الجيش الإسرائيلي يقتل 19 فلسطينياً بهجمات ليلية في قطاع غزة

فلسطينيون يقفون بجوار جثث أقاربهم من عائلة الدرة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
فلسطينيون يقفون بجوار جثث أقاربهم من عائلة الدرة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 19 فلسطينياً بهجمات ليلية في قطاع غزة

فلسطينيون يقفون بجوار جثث أقاربهم من عائلة الدرة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
فلسطينيون يقفون بجوار جثث أقاربهم من عائلة الدرة الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 19 فلسطينياً على الأقل خلال ساعات ليل الاثنين - الثلاثاء، في هجمات جوية متفرقة على قطاع غزة، بحسب ما أعلنت عنه مصادر طبية فلسطينية.

وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، إن الجيش الإسرائيلي قتل 12 فلسطينياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، في استهدافين جويين على منزلين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ومن ناحيته، قال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، إن الجيش الإسرائيلي استهدف منزلين متجاورين في مخيم النصيرات يعودان لعائلتي أبو شماس وأبو عطايا، مما أدى إلى مقتل وإصابة غالبية من كانوا موجودين في المنزلين.

وأضاف بصل أن «فرق الدفاع المدني ما زالت تعمل منذ فجر اليوم على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض»، مشيراً إلى وجود عالقين تحت أنقاض المنزلين حتى هذه اللحظة.

وفي السياق ذاته، قال بصل إن الجيش الإسرائيلي قتل 7 فلسطينيين على الأقل، في استهداف مدرسة الشجاعية التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.

وأضاف بصل: «للأسف الشديد أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال النازحين، الذين لا ينفكون على الفرار من القصف الإسرائيلي من مكان إلى آخر، إلا أنهم يقتلون في نهاية المطاف».

وطالب بصل، المجتمع الدولي، بضرورة الضغط على إسرائيل، لوقف حربها على قطاع غزة، خصوصاً مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب «التي سجلت أعلى معدلات من الضحايا بين صفوف المدنيين»، على حد تعبيره.

ويشن الجيش الإسرائيلي حرباً عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقب تنفيذ حركة «حماس» هجوماً عسكرياً مباغتاً على مستوطنات إسرائيلية، وقتل ما يقارب 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين، بحسب ما أعلنت عنه مصادر إسرائيلية.

وفي المقابل، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 41 ألفاً و615 فلسطينياً، وأصاب أكثر من 96 ألفاً و359 آخرين، بحسب آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة يوم أمس (الاثنين).


مقالات ذات صلة

هل فعلاً أصبحت الجامعات في أميركا «هي العدو»؟

خاص شهدت العشرات من الجامعات في الولايات المتحدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة (أ.ف.ب)

هل فعلاً أصبحت الجامعات في أميركا «هي العدو»؟

انطلق العام الدراسي في جامعات أميركية عدة بقوانين وقواعد جامعية جديدة تم وضعها خلال عطلة الصيف، بهدف منع تكرار الاحتجاجات الطلابية الداعمة لغزة.

لبنى الأمين (لندن)
المشرق العربي أطفال وعائلات نازحة من الجنوب والضاحية يُقيمون عند أحد شواطئ بيروت (رويترز)

الأمم المتحدة تحذّر من «انهيار كارثي» في لبنان

قتلت الغارات الجويّة الإسرائيلية على لبنان، في يوم واحد، 23 سبتمبر (أيلول)، 569 شخصاً، وأصابت 1850 آخرين، فيهم 50 طفلاً و94 امرأة.

شؤون إقليمية رجل يسير بالقرب من المباني المتضررة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان جنوب لبنان إخلاء نحو 30 بلدة

طلب الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، من سكان جنوب لبنان إخلاء نحو ثلاثين بلدة، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دبابات إسرائيلية تنتظر أمر التوغل في لبنان أمس  (إ.ب.أ)

إسرائيل تعبر الحدود... ولبنان يستنجد بالخارج

عاش اللبنانيون نهاراً طويلاً عصيباً أمس في ظل تقارير عن استعداد إسرائيل لغزو بري وشيك وتحرك للآليات على الحدود، فيما أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل بدأت

ثائر عباس (بيروت)
شؤون إقليمية لافتة في شارع وسط طهران تحمل صورة القيادي بـ«الحرس الثوري» عباس نيلفروشان بعد تأكيد مقتله (إ.ب.أ)

إيران تتوعد بـ«رد مؤلم» ونتنياهو يحذرها

هددت إيران بـ«رد مؤلم » على اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، وذلك في وقت وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالةً للإيرانيين، محذراً

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

ما هي أهداف إسرائيل من اجتياح لبنان براً؟

جنود إسرائيليون عند الحدود الشمالية مع لبنان (رويترز)
جنود إسرائيليون عند الحدود الشمالية مع لبنان (رويترز)
TT

ما هي أهداف إسرائيل من اجتياح لبنان براً؟

جنود إسرائيليون عند الحدود الشمالية مع لبنان (رويترز)
جنود إسرائيليون عند الحدود الشمالية مع لبنان (رويترز)

على الرغم من أن معظم المواقف التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون تؤكد أن العملية البرية التي بدأت مؤخراً على لبنان «محدودة ولا تهدف إلى احتلال الجنوب اللبناني إنما إلى تدمير أهداف عسكرية قرب الحدود»، فإن مصادر متعددة تخشى توسع هذه العملية في حال استشعرت إسرائيل ضعف «حزب الله» وتضاؤل قدراته بصد الهجومات.

