دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، اليوم (الإثنين)، إلى «بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان» على لبنان، وذلك مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية التي تقول إنها تطول أهدافاً لجماعة «حزب الله» في جنوب البلاد وشرقها.
وقال السيستاني، في بيان على موقعه الإلكتروني: «في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم حيث يتعرّض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة... تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وطالب رجل الدين الذي يعدّه كذلك ملايين من الشيعة حول العالم أعلى مرجعية دينية لهم، «ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة».
ودعا كذلك «المؤمنين إلى القيام بما يُسهم في تخفيف معاناة» اللبنانيين «وتأمين احتياجاتهم الإنسانية».
ونادراً ما يظهر السيستاني صاحب التأثير الكبير، في العلن، في حين ينقل ممثل عنه خطبه خلال صلاة الجمعة كل أسبوع. ويحظى السيستاني باحترام كبير في أوساط الشيعة في العراق وفي أوساط الطوائف الأخرى كذلك.
وبعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، كان السيستاني وراء إرسال ملايين العراقيين إلى الشوارع وإلى صناديق الاقتراع وحتى إلى القتال خلال المعارك ضد تنظيم «داعش» في عام 2014.
وفي مارس (آذار) 2021، التقى السيستاني البابا فرنسيس في النجف، في زيارة تاريخية أجراها المرجع المسيحي الكاثوليكي للمدينة المقدّسة العراقية.
ووُلد السيستاني في مشهد بإيران قبل نحو 94 عاماً، وتلقى تعليمه في قم، قبل أن يستقر في عام 1952 في النجف حيث خلّف في عام 1992 أبو القاسم الخوئي.
وجاء بيان السيستاني، الاثنين، في وقت تبلغ فيه التوترات بين «حزب الله» وإسرائيل أوجها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه شنّ غارات على أكثر من «300 هدف» للحزب المدعوم من طهران، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء النزاع الراهن بين الطرفين في أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس».
ويتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ الثامن من أكتوبر 2023، بعدما فتح الحزب «جبهة إسناد» لحركة «حماس» وقطاع غزة إثر اندلاع الحرب.
وتركزت الغارات، الاثنين، في مختلف أنحاء جنوب لبنان، بما في ذلك منطقتا صور والنبطية وغيرهما، ومحافظة البقاع الحدودية مع سوريا في شرق البلاد، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، ومراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».