عشرات العائلات من أهالي المناطق الشرقية الذين يعانون من صعوبة في الوصول إلى مناطقهم، لعدم توفر وسائل النقل وارتفاع أجور النقل من 50 ألف ليرة للراكب إلى أكثر من 150 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 10 دولارات.

تصعيد شرقي

وتشهد المناطق الشرقية تصعيداً بين الميليشيات التابعة لإيران وقوات التحالف، حيث نفذت قوات التحالف غارة جوية على منطقة معيزيلة في بادية الميادين الشمالية، مساء الثلاثاء، مستهدفة مقر الصواريخ التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني؛ رداً على إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه حقلي العمر وكونيكو الخاضعين لسيطرة قوات التحالف الدولي، وذلك بالتزامن مع إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل.

يأتي ذلك في وقت تدفع فيه القوات الحكومية بتعزيزات إلى شرق محافظة حمص، رجحت مصادر محلية أنها استعداد لعملية تمشيط بادية حمص، من مدينة السخنة شرقاً وصولاً إلى جبل العمور غرباً، لملاحقة خلايا «تنظيم داعش» بغطاء من سلاح الجو الروسي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، الأربعاء، إن مناطق سيطرة (الإدارة الذاتية) شرق سوريا شهدت خلال شهر سبتمبر (أيلول) تصعيداً، وهجمات لخلايا «تنظيم داعش» بلغ عددها 22 عملية، طالت مواقع وعدة نقاط عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتشكيلات العسكرية العاملة معها والعاملين مع (الإدارة الذاتية)، بشكل مباغت، وقد خلفت خسائر بشرية.

وقابل ذلك حدوث عمليات أمنية مضادة شنتها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، لملاحقة فلول «داعش»، إلا أن ذلك لم يثن التنظيم عن إثبات وجوده في المنطقة وفق المرصد.


مقالات ذات صلة

سوريون يتخوفون من تدحرج الحرب الإسرائيلية إلى بلدهم

المشرق العربي أطفال في طريقهم إلى سوريا هرباً من لبنان الأربعاء (رويترز)

سوريون يتخوفون من تدحرج الحرب الإسرائيلية إلى بلدهم

تتزايد في العاصمة السورية دمشق المخاوف من تدحرج الحرب بين إسرائيل وإيران وميليشياتها وفي مقدمتها «حزب الله»، إلى سوريا. وفي حين يشد كثير من اللبنانيين…

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مبنى متضرر جراء غارة استهدفت منطقة المزة وسط دمشق (إ.ب.أ)

3 قتلى في قصف إسرائيلي طال مبنى بدمشق

قُتل 3 أشخاص على الأقل في غارة إسرائيلية الأربعاء على منطقة المزة بدمشق حيث توجد مقار أمنية وبعثات دبلوماسية

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي كراجات حماة (متداولة)

أبناء الرقة العائدون من لبنان عالقون في حماة بسبب أزمة النقل

«الإدارة الذاتية» أعلنت في وقت سابق عن دخول أكثر من 3 آلاف وافد من لبنان إلى مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال شرقي سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي من موقع الغارة (أ.ف.ب)

غارات على مواقع ورادارات عسكرية في جنوب سوريا

يضم حي المزة في دمشق كثيراً من السفارات بينها السفارة الإيرانية، ويسكن فيه عدد من عناصر وقيادات «حزب الله» اللبناني، و«الحرس الثوري» الإيراني، وقيادات فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية مبنى مدمر في محافظة درعا جنوب سوريا (أ.ب)

إسرائيل تستهدف ما لا يقل عن 3 وحدات رادار مضادة للطائرات في جنوب سوريا

ذكر مصدران عسكريان أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 3 وحدات رادار مضادة للطائرات في جنوب سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الصفدي: الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد وسيتصدى لأي تهديد لأمنه واستقراره

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (د.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (د.ب.أ)
TT

الصفدي: الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد وسيتصدى لأي تهديد لأمنه واستقراره

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (د.ب.أ)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم (الأربعاء)، أن بلاده «ستتصدى بكل إمكاناتها لأي تهديد لأمنها واستقرارها»، وقد أبلغت إيران وإسرائيل بذلك بعد عبور كثير من الصواريخ الإيرانية المجال الجوي للأردن، أمس.

ونقل بيان لوزارة الخارجية عن الصفدي قوله، في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، إن «الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد، وسيتصدى بكل إمكاناته لأي تهديد لأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه»، مشيراً إلى أن «هذا موقف أبلغه الأردن بوضوح لإيران وإسرائيل».

وأطلقت إيران مساء أمس 200 صاروخ باتجاه إسرائيل.

وتناقل أردنيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو قصيرة لصواريخ في سماء المملكة، وأخرى لشظايا سقطت في مناطق متفرقة.

وأدّى سقوط شظايا إلى إصابة أردنيين بجروح طفيفة، حسب وزارة الداخلية الأردنية.

وأكد الصفدي «ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري وفاعل لوقف التصعيد الخطير الذي يدفع المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة عبر التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان».

وحذّر من «التبعات الكارثية لتوسعة الحرب الإسرائيلية على لبنان وشنّ هجوم بري عليه، وأثر ذلك على أمن المنطقة برمتها».

وقالت مديرية الأمن العام الأردنية، أمس، إن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت كثيراً من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.

وقالت إيران إن «90 % من الصواريخ» التي أطلقت في الهجوم الكثيف على إسرائيل، وهو الثاني في 6 أشهر تقريباً، بلغت الهدف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم «الوعد الصادق 2»، على ما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض عدد كبير من هذه الصواريخ. وقد حظي بدعم من القوات الأميركية والبريطانية، على ما أفادت وزارة الدفاع الأميركية ولندن.