وتدفع إسرائيل منذ انخراط «حزب الله» قبل نحو عام في القتال إسناداً لغزة باتجاه إقامة منطقة عازلة على حدودها الشمالية لتفادي تكرار سيناريو «طوفان الأقصى» من بوابة جنوب لبنان. إلا أن كل الجهود الدبلوماسية التي بذلت في هذا المجال لم تصل إلى هدفها نتيجة رفض «حزب الله» أي عملية تفاوض ما دامت الحرب مستمرة على غزة.

جنود إسرائيليون في آلية عسكرية عند الحدود الشمالية مع لبنان (رويترز)

ويفترض أن القرار الدولي 1701 والذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين تل أبيب و«حزب الله» في عام 2006 أنشأ ما يشبه المنطقة العازلة باعتباره نص في جزء منه على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني (عُرفت بمنطقة جنوبي الليطاني) تكون خالية من أيّ مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات «يونيفيل»، إلا أن «حزب الله» حافظ بطريقة أو بأخرى على وجوده في هذه المنطقة رداً على ما يقول إنها خروق متواصلة تقوم إسرائيل للقرار الدولي من خلال خروقها الجوية والبرية والبحرية للحدود اللبنانية.

توغل لا اجتياح

ويشير رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، إلى أن «إسرائيل كانت تدرس طوال الفترة الماضية سيناريوهات عدة للدخول البري إلى لبنان ومن ضمنها الاجتياح، الخرق والتوغل، علماً أن الأول يحصل على 3 محاور ويتطلب عدداً كبيراً من الجنود يفوق الـ50 ألفاً ويشمل القطاع الأوسط كما الشرقي والغربي، وهدفه الوصول إلى نهر الليطاني وقد تم صرف النظر عنه نظراً لكلفته المرتفعة جداً، كما أن تجربة حرب تموز/يوليو 2006 لم تكن مشجعة»، موضحاً أنه «وبما يتعلق بالسيناريو الثاني القائل بالخرق، فكنا نتوقعه بالقطاع الشرقي، أي من المطلة - سهل الخيام باتجاه البقاع الغربي، وهذا يحصل ليوم واحد وبتغطية جوية واسعة والهدف منه تدمير بنك أهداف معين».

ويقول جابر لـ«الشرق الأوسط»: «لكن العدو يعلم أن (حزب الله) سيتصدى له بالكمائن؛ ولذلك استبعدت (الكابينت) الخيارين السابق ذكرهما كونهما مكلفين جداً وقررت التوغل البري بنقاط هدة في القرى المتاخمة للحدود باعتبار أن هذه القرى دُمرت معظمها ولم يعد يوجد فيها الكثير من السكان. وتتوخى هذه العملية بشكل أساسي البحث عن صواريخ الكورنيت».

ويرجح جابر «ألا يتجاوز التوغل البري ما بين 3 و5 كلم، لكن إذا استشعرت إسرائيل ضعف (حزب الله) فلا شك أنها قد تواصل تقدمها، علماً أن الحزب لا يناسبه أن يخوص معارك مباشرة مع العدو على الحدود مباشرة إنما يناسبه استدراجه للداخل لأن الغلبة عندها للمتفوق بحرب العصابات». ولا يستبعد أيضاً أن يقوم الإسرائيلي بـ«عمليات كوماندوس في مناطق مختلفة من لبنان كما بإنزالات بحرية على شاطئ صور والقاسمية وإنزالات جوية في البقاع على أن تكون سريعة فلا تتجاوز النصف ساعة أو الساعة حداً أقصى وتهدف للقضاء على هدف معين».

إلى بعلبك؟

من جهته، يشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، الدكتور هلال خشان، إلى أن «الطرف الإسرائيلي لم يعلن المساحة التي يخطط للتوسع فيها داخل لبنان. إذ تحدث أولاً عن عملية محدودة ثم عن عملية قابلة للتوسع حسب الظروف... لكن ما نرجحه ألا يكون هدف تل أبيب البقاء في لبنان إنما إقامة منطقة عازلة يتم تسليمها لـ(يونيفيل) والجيش اللبناني، لكن بعد القضاء على (حزب الله)».

ولا يستبعد خشان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «في حال رأت تل أبيب الفرصة مواتية، فهي لن تتوانى عن التمدد بشكل واسع رغم إعلانها أن الهجوم على بيروت خارج الطاولة وليس ضمن الخطة حالياً»، لافتاً إلى أن «الأهداف والخطط الإسرائيلية تتغير وتتوسع حسب الظروف».

ويضيف: «قد يقولون في الأيام المقبلة إن (حزب الله) يرمي الصواريخ البعيدة المدى من البقاع؛ لذلك تتوجب ملاحقته هناك... ما يعني عندها وصول التوغل الإسرائيلي إلى البقاع الشمالي على خط محاذٍ للحدود السورية، ومن ثم إلى بعلبك فيعلنون من هناك القضاء على (حزب الله)».

ويردّ خشان على ما يقال عن أن «حزب الله» أقوى من إسرائيل في الميدان، وبالتالي الاجتياح البري لن يكون ميسراً، معتبراً أن «هذه المقولة كانت تصح قبل تدمير أجهزة اتصالاته وتحييد 3 آلاف من عناصره واغتيال قياداته وتدمير صواريخه ومراكزه».