صدامات «برّية» على الحدود اللبنانية... وإسرائيل تعلن مقتل 8 من جنودها

TT

صدامات «برّية» على الحدود اللبنانية... وإسرائيل تعلن مقتل 8 من جنودها

تحركت قوات إسرائيلية مشتركة بالقرب من الحدود مع لبنان، في موقع غير معلن في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
تحركت قوات إسرائيلية مشتركة بالقرب من الحدود مع لبنان، في موقع غير معلن في شمال إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 8 من عناصره بينهم قائد وحدة، في اشتباكات مع «حزب الله» في جنوب لبنان، بعد محاولات متفرقة للتوغل من نقاط حدودية.

وبدأت الاشتباكات فجراً، حين أعلن «حزب الله» أنه «تصدَّى» لقوة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة الحدودية، و«أجبرها على الانسحاب». وبعد دقائق، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن «قتالاً عنيفاً» يدور في جنوب لبنان.

وقال الحزب، في بيان، إن مُقاتليه «كبّدوا العدو خسائر»، لكن لم يتسنَّ التأكد من صحة هذا الإعلان، مشيراً، في بيان منفصل، إلى أن عناصر «حزب الله» استهدفوا أيضاً قوات إسرائيلية في 3 نقاط مختلفة، عبر الحدود، بالصواريخ والمدفعية.

وأشار الحزب، في بيان لاحق الأربعاء، إلى أن عناصره استهدفت، صباح الأربعاء، قوات إسرائيلية في جنوب كريات شمونة بالأسلحة الصاروخية. وأكّد أن أفراده هاجموا تجمّعات للجيش الإسرائيلي جنوب كريات شمونة بصَلْية صاروخية، و«حقّقوا فيها إصابات مؤكَّدة».

واستهدفت عناصر «حزب الله» أيضاً قوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا، وفي مستعمرتَي شتولا ومسكفعام بالأسلحة الصاروخية، وفق ما أفادت به «وكالة الأنباء الألمانية».

وأفاد الحزب، في بيان لاحق، بأنه استهدف مناطق بشمال مدينة حيفا الإسرائيلية «بصلية صاروخية كبيرة»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعلن «حزب الله» أنّ أفراداً منه يخوضون اشتباكات مع «جنود العدو الإسرائيلي المتسلّلة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، وأوقعوا في صفوفهم إصابات عدة، وما زالت الاشتباكات مستمرة».

وأكّد مسؤول الإعلام بـ«حزب الله» اللبناني محمد عفيف، الأربعاء، أن «عدد القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي في معارك اليوم كبير جداً، وهناك تعتيم من قِبل العدو». ونقلت قناة «الجديد» اللبنانية عن عفيف قوله، في مؤتمر صحافي الأربعاء بالضاحية الجنوبية، أن «ما حدث في مسكاف عام ومارون الراس والعديسة، الأربعاء، ليس سوى البداية»، مشيراً إلى أن المقاومة اشتبكت الأربعاء مع قوات العدو في العديسة ومارون الراس.

الجيش اللبناني

ومن جهته، أكّد الجيش اللبناني، الأربعاء، أن قوات إسرائيلية توغّلت داخل الحدود اللبنانية في الجنوب لمدة قصيرة قبل أن تنسحب، وذلك بُعيد إعلان «حزب الله» خوضه اشتباكات مع قوات إسرائيلية «متسلّلة» إلى إحدى البلدات. وقال الجيش في بيان: «خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريباً داخل الأراضي اللبنانية في منطقتَي خربة يارون وبوابة العديسة، ثم انسحبت بعد مدة قصيرة».

وأعلن الجيش أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت إحدى وحداته أثناء عملها على فتح طريق في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة عسكري بجروح.

وقال الجيش في بيان: «أصيب أحد العسكريين نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي، أثناء عمل وحدة من الجيش على فتح طريق مرجعيون - حاصبيا، عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين».

 

في المقابل، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «فيسبوك»، صباح الأربعاء، إن «قتالاً عنيفاً يدور في جنوب لبنان»، متهماً الحزب بـ«استغلال البيئة المدنية والمدنيين دروعاً لهجماته».

وحذّر سكانَ جنوب لبنان من «الانتقال بالمركبات من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه»، متوعداً بأن «الجيش سيعمل على تعطيل تحركات عناصر (حزب الله)، ومنعهم من تنفيذ هجماتهم»، ودعا إلى عدِّ التحذير «سارياً حتى إشعار آخر».

