نفذت إسرائيل، الأسبوع الماضي، سلسلة اغتيالات استهدفت عدداً من القيادات في «حزب الله» اللبناني في مقدمتهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله. وفيما يلي أسماء أبرز قادة الحزب الذين قتلوا بنيران إسرائيلية خلال أسبوع:
حسن نصر الله
اغتيل حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة الماضي. وأكّد «حزب الله»، أول من أمس (السبت)، مقتل أمينه العام، وقال في بيان: «التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً».
ولم يعلن الحزب أسماء من قتلوا معه في الغارة على حارة حريك المكتظة بالسكان والتي خلفت ستة قتلى على الأقل وفق السلطات، وأدت إلى انهيار سبعة مبانٍ وفق قناة المنار التابعة للحزب.
لا يتكلم نصر الله كثيراً عن حياته الخاصة والشخصية. ولد في حي شعبي ببرج حمود في الضاحية الشمالية لبيروت في 31 أغسطس (آب) 1960، وهو واحد من 9 أبناء لأسرة متواضعة نزحت من بلدة البازورية في جنوب البلاد.
تلقى العلوم الدينية لمدة 3 سنوات في حوزات النجف ثم انخرط في النشاط السياسي واكتسب خبرة في صفوف «أفواج المقاومة اللبنانية» (حركة أمل)، لكنه انفصل عنها مع كثير من زملائه عام 1982 وشارك في تأسيس «حزب الله»، إذ تولى مسؤوليات شملت تعبئة المقاتلين وإنشاء الخلايا العسكرية. وتدرج في المهام وصولاً إلى الأمانة العامة. متزوج من فاطمة ياسين، ولهما 5 أبناء.
تولى حسن نصر الله (64 عاماً) الأمانة العامة لـ«حزب الله» في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ وفقاً له نحو 100 ألف مقاتل.
نبيل قاووق
أكد «حزب الله»، أمس، اغتيال نائب رئيس المجلس التنفيذي وعضو المجلس المركزي في الحزب نبيل قاووق، أحد المرشحين لخلافة أمينه العام حسن نصر الله، في غارة استهدفته في منطقة الشياح بضاحية بيروت الجنوبية أول من أمس.
وقال الحزب في بيان إن قاووق تولى «العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات (حزب الله) المختلفة».
وقاووق الذي يشغل موقع عضو في «المجلس المركزي» لـ«حزب الله»، كان قد نجا في حرب يوليو (تموز) 2006 من محاولة اغتيال في قصف إسرائيلي استهدف منزله في جنوب لبنان، وكان آنذاك يشغل موقع «مسؤول منطقة الجنوب» في الحزب.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي، كان قاووق قائد «وحدة الأمن الوقائي» التابعة لـ«حزب الله».
وكان قاووق مقرباً من نصر الله. وذكر الجيش في البيان أنه «كان متورطاً بشكل مباشر في تعزيز الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك الهجمات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة».
ويعد قاووق من قيادات الصف الثاني في الحزب الذي انضم إليه في الثمانينات وكان من المرشحين لخلافة نصر الله، حسبما تقدّر وسائل إعلام محلية.
والمجلس المركزي مسؤول عن تحديد وانتخاب أعلى هيئة لصنع القرار في المنظمة، مجلس الشورى، والذي يصوغ القرارات السياسية ويؤكد السيطرة على أنشطة «حزب الله» المختلفة، بما فيها الأنشطة العسكرية.
علي كركي
أقرّ «حزب الله»، أمس، بمقتل القيادي علي كركي في الغارة الإسرائيلية التي قتلت أمينه العام الجمعة الماضي. وكشف أن كركي كان «المسؤول الميداني المباشر» عن قيادة جبهة الجنوب منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال «حزب الله»، في بيان، إن علي كركي واسمه الحركي «أبو الفضل»، قُتل مع مجموعة من القياديين بالحزب بينهم نصر الله في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأوضح بيان الحزب أن كركي تولى القيادة العسكرية في جنوب لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مشيراً إلى أنه «قاد وشارك في كافة المواجهات» مع إسرائيل، وكان «مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبر الماضي».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أول من أمس، أن مِن بين مَن قضوا في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت؛ القيادي في «حزب الله» علي كركي، الذي وصفه بأنه قائد جبهة الجنوب في الحزب.
ونجا كركي من قصف إسرائيلي استهدفه، الاثنين الماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إبراهيم قبيسي
أعلن «حزب الله» اللبناني، الأربعاء الماضي، مقتل إبراهيم قبيسي، أحد أبرز قادته العسكريين، في غارة إسرائيلية استهدفت الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت. وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة «بدر»، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات «حزب الله» الثلاث في جنوب لبنان.
وأشار «حزب الله» إلى أن قبيسي تدرّج في المسؤوليات التنظيمية وقاد عدداً من التشكيلات الصاروخية. وقال الجيش الإسرائيلي إن قبيسي كان يقود وحدات عسكرية عدة، بما في ذلك وحدة الصواريخ الموجّهة الدقيقة.
محمد سرور
قاد محمد سرور واسمه الحركي «أبو صالح»، قبل اغتياله في غارة جوية إسرائيلية في 26 سبتمبر الحالي، وحدة الطائرات من دون طيار في «حزب الله» منذ عام 2020.
وقال مصدر مقرّب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ سرور درس الرياضيات، وكان من بين عدد من كبار المستشارين الذين أرسلهم الحزب إلى اليمن لتدريب المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران أيضاً. كذلك، لعب سرور دوراً رئيسياً في تدخل «حزب الله» منذ العام 2013 في الحرب السورية دعماً لحكومة الرئيس بشار الأسد.
قياديون آخرون
إلى جانب القادة المذكورين، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن أكثر من 20 عنصراً من «حزب الله» قُتلوا إلى جانب نصر الله، في الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ووفق تقرير نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن من بين القتلى بمقر «حزب الله» تحت الأرض في الضاحية الجنوبية ببيروت: إبراهيم حسين جزيني، رئيس وحدة الأمن الشخصي لنصر الله، وسمير توفيق ديب، مستشار نصر الله، وعبد الأمير محمد سبليني، المسؤول عن بناء قوة الحزب، وعلي نايف أيوب، المسؤول عن القوة النارية للحزب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جزيني وديب كانا من أقرب الأشخاص إلى نصر الله، ومن ثم كانا «مصدراً مهماً للمعرفة فيما يتعلق بالعمل الجاري لمنظمة (حزب الله) الإرهابية، ونصر الله على وجه الخصوص».