أطفال ونساء يفترشون الأرض... مدارس لبنان تتحول إلى مراكز إيواء للنازحين (صور)

امرأة مسنة فرت من قريتها في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي ولجأت إلى مدرسة في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)
امرأة مسنة فرت من قريتها في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي ولجأت إلى مدرسة في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)
TT

أطفال ونساء يفترشون الأرض... مدارس لبنان تتحول إلى مراكز إيواء للنازحين (صور)

امرأة مسنة فرت من قريتها في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي ولجأت إلى مدرسة في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)
امرأة مسنة فرت من قريتها في جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلي ولجأت إلى مدرسة في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)

تعيد صور الأطفال والنساء وكبار السن الذين يفترشون الأرض في المدارس الرسمية اللبنانية إلى ذاكرتنا مشاهد موجة النزوح التي حدثت عام 2006 وسط ما يُعْرف بـ«حرب تموز» بين إسرائيل و«حزب الله».

أطفال يلعبون داخل مدرسة تحولت إلى مأوى مؤقت في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)

وبعد 18 عاماً، تحولت الكثير من المدارس في لبنان مجدداً إلى مراكز لإيواء النازحين الذين فرّوا من القصف الإسرائيلي الكثيف الذي تعرضت له مناطق عدة، الاثنين، خصوصاً في الجنوب اللبناني والبقاع.

امرأة لبنانية فرت من جنوب لبنان وسط تصاعد القصف الإسرائيلي تجلس في مأوى مؤقت (إ.ب.أ)

مواطنون يفرون من القرى الجنوبية وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة يجلسون على الرصيف خارج مدرسة في صيدا (أ.ب)

وتُظهر الصور أطفالاً ونساءً ينامون على فرش تم تقديمها لهم من قِبل جمعيات، أو حملوها معهم بأنفسهم، وتظهر على وجوههم مظاهر التعب والخوف، بعد يوم دامٍ وطويل من القصف الإسرائيلي، الاثنين.

نازحون فروا من قراهم في جنوب لبنان يلجؤون إلى معهد فني ببيروت (رويترز)

وكانت اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات في لبنان قد قالت في بيان، الاثنين، إنه «بعد توسع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ابتداءً من هذا الصباح، وتسجيل حركة نزوح كثيفة لا سيما من الجنوب والنبطية والبقاع إلى مناطق مختلفة في جبل لبنان والبقاع الغربي وبيروت، نطلب من أهلنا الكرام الذين تركوا منازلهم ويحتاجون إلى مراكز للإيواء، الاتصال على الأرقام الساخنة لتسهيل وصولهم إلى المراكز المخصصة».

طفلة لبنانية هربت مع عائلتها من قريتهم في جنوب لبنان تلجأ إلى مدرسة حكومية في صيدا (أ.ف.ب)

لاجئون فروا من قراهم في جنوب لبنان يلجؤون إلى مدرسة تحولت إلى مأوى مؤقت في العاصمة بيروت (أ.ف.ب)

وأرفقت البيان بأرقام ساخنة وبجداول لمدارس تستقبل النازحين في مناطق متعددة من بيروت إلى جبل لبنان، مروراً بمناطق في الجنوب نفسه والبقاع وصولاً إلى الشمال.

عائلة لبنانية فرت من الجنوب بسبب القصف الإسرائيلي تجلس داخل مؤسسة تعليمية في بيروت (إ.ب.أ)

وأعلن منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، الثلاثاء، أن أعداد النازحين من المناطق المستهدَفة بالغارات الإسرائيلية وصل، ليل الاثنين، إلى 16 ألفاً و500 نازح.

عائلة لبنانية فرت من الجنوب تلجأ إلى مؤسسة تعليمية في العاصمة (إ.ب.أ)

عائلة فرت من جنوب لبنان تستريح في مأوى مؤقت داخل مؤسسة تعليمية (إ.ب.أ)

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ، الاثنين، مئات الغارات التي استهدفت الكثير من البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك شرق لبنان، ولا تزال هذه الغارات مستمرة حتى الآن.


مقالات ذات صلة

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

المشرق العربي مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

ذكرت قناة «تلفزيون الجديد»، اليوم الجمعة، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان. ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى عن القصف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

عدّ رئيس «الاشتراكي» أن الدور الذي قام به الجيش اللبناني أسقط نظرية «الأمن الذاتي»، في حين أكد رئيس «القوات» أنه لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيباني مع رئيس البرلمان نبيه برّي في زيارة وداعية (رئاسة البرلمان)

السفير الإيراني يعود إلى بيروت بعد تعافيه من إصابة «البيجر»

يعود سفير إيران لدى لبنان مجتبي أماني يوم الأحد إلى بيروت لاستئناف عمله في سفارة بلاده.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص ماكرون يرسم مجدداً خريطة طريق لمساعدة لبنان

خاص ماكرون يرسم مجدداً خريطة طريق لمساعدة لبنان

ملف لبنان على طاولة المباحثات بين الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان، ويدعو لوقف كافة انتهاكات اتفاق وقف النار وانتخاب «فوري» لرئيس الجمهورية.