في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، انضمام الفرقة 36، وقوات إضافية إلى العملية البرّية في لبنان.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل ضابط وجندي إسرائيليين في المعارك، قبل أن يرفع الجيش الحصيلة إلى ثمانية. ووفق موقع 0404 الإسرائيلي، «أعلنت بلدية كريات آتا مقتل ناظر إيتكين، وهو مقاتل في وحدة أغوز، في معركة لبنان». وقال رئيس بلدية كريات آتا، يعقوب بيرتس: «تأتي الأخبار المريرة عشية رأس السنة الجديدة، وتوضح الثمن الفظيع الذي تفرضه الحرب على شعب إسرائيل من أجل وجودنا»، وكانت بلدية موديعين مكابيم ريعوت الإسرائيلية أعلنت مقتل النقيب إيتان أوستر، من وحدة تابعة لتشكيل الكوماندوز بمعركة في لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الأربعاء، بعد ساعات من سلسلة غارات مماثلة استهدفت المنطقة. وقالت الوكالة إن «الطائرات الإسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بغارة»، في حين شاهد مصوّر «وكالة الصحافة الفرنسية» ازدياداً في تصاعد الدخان من المنطقة.

ومنذ الصباح الباكر أطلق «حزب الله» ما يقرب من 100 صاروخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، فيما يقرب من 20 دفعة منفصلة، «وفي إحدى هذه الهجمات، أطلقت المجموعة الإرهابية، المدعومة من إيران، ما يقرب من 20 صاروخاً باتجاه منطقة خليج حيفا، وسقطت في مناطق غير مأهولة بالسكان، وفي وقت سابق أُطلق نحو 30 صاروخاً باتجاه الجليل، جرى اعتراض معظمها»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

يُذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة، وإعلان «حزب الله» مساندة غزة.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تدعو دول الاتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «اتفاقية التجارة» مع إسرائيل

أوروبا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)

إسبانيا تدعو دول الاتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «اتفاقية التجارة» مع إسرائيل

حث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بقية دول «الاتحاد الأوروبي» على الاستجابة لطلب إسبانيا وآيرلندا تعليق «اتفاقية التجارة الحرة» مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)
أوروبا مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

بوريل ينتقد تأخر دول الاتحاد الأوروبي في إدانة الهجمات الإسرائيلية ضد «يونيفيل»

جدد مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي دعوتهما لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يتجمعون لدى تشييع قتلى هجوم «حزب الله» بمسيرة على قاعدة تدريب جنوب حيفا أمس (رويترز)

«حزب الله» يستهدف بالصواريخ قاعدة بحرية وثكنة عسكرية بوسط إسرائيل

أعلن «حزب الله» أن استهداف قوات إسرائيلية بقذائف المدفعية أثناء محاولة «تسلل» إلى جنوب لبنان فجر اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (وزارة الدفاع الأميركية)

أوستن يبلغ غالانت ضرورة ضمان سلامة «اليونيفيل» والجيش اللبناني

وفي المكالمة أكد أوستن أيضا على الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي لتوفير الأمن للمدنيين في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي رئيس مجلس النواب نبيه بري (يمين) والمبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان أموس هوكستين في بيروت (أ.ف.ب)

بري: وقف النار لقي تجاوباً من ماكرون بخلاف بلينكن

تمسّك مجلس الوزراء اللبناني في جلسته الأخيرة بثلاثية وقف إطلاق النار في الجنوب، ونشر الجيش بمؤازرة القوات الدولية «يونيفيل» وتطبيق القرار الدولي «1701».

محمد شقير (بيروت)

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن
TT

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

نتنياهو يهدد بيروت... وتصعيد عسكري ينذر بحرب مدن

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب و«ضرب (حزب الله) بلا رحمة في كل أنحاء لبنان، بما يشمل بيروت»، في وقت أعلن الجيش أن ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة من البلاد، بما في ذلك تل أبيب، ما ينذر بتصعيد خطير يرقى إلى حرب مدن مفتوحة بين الطرفين.

كان «حزب الله» أعلن مساء أمس قصف مدينة صفد في شمال إسرائيل بالصواريخ، بعد ساعات فقط من استهدافه قاعدة بحرية وثكنة عسكرية، وغداة هجوم (الأحد) على قاعدة عسكرية في حيفا أسفر عن مقتل 4 جنود ووقوع 67 جريحاً.

ووسّع الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية إلى أقصى الشمال اللبناني، إذ قتل 22 شخصاً على الأقل، في غارة استهدفت لأول مرة، بلدة أيطو ذات الغالبية المسيحية في قضاء زغرتا.

وتوسّعت رقعة القصف في الجنوب أيضاً، مع إنذارات بإخلاء مزيد من القرى والبلدات منها الزهراني التي لا يزال يسكنها الآلاف وتبعد عن الحدود نحو 40 كيلومتراً.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته داهمت نفقاً طوله 800 متر، مشيراً إلى أنه كان مقراً لقيادة «قوة الرضوان». وأضاف: «عثرنا في النفق على صواريخ لطائرات عمودية وقذائف ودراجات نارية».

وإذ كرر نتنياهو مطالبته قوات «يونيفيل» بالانسحاب إلى ما بعد الخط الأزرق، رفض أعضاء مجلس الأمن، في جلستين منفصلتين، عقدتا أمس هذه الدعوات، مذكرين بأن قوات حفظ السلام منتشرةٌ في جنوب لبنان بموجب القرار 1701.