ميشال أبونجم (باريس)

سوريا: نزوح جماعي يواكب تقدم فصائل مسلحة نحو حلب

عناصر من الفصائل المسلحة السورية يوم الجمعة على مشارف حلب الغربية في سوريا (أ.ب)
عناصر من الفصائل المسلحة السورية يوم الجمعة على مشارف حلب الغربية في سوريا (أ.ب)
TT

سوريا: نزوح جماعي يواكب تقدم فصائل مسلحة نحو حلب

عناصر من الفصائل المسلحة السورية يوم الجمعة على مشارف حلب الغربية في سوريا (أ.ب)
عناصر من الفصائل المسلحة السورية يوم الجمعة على مشارف حلب الغربية في سوريا (أ.ب)

دفعت التطورات العسكرية شمال غربي سوريا وتحديداً في مدينة حلب وريفها الغربي، الآلاف إلى حركة نزوح جماعية كبيرة، تعددت وجهاتها بين أحياء وسط مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية بدمشق وشمال غربي إدلب على الحدود مع تركيا، ومناطق أخرى آمنة.

وبدأت معارك عنيفة حول حلب بعدما تحركت فصائل مسلحة أبرزها «هيئة تحرير الشام» ومجموعات أخرى متحالفة معها تحت شعار علمية سموها «رد العدوان» بهدف السيطرة على المدينة وردت عليها قوات حكومية. والتطورات العسكرية اللافتة تأتي بعد نحو 4 سنوات من التهدئة شمال غربي سوريا بموجب تفاهمات سورية – تركية.

ودفعت التعزيزات والغارات والمعارك، مدنيين إلى النزوح، وحذرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن الاشتباكات أجبرت أكثر من 14 ألف شخص على مغادرة من منازلهم. فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القسم الغربي من مدينة حلب يشهد حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الشرقية أو خارج المدينة.

وأفاد المرصد، مساء الجمعة، بأن «هيئة تحرير الشام» على مشارف حلب بعدما سيطرت على 55 قرية وبلدة وتلة استراتيجية تقع إما في أطراف حلب الغربية أو في ريف حلب الجنوبي على طريق دمشق – حلب الدولي، الذي انــقـطـع بشكل كامل منذ يوم الخميس.

وبالنسبة للنازحين، فقد بات الخروج مرتكزاً على طريق خناصر الواقع جنوب غربي حلب باتجاه البادية السورية.

ومع ازدياد تهديدات الفصائل المسلحة للقوات الحكومية والميليشيات الرديفة التابعة لإيران و«حزب الله»، أكدت مصادر «نزوح عشرات العائلات خلال اليومين الماضيين من ريف حلب نحو شمال غربي إدلب عند الحدود مع تركيا، حيث أقاموا في خيام مؤقتة في نزوح يعد الثالث لسكان تلك المناطق منذ اندلاع الحرب في سوريا».

وقالت مصادر أهلية في حلب لـ«الشرق الأوسط» إنه تم إخلاء السكن الجامعي في مدينة حلب بعد تعرضه للقصف ومقتل أربعة طلاب وإصابة طالبين آخرين، حيث توجه الطلاب كُل إلى محافظته.

وبثت وسائل إعلام رسمية سورية، صوراً للدمار الذي لحق بالسكن الجامعي، وقال التلفزيون الرسمي إن «أربعة مدنيين قتلوا من جراء قصف الفصائل المسلحة على المدينة الجامعية»، لكن الفصائل المسلحة نفت استهداف المدينة الجامعية، متهمة القوات الحكومية بذلك بهدف إخلائه وتحويله إلى ثكنه عسكرية».

وشهدت أحياء الحمدانية والفرقان وجمعية الزهراء وحلب الجديدة حركة نزوح كبيرة يوم الجمعة، باتجاه أحياء وسط المدينة مع تصاعد حدة الاشتباكات ووصول الجماعات المسلحة إلى مشارف المدينة.

وشرح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، أن «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها تريد السيطرة على مدينة سراقب الحيوية، وكذلك طريق «حلب – دمشق»، وطريق «حلب – اللاذقية» الدوليين.

ويقدر عبد الرحمن أن «كل المكتسبات التي حققتها القوات الحكومية والميليشيات الرديفة التابعة لإيران و(حزب الله) خلال السنوات الخمس الماضية في مناطق سيطرتها في محافظة حلب (ستنتهي) وسيعود الوضع إلى ما كان عليه أواخر عام 2019». أي قبل التهدئة التركية – الروسية عام 2020.

وأعلنت الفصائل المسلحة المعارضة في الشمال دخولها أول أحياء مدينة حلب والسيطرة على مركز البحوث العلمية في حي حلب الجديدة، وقالت وسائل إعلام داعمة للفصائل المسلحة إنها «سيطرت على أحياء حلب الجديدة والحمدانية، و3000 شقة غرب مدينة حلب، وباتت على بعد 2 كم عن وسط مدينة حلب».

لكن صحيفة «الوطن» السورية المقربة من الحكومة بدمشق نقلت في وقت سابق عن مصادر أهلية في حلب نفيها سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على بلدة المنصورة ومركز البحوث العلمية غرب حلب الجديدة بريف حلب الغربي

وسجل «المرصد السوري» مقتل نحو 254 شخصاً خلال الأيام الثلاثة منذ بدء هجوم «رد العدوان» الذي أطلقته الفصائل المسلحة غرب حلب، بينهم 24 مدنياً و 144 من «هيئة تحرير الشام» والفصائل الحليفة لها، ونحو 86 من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة. مشيراً إلى أن القوات الحكومية تتركز في مدينة حلب فيما يتوزع على الجبهات في الريف الميليشيات الرديفة التابعة لإيران وإلى حد ما «حزب الله» الذي تقلص دوره بشكل كبير في شمال سوريا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.